أشتدّت حملة الأنتقاد في الآونة الأخيرة إثر الدعوة التي وجهها غبطة أبينا البطريرك الى النواب الخمسة للكوتا المسيحية للقاء بهم ومناقشة أفضل السبل لخدمة من يمثّلونهم ، وبالتأكيد فإن شخصية دينية بوزن غبطة أبينا البطريرك سوف لن يقدم نصائحه ومقترحاته وآرائه الاّ فيما هو من مصلحة المسيحيين والمسيحية في العراق ، وما يتطابق مع الأيمان والمبادئ المسيحية ولا سيّما ما تؤكده مقررات المجمع الفاتيكاني الثاني حول الكنيسة في عالم اليوم ، لتشجيع الخير العام للجميع ، وأحترام أنسانية الأنسان وخياراته ، وحتى أحترام من نخالفه في الرأي ومحبته ، والمساواة والعدالة الأجتماعية بين الجميع .
ولكن " مع الأسف " كان تصرف السيد عمانوئيل يوخنا " دون زملائه الأربعة الآخرون " تصرفا شاذا خاليا من أيّة لياقة أدبية ، زملاؤه الذين لبّوا دعوة غبطته دون تحجج إن كانت الدعوة شخصية أو بواسطة شخص آخر مخوّل بتوجيهها ، ولا نعلم لمن كانت رسالة السيد عمانوئيل موجّهة ، على الأغلب لم تكن موجهة للمسيحيين لسبب بسيط وهو لا الحكومة ولا مجلس النواب ولا رئيس الجمهورية أهتم بمأساتهم أو قدم أيّ نوع من المساعدة والدعم بقدر " 10 % " مما قدمته الكنيسة بشخص غبطة البطريرك لويس ومعاونيه ، أما إذا كانت الرسالة موجهة للقوميين المتعصبين الآثوريين الحالمين بعودة أمجاد الأمبراطورية الآشورية ، فقد نجحت بأمتياز ، وإذا كانت موجّهة للمعادين للكنيسة الكلدانية ومعها الكنيسة الكاثوليكية ، فقد وصلت وكانت فرصة ذهبية لإحياء الحملة الفاشلة التي شُنّتْ على الكنيسة الكاثوليكية في الشهر الماضي .
السيد " عمانوئيل ، عمانوئيل " الله معنا " هل الذي يكون الله معه يكون قلبه خالِ من المحبة لأخيه الأنسان المحبة التي هي صفة الله ؟ بغض النظر عن من هو هذا الإنسان ، لقد وَضَعْتَ مئات الآلاف من الكلدان والسريان ( إن لم يكونوا ملايين ) حصرتهم بين قوسين ، وخارج القوس وضعت عليهم حرّاس آثوريين !!! تُرى لو وصلتم الى هدفكم الذي تسعون اليه ، ماذا سيكون مصير هؤلاء الذين بين قوسين ؟؟؟؟
معظم الذين تهجموا على الكنيسة الكلدانية كانت حجتهم تقاطع طريقي الكنيسة والسياسة بحجة أن السياسة مبنية على الكذب والغش والفساد وغيرها من المساوئ ، في حين أن الكنيسة مؤسسة إلهية مهمتها نشر الأيمان والمحبة والأخلاق ، وهذا صحيح الى حد ما ، فالكنيسة بعيدة عن الفساد والكذب والغش ، وقريبة من المحبة والأخلاق والأيمان ، ولكن ما هي السياسة التي تعمل الكنيسة على ممارستها ، بالتأكيد ليست السياسة المبنية على نظرية " ميكافيلي " التي تفصل السياسة عن الأخلاق ، وتعتبر مهمة وهدف وغاية السياسة هو المحافظة على الدولة والعمل على أزدهارها ، فالمهم هو تحقيق الغاية المنشودة في المحافظة على قوة الدولة وسيطرتها ، ولا بأس من إن كانت الوسائل غير أخلاقية ، لذلك نجد " ميكافيلي " يمدح الذين حققوا أهدافهم السياسية على حساب القيم الأخلاقية ، وهذا يفسَر مبدأه المشهور " الغاية تبرر الوسيلة " وهو ما نراه يحصل اليوم في العراق في عهد الأحزاب التي أتى بها المحتل الأمريكي التي لم تترك وسيلة غير أخلاقية الاّ ومارسوها في سبيل بقائهم في مناصبهم للأستمرار في السلب والنهب ، ومن بينها قائمة حزب السيد " عمانوئيل " .
الكنيسة حينما تمارس السياسة ، تمارسها وهي مستندة على نظرية ومبدأ " كانط " الذي يربط السياسة بالأخلاق ، وأعتبر أن وظيفة الدولة هي خدمة الأبعاد الأنسانية بعيدة كل البعد عن أي شكل من أشكال العبودية والأستغلال ، وهدف وجود الدولة هو خدمة الأنسان وتيسير ظروف حياته ، لذلك من غير الممكن أن تكون مجرّد وسيلة لتحقيق أغراض سياسية ، ويجب أن يحاط كل أنسان بالأحترام بأعتبارة غاية في حد ذاته ، ولا شك فإن الأنظمة الديمقراطية في أوربا قد تأثّرلات بهذه النظرية " نظرية كانط " مع الأخذ بنظر الأعتبار أن تدعم هذه القوانين والمبادئ الأخلاقية بالقوة ، لأن القانون بدون قوة ، والقوة بدون قانون ، كلاهما ذريعة للتعسّف " كما يصفها " .
تحججت بعض الأقلام عن موضوع العلاقة السابقة بين غبطة البطريرك وريان الكلداني متناسين أن السيد ريان هو كلداني مسيحي أبن من أبناء الكنيسة الكلدانية ، والمسيحية أساسها " توبة وغفران " ومن خصائص الآباء هو إبداء التسماح لأبنائهم ، وإذا سبق وأن قال غبطة البطريرك أن الشيخ ريان لا يمثل الكلدان ، وأخذها البعض حجة ، لا أعلم أين كان هذا البعض حينما قدّم بطريرك الكلدان و " 18 " أسقف كلداني عريضة موقّعة الى الحاكم الأمريكي بول بريمر بأن السيد يونادم كنا " لا يمثل الكلدان غالبية المسيحيين في العراق " ولم يُتّخَذ أي إجراء حولها ، وسكتت جميع الأقلام التي نشطت أقلامها في نقد الكنيسة اليوم .
قد لا يكون للنواب المسيحيين الخمسة تأثير ملموس في قرارات المجلس والحكومة ، ولكن بتربيتهم وأيمانهم وسمو أخلاقهم سوف يكونون ملحاً و نورا وخميرة لبقية النواب ال " 320 " ليتعلموا منهم الأسس والمبادئ الصحيحة للسياسة المستندة على الأيمان المسيحي ، وهي بالتأكيد كانت الغاية الأساسية من لقاء غبطة أبينا البطريرك مار لويس روفائيل ساكو بهم .
الـوحـدة المسيـحـية هي تلك التي أرادها الرب يسوع المسيح (له المجد ) وما عـداها فـهي لـقاءات لأكل القوزي والتشريب والسمك المزگوف وترس البطون من غير فائدة
أقبح الأشياء أن يصبح كل شئ في الحياة جميل!! @@@@ ولا تحدثني عن الحب فدعني أجربه بنفسي @@@@ ليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي..الشخصية هي في النهاية مجرد رؤيه لأفكاري..!!