رسالة قلبية مُوجَهة الى مؤمني أبرشية مار بطرس الكلدانية
أيها الأحباء
سلام من الرب معكم جميعاً
بعد شهر من بقائي معكم، وبعد لقائي مع كافة الطبقات في هذه اللأبرشية المباركة: السادة الأساقفة، والآباء الكهنة، والرهبان والراهبات، والمؤمنين أقول لكم جميعاً: أشكركم على محبتكم لي وتعاونكم معي، وهذا ما أتمناه أن يتجذر فيما بينكم أجمعين، أي المحبة والحوار والوحدة والسلام. وأود أن أكرر لكم ما قاله الرسول بولص إلى أهل أفسس "فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ، أَنَا الأَسِيرَ فِي الرَّبِّ أَنْ تَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلدَّعْوَةِ الَّتِي دُعِيتُمْ بِهَا. بِكُلِّ تَوَاضُعٍ، وَوَدَاعَةٍ، وَبِطُولِ أَنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي الْمَحَبَّة. مُجْتَهِدِينَ أَنْ تَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةَ الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلاَمِ. جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَرُوحٌ وَاحِدٌ، كَمَا دُعِيتُمْ أَيْضًا فِي رَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ الْوَاحِدِ. رَبٌّ وَاحِدٌ، إِيمَانٌ وَاحِدٌ، مَعْمُودِيَّةٌ وَاحِدَةٌ، إِلهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلِّ، الَّذِي عَلَى الْكُلِّ وَبِالْكُلِّ وَفِي كُلِّكُمْ. وَلكِنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا أُعْطِيَتِ النِّعْمَةُ حَسَبَ قِيَاسِ هِبَةِ الْمَسِيحِ" (أفسس 4: 1-7) "وَاسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضًا وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَانًا وَذَبِيحَةً للهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً" (أفسس 5: 2).
إخوتي وأخواتي مؤمني أبرشية مار بطرس سلام الله معكم جميعاً، هذه هي كلمات الروح القدس مما كتبه القديس بولص وما طلبه من أهل أفسس، وها أنذا أكررها لكل واحد منكم الكبار والصغار، لكي نبني معاً كنيسة الله ونبذل الغالي والنفيس من أجلها. إن الرب يسوع الذي بذل نفسه من أجلنا، هو يطلب منا أن نساعد بَعضُنا بعضاً، وهو الذي يوحدنا بجسده ودمه الذي قدمها لنا مأكلاً ومشرباً وفي تناولها نصبح جسداً واحداً.
مار بولص يطلب منا أن نتسابق بالصالحات، وأن نعمل بكل جهدنا لكي لا نضع عثرة لإخوتنا، ولا ندين أحداً كما يقول الرب "لا تدينوا لئلاّ تدانوا... فبالكيل الذي تكيلون يكال لكم" (لوقا 37:6). إن كلامنا ليكن مملوء بالمحبة وبالملح لكي يكون صالحاً. المسيح أحبنا ومات من أجلنا، فيريد منا أن نصبح قرباناً وذبيحة من أجل بَعضِنا البعض، هذه هي المحبة الحقيقية، فهل نحن مستعدون أن نموت من أجل بَعضِنا البعض؟ إذا كان جوابنا إيجابياً فسوف تنجح كنيستنا وأبرشيتنا، أما إذا كانت محبتنا للمصلحة فقط، فإننا سنخسر كل شئ. إذاً لنخضع لما يوصينا به الرب بلسان الرسول بولص، أن نسلك مع بَعضِنا البعض بكل تواضع ووداعة وطول أناة، ولنتعلم من ربنا يسوع المسيح الذي قال لنا "تعلموا مني فإني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحةً لأنفسكم" (متى 29:11).
أخوكم بالرب + المطران شليمون وردوني المدبر الرسولي لأبرشية مار بطرس الرسول في سان دييغو
من يقف في صف كنّا وآغجان فأنه مشارك في تهميش وإستلاب حقوق الكلدان