وسألني: هل أنا + أنا = اثنين؟ قلت: أنت وأنت أقل من واحد!... محمد درويش وانا في رحاب العم كوكول ابحث عن قول لأضعه في مقال، وجدت قولاً يساوي الف مقال ومقال قرية + قرية يساوي قريتان ...قرية + نفس القرية يساوي ضعف وتقسيم
الجمعيات القروية والخير العام مساران متعاكسان اعلان هام: ستقيم قريتنا بالأحتفال بشيرا قديسنا (الذي بدل ان يكون تذكاراً للحب والتضحية، أصبح عنواناً للتعصب والأنغلاق)، وذلك في مكان يشهد على تفرقتنا، والرجاء من الجميع الحضور ... هذا الأعلان نص مصيبة اما المصيبة الأكبر، ان يقام احتفال غير معلن يجمع ابناء القرية الواحدة علماً إن التقوقع حول القرية ونشاطاتها جعلت ابناء الملة يقاطعون النشاطات الكنسية مكراً او هبلاً او (عالسجية) في مدينتي وندزور – كندا، يوجد لدينا عدة جمعيات قروية متعصبة ومنغلقة وغير متعاونة او متجانسة، ولا يوجد اي علاقة بين تجمع قروي متعصب، وآخر اكثر منه تعصباً، وجلّ ما تقدمه الجمعيات القروية هي حفلات راقصة منغلقة احياناً على نفس الجمعية فقط، او حفلات اخرى (اهرج منها) لكنها عامة أكثر، والتعميم ليس من اجل (خلفة) ابناء القرى والمدن الأخرى، إنما طمعاً بنجاح الحفل مادياً فقط ...وفقط والوحيدة التي تقدم خدمات في التعازي تستحق الأحترام، هي جمعية مار ميخا، لكنها تبقى متعصبة هي الأخرى، إنما ما يجعلها مقبولة احياناً ويمكن التعاون معها، عندما يكون في إدارتها اشخاص من خلفية يسارية، وليس الميالين او المنتمين إلى احد التنظيمين الكنّاوي او الأغاجاني، او قرويون فقط.
ومن يدفع الثمن؟ كنيستنا المسكينة تدفع ثمناً كبيراً، حيث لا نجاح حقيقي يكتب إلى اي نشاط بسبب غياب التجمعات التي لا تعرف غير الصخب عنواناً لوجودها، فارغة المحتوى عديمة الفائدة، مفتقرة إلى روح الحب والتعاون مع الانشطة الأخرى، وأيضاً لا يوجد في قاموسهم ادنى مفهوم عن الكنيسة، ماذا تعني؟ وما دورهم فيها؟ وكيف يفترض ان تنمو بهم وتكبر، فكل شييء صغير امام انتمائهم القروي الذي بدل ان يكون جميلاً اخذ شكلاً آخراً عكسه. قبل سنتين ولفترة محدودة وبعد فك الحصار على خدماتي الكنسية، كنا نلتقي 5-6 لإقامة نشاط، واول ما يتفق عليه الجميع هو: الجمعية الفلانية لن تحضر ...والعلانية لا تشارك بأي نشاط خارج عنها، وهكذا!
وين رايح، يمنة لو يمهم؟ آخر صرعة كانت يوم الأحد 21-5-2017، احتفالين لذكرى قديسين يقامان بنفس الوقت في مكانين مختلفين، واحتفال آخر لقديس ثالث في مكان ثالث في الأحد الذي يليه، والحبل على الجرار، ولا اعرف، قفد يكون الخلل بقديسيهم وخلافات جذرية وعميقة بينهم ومعارك طاحنة في السماء حيث إقامتهم أدت إلى تفرقة من يشفعون لهم. فاليس الأفضل بمن يفتخر بقديساً شفيعاً عنصري ومتعصب إلى هذا الحد، ان يجعلوا من قديسهم صنم يتعبدون له؟ وكلي ثقة بأن تلك الجمعيات القروية، لو سنحت لهم الفرصة لقسموا كنيستنا كما فعلت قرية في مدينة فانكوفر.
متى تسقط القرويات عملياً دون اي إرادة من القروين انفسهم؟ الفلوس انعل دينها شتسوي سواية! الطابع السائد لدى اصحاب المحلات والتجار في ارض المهجر بشير إلى أنه لا وجود للحب بين ابناء القرية الواحدة، فعندما تكون حلاتهم قريبة من بعضها، فيفضلوا التعاون والتعامل مع اي كان وان اختلف معه في الدين وليس القرية على ان يكون هناك علاقة نظيفة بينهم، لا بل كل مناهم ان يسحقوا من امامهم حتى ولو اصابتهم جلطة تقضي عليهم كونهم عبارة عن كتلة من الحقد الأسود تحت سلطة المال. اما السواد الأعظم من الناس، فيلاحقوا الخصومات أينما كانت، وطز بقراهم وانتمائهم امام دولا واحد يوفرونه، لذا نراهم بسهولة جداً يضربون قريتهم بعض الحائط عند الخصومات ولا يعترفوا بصاحب محل منهم وبهم. الأستثاء الوحيد الذي لمسته في مشيغان عندما أراد صاحب محل بيع محله، فما كان من صاحب محل آخر قريب منه إلا ان يسند إبن قريته لشراءه أفضل لهم أن يملك المحل شخصاً من قرية أخرى!
البنك الآغاجاني مع الكتّاب ايضاً، هناك من يدافع عن إبن قريته دفاعاً مستميتاً وإن كان وغداً، ويعادي آخر الذي يستحق به كل احترام إكراماً لسيد يدفع له أجر مقال، ومثالاً على ذلك: في آخر المقال للدكتور المحترم عبدالله رابي بعنوان: (تناقضات وتشويهات ومغالطات في محتوى رد تنظيمات شعبنا السياسية على بيان الرابطة الكلدانية)، نجد احد القروين جدا جدا وهو معروف بتملقه وتلونه وتقلباته، كيف هجم على كاتب المقال وهو إبن قريته بعد ان كان من اكثر المادحين له، ليس لكونه اختلف معه فكرياً، فأمثاله لا فكر لهم، بل لأنه قد وضع فكره وعقله وعواطقه وانتمائه القروي بيد سيده الأغاجاني، فأصبح بين خيارين، اما الأنسان المحترم ام الدولار؟ فأختار الأخير.
عندما يكون الأنتماء للخير العام ليس هناك مشكلة بتعدد الجمعيات التي تحمل إسم قرية في المهجر، ولو طاقاتها للعمل من اجل ان تكون بخدمة الكنيسة لكنّا بألف خير. خصوصاً وأن كل تجمع ولد من رحم الكنيسة واعضائها تشكلوا من خلال وجودهم فيها، لذا كان يفترض ان يعملوا على تقوية كنيستهم ليكونوا اقوياء بها، وليس ليستقوا على حسابها وبذلك ضعف الأثنان. قبل فترة عملنا على تأسيس جمعية تلكيف، واول لقاء جمعنا طرحنا موضوع كيف نجمع اهالي القرية في الكنيسة؟ وما هي النسبة التي نعطيها من النشاطات لدعم الكنيسة؟ وغيرها من النقاط التي تخدم الكنيسة ووثقناها في النظام الداخلي، لأن من كنّا نلتقي لتشكيل الجمعية لا ننكر فضل الكنيسة بتعارفنا وتعرّفنا على بعضنا البعض، ونعي مسبقاً بأن ليس هناك افضل من الكنيسة كي تلتف كل القرى حولها ولأجلها.
خلاصة في الشكل، أبناء القرية يتفاخرون بقريتهم، ومنغلقون عليها في الواقع، دينهم وقريتهم دنانيرهم... وأكتفي
من يقف في صف كنّا وآغجان فأنه مشارك في تهميش وإستلاب حقوق الكلدان