زائر كتب "
ويل لذلك الراعي الحقير الذي يتاجر بالرعية إذا كان الكتبة والفرّيسيّون قد جلسوا على كرسيّ موسى وتحصّنوا بجدار الناموس (مت 23: 2)، فإنّ بإمكانهم، بالأَولى، الجلوس على كرسيّ الراعي الواحد الوديع وأن يسوسوا، على نحو فاسد، كلمة حقّه. هذا ما حصل في العالم. فإنّ الذئاب دخلت قطيع الراعي الصالح وشرعت تبدِّد خرافه
الرعاية المزيّفة هي أعنف ما يمكن أن يُجلَد به الجسد الطاهر للمسيح ويُجرَّح. ليست هناك خطايا بشريّة تشبه، بفظاعتها، خطيئة الرعاية المزوّرة.
إنّ أب الرعاة المزيّفين هو الشيطان. هذا وفق كلام المسيح: "أنتم من أب هو إبليس" (يو 8: 44).
إذا لم يكن للإنسان روح المسيح والطَعم الطيِّب للإنجيل وحميّة الرسل فإنّه ليس له (رو 8: 9). وإذا لم يكن ثمّة مَن ليس للمسيح فلمَن يكون؟
الرعاة المزيَّفون الذين يصنعون مشيئتهم، لا مشيئة المسيح، والذين يسلكون في أهوائهم الخاصة وفجورهم، هم السوط الذي تُجلد به الكنيسة. ليس الجهاد ضدّهم يسيراً، لأنّ نزعهم من الجسد المقدّس للكنيسة يجرح الجسد. ولكنْ من الضرورة بمكان التصدّي لهم بالصلاة والعمل.
إنّ ثمّة مسؤولية ثقيلة تُلقى، بخاصة، على عاتق الأساقفة الذين "يضعون أيديهم [على طالبي الكهنوت] بالعجلة" (1 تيم 5: 22).
بعض مزايا الرعاية الآثمة
1- محبّة المال؛ الماديّة العمليّة؛ تقديم الصلوات والأسرار لقاء أجر، الأمر الذي يشكِّل خطيئة وتشويهاً لملكوت الل
2- الانتفاخ، الاستعراض، المسرحة... (
3- تعظيم الأغنياء والأقوياء، واحتقار الفقراء والمتواضعين. "محاباة الوجوه". الخجل والتهذيب المزيّف في فضح خطايا أقوياء هذا الدهر. القسوة والغضبيّة حيال البشر الخاضعين والذين لا حول لهم ولا قوّة.
4- الكرازة بالقيم الكنسيّة الأرضيّة والإنجازات، والانشغال بالأعمال والقضايا الجانبيّة على حساب الواجب الرعائي المباشر في شأن شفاء النفوس والإتيان بها إلى الراعي الواحد. النقص في التوقير في الكنيسة.
5- طلب الإكرام والتعظيم والمجد الباطل للذات. علامات الإلحاد: "كيف تقدرون أن تؤمنوا وأنتم تقبلون مجداً بعضكم من بعض والمجد الذي من الإله الواحد لستم تطلبونه؟" علامة الإيمان الرعائي: "مَن يطلب مجد الذي أرسله" (يو 5: 44). 6- النقص في العناية بالنفس البشريّة... "وأما الذي هو أجير وليس راعياً الذي ليست الخراف له فيرى الذئب مقبِلاً ويترك الخراف ويهرب. فيخطف الذئب الخراف ويبدِّدها" (يو 10: 12 – 13).
|