غياب الضمير الانساني في البلدان العربية والاسلامية يرتفع طرديا مع " الأسلمة " في هذه المجتمعات ... ان تنفيذ " الواجب الشرعي " الذي يجمع التديّن مع السياسة مع المصالح الفردية والحزبية ، والذي يؤدي الى القتل الجماعي والاغتصاب والتهجير يُغيّب الضمير الانساني في اجازة ابدية . ولا يحق لنا هنا بأن نطالب بصحوة هذه الضمائر التي تبدو انها هاجرت الى الأبد . لكننا نجد أنفسنا في طريق مسدودعندما نرى انسانا لم يفقد ضميره وحسب ، بل فقد أيضا الحد الادنى من القدرة على استعمال المنطق العقلاني ولو بمفهومه السيء وهو " المفهوم التبريري" فيقدّم لنا ما يصفه العراقيون بأن " العذر أكبر من الصوج "....، فماذا بقي من هذا الكائن ؟؟؟ . كيف تُفهمه او تتفاهم معه ؟ أية لغة تُفيد معه وهو بلا ضمير ولا منطق ؟ كلما إشتكى أو تذمّراهالي سهل نينوى من المسيحيين على التجاوزات بحقهم ، زعقت هذه الكائنات : " اصمتوا واشكرونا لأننا حررناكم من قبضة داعش"!!! فيا ايها المسيحيون ، اقبلوا الاهانات والتجاوزات عليكم وعلى نسائكم وعلى اطفالكم ، اقبلوها بفرح لأنها ثمن تحريركم ..... انها الجزية التي يدفعها " الذمي " ... هل نسيتم ؟ لكن هذا الزعيق لا يأتينا من الجنود أصحاب "التحرير !" الفعلي ، خاصة فرق مكافحة الارهاب ، ولا من الشرطة الاتحادية التي تجحفلت معهم ، ولا من قوات التحالف التي لولاها لكان لنا كلام أخر مع داعش ، ولا من قوات البيشمركة ... وانما يأتينا من الحشد الذي نستطيع ان نُطلق عليه الآن بـ " الحشد الشبكي " الذي لم يستطع ان يدخل قراه إلا بعد ان حررها الجيش بمساعدة قوات التحالف .
والآن تعالوا نتحاسب : هل ان داعش استولى على البلدات المسيحية فقط مما حدا بالمرجعية الشيعية الى توجيه دعوة لتشكيل " الحشد الشعبي " لتحرير البلدات المسيحية ؟؟؟ ام انها جاءت بعد ان استولى داعش على اكثر من نصف مساحة العراق ووصل سامراء وحزام بغداد وخاصة بعد سقوط الموصل فتم الاستنفار العام بغية انقاذ حكم الاحزاب الشيعية من السقوط ؟ ما ذنب ومسؤولية المسيحيين في سقوط بلداتهم وتهجيرهم ؟؟؟ أليست مسؤولية حكومة الاحزاب الشيعية التي ينتسب اليها الحشد ( شعبي ، شيعي ، شبكي لا فرق ) . يا ناس ، اننا لا نطالبكم هنا بصحوة ضمائركم الميؤوس منها ، لكن ببعض المعقولية في زعيقكم ... هل كان بالإمكان تحرير الموصل والقرى الشبكية دون المرور بالبلدات المسيحية ؟؟ ... مرة اخرى ينتصب السؤال ؟ سقوط الموصل ، مسؤولية من ؟؟؟ أليست الحكومة الشيعية مسؤولة عن حماية مواطنيها ؟ فلماذا سمحت بسقوط الموصل ليتشرد المسيحيون والايزيديين وتُأحذ أوموالهم وتُسبى نسائهم ويصبحون شذر مذر؟؟؟ أية صفقة ملعونة تلك التي أدّت الى سقوط الموصل التي يتكتّم عليها اصحاب القرار في بغداد ؟؟؟ ما ذنب الاقليات في تقصير حكومة الاحزاب الشيعية في حمايتها ؟ الاحزاب التي لا هم لها سوى نشر مليشياتها المسلحة في كل مكان والانغماس في الفساد المالي وفي جميع نواحي الحياة الاخرى متجاهلة ما يصيب مواطنيها من مخاطر مميتة تهدد وجودهم على ارض العراق . وما ان هدأت غبار المعارك التي خاضها الجيش والبيشمركة وقوات التحالف، حتى يدخل بعض " الحشد الشبكي " ،، كالضباع التي تترقّب نهاية معركة الأسد مع فريسته ليستعرض عضلاته امام المسيحيين ويطالبهم بتقديم آيات الشكر والامتنان له بكل خنوع ،... ويطالبهم بـالثمن و" التكيّف " مع الداعش الشيعي الجديد الذي " حررهم ! " . كل ذنب " ما تبقّى من المسيحيين " هو انهم لا زالوا متواجدين في ارض اجدادهم ، ومهمة الداعش الجديد هي تكملة ما بدأه اخيه الداعش القديم في اجتثاثهم .
من يسمع رئيس الحكومة الدكتور العبادي يراوده بعض الأمل وهو يرى توجهات الرجل " العراقية " .... لكن سرعان ما يتبدد هذا الأمل وهو يرى تصرفات الاحزاب الشيعية الايرانية التي تحيط به من كل صوب . . في احد الفيديوات المنشورة حديثا ( الرابط في الاسفل ) ، يفصح هذا الرجل عن العقلية النمطية لـ " الإسلام السياسي " التي غادرها الضمير والمنطق . خلاصة ما يقوله الرجل هو: الاستهزاء بالاسماء المسيحية ( بطرس ومرقس وجورج وبولص ) ... يطالبهم بـ " الخجــــــــــل " من الدماء التي بذلتها " الشيعة " في تحريــــــــر بلداتهم !!!!!!! يقول ما معناه بأن الشيعة لا حظ لهم .... يأتيهم ابو قتادة وابو طلحة الشيشاني ثم ليأتي بعدها بطرس وجورج وبولص !!!! إن اردنا ان نجيب هذا الشخص بنفس المنطق الخالي من اية معقولية ، نقول له : العكس هو الصحيح ... المسيحيون هم الذين ابتلوا بـ أبو قتادة وابو طلحة الشيشاني ، والآن جاءهم عبد الحسين وعبد الزهرة .... جاءهم صدام التكريتي الذي استحوذ على اراضيهم ومنحها للشيعة وألان جاءهم الجعفري والكربلائي لإتمام المهمة ... أليس هذا هو الواقع ؟ ... لكننا لا نقول ذلك لأننا لا نجد فرقا بين الذى ولّى وبين الذي جاء .... قلتُ ذلك علّني أُفهم من لا يريد ان يفهم . تطالبنا بـ " الخجل " ؟؟؟ ... من يخجل ممن ؟؟؟.... عند سقوط الموصل كان هناك اربع فرق عسكرية و750 الف عنصر من الشرطة الاتحادية ، اضافة الى اجهزة الآمن والمخابرات والشرطة المحلية ، جميعها تحت امرة اصحاب القرارات التابعة للأحزاب الشيعية في بغداد ، انهزمت شر هزيمة تاركة معسكراتها وأسلحتها ودباباتها وهمراتها وطياراتها على نحو مخزي، والنتيجة هي انها وضعت القرى والبلدات المسيحية في مواجهة مباشرة مع عدو إنهزم من امامه جيشها ... ماذا كانت تتوقع ان يحدث لهذه البلدات ؟؟؟ من يخجل ممن ؟..... سقطت الموصل في العاشر من حزيران 2014 واجتاح المغول الداعشي هذه البلدات في السادس من آب 2014 .... ماذا كانت تنتظر حكومة الاحزاب الشيعية طيلة شهرين من احتلال الموصل واجتياح سهل نينوى ؟؟؟ على الاقل كانت تعمل على اجلائهم من تلك المناطق قبل " وقوع الفأس على الرأس " ... أم ان احزابا شيعية كانت تتمنى ان يحدث ذلك ؟؟ ... من يخجل ممن ؟؟؟ ..... رئيس مجلس النواب سليم الجبوري و20 نائباً وعدداً من مسؤولي محافظة نينوى زاروا قضاء الحمدانية وناحية برطلة من اجل الاطلاع على أوضاع النازحين في القضاء في نهاية تموز !!!! . حدث هذا قبل اسبوع واحد من اجتياح هذه المناطق من قبل داعش ، يا للمصادفة !!! ، هل كانت تلك الزيارة للتأكد بأ ن اللقمة المسيحية كانت جاهزة وسائغة للإبتلاع ؟؟؟... من يخجل ممن ؟؟... انشغلتم بفسادكم وتركتم مواطنيكم يواجهون الموت لوحدهم ... ويأتي الآن بعض اذناب حشدكم ليطالبنا بثمن تحريرنا ؟؟؟ ... من يخجل ممن ؟؟ ... مائة وثمانون طالبا يُرسلون من الجنوب العراقي ، مع سبق الاصرار والترصد ، الى قضاء يشهد تغييرا ديمغرافيا بشعا من قبل الشيعة ، وتكالبا لـ " الاستحواذ " عليه بأي ثمن ، ثم تتحدثون بمنطق " نحن عراقيين ومن حق العراقي ان يدرس في اي مكان " ... ...تضحكون على من ؟ ..الكل يعلم انها كلمة حق يُراد بها باطل ... وان هذا الفوج من الطلبة هو مساهمة متواضعة في المشروع الشيعي الجديد بشأن ابتلاع هذه المناطق بعد ان مهّد لها النظام السابق . ثم يخاطب " رجل الفيديو " وزير التعليم العالي ويقول له : " ان بعض الشهادات هي مثل قلادة برقبة حمار!! " .... منطق صدام مع المثقفين ... وأنا اقول له ، انها ليست الشهادة هي السبب ، لكن العيب في صاحبها بعد ان ينخرط في حزب او تيار ديني طائفي ... اين موقف الحكومة من التغيير الديمغرافي الوارد في الدستور العراقي ؟ قليلا من الإنصاف ومن الخجل .... أقول للمسيحيين هناك ، كفاكم اختلافا على مسائل قومية تافهة ، لا يكون بعضكم كالحيوانات الوديعة في الغابة ، تتوقف لحظة لتصغي عندما تشعر بخطر الحيوانات المفترسة يترصدها ، لكن سرعان ما تنسى وتمشي لحالها . اصمدوا وارفعوا قضيتكم بإلحاح الى المحافل الدولية ... يبدو ان لا وجود لأحد في الداخل يسمعكم .
الـوحـدة المسيـحـية هي تلك التي أرادها الرب يسوع المسيح (له المجد ) وما عـداها فـهي لـقاءات لأكل القوزي والتشريب والسمك المزگوف وترس البطون من غير فائدة
أقبح الأشياء أن يصبح كل شئ في الحياة جميل!! @@@@ ولا تحدثني عن الحب فدعني أجربه بنفسي @@@@ ليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي..الشخصية هي في النهاية مجرد رؤيه لأفكاري..!!
يا مسيحيو سهل نينوى ... ادفعوا ثمن تحريركم !!!/متي اسو