البلد : مزاجي : الجنس : عدد المساهمات : 8513تاريخ التسجيل : 16/06/2010الموقع : في قلب بلدي المُحتَلالعمل/الترفيه : طالب جامعي
موضوع: الوعي القومي الكلداني 8/11/2011, 12:35 pm
الوعي القومي الكلداني
نزار ملاخا عضو المجلس الكلداني العالمي
هل فعلاً الكلدان ينقصهم الوعي القومي؟ وهل لهذا الوعي علاقة بالأمة الكلدانية؟نرى ونلاحظ إن البعض من الكلدان يتخبطون في فوضى فكرية فضيعة، هذه الفوضى وعدم الإستقرار الفكري والهوياتي مزقتنا إلى فرق وطوائف متناحرة، إننا كذلك المركب الذي تتقاذفه الأمواج، فبدأت التيارات الأخرى تتقاذفنا وتنهش بنا نهشاً، فمزقتنا إربا إربا، إنها غباوة فكرية ، وفقدان هوية، لذلك ما زال العديد من ابناء شعبنا يفتقدون الوعي القومي الحقيقي، ومهما كان هذا البعض سواء كان أميا أم غير متعلماً، المهم كلهم في هذه الفوضى الفكرية سواء.لذلك نرى فئة منهم لا أباليين بما يجري أو بالأحرى لا يعيرون اية أهمية للمسالة القومية، وهناك فئة أخرى ترى في الآثورية هوية قومية لها، وذلك لإعتبارات مذهبية وإنشقاقت كنسية حدثت منذ زمن دون الرجوع ومتابعة التأريخ، وأختلط الأمر عليهم للتمييز بين المذهبية والقومية، وقد نسي او تناسى هذا البعض أن التسمية الاشورية هي تسمية جغرافية لا صلة لها بالقومية مطلقاً والدليل على ذلك هو ما قاله المؤرخ الفرنسي ميشيل شيفاليه في كتابه "المسيحيون في حكاري وكردستان الشمالية" وفي الصفحة 181 ما يلي:ــ
"إن الماساة الحقيقية المتعلقة بموضوعنا هذا، هي أن هذه التسمية ( ويقصد بها التسمية الآشورية ) التي خلقت هذا الإنتساب الأسطوري الخرافي ، شجّع ومنذ عام 1918 على إفتراض/إختلاق قومية آشورية أو كلدوآشورية، كانت سبباً مع الأسف الشديد لشرور كبيرة وتشرذم حل بجماهير المسيحيين عامة والنساطرة والكلدان خاصةً، كانت خاتمتها مذبحة سمّيل عام 1933. "
والقسم الآخر هو المتأثر بالجانب الديني تأثيراً كبيراً فلا يرى في الدنيا أية هوية أو مرجع سوى الدين، فنحن كلنا مسيحيون، ونسي أن في الهند مسيحيين أيضاً وكذلك في أمريكا وغيرها ولكن لا تربطني أية علاقة بهم، لا من ناحية اللغة ولا من ناحية التقاليد أو العادات أو الجغرافيا أو التأريخ ، نحن كلنا مسيحيون كما كان المسيح واحد ويستشهد بآيات وردت في الإنجيل، ولا يمكن أن نطبقها في هذه الحالة، فهو يبتر ما لذ له ويشطب ما يري، وقد نسي هذا البعض بأن الشمولية لا تلغي الخصوصية، فلولا الخصوصية لن تكون هناك شمولية ، كما نسي هذا البعض، بأن أكثر رجال الدين الآثوريين يضعون القومية في المرتبة الأولى قبل الدين.
وهناك فئة رابعة لا تهتم بالهوية القومية والإنتساب التاريخي لهذه الأمة، بسبب الالام والأوجاع القاسية والمِحَن المريرة التي مرّت بها، نتيجة وقوعهم تحت طائلة الإرهاب ،أو أن العوز والفاقة قد نالت منهم ما نالت، بحيث جعلتهم ينسون كل شئ، فالحالة المادية والمعيشية الصعبة التي يمرون بها ومتطلبات الحياة وإنعدام الأمن، جعلهم غير قادرين على إستيعاب، أو تحمّل هموم أكثر مما يتحملونه، لذلك نراهم قد أسقطوا الجانب القومي في حياتهم، والمجموعة الأخيرة هي المجموعة صاحبة الجاه والمال، وهذه المجموعة تنقسم إلى عدة فئات،
الفئة"أ" بارك الله فيها فهي الفئة المستثمرة والتي شعرت بهموم الشعب، فاستثمرت الأموال في بناء ودعم بعض المشاريع الصناعية الصغيرة على قدر الإمكان، فلهم منا كل الشكر والتقدير،
والفئة "ب" هي تلك الفئة التي لا يهمها أمر شعبها بقدر ما يهمها جني الأرباح وزيادة رأس المال ولم تستغل هذه الأموال في دعم وإستثمار مشاريع صناعية في قرانا في الوطن الأم،
أما الفئة الثالثة "ج" التي باعت ضميرها وتاريخ أمتها بأبخس الأثمان، وهذه الفئة أرتضت الذل والهوان، من أجل منصب زائل، فهي مستفيدة ومتنفذة، من الجانب الآخر، اي ما يطلق عليها بالعامية العراقية " المصلحچية " فالكرسي والمال والسلطة والتنفذ والإمكانيات عند الجانب الآخر أقوى منها عند الجانب الكلداني، لذلك يميلون مع الكفة الثقيلة، وبالنتيجة، فإنهم يفضلون الجانب الإستفادي على الجانب القومي التأريخي، فلا يهتمون إذا ما أطلقوا عليهم كلدان أو غيرها، المهم لديهم أن يستفيدوا اليوم وليكن غداً ما يكون، مطبقين المثل العراقي القائل " اليوم خمرٌ وغداً أمرُ " ولن يتنازلوا عن القومية الجديدة المكتسبة ما دامت المكاسب والمصالح موجودة ومضمونة، وما دام الكرسي والمنصب والدولارتتغدق عليهم بدون حساب
"ما طول بالنخلة تمر ,,,,,,, ما جوز من شرب الخمر"
أما الفئة القليلة الباقية فهي تلك الفئة المسحوقة، وهي التي تؤمن إيماناً قطعياً ثابتاً بهويتهم جغرافياً وتاريخياً ، وإنهم كلدان رغم كل المحن والمَرار ولكنهم بقوا مصرّين على نظافة إيمانهم بمبادئهم القومية وعلو شأن قوميتهم ضاربين عرض الحائط جميع المصالح والإمتيازات .
على ضوء ما تقدم يقع على عاتق قادة هذه الأمة أن يواجهوا هذه الفوضى الفكرية العارمة الصاخبة بتكثيف الجهود في سبيل إسترجاع وإعادة ذلك الشعور القومي الذي أفتقدوه ، وذلك الشعور الذي سوف يقضي على هذه الفوضى ويوحد الجهود وينظم الصفوف ويزيد ضعاف النفوس إستقراراً وصفاءً .كيف الطريق إلى ذلك
1 – يجب توعية الجميع توعية قومية، التذكير بهويتنا القومية وتاريخنا المجيد وماضي أمتنا ودور رجالها الشجعان، وذلك من خلال تكثيف نشاطاتنا في كتابة المقالات التاريخية التي تبرز الوجه المشرق لماضي أمتنا المجيدة، ففي الإعادة إفادة، عسى أن يرعوي اصحاب تلك الفئة ويعودوا إلى رشدهم.
2 – يجب أن ندعم ذلك بالحقائق ومنها على سبيل المثال وليس للحصر : ـــ
أ – ما جاء في مقالة غبطة المطران مار عوديشو أوراهام اسقف كنيسة المشرق الآشورية
ب– أبرشية أوروبا عن التسمية الآشورية وكيف ومتى أُطلقت عليهم ، ومَن الذي أختارها تسمية قومية لهم حيث يقول : ــ "وفق المجمع السنهادوسي المقدس والمنعقد في بغداد عام 1978 ، تحت رئاسة أبينا البطريرك قداسة مار دنخا الرابع والجالس على كرسي ساليق وقطيسفون، قرر المجمع بالاجماع أضافة كلمة (الآشورية) إلى اسم كنيسة المشرق نظرا لكون غالبية اتباعها من الآشوريين.
3 – ختم المتواضع شمعون باطريرك الكلدان على هذا الرابط
4 – أن ندير ظهورنا لكل ما من شأنه الإساءة للهوية الكلدانية.
5 – أن نبحث في تاريخ إمتنا عن الحقيقة الغائبة عن أذهان الجميع، وندعم كتاباتنا بالشواهد التاريخية التي لا تقبل اللبس.
إن الوعي القومي الكلداني الحقيقي غائب عن اذهان الكثير من الناس ، وكلمتي هذه هي دعوة صريحة وواضحة ومخلصة لتعميق الوعي القومي الكلداني، وغرسه في نفوس جميع ابناء الأمة الكلدانية بمختلف مسمياتها، ونحن هنا لا نقول ولا ندعوا إلى عدم الإهتمام بالأمور الحياتية اليومية، بل العكس ونقول ليكن ما تريدون ولكن ليس على حساب إلغاء الدور القومي، أو تهميشه.
إخوتي الكرام إن مسألة الوعي القومي هي مسألة مهمة وحساسة في نفس الوقت، يجب علينا أن نتسلح بالإيمان بقضيتنا وهويتنا، لنتمكن من الوقوف بوجه العواصف، ومها يكن من أمر الكلدان، فالكلدانية سوف تبقى راية تخفق، وقلبٌ ينبض، ودماءٌ تجري في العروق.
نحن الكلدان ولدنا في العواصف لذلك لا نخاف هبوب الرياح .
دمتم ودامت أمتنا الكلدانية بألف خير.
30/10/2011
من يقف في صف كنّا وآغجان فأنه مشارك في تهميش وإستلاب حقوق الكلدان