النضوج النـفـسي عـنـد المُحَـنــَّـك السياسي
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
قال هـتلر : عـلمتـني الحـياة أن لا أنخـرط في السياسة إلاّ بعـد الثلاثين من عـمري . ولما ذكـرتُ هـذه المقـولة لأحـد الشباب الذي تجاوز مرحـلة المراهـقة قـليلاً وإتـخـذ لنـفـسه مسلكاً خـطيراً ، إستـخـفَّ بهذا القـول و رَدّ عـليّ بقـوله : ( لـَعِـد شـْـوَكـتْ نـْـلـَـحّـﮓْ وْ نـْـصير مثل صدام ... ) ولما ضيّع عـلى نـفـسه فـرصة الندم إنـتهى أخـيراً .
وقال بسمارك الألماني : إنّ السياسة فـن العـمل في حـدود الممكن . نعم هي فـنٌ يمارسه فـنان وليس أيّ إنسان ، هي ذوق وإحـساس مرهـف لا يملكه أياً كان ، إنها رغـبة وتـحَـسّسٌ وعـمل وهِـمّة ونشاط وحـماس ومثابرة وتصميم وكـفاح ونضال وصبر وتضحـية وهي رسالة فـِكـر وإيمان . ليس كـل مَن يفاخـر ويتكلم بالسياسة يدخـل أبواب الجـنان ، بل ذلك الذي لا يوجـد في جـدوله السياسيّ عَـدُّ الأيام والسنين من الزمان ، فالسياسي الصادق ( الصادق ) يستـحـق كل الإحـترام من عـمق الوجـدان ، لأنه أول المضحّـين من أجـل الآخـرين عـند الطوفان ، وليس سياسيّـي التصنيع العـسكـري آخـر زمان ، لا يفـقهون منها سوى حـروف إنْ نـطـقـوها أخـمدتها الجـدران .
إنّ وُجـوهاً ، كـلماتٍ ، مَشاهِـدَ ، إشاعاتٍ وممارساتٍ ألِفـناها في مرحلة الصبا والمراهـقة ، لم تكن تـثيرنا ، ولم نـتوقـف عـندها في حـينها لنـتأمّلها بل مرّتْ كأنها لا تـخـصّـنا ، وتراكـمَتْ عـليها الأتربة وحُـفِـظـتْ في مخابىء ذاكـرتـنا . ولما جاءت رياح المرحـلة الإعـدادية الشبابية من دراستـنا ، بدأتْ شيئاً فـشيئاً تـنفـض غـبارها عـن مخـيّـلتـنا ، وتـتضح معالمها أمامنا ، لنبدأ في إستعـراضها مجـدّداً ــ والقــُـصْـرُ في نـظـرنا ــ لتحـليلها وهـضمها كما لو كانـت تـواً حـدثـتْ لنا . حـقاً إنّ تلك السنين كانـت من أشد سنين العـمر عـنفـواناً وإندفاعاً وتـقـبّلاً ورفـضاً دون تـحَـسُّبٍ أو إكـتراثٍ للكـثير مما في بـيئـتـنا . فـصرنا نـنتبه إلى مجـريات الأحـداث الآنية ونـتذكـّر معها القـصص الماضية ، نحاول إكـتشاف خـيوط نسيجـية ، تـقـودنا إلى تـفاصيل صورة ﭙانورامية . إنه تـطـَـفــُّـل منا أو حـب إطلاع عـلى محـيطـنا ، إنْ لم نـقـل أنّ الأمـرَ قـد يخـصُّـنا ، وليس مِن المنطق أنْ نكـْـتــُـف أيادينا ونغـمض عـيوننا عـما يحـيط بنا ، وكأنـنا لا نـراه ولا يرانا ولا يعـنينا . إنها روح الشباب وروعة الألباب ، تسبر غـَـوْر المناظر المحـجـوبة بالضباب ، في أعـماق الوديان كانت أم فـوق الهـضاب .
أنا والقـلة مِمَّن شاطرني الرأي أيام زمانـنا ، لم نرتبط بحـزام دوّار مع آلية العـمل السياسي في عـراقـنا ، عـلى إخـتلاف منشآته سواءاً تلك التي كانـت تعـمل جَـهاراً منذ الفـجـر من نهارنا ، أو تلك التي لم تكن تدور عـجلاتها إلاّ في الحالك من ليالينا ( ولهـذا إحـْـنا ما نـفـتهم أي شي بالسياسة ) ، إلاّ أنّ إشعاعاته كانـت تـصِلنا ونسماته تهبّ عـلينا ، وأصوات ماكـناته تـصدع رؤوسـنا ، ولاحـظـنا منذ صِبانا شباباً سياسيّـين متـحـمّسين ومندفعـين بتـلهُّـفٍ إلى هـذا النشاط ، وبتـقادم السنين كـَـبرنا جـميعـنا فـصرنا نسمع أخـبار الكـثيرين منهم منـتشرين في قاعات أكاديمية ، ساحات ثـقافـية ، جـبهات قـتالية ، محاكم رمزية ، زنزانات تعـذيـبـية ، نهايات مفجعة إنـتقامية ، ومع كل أولئك كان هـناك البعـض منهم في سفـرات سياحـية ، وَ( وِلـْـدِ الخايـبة يدفعـون الثمنَ دماءَهم الزكـية ) .
نعم ، هـناك مَن قـَـدّم حـياته قـرباناً لقـناعاته السياسية في خِـضـَـمِّ سلطات أحـكامها قـرَه قـوشية ، فـكان قـدوة لرفاق الآيديولوجـية في حـقـوله التـنظيمية ، وهـناك مَن ناضلَ ونـَـفـَّـذ واجـباته مِن خـلف الكـواليس بعـيداً عـن سـطوة القـوى الأمنية ، وهـناك مَن واصَل الإبحار في هـذا اليَم حـتى قـذفـته الأمواج العاتية إلى شواطىء بعـيدة عـن ساحاته النضالية . نعم ، هـناك مَن إنكمش في محـله أو راح في سبات الأيام الشتائية ، وغـيره تـركَ هـتافاته بقـناعـته الذاتية ، ولكـن هـناك مَن إنـقـلب ليس فـقـط عـلى نـفـسه ، بل صار عـند السلطات الغاشمة يهـوذاً يُـقـَـبـَّـلُ الرفاقَ رفاقُ الخـلية ، ناهـيك عـن آخـرين عـملوا كـخـطوط مائلة غـدّارة بـين أهـل الدار والمتربّصين أولاد الحـرامية ، إنها حـقـيقة قـد لا يعـرفها الكـثيرون ممن أبحـروا في المياه السياسية . نعم ، هـناك مَن غـيَّـرَ مساره في هـذا المجال المغـناطيسي برغـبته الشخـصية ، إلاّ أنّ خميرة خـبرته الماضية ، لا تــُمحى بل تـظهـر عـنده في النقاشات الفـلسفـية ، فالرزانة والرصانة واللباقة بائـنة في جُـمَله التعـبـيرية ، وترتسم بكل وضوح عـلى مُـحَـيّاه أثـناء الجـلسات الأخـوية ، وتـكـون محـصلتها النهائية نضوج في الشخـصية ، وبالنسبة لنا فإن مُجالستـنا لأشخاص يتصفون بهذه المزايا يُـكـسِبنا مُـتعة إضافـية .
إن العـمل في المجـتمع يُـكـسِب الفـرد خـبرةٌ ، ترفع من مكانـته الإجـتماعـية ، تصقـل شخـصيته المهنية ، وتهذب سلوكـياته العـملية ، وتـنـظـّـف عـقله من ترسّبات الأنا والأنانية ، وتـبعِـده عن الحـقـد والكـراهـية ، وتـنقله إلى آفاق سامية يتجاوز عـندها موانع طرح الآراء العـلنية ، فـيـتـقـبّـل الإنـتـقادات المنطـقـية العـلمية ، ويتعامل بمواجهة شفافـية وليس بتهرّب وإستدارة الظهر الضبابـية (إنْ لم أقـل شيئاً آخـراً قـد يخـدّش مشاعـره الإنسانية ) . إن السياسي المحـنك يرفـض الإنكـماش والإخـتباء والإنعـزالية ، ولا يترك فـرصة لأيّ كان ليتــّهمه بضعـف في الشخـصية أو نـقـص الشجاعة الأدبـية أو القـدرة المعـلوماتية ، بل يكـون دوماً منفـتح الشخـصية ، صاحـب صدر رحـب مسلح بأفـكار عـلمية ومنطقية ، يواجه منـتـقديه بروح رياضية سياسية ، فالحـجّة بالحـجّة توصل الأطراف المتحاورة إلى نـتائج مُرضية . السياسي المحـنك أسمى مِن أن يكـون من جـماعة ــ أنـصر أخاك ظالماً كان أم مظلوماً ــ فـلقـد صَقـلتْ التجارب معـدنه ومَحَـتْ أشواكه ، فـينعـكس نور الشمس ساطعاً من سطحه ، ولا يقـبل الأخـطاء أو الظلم من أقـرب أقاربه أو رفاق دربه ، وإلاّ فـما الفـرق بـينه وبـين ذلك الشاب المندفع بدون دراية والذي سألتــُه يوماً ( بلغة السورث ) وقـلتُ : هـل فهمتَ شيئاً عـن الفـلسفة الماركـسية واللينينية والإشتراكية والتـقـدّمية وهـذه العِـبارات التجـميلية ؟ فـقال بكل ثـقة وصراحة : (( بْآلاها لـَـكـيذنْ ﭽـو مِـنـْـدي مِنـّه ح ، آنا بَسْ كـيذن عَـمّي توما )) والله لا أعـرف أيّ شيء منها ، أنا فـقـط أعـرف عـمي توما ــ نسبة إلى المرحـوم توما توماس . فإذا كان هـناك مَن لا يتــّسم بهـذه الروحـية ، فـمن المؤسف أنْ يسجّل إسمه في القـوائم السياسية ، وإنما عـليه أنْ يكـتـفي بجـلسة حـول منـقل فـحم في ليالي شـتوية يستمع إلى حـكايات جـدّتي ( بَـبّي دْ بي دايْ خـنـدي ) ويرتشف الشاي من أقـداح زجاجـية ، أو يستلقي عـلى ظهره في بـيدر ينصُت إلى قـصص جـدّي ( إيسف زلاّ ) عـن الـ شالا وشـَـﭙّـوكْ والحـياكة اليـدوية ، وينـتعـش من نسمات ليالي قـمرية . شاءتْ الصدفة يوماً أنْ حـضرتُ موقـفاً في أوائل الستينات لسياسي بارز في ألقـوش يُـثـنى عـليه ، ويعـكس رُقيَّ وَعْـيـِه ، ويُـبَـيَّـن نزاهـته وإخـلاصه لمبادئه دون تحـيّـز لأقـرب أقـربائه ، ولا يكـيل بمكـيالـَين تـحـتَ أيّ ظرف إذا كان ظلماً عـلى غـيره . فـفي موسم حـصاد في صيف الستينات وأصحاب الدرّاسات يُسَـعّـرون أجـرتهم ( حـصاد الغـلة + نـقـلها ) إلى أقـرب مكان ممكن للدار في القرية عـلى أساس مساحة الأرض المحـصودة بالفـدّانات ، كان صاحـب الدرّاسة للحـصاد والتـراكـتـر لنقل الغـلة هـو المرحـوم زورا بوكا ، فـحـصد الأرض الزراعـية لأحـد الفلاحـين تاركاً الغـلة في الحـقل إلى صباح اليوم التالي بسبـب الظلام ، مما سيُـعَـرّض المحـصول إلى إحـتمال السرقة ، فإضطر صاحـبه إلى إستـئجار ناقـلة ( قلاّب ) وأوصَلـَه إلى داره ليلاً . ولما جاء وقـت دفع أجـرة الحـصاد ، ذهـب الفلاح إلى دار المرحـوم زورا الذي أراد أن يحـسب عـليه أجـرة كاملة ( حـصاد + نـقل ) فإعـترض الفلاح قائلاً أنه لم ينـقل المحـصول بتـراكـتـره بل دفع أجـرة النـقل لغـيره ، فـعاند زورا عـلى رأيه ، فـتعالتْ الصياح وشاءت أن تـحـدث مشكـلة كـبـيرة وكل واحـد متـشبّـث برأيه ولا يقـبل أن يتـنازل عـن حـقه ، وفي هـذه اللحـظات كان حاضراً وزائراً ألقـوش السياسي المعـروف أخـو زورا ( سليمان بوكا ) جالساً داخـل الدار وسمع أصوات الشجار ، فـخـرج وتـفـهَّم الأمر فـقال لأخـيه : لو كـنـتَ نـقـلتَ الغـلة ، أما كانـت تايرات التراكـتـر تستـهـلك بعـض الشيء ، أما كانت ماكـنة التراكـتـر نـفـسها تستـهلك بعـض الشيء ، أما كـنـتَ تـدفع أجـرة السائق والعامل الذين ينـقلان المحـصول ؟ أما كـنتَ أنـتَ تـتـعـب بعـض الشيء ؟ فـهـذه كـلها لم تستهـلكها فـلماذا تأخـذ ثمنها ؟ إن الحـق هـو من جانب الفلاح ويجـب أن تستحـصل منه أجـرة الحـصاد فـقـط ، وكان كما قال .
ما هـو النضوج النـفـسي ؟
تــُـذكـّـرني محاضرات عـلم النفـس الجامعـية بهـذا المصطلح الذي ليست له علاقة بالنضوج الفـسيولوجي أو العُـمر ، وإنما يعـني نضوج في سلوك الفـرد وسرعة ردود أفعاله المناسبة إزاء تـغـيُّـر المواقـف المتباينة أمامه ، فإذا إفـترضنا أنك تـواً أنـتهـيتَ من شجار مع صاحـب دكان مجاور لدكانك في السوق ولا تـزال منفعلاً ، وفي تلك اللحـظة جاءك زائر أو متسوّق .... ! هـنا يظهر نضوجك النفـسي ، فإذا أمكنك التعامل معه بصورة طبـيعـية بحـيث لا يكـتشف فـيك إنفعالك السابق ، يُـقال عـنك أنك ناضج نفسياً ، أما إذا إستقـبلتـَه وإنفعالك لا يزال ممتـدّاً واضحاً عـلى مُحـيّاك عـنـدئـذ يُـقال عـنك أنك غـير ناضج نفـسياً . قـراتُ في الموقع الإلكـتروني الآتي العـنوان (( مَن هـو الشخـص الناضج نـفـسياً وروحـياً
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=185658 إنه الشخـص الذي يُـقـَـيِّم نفسه التقـيـيمَ الصحـيح ، ويعـرف قـدر ذاته ، يعـرف مميزاته دون أن يغـتَـرّ أو يرتفع قـلبه ، ويعـرف عـيوبه ونقائصه دون أن يفشل أو يشعـر بصغـر النفس ، يكون راضياً وشاكراً ومتقـبِّلاً وضعه كما أراده الله . وهـو الشخص الذي له اللون الواضح والمحدَّد ، ويتعامل مع الأمور بشكل ثابت في المواقف المخـتلفة ، وله رأيه الثابت وليس شخـص مهزوز ومتقلب في أفكاره ، وهـو الذي يضع أمامه أهـدافاً عـظيمة راقـية في الحـياة ، وليس أهـدافاً تافهة صغـيرة ، إنه لا يسعى لتعـظيم نـفـسه ، ولا يهمه كثيراً مديح الناس بل المدح الذي من الله . وهو الذي يعـرف كـيف يستخدم الوقـت إستخداماً مثالياً ونافعاً ، ويرتِّب أولوياته في الحـياة بحسب القـيمة الحـقـيقية . فالشخص الذي يقضي ساعات طويلة في اللهو أو في ألعاب الـﮕـهاوي أو تبادل المحادثات الفارغة لمجـرّد التسلية دون هدف واضح ، غـير مقدِّر قـيمة الوقت الذي يُهدَر ، إنسان كـهـذا لا يمكن إعـتباره شخـصاً ناضجاً . فكل العـظماء عـرفـوا قـيمة الوقت ، وتيَـقــَّـنوا أن الحـياة قـصيرة فإجـتهَدوا ليفتدوا الوقـت ويستغلوا كل فرصة . والشخص الناضج هو الذي يقبل النقد الموضوعي الهادف والبنَّاء ، إنه مقـتـنع تماماً أنه لا يعـرف كل شيء ، ولا يقدر أن يعـمل كل شيء ، إنه يفهم نقاط ضعـفه وعلى إستعـداد أن يقبل النصيحة والتوجـيه ، ويعـترف بأخـطائه . والآن ، هل تـنفتح عـيناك على عـيوب الآخرين ، هل تـنظر القذى الذي في عـين أخـيك أما الخشبة التي في عـينك فلا تـفـطن لها ؟ لاحـظ ، أنـنا في أشياء كـثيرة نعـثر جميعـنا ، والكمال هـو لله وحده . الإتضاع والإستعـداد لتغـيـير المفاهـيم الخاطئة هو سمة الناضجـين والناضج لا يحكم بحسب الظاهر ، ولا يتسرع في إصدار الأحكام وإدانة الآخـرين ولا يعـمِّم الأخـطاء ، إنه يتعامل مع الكل بقلب متسع ، ويحـتمل ضعـفاتهم ، ويسمو فـوق أخـطائهم ، وبهذا يجعـلهم ينجذبون إليه ويثقون به . الإنسان الناضج عـنده توقعات إيجابية من جهة الأشخاص ، وهذا ناتج عن ثـقـته في الله وفي نـفـسه ، بأنه سيغـيرهم ويعمل منهم وعاءاً آخراً كما حَسُنَ في عـينيه ، والناضج يدرك تماماً أن كل الأشياء تعمل معاً للخـير . إن رسول الأمم ﭙـولص خاطب أهـل روما قائلاً : لا تــُشاكـِلوا العالم ، وهـو مِن خـلال دعـوَته إلى التـغـيـير يناشد الإنسان بأن يحـتـفـظ بشخـصية خاصة ومتفردة لا تشابه أو تشاكل الآخرين بل تخـتلف عـنهم . فلابد لنا أن نعـرف أن واحـدة من أهم سمات النضج النفسي ، هي قـدرة الفرد على الوقـوف صامداً متماسكاً محـتـفـظاً بذات (هـوية) متفردة مستقلة ومخـتلفة أمام قوة ضغـط الآخرين لتشكيل الفرد على شاكلتهم of Conformity Power ، أو كما يسميها إبراهام ماسلو "مقاومة التـشكـُّـل بالبيئة" )) إنـتـهى الإقـتباس . وكـتعـبـير بديل آخـر هـو النضج الإنفعالى ، ويعـني إرتقاء الفرد إلى مستوى ضبط إنفعالاته وتـناسبها مع مستوى عـمره الزمني وخـبراته وطبـيعة المواقـف المتغايرة بحـيث تـتـفق إستجاباته الإنفعالية مع ما هـو متوقع ومتـناسب مع الموقـف . إنـنا كـلنا بُـسطاء أمام الكمال الإلهي وكـلما تـواضعـنا نرتـفع أكـثر في عـين الآخـرين ، وسنبقى تلاميذ نرتشف من كؤوس المعـرفة لنستزيد خـبرة ..... ولكـن هـناك مَن يعـتبر نفسه وصل إلى القـمة وتجاوزها وصار يرفـرف فـوق الناس وهـو جالس عـلى مقعـده لساعات ، إنّ مثل هـذا ضعـيف النـفـس لا يرافق إلاّ مَن يستـطيع الهـيمنة عـليهم كي يكون سيداً ولا يتجـرأ عـلى مصاحـبة غـيرهم خـوفاً من ذوبانه وتلاشيه . إنّ الفـسيلة التي تــُـزرَع مائلة أو تلك التي تميّـلها الرياح ولا تــُـقــَـوَّم ، ستـنمو وتكـبر منحـرفة . فهل تشتاق أن تكـون قـدوة ، ناجحاً ونافعاً لخدمة المجـتمع ومستعـداً لتحمل المسؤلية بأمانة وكفاءة ! لا سبيل إلى ذلك سوى بالنضوج . والنضوج لن يحدث فجأة ، لكـنه يحـتاج إلى وقت ، إلى سنين ، ومع النمو والتدريب ، والإخـتبارات والتعـلم ، والإستفادة من الأخـطاء سيتحـقق النضوج . وأخـيراً نـقـول : هـل لدى الشخـص أعـداء ؟ عـظيم ... فـهـذا يعـني أنه في أحـد الأيام وقـف مدافعاً عـن شيء ما ، عـن قـضية ما ، عـن مبـدأ ما وهـذا فـخـر له ، ولا يحـصل عـليه مَن لم يقـف مدافعاً عـن شيء ما .
من يقف في صف كنّا وآغجان فأنه مشارك في تهميش وإستلاب حقوق الكلدان
يونادم كنّا وآغاجان كفتا ميزان لضرب مصالح مسيحيي العراق ولاسيما الكلدان
من يتعاون مع كنّا وآغجان فكأنه يطلق النار على الكلدان
To Yonadam Kanna & Sarkis Aghajan
You can put lipstick on a pig but it is still a pig
To Kanna & Aghajan
IF YOU WANT TO REPRESENT YOUR OWN PEOPLE,
YOU HAVE TO GO BACK TO HAKKARI, TURKEY & URMIA, IRAN ياوطني يسعد صباحك
متى الحزن يطلق سراحك