البطريرك لويس روفائيل ساكو - نشيد المحبة «
في: 13.04.2016في 16:40 »
البطريرك لويس روفائيل ساكو
"الرسالة الأولى الى قورنثية13: 1-8"
الحبُّ زادُ المُتزوجين والمُكَرَّسين
"لو تَكَلَّمتُ بلُغاتِ النَّاسِ والمَلائِكة، ولَم تَكُنْ لِيَ المَحبَّة، فما أَنا إِلاَّ نُحاسٌ يَطِنُّ أَو صَنْجٌ يَرِنّ. ولَو كانَت لي مَوهِبةُ النُّبُوءَة وكُنتُ عالِمًا بِجَميعِ الأَسرارِ وبالمَعرِفَةِ كُلِّها، ولَو كانَ لِيَ الإِيمانُ الكامِلُ فأَنقُلَ الجِبال، ولَم تَكُنْ لِيَ المَحبَّة، فما أَنا بِشَيء. ولَو فَرَّقتُ جَميعَ أَموالي لإِِطعامِ المَساكين، ولَو أَسلَمتُ جَسَدي لِيُحرَق، ولَم تَكُنْ لِيَ المَحبَّة، فما يُجْديني ذلكَ نَفْعًا. المَحبَّةُ تَصبِر، المَحبَّةُ تَخدُم، ولا تَحسُدُ ولا تَتَباهى ولا تَنتَفِخُ مِنَ الكِبْرِياء، ولا تَفعَلُ ما لَيسَ بِشَريف ولا تَسْعى إلى مَنفَعَتِها، ولا تَحنَقُ ولا تُبالي بِالسُّوء، ولا تَفرَحُ بِالظُّلْم، بل تَفرَحُ بِالحَقّ. وهي تَعذِرُ كُلَّ شيَء وتُصَدِّقُ كُلَّ شَيء وتَرْجو كُلَّ شيَء وتَتَحمَّلُ كُلَّ شيَء. المَحبَّةُ لا تَسقُطُ أَبَدًا"الرسول بولس يسَلِّطُ الضوءَ على " فرح الحبّ- العطاء"، وهنا أود ان ألفت النظر الى ان كلمة "المحبة" ونجدها في الترجمات الأجنبية بـ loveتختلف عن الحبّ، المحبة تميل الى الرحمة أكثر منها الى الحبّ الوجداني النابع من القلب. وهنا أتمنى ان تتم قراءة هذا النص الرائع بعمق وليس بطريقة عاديّة وسريعة.
* الحبُّ يعيش في الحقيقة وليس في الوهم، صريحٌ وصادقٌ، لا زيف فيه ولا عقدٌ.
* الحبُّ متجردٌ لا يبحث عن منفعة ذاتيّة، ويجهل عقلية " أعطِني أعطيك"!
* الحبُّ عندما يغمر كياننا يجعلنا ننمو نموّاً سليماً بديعاً.
* الحبُّ عندما يعيش فينا يجسّر حياتنا تجسيراً متيناً حتى لو وجدت بعضُ تمزقات! أليست الافخارستيا سرّ الحبّ. فالمسيح اتى بذاته من اجلنا نحن الذين احبنا للغاية (يوحنا 13/1).
* الحبُّ وجداني لا يوحش ولا يقلق ولا يحبط، لهُ قلب كبير ونفس طويل، منعش ومشاركٌ وخلاّق، ومتجدد دوما. ولا يمكن تحويله الى شيْ " سلعة"!
* الحبُّ لا يُحزن احداً ولا يمسح شخصيته، ولا يفعل امراً معاكسًا، ولا يعتريه الضعف امام الشدائد والالم، ولا يؤمن بتوقف الحياة، بل يشرق فينا املاً وثقةً وحيويةً ونشاطاً، وسلاماً وفرحاً. الحبُّ عيدٌ واحتفالٌ وانفتاحٌ على المستقبل الواعد!
* الحبُّ نضوجٌ متكاملٌ ومتناغمُ. الحبّ لا يحتاج الى الكلام فهو يعبر عن نفسه! الحرف يميت والروح يحيي (2 قورنثية 3-6)، ولا يستهلك ولا يعرف التعب ولا ينغلق على نفسه.
* الحبُّ يُعطي قوّةً وزخماً لمواجهة التحديّات وتجاوز الصعوبات، وهو الرابط الأقوى بيننا كبشر وبيننا وبين الله.
* الحبُّ العميق والحقيقي انعكاس لحبّ الله لنا، لذا نحن مدعوون لتنشئة ذاتنا.
* الحبُّ مشروعٌ ديناميكيٌّ يدهش ويبهج ويَرتقي ويّسمو عبر اندماج تدريجيٍّ وليس آليّ.
* الحبُّ بذل للذات حرٌّ: من يحبّ لا يخشى ان يهب ذاته في زواج محب خلاقٍ للحياة، أو في تكريس حرّ وخصب في خدمة الكهنوت او الدير: جسداً ونفساً وقلباً وفكراً. نبذل ذاتنا من اجل من نحب ونرافقه الى النهاية. ومن هذا المنظور ينبغي ان نفهم قول يسوع: "من خسر نفسه يجدها"(متى16/25).
* الحُبُّ قُرْبٌ رؤوفٌ، يُحَوِّلُ كلَّ شيءٍ الى خيرٍ كبير. لذا يؤكد بولس على أن الحبَّ لا يسقطُ ابداً!
* حبّ "الانا" أصل الشرور كلّها ويدمّر كلَّ علاقة.
رابط الموضوع
http://saint-adday.com/?p=12234