تحول العراق خلال عقدين من الزمن من بلد له تاريخه وسيادته على أرضه إلى أرض مسلوب تتحكم فيه الأطماع الخارجية بداية من تنصيب الحكام عليه انتهاء بجعل البلاد حلبة صراع لتصفية الحسابات. وبات البلاد بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003 ساحة لتصفية الحسابات ما بين القوى الإقليمية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، حيث اتخذتا الأراضي العراقية لتنفيذ تهديداتهما المتبادلة.
تصاعد الهجمات الأمريكية شهد العراق في الآونة الأخيرة هجمات أمريكية ضد مواقع لمليشيا الحشد والفصائل المسلحة الموالية لطهران، في دلالة واضحة على تحويل البلاد إلى ساحة لتصفية الحساب مع خصومها. وقد تصاعدت هذه الهجمات بعد مقتل ثلاثة جنود أمريكيين بطائرة بدون طيار على قاعدة أمريكية في شمال شرقي الأردن يوم 28 يناير الماضي. وبعدها بأيام، شنت الولايات المتحدة هجمات ضد 85 هدفا في سوريا والعراق، منها ثلاثة مواقع في العراق استهدفت بها مقرات لمليشيا الحشد تسبب بمقتل 16 عنصرا وقرابة 25 جريحا بين عناصره، كما أوقعت خسائر وأضرار بالمباني السكنية وممتلكات المواطنين. وفي 6 فبراير، استهدفت واشنطن سيارة أحد قيادي مليشيا الحشد الشعبي أبو باقر الساعدي بقصف سيارة من مسيرة استهدفت سيارته وسط العاصمة العراقية بغداد إضافة إلى مقتل اثنين آخرين برفقته.
انتهاكات إيرانية ولم تقتصر الهجمات داخل الأراضي العراقية على الضربات الأمريكية، فإيران هي الأخرى تستهدف خصومها أيضا داخل البلاد بدعوى أنها مقرات لأعدائها. وفي 16 يناير الماضي، استهدفت الصواريخ الباليسيتية الإيرانية موقعا في محافظة أربيل شمالي البلاد، ادعت طهران أنها "مراكز تجسس وتجمعات لجماعات إرهابية مناهضة لإيران في العراق وسوريا". إلى ذلك، شنت أذرع إيران في العراق هجمات عديدة ضد القواعد الأمريكية في العراق منذ سنوات وزادت هذه الضربات بعد 7 أكتوبر 2023، بدعوى أنها ردا على العدوان الإسرائيلي في غزة، لكن إيران وفصائلها لم تقم بضرب أي موقع أمريكي خارج العراق. وتأتي هذه الضربات داخل العراق وسط عجز حكومي على إنهاء الهيمنة الأمريكية الإيرانية على العراق، حيث تكتفي الحكومة بإصدار بيانات تندد بها بالقصف الأمريكي والإيراني من دون اتخاذ أي خطوة حقيقية لاستعادة هيبة البلاد، وإنهاء هذا الصراع الحاصل في بلاد الرافدين.
تداعيات على العراق وللمواجهات بين إيران وأمريكا انعكاس سلبي على الواقع العراقي خاصة على صعيد الملف الأمني، ويرجح مراقبون أن يتضرر المدنيين حال استهداف الولايات المتحدة مقرات المليشيات الولائية التي تضم عددا كبيرا منها على ذخائر وأسلحة يمكن أن تنفجر حال القصف وتكبد خسائر بشرية في صفوف العراقيين. وفي هذا الصدد يقول الخبير الأمني مخلد حازم إن مستودعات الأسلحة في الأحياء السكنية "بقنابل موقوتة" تُهدّد السلم الأمني والمجتمعي، ويتفق بذلك إلى حدٍ كبير مع الآراء التي تقول إن تلك المخازن تعود لفصائل تابعة لمليشيا الحشد. وأوضح حازم أن أمريكا إذا أرادت أن تستهدف مخازن السلاح ستقوم بذلك من دون الاكتراث بحياة الناس، في إشارة منه إلى الرد على الهجمات الصاروخية التي تنفذها بعض مليشيا الحشد ضد القواعد الأمريكية. كما أن هذه الضربات بين الطرفين داخل العراق ستؤثر على سيادة الأراضي العراقية ودليل واضح على عدم وجود حكومة قادرة على فرض هيبة البلاد وإبعاد التدخلات الخارجية فيه بل أعطت المبرر الحقيقي للطرفين لجعل العراق مساحة للصراع بين واشنطن وطهران.
في هذا الملف نسلط الضوء على استخدام واشنطن وطهران للأراضي العراقي بهدف تصفية الحسابات، وتداعيات ذلك على البلاد (لزيارة الملف اضغط هنا)
الـوحـدة المسيـحـية هي تلك التي أرادها الرب يسوع المسيح (له المجد ) وما عـداها فـهي لـقاءات لأكل القوزي والتشريب والسمك المزگوف وترس البطون من غير فائدة
أقبح الأشياء أن يصبح كل شئ في الحياة جميل!! @@@@ ولا تحدثني عن الحب فدعني أجربه بنفسي @@@@ ليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي..الشخصية هي في النهاية مجرد رؤيه لأفكاري..!!