د. ليون برخو أعذرني، لم اجد مرحلة مهمة وحرجة في مقالك لكني وجدت لا قصيدة في ما اعتبرته قصيدة زيد غازي ميشو zaidmisho@gmail.com
البحث في مفاتيح العنوان نشر الدكتور ليون برخو مقاله الموسوم (قصيدة كلدانية خالدة تؤرخ لمرحلة مهمة وحرجة من تاريخ شعبنا وكنيسته المشرقية المجيدة) فقلت في نفسي: هنيئاً لشعبي، فقد ظهر من بينهم الذي سيجعل علماء التاريخ يعيدوا النظر في قراءاتهم السطحية، وسيعرّي مزوروا التاريخ ومحرفوه الذين ابتلت بهم امتنا، واقصد الذين غيروا تاريخ بين النهرين الكلدانية إلى إسماً دخيلاً، كون مفاتيح الحقبات التاريخية لكنيسة المشرق، وضعها الدكتور ليون برخو بين أيديهم من خلال دراسة تحليلية لقصيدة عصماء لصاحبها فلان وتلحين فلان وكتبت في الزمن الفلاني. فتحت رابط المقال والفرحة تغمرني، واول ما بحثت عنه هو القصيدة، سطر بعد سطر وانتهى المقال، وولجت في بحر التعليقات والأمواج الهادئة تتقاذفني بين الردود الجميلة الناعمة الناعسة والتي لا تخلوا من الرومانسية بعد ان ذابوا بسبب أداء الدكتور برخو وهو ينشدها في محفل، تحوّل فيه السامعون إلى قديسون بعد أن سمعوا ولم يفهموا. حتى أنا ذهلت عندما قرأت المبجّلين وهم يشيدون بالعمل المهم الذي قام به دكتورنا المحترم، وإلى هنا وأنا ما زلت ابحث عن القصيدة! وأخيراً وصلت إلى الأعلانات اسفل الصفحة، ولم اجد قصيدة! وهنا تذكرت ايام المرحوم كيف أن قناتي 7 و 9 عندما كنّا (نحوص) لمشاهدة فلماً، وإذا بصدام يزور قرية لتنتهي الزيارة تلفزيونياً بعد إعادتها مع تصبحون على خير والوشوشة من بعدها (وشششششش). وما وجدته هو 57 كلمة ثلثها حروف جر، مع (شوية) هليلويا، مقسمة إلى مقدمة طويلة مقارنة بالأبيات.... وشكرت الله العلي العظيم واهب النعم والمواهب الذتي ظهرت جلياً في الدكتور، على انه لم يقل معلقة واكتفى بالقصيدة. كتبت القصيدة حسب مفهومه بلغته السريانية، والطريف الذي يذكر هي نفسها لغتنا الكلدانية وهي نفس اللغة الآشورية للآشوريين والبعض يسميها آرامية، وفطاحل ممنا المفترقة والمختلفة لم ولن يحلوا اول معضلة في اللغة وهي تسميتها. ترجمها للعربية وكتبها بالكرشوني ليسهل فهمها لأكبر عدد من الآميين الذين يجهلون اللغة قراءة، او قراءة وكتابة ممن غرفوا من هذا المقال المميز. اما عن سماع القصيدة وهي ترتل من قبل كاتب المقال، فبألرغم من سلامة أذني إلا أني اختلف كلياً مع الأخوة المادحين الأعزاء الذين (بالغوا شوية) في اعجابهم بهذا الصوت البلبلي الرخيم، واختلاف التذوق الموسيقي لا يفسد لللحن نوطةً.
هل هي قصيدة؟ لا يسمى الشعر قصيدة إلا بعد ان يتألف من سبعة ابيات مقفاة على الأقل، و (طز) بمن حدد هذا التصنيف، وما دام دكتورنا الألمعي قال قصيدة فهي كذلك ولو اعترضه افرام السرياني نفسه او عبدالصاحب شراد. الردة رباعية تحتوي على قافية، وهذا واضح ومستعد احلف، أما الأبيات إن كانت ابيات، فلا علاقة لها بالشعر وليس فيها قافية، ولا حتى سجع، ولا تمت بصلة إلى النثر! اما تسميتها بالقصيدة، فأعتقد بأن الدكتور برخو يفهم القصيدة بعدد الضربات في اللحن، وقصيدته هذه اختراع جديد من عشرات الضربات في النوطة الواحدة، وقد تصل إلى مئات عند الضرورة اللحنية. القصيدة تنافس اغاني أم كلثوم في الطول، لكن على الأقل قصائد ام كلثوم فيها مادة، وقصة، وقد يكون حوار، لكن اين المغزى من تلك القصيدة؟
العقيدة المريمية في وادٍ وقصيدة ليون في وادٍ آخر المسيح ملك العالمين - مانح الرحمة - ابعث الذين فارقوا الحياة - لأنهم على رجائك متكلين، أين الجديد بذلك؟ وما علاقتها بما ورد في الأبيات؟ كلمات الردة تنفع طقس الجناز، والأبيات كما سنرى لمريم وهي تحتضر، إلا انها سألت إبنها ان يبعث اربعة تلاميذ لتبريكها، وهذا يعني تأخير موعد الأحتضار لحين عودتهم، وكأنها بذلك طالبته ان يمدد ايام حياتها لحين وصول الرسل الذي سيستغرق مدة سفر طويلة بحسب ظروف الرحلات حينذاك. مضمون المدراشا، عفواً القصيدة، عن موت محقق، بينما الردة عن الرجاء، ولا اعتقد وجود هدف تعليمي من ذلك، لأن من يكون بأسمها عقيدتين لا اعتقد بأنها تحتاج إلى الرجاء، خصوصاً وأنه يتضح من العقيدة بأنها قد اعفيت من الخطيئة الأصلية، والرحمة والرجاء تعابير تقلل من شأن مريم وعقيدة الحبل بلا دنس.، فأما ان تكون ام الله التي اختارها الرب ليتجسد منها وبذلك هي جزء مهم من رسالة الخلاص، لذا فهي لا تحتاج الرجاء بخلاصها كونها تملكه إذا صح التعبير، أو تكون إمراة عادية كما هو الوصف في البيت الأول. في الردة يقول المؤلف: ابعث الذين فارقوا الحياة؟ ولا اعرف هنا ما يبعث لهم، قد يكون القصد هو ان يبعث الرحمة لهم كي يخرجهم من المطهر إن وجد، فهل القصد هنا ان تتفاؤل مريم بأن هناك من سيطلب من ابنها كي يرحمها؟ ألا يخالف هذا النص عقيدتي الحبل والأنتقال؟ بشكل عام، الردة مقتبسة من الترتيلة الكلدانية العظيمة لاخومارا، إلا أن لاخومارا اعمق بكثير وشاملة لرسالة المسيح وخلاص البشر بدمه، وإن كانت اسطر قليلة إلا ان مغزاها عميق جدا. بينما الأبيات فهي مقتبسة من فكرة ترتيلة الأحزان انت ملجأي ربي، وهذا تحليلي وما اسهل التحليل في هذا الزمن.
البيت الأول قالت لسيدنا امُه: "انا احتضر"- "اطلب منك ان تجلب لي الرسل" - "كي اتبرك بحضورهم" ماذا تقول مريم لسيدها؟ ابعث الرسل كي اتبرك بهم!!! ام الله او ام المسيح تتبرك بالرسل!! بحسب مفردات المدراشا مريم تكلم المسيح، والمسيح يجيبها، وهي التي ولدته، وربته، ورافقته برسالته، وكانت تحت الصليب تبكي، وجعلها اما للرسل (هذه أمك ليوحنا)، ويعتبرها المفسرون ام الكنيسة. فهل يعقل ان تتبرك ام الله وأم الرسل وام الكنيسة بالتلاميذ!!؟ لنأتي إلى البيت الثاني "من يأتي لي بشمعون من روما" - "من يأتي لي بتوما من الهند" - "ويوحنا من أفسس" - وأدي من اورهاي (اورفا) - قال لها: "سآتي بهم ونعشك يحملون" مريم التي تحملت اوجاع ابنها، وكانت تعلم بمصيره، ويفترض ان تكون حاملة للبشارة كونها اكثر انسان عرف المسيح قبل الحمل به، تندب حضها العاثر وتتوسل ليأتي كل الرسل وتتبارك بهم! وهي تقطع رحلات تبشيرية لأربعة رسل كي تتبارك قبل موتها وكأنها لو لم ترى الرسل لماتت بدون بركة!؟ و بقية الرسل المساكين الذين صورهم التقليد حولها وهي على فراش الموت لا يمكنهم مباركتها لأن البركة تمنح من شمعون ويوحنا وتوما وادي مجتمعين!! فهل هذا يعقل!؟ لو كانت مريم بحاجة إلى بركة الرسل قبل موتها، افلا يكفي واحداً منهم ليحقق لها ذلك!؟ رسول واحد بحسب سفر الأعمال بارك شعباً، بينما كل الرسل ليس بمقدورهم فعل ذلك مع مريم!؟ فأين العمق والعظمة يا سيد ليون في هذه الترتيلة!!؟؟ اما البيت الثالث فهو (عوازة) ضرورية اي (هلليلويا) أي سبحوا الرب، ومن يستمع إلى الترتيلة بصوت مؤديها الرخيم، وطول كلماتها، فلا اعتقد بأنه سيسبح الرب، وإنما سيذكر اوجاعه وصعوباته لحجم الحزن الموجود في لحنها، بينما الحان الطقس الكلداني بمجملها الحان فرح وتفاؤل ورجاء. اما فقرة "ويكرمون جسدك"، فهل يحتاج الجسد الذي لم يعرف الخطيئة إلى تكريم الرسل!؟
الدكتور ليون برخوا يحلل القصيدة!! بعنوان مثير من ثلاث كلمات في إحدى الفقرات الليونية، وهي (تحليل خطاب القصيدة)، حاول الدكتور ليون ان يحلل لكنه لم يجد مفتاحاً لذلك، فصنفها على انها مكتوبة بالسريانة (وهذا ليس تحليل)، ووصفها بأنها قصيدة وهي ليست ذلك، ومكتوبة بلغة سريانية في الوقت الذي لا يوجد تسمية موحدة للغتنا، وموزونة، بينما الأبيات ليست موزونة، واسقطها في خانة قصيدة النثر وبين قوسين الشعر الحر، وشتان بين النثر والشعر الحر! اما المعلومات التي ذكرها في فقرة التحليل فهو حشو كلام لا اكثر
ماذا تعلمنا هذه القصيدة؟ في هذه الفقرة اتحدى من يجد شرح تعليمي للترتيلة، ولم افهم لغاية الآن لماذا يضع دكتورنا الغالي عناوين فقرات لمقالاته، ولا يتبعها مضمون له صلة بها!
مكانة مريم العذراء في كنيسة المشرق يقول د. ليون والتجني بما يقول: ليس هناك كنيسة في الدنيا تغبط وتبجل وتمجد وتقدس العذراء مريم مثل كنيسة المشرق المجيدة. سيدي الكريم، هل قرأت صلوات الباراكليسي عند البيزنطيين لترى عظمة مريم لديهم؟ هل بحثت في الكنائس الأخرى ووجدتهم اقل منا مدحاً وتمجيداً لمريم؟ حقيقة اشفق على من يتصور بأن ما هو عليه افضل من ما للجميع. كل الكنائس الرسولية عزيزي ليون تخصص يوماً او أكثر لمريم، وجميعها تبجل وتعظم مريم، فليبارك الرب بجميعها. ومن ثم يكمل بموضوع آخر وهو السنة الطقسية وعظمتها وهي الأخر حشو كلام لا أكثر، في الوقت التي ممكن ان تكون مادة لوحدها. اما عن السياق التاريخي للقصيدة حدث ولا حرج يستنتج الدكتور ليون في تحليله بأنها كتبت قبل 1950، فما هذا الأكتشاف الخطير؟ فإن كانت مقاييس التحليل بهذه السهولة فإليك واحدة: امي تعلمت طبخة البرياني من امها التي تعلمتها من والدتها، وبما أن امي مواليد 1941، وأمها 1913، إذن طبخة البرياني دخلت العراق قبل 1900 لفترة محصورة بين نهاية العهد التركي وخلق أدم وحواء. يا رجل، أين التاريخ في مقالك!؟ ذكرت في فقرة تحليل القصيدة بأن لغتها سلسلة وقريبة جدا من لهجاتنا المحكية. وكان من الأفضل ان تشير إلى ذلك لتثبيت اكتشافك في الحقبة الزمنية التي كتيت فيها، وليس إلى ما قبل زمن عقيدة الأنتقال، فالترتيلة حتما كتبت قبل 1950 ودليل ذلك بأنك تعرفها منذ صغرك وذكرت بأنها تنشد في ارادن. سأعطيك الزمن التاريخي لترتيلة اليوم كنت راكعاً اصلي: تعلمتها اثناء دروس المناولة قبل اربعين سنة، فهذا يعني بأنها قبل ذلك التاريخ، ومن علمنا الترتيلة حتما كان يعرفها قبلنا (اكتشاف خطير مو؟) ولأن الترتيلة لا يوجد فيها اسم المسيح والكنيسة، إذن الترتيلة ليست بالضرورة ان تكون كنسية، وقد تكون قد كتبت قبل او بعد المسيح. اما عن المراحل والحقبات التي ذكرتها في آخر فقرتين عزيزنا ليون، فصدقني لم تكن موفقاً على الأطلاق، فهذا الترقيع لا علاقة له بالخامة الأصلية. خلاصة لا تحليل في تحليلك عزيزي ليون، ولا تاريخ يذكر لأبياتك، لا هي شعر على وجه التحديد وليس نثراً، وهي لمؤلف مجهول وملحن لا يعرفه أحد. الردة ليس لها علاقة بالأبيات، والردة شعراً مقفى والأبيات ليس لها فن ادبي، بل اقرب إلى (ولولات العدادات) في التعازي كلمات بسيطة مستلة من افكار أخرى، والعلاقة بين الردة والأبيات تلصيق، وقد يكون من اكتشف وجودها قد لقاها في ورقتين لصقتت ببعضهما بعلكة. ولأننا لا نريد ان نطعن بالصلوات التي ورثناها وكأنها منزلة، لذا فنحن نمجدها بجهل دون ثقافة، وإلا كيف نقبل لمريم امنا ان تطلب بركة الرسل وهي ام الله!؟ وكعادة تحليلاتك التي نخرج منها من المتاهة إلى الضياع، فهي ينطبق عليها قول الشاعر الألمعي جئت، لا أعلم من أين، ولكنّي أتيت ولقد أبصرت قدّامي طريقا فمشيت وسأبقى ماشيا إن شئت هذا أم أبيت كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟ لست أدري! أفلا تدري دكتورنا العلامة بأنك لا تدري لا تعرف المؤلف – ولا الملحن – ولا التاريخ – ولا المنطقة – وتحليلك لا علاقة له بالمادة المطروحة ومبروك انجازك العظيم لكل من رأى به انجازاً وهم إخوتي وبقناعة تامة، اطالب كنيستي بأن تعيد النظر في قبول هذه الترتيلة، وتصنيفها في خانة الهرطقات. http://www.ankawa.com/forum/index.php/board,9.0.html
من يقف في صف كنّا وآغجان فأنه مشارك في تهميش وإستلاب حقوق الكلدان