المؤسسة الكنسية وإن سميت مؤسسة، إلا إنها تختلف عن المدنية والحكومية والعسكرية، حيث لا يعتمد نضامها على مبدء الترقيات والعلاوات. حتى الدرجات الكهنوتية والشموسية، وايضاً الرهبانية، لا ترتقي في مناصب بناءً على الكفاءة او الخدمة الحسنة، بل تتغير نوع الخدمة والدرجة بحسب قرار السينهودس او الرهبانيات او اسقف الأبرشية، ويفترض ان يكون ذلك بأرشاد من الروح القدس. الراهب ممكن ان يبقى حبيس ديره من بدء الأبتداء ومروراً بالنذور حتى الموت، والشماس إن تغيرت رسالته فستكون من شماس قاريء إلى رسائلي، والرتب الكهنوتية هي خدمية أيضاً وتبدأ برتبة شماس إنجيلي حيث لا يسمح له الزواج من بعد نيلها، ومن ثم ممكن أن يكون كاهناً او أسقفاً، ولا وجود لأسقف دون ابرشية، أما الرتب الأخرى فهي إدارية او فخرية كالمونسنيور (الأرشمندريد) والخوري اسقف (اركذياقون) وهناك من يقول بأن اركذياقون هي نفسها المونسنيور، او رئيس اساقفة (متروبوليط) والكاردينال ودرجة الحبر الأعظم (بابا روما). ويمكن الوقوف عند ايّ منها، وحتى من يعمل ساعور (قندلفت) فليس هناك اي بند لترقيته. (شاكراً من يصحح الخطأ إن وجد) بينما المؤسسات الأخرى فهي تعتمد بأدارتها على مبدء العلاوة والترفيع، كي تكون بمستوى أفضل، وكل مؤسسة تعطي المناصب لمن يستحق فستعمر وتزدهر. وإن كانت كنيستنا مقدسة لأن مؤسسها قدوس، إلا ان المنظور منها يدار من قبل الأكليروس، وهم الرتب الكهنوتية المختلفة وبهم ترتقي كنيستنا وتنمو، إنما كيف؟ بعيش الكهنوت، وتبادل الخبرات في هذه السطور القليلة لن اتطرق إلى مفهوم الكهنوت وقبول الدعوة ومعنى كلمة خدمة، فهذا كله قد يأتي لا حقاً، لكن ما يهمنا الآن هو تبادل الخبرات، وذلك عن طريق نقل الكهنة بين كنائس الأبرشية وممكن في الأبرشيات الأخرى، حيث سيكتسبون في كل كنيسة خبرة روحية وإدارية، ويتعلموا من بعضهم البعض ابجابيات إدارة الرعايا والخدمة، وهذا بالنتيجة يعود بالخير إلى الرعايا نفسها، حيث سيخرجون من قوقعة القائد الأوحد، وكانهم في صف تعليم مسيحي، يستقون معلوماتهم الدينية من مستوى واحد، قد يكون متمكناً او مجرد ممارس للطقوس ويمكن ان يؤدي دوره اي شخص يرسم كاهناً بعد قضاء سنة دراسة رعوية، وما كرازة البعض إلا دليل على تدني الثقافة اللاهوتية، وهذا نلمسه من خلال الوعظات المكتوبة والتي تقرأ وكانها كلمة في مناسبة عامة، أي مادة لا روح فيها، وما التسلط المبالغ به والعجرفة والتصرف بطريقة فظة والبحث عن المادة، إلا دليل على افتقار كامل للثقافة الروحية. بعد عشرة ايام سيجتمع كهنة ابرشية مار ادي مع اسقفهم لمدة ثلاثة أيام، وذلك للبت بتنقلات الكهنة داخل الأبرشية كواحدة من اهم النقاط التي ستحسم في الأجتماع. بالحقيقة، بدأ الكلام يتسرب قبل اربعة أشهر او أكثر حول المواقع الجديدة لكل كاهن، ومن ثم تغيّر قرار أحد الكهنة لتناط المسؤولية لكاهن آخر، وقبل شهرين تأكدت النتائج لجميعهم بأستثناء واحداً منهم، إنما كيف تسربت، وهل معرفتنا بتنقلات الكهنة هو نتيجة تحليل شخصي، او مجرد بلبلة وأشاعات، ام من مصدر موثوق؟ شخصياً تربطي علاقات كثيرة ومتينة مع البعض من مؤمنين الرعايا المختلفة في ابرشيتنا، وكل مرة التقي بشخص منهم يخبرني بجدول التنقلات ويؤكد لي بأنه استقى معلوماته من مصدر معني بالأمر، وليس من ابناء الأبرشية فحسب، بل حتى في مشيغان، هناك من يؤكد لي بعض التسريبات من هنا وهناك! حتى بات الكل يعرف: من أين لأين! ومَن لِمن! وانا بدوري اقول ما أسمع من صحبتي الأعزاء ولدي ثقة مطلقة بكلامهم ومتأكد من انهم اخذوا معلوماتهم من مصدرها، لكن الطريف في الأمر بأن هناك من يقول بأنه مرتاح لمن سيأتي بعد أن .... وآخر يبدي عدم ارتياحه وانا منهم لأن .... وبين بعد أن ولأن، ستوضع النقاط على الحروف في القريب العاجل، وسيتم التنفيذ بحسب المعلومات بعد اعياد الميلاد. شخصياً، وبحسب رؤيتي، لم اسجل اي ارتياح بأي إسم، لأن المعادلة عندي تختلف عن ما سمعت وهذا ما لا أتمناه، وهذا لا يعني بأني على صواب، ومن الطبيعي رؤيتي لا تنافس نظرة اسقف الأبرشية في الإدارة، لكن لا يمنع وانا متفاعل مع كنيستي وابرشيتي لمدة ثلاثة عشر سنة ان يكون لي رؤية صائبة تحمل شيئاً من الصحة وهنا اطرح سؤال؟ هل فعلاً سيجري نقل كاهنين لهم سنوات خدمة طويلة، لكنيستين أديرت من كاهن حديث العهد؟ - بالتأكيد هناك حكمة بالموضوع، لأنه يبدو أن الكاهن الجديد له كفاءة تفوق كفاءتهم بأضعاف، لذلك هو استحق اكبر كنيسة في الأبرشية بعد كنيسة الراعي الصالح. - من ما سمعنا أيضاً وقد سمعوه من المصادر، بأن احد الكهنة لا يرغب بأن يكون في كنيسة العائلة المقدسة في وندزور، لكنه لو قبل فسيكون بحكم الطاعة!! واجزم بأن هذا الكلام سمعته من عشرات الأشخاص من عدة مدن، علماً بأن كنيسة وندزور لو قدّر لها ان يكون راعيها نشطاً ويهمه الرعية، ويبارك النشاطات ولا يتعامل من الشبيبة والشمامسة بمزاجية مقرفة، فحتماً فستكون رعيتنا في وندزور مميزة لوجود مميزين فيها ومن مختلف المواهب، لكنهم اما مبعدين او بعيدين بأختيارهم، او مجمّدين او جمدوا انفسهم بأختيارهم، وإن صح هذا الكلام فليس هناك مصداقية من القائل، بل نوع من انواع التبجح والغرور. - وبين كهنوت المتزوجين وما خطط لهم لنا بحثاُ آخراً قد يخدم بكل الأحوال ...ماذا نتمنى؟ هذه المرة الأولى التي يمارس في ابرشيتنا ثقافة تنقلات الكهنة، ولأنها المرة الأولى، فيهمنا ان تكون مدروسة بعمق، والشخص المناسب في المكان المناسب، لأن المؤمنين في الرعايا لم يتعودوا أن يكونوا بمعية كاهن جديد، وقد لا يحسنوا التعامل معه، لأنهم اعتادوا على اسلوب ونمط واحد وعليهم القبول به صاغرون. وطالما عمّرت كنائس اخرى بسبب كاهن لذلك ارى بضرورة وضع كل المعطيات على طاولة النقاش، كالمستوى الثقافي، واسلوب التعامل، لا بل حتى القرية كون هناك من تعامل على مبدأ قروي. وكنائس الأبرشية تتراوح انشطتها بين البرود والجمود، ولم يسجل اي نشاط يستحق الذكر خلال سنوات خدمة طويلة لكاهن في رعية، بينما سجل رحلات وسفرات سياحية لا ترى الكنيسة منها دولاراً، وسجل ايضاّ أبتعاد ونفور وخلافات ومشاكل جمة، والفرصة الآن متاحة للتغيير، والبدء مجدداً، والكنيسة الحية هي التي تكثر فيها النشاطات دون ان تكون لمجد الكاهن بل لله! كنائسنا بحاجة إلى كاهن محاور، يأخذ ويعطي في النقاش، ينتقد إن اخطأ وعليه يقبل بالنقد، و لا يسمح له بالتفرد بالقرار، فهو ليس موسوعة، ليس مهندس او رجل اعمال، او على قول إخوتنا المصريين (بتاع كلو) بل هو كاهن، إلا في حالة فقدان رعيته من اشخاص لهم عقل قادر على التفكير والإبداع. ولأن الكاهن تعوّد على التفرد بالقرار، وقانون المجالس الخورنية هو واحد من القوانين التي لا اتشرف ان يكون في كنيستي، لأنه يعطي كل الحق للكاهن بالغاءه واختيار الشخص الذي على مقاسه، ويمكن رفض اي قرار أتخذ بالأجماع بحق السلطة، وبأمكانه أيضاً حلّ اكبر مجلس، وهذا القانون لا يناسب اناس احرار ومحترمون، ومسيحيون مؤمنون، بل زعماء القبائل والأمبراطوريات، وهذا القانون إن لم يتغير فلن يكون لمؤمنينا مقام. وإن بقي الحال كما هو، وصحت الأقوال عن التسريبات، وبقي قانون المجالس الخورنية بهذا السوء، فلن تبقى النشاطات في رعايانا، وستتراوح بين البرود والجمود، بل سيضاف لهما عاصفة ثلجية، حيث الزمهرير.
من يقف في صف كنّا وآغجان فأنه مشارك في تهميش وإستلاب حقوق الكلدان