في الاجزاء الثلاث الاولى من هذه السلسلة ذكرنا العديد من الادلة و شهادات المؤرخين و كذلك رجال الدين من الكنيسة النسطورية تثبت انها كنيسة كلدانية المنشأ و التأسيس و التقليد كذلك
في هذا الجزء سنكمل المزيد من الادلة :
1 – يقول عالم الالهيات البروفيسور اورلاندو اسبن في كتابه " القاموس التمهيدي لدراسة الأديان و الالهيات " : ان الكنيسة الكلدانية تأسست بتأثير من بطريركية إنطاكيا و بالرغم ان هذه الكنيسة اعتمدت في الكثير من الطرق على كنيسة انطاكيا الا انها اشتهرت برفضها للتقليد الهيلني ( اليوناني ) للكنيسة الانطاكية مفضلة تبني التقليد الفلسطيني .
و قد تورطت الكنيسة الكلدانية بالانشقاق النسطوري الذي تلى مجمع افسس سنة 431 بينما استمر نشاطها التبشيري الى بلاد فارس و الصين و الهند و هنالك مجموعتين من الكلدان اتحدوا مع روما بشكل كامل في عامي 1551 و 1830
2 – يقول المؤرخ البريطاني اوبري فين في كتابه الكنائس النسطورية الذي الفه بدعوة من البطريرك النسطوري إيشاي شمعون ما يلي متحدثاً عن استقلال الكنيسة الكلدانية عن بطريركية انطاكيا بعد تبنيها الهرطقة النسطورية :
ان الفرس اخذوا بكل وقاحة مجرى الأمور بدون ان يستشيروا أحد قاطعين أراضي بطريركية انطاكيا و قد شكل الفرس بطريركية ساليق و قطسيفون و كان البطريرك يلقب في بعض الأحيان ببطريك الشرق او بطريرك بابل و الغريب في الامر ان الكنيسة الانطاكية لم تبدي أي اعتراض على ذلك ( اوبري فين الكنائس النسطورية 1937)
3 – نشرت المجلة الرسمية لكنيسة إنكلترا ( كنيسة كانتربري ) في العام 1843 مقالة حول الكلدان و تاريخ تأسيسهم لكنيسة المشرق و تبنيهم للبدعة النسطورية فتقول : الكلدان او الكلديين و يسمون بالسريو-كلدان من قبل المبشرين الأمريكان و بالنساطرة من قبل اليسوعيين ( أي الكاثوليك ) و هم كل ما تبقى من الامة الكلدانية القديمة , تحولوا في الحقبة الأولى الى المسيحية و قد انسحبوا من شراكة كنيسة انطاكيا في العام 485 م من الحقبة المسيحية , و اسقفهم الكبير هو رئيس أساقفة الشرق الذي يحمل لقب جاثليق و يعتبر رأس الجسد ( أي الكنيسة ) , بعد دمار قطسيفون على يد العرب انتقل كرسي البطريرك إلى بغداد حيث بقي هنالك حتى العام 1258 و عندما اجتيحت مدينة الخلفاء ( أي بغداد ) انتقل الكرسي إلى الموصل و استمر هناك حتى مجيء المبشرين الكاثوليك .
4- يقول الجاسوس الإنكليزي وليام ويكرام الذي تقمص دور قس بروتستانتي و عاش مع النساطرة لمدة طويلة بغية تجنيدهم لصالح بريطانيا في كتابه " حليفنا الأصغر "( يقصد بهم النساطرة ) ان بطريرك النساطرة يدعي انهُ هو البطريرك الحقيقي لكل الكنيسة الكلدانية و يلقب بمار شمعون ( وليام ويكرام حليفنا الأصغر ص4) .
5- يقول المؤرخ الالماني جون موشيم Johan Mosheim الذي عاش في القرن الثامن عشر في كتابه : التاريخ الكنسي منذ ولادة المسيح و حتى بدايات القرن الثامن عشر : ان خلال القرن السابع و تحديداً سنة 637 وصلت المسيحية الى الامم المضلمة و البربرية و خاصةً الى جبال الصين حيث انتشرت المسيحية هناك بأيمان كنيسة المشرق .
يضيف المؤرخ الكنسي الالماني جون موشيم ان هنالك ادلة لا يمكن دحضها تثبت أستيطان المسيحيين للاجزاء الشمالية من الصين حتى قبل القرن السابع و الذين كانوا طوال فترات طويلة ناجحة تحت إشراف متروبوليط كان قد ارسل اليهم من قبل البطريرك النسطوري الكلداني . ( جون موشيم التاريخ الكنسي منذ ولادة المسيح و حتى بدايات القرن الثامن عشر )
6 - يقول المطران يوسف بابانا في الصفحة 67 من كتابه القوش عبر التاريخ ما يلي :
" بقيت الكنيسة الكلدانية المشرقية منفصلة عن كنيسة روما ام الكنائس من حوالي القرن الخامس و بداية القرن السادس اذ تشبعت بتعاليم نسطور القائل بأقنومين و طبيعتين للمسيح و في سنة 1445 اتحدت كنيسة جزيرة قبرص الكلدانية مع كنيسة روما استجابة لطلب البابا اوجين الرابع حيث كان رئيس اساقفة قبرص الكلداني طيمثاوس قد اتحد و كامل شعبه مع روما و في القرن الخامس عشر اصبحت البطريركية الكلدانية عند النساطرة وراثية محصورة في اسرة واحدة "
نلاحظ مما سبق ان المطران الراحل يوسف بابانا يصف كنيسة المشرق بانها كنيسة كلدانية و كذلك يصف بطريركية كنيسة المشرق بالباطريركية الكلدانية .
الاستناج : خلال عشرات الوثائق التي قمنا بعرضها في الأجزاء الأربعة الأولى من بحثنا هذا و العديد من هذه الوثائق هو من ارشيف كنيسة المشرق و بعضها الاخر من الكنيسة الإنكليزية التي تعاونت مع النساطرة
اثبتنا ان كنيسة المشرق الحالية التي سميت بالكنيسة الاشورية في العام 1975 ليست سوى كنيسة كلدانية كانت تلقب بكنيسة بابل , أسسها اجدادنا الكلدان في قطسيفون بعدما تم تهجيرهم من بابل من قبل الساسانيين و قد نقل الكلدان الايمان المسيحي النسطوري الى بقية أجزاء اسيا مروراً من بلاد فارس و الهند و صولاً إلى الصين .
و من يصر على تزوير التاريخ بعد اليوم و يدعي ان الكنيسة الكلدانية انشقت من كنيسة المشرق فقط قدم له هذه المصادر و ليثبت ان كنيسته من الأساس ليست كلدانية !
في الأجزاء المقبلة سنستعرض اهم شهادات المستشرقين و المؤرخين الذين زاروا النساطرة في جبال هكاري و سهول اورميا و اهم ما ذكروه عن قومية هؤلاء النساطرة وتاريخهم و ذلك نقلاً على لسان النساطرة انفسهم .
فريق صفحة تاريخ الشعب الكلداني