على امتداد السنوات الطويلة الماضية كتبت عشرات التحليلات ناقشت فيها العلاقات الأمريكية الايرانية وتحولاتها، وحذرت منذ وقت مبكر من توجه استراتيجي امريكي للتقارب مع ايران على حساب المصالح العربية، ومن تآمر فعلي بين امريكا وايران في عديد من التطورات والقضايا التي تعنينا نحن.
وكل يوم تتكشف حقائق وأسرار وأبعاد جديدة تؤكد ما ذهبنا اليه، وتكشف عن ان العلاقات السرية بين امريكا وايران وأوجه التنسيق اكبر مما كنا نتصور.
بالإضافة الى ما ذكرناه، يجب ان نؤكد هنا مسألة مهمة.
حين تواطأت امريكا مع ايران ونفذت عمليا خطتها واجندتها في العراق، لم يكن هذا مجرد رضوخ امريكي لايران ومشروعها، ولكنها فعلت ذلك عن قناعة تامة.
نعني ان امريكا فعلت هذا لأن هناك توافقا بين في الأجندات والأهداف مع ايران.
الحادث هنا ان تدمير الدولة العراقية وجيشها واجهزة امنها ومؤسساتها بعد الغزو والاحتلال، وتمكين القوى الطائفية من الحكم، كانت اهدافا امريكية كما هي اهداف ايرانية. الذي حدث هو لقاء بين المشروعين الأمريكي والايراني.
وليس صحيحا هنا ما حاول خليل زاد ان يوحي به من انه في المحادثات السرية الأمريكية الايرانية قبل الغزو، كان هناك خلاف بين التصور الايراني لمستقبل العراق وطبيعة الحكم بعد الغزو والتصور الأمريكي. لو كان هذا صحيحا، ما كانت امريكا قد نفذت حرفيا كل ما طالبت به ايران في هذه المحادثات.
هذا اللقاء بين المشروعين الأمريكي والايراني ليس قصرا على حالة العراق، وانما يمتد الى المنطقة العربية كلها. اغراق المنطقة في الصراع الطائفي، والسعي الى تدمير الدول الوطنية العربية، واعادة رسم خريطة المنطقة، كلها اهداف استراتيجية تجمع المشروعين الأمريكي والايراني.
ونعلم انه فيما يتعلق بالبحرين مثلا، فان امريكا ومنذ اندلاع الأحداث الطائفية في عام 2011، وقفت بجانب نفس القوى الطائفية الانقلابية التي تدعمها ايران، واحجمت عن اتخاذ أي موقف من التدخلات الايرانية السافرة في شئون البحرين ودعم ايران للجماعات والقوى الارهابية.
ونعلم الآن ان التآمر الأمريكي الايراني دخل مرحلة متقدمة جديدة مع توقيع الاتفاق النووي ودخوله حيز التنفيذ.
دول الخليج العربية اعربت علنا عن تحفظاتها ومخاوفها من تحولات المواقف والسياسات الأمريكية، ومن تقارب امريكا وايران وتأثير ذلك على المصالح العربية.
وازاء هذا، يلجأ المسئولون الأمريكيون الى اعطاء التطمينات لدول الخليج العربية، وتأكيد ان تحالفات امريكا لم تتغير، وانها ملتزمة بالدفاع عن حلفائها العرب ومصالحهم.. الى آخر هذا الكلام.
لكن الحقيقة ان المسئولين الأمريكين ليسوا صادقين هنا. والتطورات على ارض الواقع تثبت هذا. الحقيقة ان هناك تحولات ضخمة في المواقف الأمريكية وفي طبيعة العلاقات مع ايران.
نقول كل هذا لننبه مجددا الى ان علينا في الدول العربية ان نستعد لتطورات غاية في السلبية في الفترة القادمة في اطار هذه العلاقات الجديدة بين امريكا وايران، وفي اطار هذا اللقاء بين المشروعين الأمريكي والايراني في المنطقة.
ولسنا بحاجة الى القول بطبيعة الحال ان هذا يتطلب سياسات عربية جديدة، وتحالفات مختلفة مع القوى الكبرى. ويتطلب قبل هذا وبعده، استعدادا وحزما في الدفاع عن مصالحنا ودولنا بأنفسنا في مواجهة التطورات الخطيرة المتوقعة.
گالُولي ليش رافع راسك و عينك قَوِيّة .. گتّلهم العفو كُلنا بَشَر ولَكِن أنا من القوميّة الكلدانيّة
أسمِي بَدَأ يُرْعِبْ الكَثِيرِينْ وَخَاصَّة في موقع الحُثالة الساقطّين عِنكَاوة كُوم وَلِهذا أُغلِقَ حِسَابي مِنْ مَوقِعهُم