هل يقف البطريرك ساكو مع ألاشوريين في حربهم ضد الكلدان
بقلم حسيب عم بولص
خاهة عَمّا كَلذايا ذكرنا في مقالات سابقة بأن ألأقوام المرتزقة التي كانت تقطن المناطق في جنوب تركيا وتعتنق المسيحية كانت من اصول يهودية وكلدانية ومن أجناس اخرى مختلفة قدمت من أواسط أسيا، وذكرنا بأن اليهود هم من أحفاد ألأسباط العشرة ألذين سباهم ألقادة ألأشوريين أبان غزواتهم على مملكة يهوذا، الا ان هؤلاء اليهود بدأوا ينسبون أنفسهم الى أشوريم أحد أحفاد النبي ابراهيم من زوجته الثالثة قطورة، كي تتم تسميتهم بالأشوريين ولكي يتمكنوا من تحقيق الأهداف التي جاءوا من أجلها الى العراق والتي تتضمن اقامة أشور جديدة في أرض أشور القديمة في شمال العراق. لقد سمحت لهم ألظروف بعد سقوط العراق عام 2003 أن يتولوا مناصب في حكومة بغداد وحكومة ألاقليم في الشمال وأن يستحوذوا على ألموارد ألمالية ألمخصصة لشعبنا ألمسيحي ويتغلغلوا في ألكنيسة ألكلدانية بعد استقالة المرحوم ألكاردينال عمانوئيل ألثالث دلي.
في 1/2/2013 تم انتخاب مار لويس روفائيل ساكو بطريركا على ألكلدان، ومن هنا سنحاول سرد بعض التفاصيل ألخاصة بنشاطات ومواقف غبطته تجاه ألكلدان منذ انتخابه ولحد ألأن: 1 – بعد مرور بضعة أشهر على انتخابه بطريركا على ألكلدان، قام ألأب لويس ساكو بزيارة رعوية الى استراليا عام 2013 استغرقت خمسة أيام، ثم بعدها غادرها متوجهاً الى ألعراق، وبعد وصوله الى ألعراق وجه نداءاً الى ألمؤمنين في استراليا يدعوهم الى ألابتعاد عن ألقوميون ألكلدان وعدم ألانجرار ورائهم بعد أن وصفهم بالقومجية. فما هو الذنب الذي اقترفه هؤلاء القوميون ألكلدان كي يقوم ألبطريرك باهانتهم والتهجم عليهم بهذه ألطريقة؟ ان كل ما يقومون به هو كشف الحقائق والرد على ألأكاذيب التي أراد منها ألأشوريين تضليل شعبنا ألكلداني ألعريق بالادعاء بأن التسمية ألأشورية هي التسمية القومية للمسيحيين الكلدان وأن ألكلدانية هي ذات طابع مذهبي يتبع ألمسيحية. فهل ان ألكلداني ألشريف الذي يدافع عن أصله وهويته ألقومية ويرد على ألمخادعين والمزيفين في كتاباته ويكشف أوراقهم يُلقب بالقومجي؟ ان البطريرك ساكو ومن موقعه الديني ألمسيحي يجب أن يكون نوراً للحقيقة وأن يرد على ألظلم الذي ألحقه ألأشوريين بالشعب ألكلداني وليس بالوقوف معهم من خلال ألتهجم عليه ومحاربته. عندما يقوم ألبطريرك ساكو باهانة ألقوميين ألكلدان فهو يهين ألكلدان جميعا. البطريرك ساكو هو سرياني، فاذا كان يؤمن بأن كلمة Syriac ( سرياني ) هي مرادفة لكلمة اشوري ( Assyrian). حسب ما يروجه ألأشوريين، فانه يؤمن بأنه أشوري وهذا شأنه، ولكن لا بد له أن يعرف بأن ألكلدان هم الذين أوصلوه الى سدة ألبطريركية ألكلدانية من خلال أساقفتهم، وعلى ضوء ذلك يتوجب عليه مراعاة مشاعرهم وليس تجريحها، وحتى اذا كان يتقاضى راتباً شهرياً من ألأشوريين ألمتحكمين بالموارد ألمالية ألمخصصة لشعبنا ألمسيحي، فهذا لا يعني بأنه عليه أن يعادي ألكلدان وأن لا يعترف بهويتهم ألكلدانية. 2 – قدم سيادة المطران مارباوي سورو الموقر طلباً للانضمام للكنيسة ألكلدانية ألكاثوليكية ولكن البطريرك ساكو رفض قبوله خوفاً من انزعاج البطريرك ألأشوري مار دنخا ألرابع، وعليه قام سيادة ألمطران مار سرهد يوسب جمو الجزيل ألاحترام ببذل جهود كبيرة في هذا السياق تضمنت تكثيف اتصالاته مع الفاتيكان من أجل قبوله، وبالفعل تم الحصول على موافقة قداسة البابا بقبوله كأسقف في الكنيسة ألكاثوليكية وتم تثبيته فيما بعد في الخدمة الرعوية في ابرشية مار بطرس الكلدانية ألكاثوليكية، ان هذه الواقعة كان لها اثرها في ظهور فجوة تبعد غبطة البطريرك ساكو عن سيادة ألمطران سرهد.
3- بعد استيلاء داعش على محافظة نينوى عام 2014 قام سيادة مار سرهد بزيارة واشنطن لاجراء مباحثات مع المسؤولين لغرض تسهيل هجرة المسيحيين العراقيين، في حين قام أبينا البطريرك ساكو بزيارة تركيا، وسوريا، ولبنان، والاردن وطلب من ممثلي الامم المتحدة بعدم السماح للمسيحيين العراقيين بالهجرة، الا ان الامم المتحدة ولكون عملها ذات طابع انساني سمحت للمسيحيين العراقيين بالهجرة من خلال تزويدهم بالفيزا (التأشيرة). وكان لهذه الواقعة الاثر في زيادة حجم الفجوة بين البطريرك ساكو والمطران سرهد.
4- قام غبطة البطريرك ساكو في عام 2014 بزيارة الى ديترويت-امريكا لترسيم المطران فرنسيس قلابات خلفاً لسيادة المطران مار ابراهيم ابراهيم، وهناك قام سيادة المطران سرهد الذي حضر مراسيم الترسيم بدعوته لزيارة سان دييغو-كاليفورنيا، فوعده البطريرك بالحضور ولكنه لم يحضر. من المؤكد ان حضوره الى سان دييغو وتقاربه من المطران سرهد والمطران باوي والكهنة والتقائه بالرعية كان سيجلب الفرح والبهجة والسعادة الى نفوس الجميع وكان سيؤدي الى تقريب وجهات النظر ووضع الحلول لكل الخلافات والمشاكل التي برزت في كنيستنا الكلدانية في الأونة ألأخيرة، ولكن هذا وللأسف الشديد لم يحدث. كان من المفروض أن يصبح البطريرك ساكو منذ انتخابه أباً روحياً لجميع ألأساقفة ورجال الدين في الكنيسة الكلدانية وأباً لجميع المؤمنين التابعين لها، فأين هو هذا الدور ألأبوي للبطريرك ساكو، فنحن لم نلمس منه سوى بياناته وقراراته على مواقع ألانترنيت ينتقد هذا ألاسقف، ويطرد الكهنة ويدعو المؤمنين الى التمرد عليهم، ويرد على الكُتاب وعلى الكهنة في بياناته وتصريحاته بكلمات غير لائقة مثل سفهاء، شماعة، جهلة، مرتزقة، قومجية، وغيرها، ويلجأ الى تهديد سيادة المطران سرهد، ويدعو الى عقد السنهادس لمحاسبة المطران ومحاكمته.
5– في احد بياناته، يقول ألبطريرك ساكو "كنيستنا كان لها دور الريادة في ألانفتاح والمثاقفة والمناداة بايمانها علنية وبقوة، ونقلته الى شعوب عديدة في بلدان الخليج وايران وتركيا وأفغانستان والهند والفلبين والصين! لذا لا يمكن لكنيستنا المجيدة أن تكون قومية منغلقة بالمعنى الذي يسوقه البعض الذين ينادون ب"كنيسة على حدة" خارج حدود البطريركية! هذا محض وهم!
ان أبينا البطريرك ساكو يوجه اتهامه هذا الى سيادة المطران سرهد من دون وجه حق لأن المطران سرهد لم يجعل ولا يرغب أن تكون كنيسته قومية منغلقة، بالاضافة الى ذلك فان المطران هو انسان تقي مؤمن يخاف الله ويؤدي ويتابع واجباته الروحية والدينية بشكل كامل ومستمر في الكنيسة، وقام ولا يزال يقوم بنشاطات كبيرة وعظيمة لخدمة الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية ولخدمة رعيته. وان كل ما فعله هو قيامه بنشر الوعي القومي الكلداني وهذا من حقه كانسان كلداني يدافع عن أصله وأصل جميع الكلدان ضد الهجمة الشرسة التي يشنها ألأشوريين عليهم وعلى كنيستهم التي تتبع الفاتيكان وتنشر المذهب الكاثوليكي وتبشر بالمسيحية في جميع بلدان العالم، وان ما لا يقبله سيادة المطران سرهد والكلدان جميعاً هو ما يروجه أعداء الكلدان من ان الكلدانية هي مذهب من مذاهب المسيحية وأن الكلدان هم من اصول أشورية، وكان من المفروض على غبطة البطريرك ساكو أن يرفض هذا ألادعاء المزيف ويعلن بأننا كلدان من أصل كلداني لا ننتمي الى البيت ألأشوري ألمزيف ولو لمرة واحدة وليس كلما يدق الناقوس لئلا يتهمه البعض بأنه يمارس السياسة، وبالتحديد أمام البطريرك ألأشوري دنخا الرابع الذي اعلن مراراً وتكراراً بأن أبناء الكنيسة الكلدانية هم أشوريين.
6- وفي احد بياناته ايضاً، صرح غبطة البطريرك ساكو بأن المطران سرهد قام بطرد جميع أعضاء جوقة كنيسة مار ميخا مع عوائلهم.
ان هذا التصريح هو غير دقيق ولا اساس له من الصحة، فالمطران سرهد لم يطرد الجوقة ولا عوائلهم، فهم جميعهم يترددون الى الكنيسة باستمرار، وان كل ما أراد أن يفعله سيادة المطران هو استبدال مسؤول الجوقة بأخر أكثر كفاءة منه. وكان من المفروض بالبطريرك الكلداني أن يتأكد من صحة الخبر من مصادر محايدة وليس من الذين يحومون حوله او الذين تضررت مصالحهم في الكنيسة، وأن يتحلى بالصبر والحكمة في معالجته للامور وأن لا يدلي بهكذا تصريح في موقع ألانترنيت الذي لا يمكن تفسيره الا بشيء واحد وهو تشويه سمعة سيادة المطران سرهد أحد رموز الكنيسة الكلدانية، وهذا هو ما يتمناه ألأشوريين الذين بذلوا كل ما في وسعهم من أجل تحقيقه في اعلامهم ألمزيف منذ سقوط العراق ولحد ألأن.