من حكايات جدتي الرابعة والستون! «
في: 24.04.2017 في 19:03 »
من حكايات جدتي الرابعة والستون !
الامثال القديمة لها طعمها ولذتها وذوقها الرفيع . لم يصلنا مَثل او قول او حكاية من حكايات اجدانا الاشاوس دون مروره بالتجربة العملية لهذا علينا ان نحتفظ بها لا بل علينا ان نكررها دوماً حفاظاً عليها من التلف وحكاية اليوم او قول اليوم هو : حُنطَتهُم تأكل شعيرهم ! .
رَوَت جدتي الاخيرة هذا القول :
كانت جدتي الخامسة والستون ترعي الخرفان في البرية عندما هاجمها قطيع من الذئاب ، فإستطاعت جدتي بِحنكتها وخبرتها التخلص منهم وإيصال الخرفان الى الدار سالمين .
فسألت الولد : أين ابوك يا ابني ؟
الولد : ذهب ليجلب الماء من الترعة .
الجدة : كيف سيجلب الماء يا ولدي ؟
الولد : بواسطة الحمار ( مثل كل مرة ليش شنو الشغلة جديدة عليه ) ؟
الجدة : طيب ، ولكن هل تذهب لتعاونه ! أنا خائفة عليهم !
الولد : على من خائفة ! فحمارنا افضل حمير القرية وابي لا يقل عنه شجاعتاً فلما القلق ؟
الجدة : بكيفك ابني .
الولد : انني اسمع صوت الصراخ مرة اخرى في الخارج يا جدتي !
الجدة : اركض يا ابني واستعلم الحاصل .
الولد : بعد الخروج والعودة مسرعاً : جدتي انهم جيراننا يتضاربون في البندر .
الجدة : دعهم ابني لأنهم متعودون على ذلك الشِجار .
الولد : ولكنهم سيأذون انفسهم .
الجدة : لا يهمك ، فهم متمرسون ويعرفون كيف يحافظوا على اجسادهم .
الولد : ولكن أليس من المفروض ان اخرج واتدخل فيما بينهم يا جدتي !
الجدة : لا يا ابني ، دعهم حْنطَتهُم تأكل شعيرهم .
ومنذ ذلك التاريخ بدأ الناس تنقل هذا القول في كل مناسبات العائلة الى ان وصل الخبر على مسامعنا .
كانت حكايات جميلة ومليئة بالحكم ومسلية في نفس الوقت .. الله يرحمكِ يا جدتي ...
نيسان سمو 24/04/2017