الامير شهريار (داينمو الموقع)
البلد : مزاجي : الجنس : عدد المساهمات : 9611 تاريخ التسجيل : 07/07/2011 الموقع : في قلب بلدي الحبيب العمل/الترفيه : السياحة والسفر
| موضوع: حديث صريح مع شخص له شكوك ايمانية / شمعون كوسا 22/10/2015, 7:42 am | |
| حديث صريح مع شخص له شكوك ايمانية « في:21.10.2015 في 23:44 » حديث صريح مع شخص له شكوك ايمانية شمعون كوسا لي صديق اسمه جان فيليب ، تعرفتُ عليه قبل سنوات . جان فيليب رجل طيب المعشر ، مثقف وذو أخلاق عالية ، غير انه ضعيف الايمان جدا ، الى حدّ الانعدام . قبل ايام بينما كنا نتجول في نزهة خارج الحارة ، قادتنا اقدامنا بعد أربعة كيلو مترات ونصف من السير الى موقع يطل على منظر جميل . توقفنا تلقائيا وجلسنا على صخرتين متجاورتين لا سيمّا واننا كنّا بحاجة الى قسط من الراحة . بعد دقيقتين من صمت عميق ، إلتفتَ إليّ جان فيليب وقال : منذ عامٍ وانا اتوق لفتح حديث خاص معك ، لأني ألِفتك شخصا منفتحا يتسع صدره لسماع بعض الآراء الجريئة دون غضب او تحريم او تكفير. أرى المناسبة مؤاتية الآن لأتناول بصراحة بعض جوانب إيمانية تتعلق بأوضاع الساعة . هل لك ان تصغي إليّ حتى اذا أتيتك بما لا يوافق قناعاتِك ؟ اقلقني كلامه في البداية ، ولكني لم أتأخر عن القول : انت صديق قديم ، ولطالما تحدثنا ، وفكرنا وحللنا واستعرضنا الامور وعبرنا كلّ منّا عن رأيه الشخصي ، وكانت نقاشاتنا تتّسم بالصراحة التامة . وفي هذا المجال بالذات ، أودّ ان اضيف الى معلوماتك بأنني انتمي الى مؤسسة روحية تؤمن بحرية الفكر ، وتبيح للشخص تبنيّ ما يراه صائبا واتّباعه اذا اشبع قناعاته . أفصِحْ إذن بما يخالج صدرك ، فكلّي آذان صاغية ، وسوف احاول الاجابة على قدر ما سمعته وتعلمته . أنا لست ممن يكفّرون ويغضبون ويهددون ويحرّمون عند بلوغهم الخطوط الحمراء . انا مقتنع بان للعقل البشري فضاء لا متناهٍ ، يحلق فيه على هواه وفي كل الاتجاهات . قال جان فيليب : إسمعني إذن : انا افكر كثيرا بهؤلاء الذين اقتُلِعوا قبل سنة ونيّف من أراضيهم ، واضطرّوا لترك بيوتهم واموالهم وأراضيهم ومحاصيلها ، ألم يكونوا جميعا اشخاصا مؤمنين بالله ؟ قلت له : وكيف لا ؟!! قال : ألم يُمضِ هؤلاء ، وقبلهم آباؤهم واجدادهم القريبون والبعيدون حياتَهم كل يوم في العبادة والصلاة وتطبيق الوصايا والقوانين الدينية ؟ قلت : بلى. قال : من جهة اخرى ، ألا يُقال بان الله هو الخالق ، والاب الرحيم ، والقادر على كل شئ ، ولا شئ يتمّ دون ارادته ؟ قلت له : هذا كله صحيح ، اين تريد ان توصلني ؟ قال لي : هذا الكائن الاعظم الذي لا يريد الا الخير والقادر على كل شيء ، لماذا سمح ببلوغهم هذه الحالة المأساوية ؟ الم يكونوا له اوفياء ، ويبتهلون إليه ليل نهار ؟ قلت له : انه سؤال صعب ويتطلب ردّا مطوّلاً ومعمّقاً ، غير اني سأحاول ايجاز جوابي ، وعلى الشكل التالي : فيما يخص الله ، لقد أوجد الحياة وجبل الانسان وحباه بعقل يرى الخير والشر ويميّز بينهما ، واطلق له حرية الاختيار بينهما . المهاجرون المنكوبون ، وقعوا ضحية اناس يحملون نفس هذا العقل ، اناس اختاروا الشرّ منهجاً في حياتهم . هؤلاء ، كما هو حال جميع الناس ، خاضعون للمبدأ العام للحرية ، لان الله لا يتدخل في حرية كل فرد او جماعة ، وإلا كنا سنقول مثلا : لماذا وقعتِ الحربان العالميتان في النصف الاول من القرن الماضي ؟ أو حروب الديانات في القرون الوسطى ؟ أو لماذا سُمح للحاكم الفلاني والفلاني ، في فترات متفاوتة من الزمن ، التسبب بقتل الالاف او الملايين ؟ ولماذا لم يتمّ منع الاوبئة التي اودت بحياة الاف الابرياء ؟ و.. و..و.. ؟ إن ما حدث أخيرا رهيب ويقشعرّ له البدن ، ولكنه من جهة اخرى ، اذا قورن بما حدث لغيرهم وفي نفس الوقت ، نجدهم محظوظين نسبيا لانهم على الاقل بقوا على قيد الحياة . هناك من لم ترحَمْهم يد الشرّ في الظروف ذاتها ، فتمّ ذبحهم كالشياه ؟ باعتقادي يجب تخفيف الامر قليلا بالنظر من هذه الزاوية ، لان أغلى شيء لدى الانسان هي حياته . قال جان فيليب : رجال الدين لا يكفّون عن الطلب من هؤلاء الصلاة ، بغية تسهيل عودتهم . الم يكونوا يصلون كلّ يوم ، قبل وقوع المأساة ؟ أوَلم تكن صلواتهم موجهة لنفس الله ؟ قلت له : نعم هذا صحيح . قال : وهل صلاتهم للعودة ستقود الى نتيجة ، ألا يخاطبون نفس الخالق ؟ وهل صلواتهم قبل وقوع الكارثة لم تكن كافية لتمنع عنهم المصيبة ؟ ام انهم يجب ان يقوموا بالمزيد من الالحاح والتوسل ؟ قلت له : ليس بوسعنا معرفة ما يريده الله لان طرقه وافكاره غير قابلة للإدراك . غير انّ ما نحن واثقون منه هو ان الله لا يمكنه ان يضمر الشرّ للإنسان ، واذا سمح احيانا ببعض الاحداث ، التي قد تكون سلبية ظاهريا ، فانه ينوي اختبار صبر الانسان . أما عن الصلاة وفائدتها اقول : ان الصلاة دخول في مناجاة الله ، عملية يعبّر فيها الانسان عن احتياجاته ورغباته . والصلاة هي ايضا استسلام كامل لإرادة الله والكثيرون يجدون فيها سلاما داخلياً . والصلاة كأي طلب، استجابتها ليست تلقائية وتتطلب صبراً وطول أناة . قال جان فيليب : افهم من كلامك بان المصلّي يبقى معلقا وكأنه في نفق لا يبصر نهايته ؟ قلت له : تعاليمنا ، وبفم المسيح نفسه تردّد القول :صلّوا ولا تملّوا . ولأجله لا مكان للملل في الصلاة ولا يجب ان ينقطع حبلها . ما نحن متأكدون منه هو أن الشرّ كالكذب حبله قصير ، وبأن الحق لابدّ له ان يبان في النهاية وينتصر. ولهذا يقال بان الصلاة تتطلب مثابرة وصبرا، والذي يصبر الى المنتهى فهو يخلص . قال جان فيليب : اني ارى في ردودك اجوبة مسبقة الصنع ، يتفوه بها بعض رجال الدين دون قناعة ، يقولونها بالضبط مثلك ويعجّلون بقولها لان افكارهم تجول في مكان آخر . واضاف ايضا : ردودك شبيهة ايضا بلغة الخشب التي يتبناها السياسيون في هذا الزمان ، عبارات طنانة لا تعني شيئا لأنها نظرية وبعيدة عن الواقع . أكون مجامِلاً لك اذا قلت بانها اقنعتني . قلت له : انا لا الومك ، ولكن الردّ لا يمكن ان يأتي بصورة أخرى . كلامي لا يقبل به إلاّ من كان ثابت الايمان ،ولسوء الحظّ أن نار ايمانك قد فقدت جذوتها وانطفأت . ألا يقال بان المتحّصن بالإيمان قادر على زعزعة الجبال ؟ بالرغم من كل شيء ، سأبقى صديقك الذي يحترمك ويحبك . واذا عليّ أن ابوح لك بشئ اقول ، انا أيضا تعتريني أحياناً حيرة لا ترفع قيودها عنّي ، ما لَم أرفع انظاري الى العلى ، فأنسى . ترددت كثيرا قبل نقل هذا الحديث، ولكني قلت لعلّه سيفيد ، ولو قليلا ، بعضَ من تراودهم شكوك جان فيليب . من الجدير القول باني لست رجل دين ، ولكني انتقيت ردودي المتواضعة من بعض ما تعلمته ، وبصورة خاصة من الكنز الكبير الذي تركه لنا والدي ، لأنه كان رجلا ثابت الايمان . الـوحـدة المسيـحـية هي تلك التي أرادها الرب يسوع المسيح (له المجد ) وما عـداها فـهي لـقاءات لأكل القوزي والتشريب والسمك المزگوف وترس البطون من غير فائدة
أقبح الأشياء أن يصبح كل شئ في الحياة جميل!! @@@@ ولا تحدثني عن الحب فدعني أجربه بنفسي @@@@ ليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي..الشخصية هي في النهاية مجرد رؤيه لأفكاري..!! | |
|