الإعلام العربي والميديا العالمية 2011
بقلم: بيير حنا ايواز
الإعلام العربي اليوم متمثلا بقناتي الجزيرة والعربية ، والأقنية الرسمية / الحكومية العربية من جهة والميديا العالمية الناطقة بالعربية والإنكليزية والروسية مثل ( سي ان ان ) الأمريكية والـ ( بي بي سي ) البريطانية و ( روسيا اليوم ) .. والخ بالإضافة إلى مجموعات عربية وعالمية عربية وإنكليزية متناثرة بين عمالقة ( الميديا المتعددة) فضائيات تلفزة ،انترنيت وفروعها غوغل ، فيسبوك ، تويتر والخ ومرورا بأجهزة الخليوي عبر الفضاء المحلي و العالمي .. كل شكل ينافس ويكمل الآخر عبر (مايسترو) قيادة فرقة عالمية تارة فوضوية وتارة متجانسة مع سرعة تغيير (السلاح من كتف إلى آخر خلال ليلة وضحاها ) ..
هذه من حيث الشكل والمسائل الفنية بغض النظر عن المضمون وأسباب الصراع ما بين كل فرع وآخر.. صراع فكري او تجاري بحت او مصالح اقتصادية تجارية مالية .. الوقت يظهر ذلك مع مرور الوقت ( يذوب الثلج ويبان المرج) و( كل إناء بما فيه ينضح شاء صاحب الإناء أم أبى ).
المقدمة:
هي ما ورد أعلاه ونتابع المقال عبر أربع نقا ط وهي:
بسكويتة تويتر على سات
• اليوم نجد مصطلحات ومفردات جديدة في ما بعد عصر الصحافة التقليدية ( السلطة الرابعة ) ، مثل صندويشة ( الهامبرغر ومن بعدها او على غرار ملحمة او بقالية مسلسل ( كاساندرا ) للرومانسيات ولغاية الانترنيت ( الفيسبوك ) للتواصلات الاجتماعية الموسعة بإفراط .. وربما بسكويتة أو حلويات ( تويتر ) سواء السلكي والكابلات البحرية او اللاسلكي عبر الأقمار ( ساتلايت ) ، بحيث أن الكلمات الأجنبية ( ( بالأخص الأمريكية ) تشكل حوالي نصف كلمات فقرة النص العربي المعاصر الحديث.
• قطع الأعناق أو الأرزاق يتم استبداله في ( الميدل إيست ) بقطع الاتصالات سواء الأرضية الثابتة ( تلفون ) او أبراج إرسال أجهزة الخليوي النقالة عبر أسطح البنايات المسبقة أو اللاحقة الدفع ولغاية تشويشات الأقمار الاصطناعية وبالرغم من تغيير او متغيرات او تحولات او انتقالات ترددات الأفنية التلفزيونية الفضائية بواسطة ( قاذفات – صواريخ ) الأشعة الليزرية نحو 0 أسفل ومنتصف الهدف ) .. ثم أطلق نار ( التشويش والتشويه والتعتيم ) ..
• وكما نلاحظ هنا ، فإن هذا النص العربي أصبح ( هجينا) أو رماديا كما الماء ( لا طعم ولا رائحة ولا مذاق ) بالرغم من كل تسريبات فتور الأخ ( ويكيليكس ) الذي .. ما زال ملاحقا ما بين بريطانيا والسويد وهو أساسا من استراليا في أقصى الشرق..
• ونتابع باللهجة العربية تماشيا مع المفردات التكنولوجية الحديثة .. الشعبية والفنية .. وعند المطالبة برغيف الخبز او ( العيش ) ، كان الرد الأمثل على كلمتي ( جعانين ، أو جوعانين ) ، كان الرد ( روحوا كلوا .. باميا ، هامبرغر محشي بالبسكويت المحشي بالقشطة البيضا والجوز واللوز ) .. حاجه او شغله بسيطة تماما في القسم الطبق الأمريكي في المولات ..
• والآن أشعر بالفرحة المشوبة بالحذر ( والخوف – مرض الشرق الأوسط الدائم ) ولكن وفي كل حال ، ها أنا قد وصلت إلى خط النهاية من ( ماراتون ) كتابة هذا المقال ( تعبير عن رأي ) .. بانتظار النشر أو عدم النشر ..
إنها مجرد وجهة نظر
• وجهة نظرك صحيحة ،طالما أنت تؤمن بها .. وتدافع عنها ، شريطة أن يكون أساس ( النظر ) لديك صحيحا ، وبالتالي هناك عدة أوجه لمثل هذا النظر( الرؤية ) الصحيحة وإن كانت بدرجات مختلفة .
• ما ينطبق عليك ، عزيزي القارئ الكريم ، كذلك ينطبق على الطرف الآخر سواء مقابل رؤيتك أو وجهة نظرك .. والكلام الزايد هنا لا معنى له ، لأن الأمر مفهوم انطلاقا من المشتركات الإنسانية في كل زمان ومكان ..
• إذا اختلف أحدهم عن باقي الناس ، فإن ( المشكلة ) فيه وليس في الناس .. مثلا ، لاعب كرة قدم ( يعرج ) ضمن فريقه .. وبالتالي هو غير مؤهل ليكون عضوا في هذا الفريق للعبة كرة القدم ، وقد يكون مؤهلا ليكون عضوا في هيئة ( البورد ) العالمية الطبية او الهندسية .. أو عضوا في أكاديمية العلوم الدولية..
• و لا يجوز هنا تحميل وجهة النظر أكثر مما تحتمل أو يستحق .. هي مجرد وجهة نظر والاختلاف بين الناس والمجتمعات من أساسيات خلق الله للبشر بمثل هذه الصفات .. من حق الفرد حريته الشخصية ومن حق الجماعة او مجموعة او مجتمع أن يكون له خصوصياته التراثية والقومية والوطنية وله تطلعاته وطموحاته في الحياة وبناء مجتمعه والعمل على تقدمه .. كما من حق الطالب في البكالوريا أن يطمح للحصول على المرتبة الأولى عبر نتيجة علامات الامتحانات .. هذه ليست ميزة عنصرية أوإستكبارية وإنما مجرد فرز طبيعي لتسلسل درجات الأرقام ، وكم من حاصل على المرتبة العاشرة يكون أكثر تفوقا في ممارسته مهنته أكثر منه الحاصل على المرتبة الثانية .. فالمرتبة مجرد مؤشر واحد للتفوق .
• لا تستعجل آخي القارئ الكريم في رفض وجهة نظر زميلك أو الآخر من اللحظة الأولى بشكل قاطع .. حاول مناقشته في نقاط ضعف خصمك بدون أن ترفضه أو تلغيه .. إن استملته إلى جانبك حسنا .. والعكس لا بأس به ..
الإعلام العربي .. عتمة التعتيم والتعمية
• ونبدأ بالتساؤل الأول: ما هو ذلك او هذا الإعلام العربي ، وهل هو الإعلام بالفكر أم باللغة .. وهل هو الإعلام عبر ( مدرستي ) الجزيرة والعربية .. إذ أن هناك الكثير من الإعلام غير العربي ولكن المكتوب بالعربية !! وحتى السي ان ان الأمريكية والبي بي سي البريطانية تنطقان بالعربية الدقيقة جدا مثل ساعة بيغ بن الشهيرة.
• وإذا كانت معظم شعوب العالم هي التي تحدد ( هويتها وانتماءاتها وثقافتها ومنهجية فكرها .. ) ، فان الإعلام العربي العام والخاص يتوه ويتخبط ويترنح اليوم في متاهات لا علاقة لها بالموضوع .. سوى بالقشور تارة والقمع تارة أخرى ولغاية الاستفزاز غير المبرر وغير العقلاني وغير المنطقي ! من أفغانستان إلى كوسوفو ودارفور إلى سد مأرب اليمن ..
• اليوم لم يعد الإعلام العربي .. مجرد منشورات ورقية للتوزيع في الحارات الضيقة .. بل في واقع الأرض والفضاء وعلى مرأى وسمع وإحساس العالم كله ، حيث حتى الدارات الالكترونية المغلقة قد دخلت متاحف التاريخ منذ زمان
• يقال بأن الإعلام يمثل ( السلطة الرابعة ) والمعلوماتية ( الخامسة ) في المجتمعات .. ولكن هل الإعلام العربي اليوم يمثل شيئا ما من هذا القبيل وعلى اقل تقدير .. أم أن الإعلام العربي ( على الأقل من حيث الشكل والمحتوى السطحي ) من محاضرات وندوات وأحاديث الناس إلى الصحف والمجلات والفضائيات والراديو والانترنيت .. يمكن ان تجد فيها كل تيارات العالم العشوائية الفوضوية الإحباطية الانهزامية الاصطناعية .. تيارات تسعى ( للتصفيق ليل نهار ) وتتكلم بلغات ( خشبية سواء بالعربية أو حتى بالإنكليزية) أو ساذجة أو تهديدية أو فهلوية وغير ذلك ، وهل الإعلام العربي له علاقة بشيء هام جدا اسمه ( الاجتهاد ) ، حيث عدم مزاولة على الأقل ( هواية إن لم نقل حرفة ، لا بل الأصح ، واجب وفرض وحق ) الاجتهاد يؤدي بالضرورة إلى حتمية ظواهر ومظاهر الظلامية في العتمة والتعتيم والتعمية ..
• وأخيرا هناك اليوم ( الإعلام ) وبجانبه مفاهيم قديمة متجددة مثل العتمة والتعتيم والتعمية .. كلمات عربية دقيقة تحكي عن نفسها بنفسها وكما يقال أو تقول الحكمة الشرقية:
• ( لا تعليق ) ! أو ( No Comment ! ) ( Bez Komentari ) والسلام .
الشفافية .. مزيدا من المسؤولية والمحاسبة
• خلال متابعاتي للأحداث الأخيرة في تونس ومصر وغيرها ، لفت انتباهي بعض المداخلات والتعليقات التلفزيونية في الفضائيات العربية والتي تتكلم لغة ( الثنائيات ) مثلا ما بين الافتخار والاحتقار ، ما بين الأبيض والأسود ، الفجوة ما بين الحكومات وشعوبها .. وهي تتوسع وضرورة العمل على تضييق تلك الفجوة بحيث لا تتحول إلى هوة عميقة وبالتالي إلى أعمال عنف وثورات وغير ذلك .
• وفي فضائيات أمريكية وبريطانية كانت النقاشات في ندواتهم حول الأحداث عموما في ما يسمى بمنطقة الشرق الأوسط تدور حول ظاهرة الانترنيت وبالتالي تلك الشفافية ( القسرية ) المنتشرة في كل بلدان عالم اليوم مهما عزلت نفسها .. ولم يعد حتى لأي مسؤول في بلده ( حتى مختار حي صغير أو محلة او قرية .. ) أصبح في وضعية مكشوفة تماما أمام كل الناس عبر وسائل الإعلام المتقدمة سواء ( شاء أم أبى هذه المسؤول او ذاك ) أو حتى الشخص الذي يعمل في الشأن العام في حارته ، مدينته أو حتى طائفته .. وضمن أسرة عائلته ..
• كل فرد اليوم تحت أنظار ومراقبة الناس ( وليس فقط الأجهزة المختصة ) وبالتالي يتشكل رأي عام حول الفرد وبالتالي لا بد من أن يقوم بمسؤولياته الملقاة على عاتقه وأن يتحمل الانتقادات في حال العكس .. وقد تصل الأمور إلى المحاسبة .. سواء الناعمة او القاسية ..
• يقال لاشيء جديد تحت الشمس .. ولكن وسائل الاتصالات والتواصل المتقدمة ( صوت ، صورة ، رسائل ، انترنيت ، مباشر وحي باللحظة وبكل إمكانيات الصحافة الاحترافية سواء الرسمية او الحرة ..كل ذلك بأن الفرد ( مسؤول وحتى عادي ) هو بالضرورة تحت مجهر الناس .. ناس كثر ومتنوعون من حارتك إلى مدينتك ولغاية على مستوى بلدك ووطنك .. وفي كل أنحاء العالم عمليا .. ولقد مضى زمن الجلوس على عرش أو برج عاجي .. والإنسان قد أصبح تماما على بيئة العالم كله.. أليس كذلك ؟!
الخاتمة:
الحرية والعدالة
Freedom & Justice
Svoboda & Spravedlivost
طوبى للمستضعفين والمظلومين ،
والفقراء والمساكين ،
والمناضلين وأنقياء القلوب .. في الأرض ،
لأن لهم ملكوت السماء والأرض معا ..
الحرية والعدالة .. من مشيئة وإرادة
الله سبحانه وتعالى لكل بني البشر
في كل زمان ومكان..
الأمل والعمل بدون خوف أو كسل
الحب والبناء بدون كراهية أو تدمير
حرية وعدالة ومساواة..
لنا جميعا نحن أبناء
هذه الأرض الطيبة المباركة ..
بالأمل والسلام والكرامة والمحبة
تبنى المجتمعات والحضارات الكبرى
على كوكبنا الأرضي الجميل ..
المهندس بيير حنا ايواز – باحث وكاتب