التَعَصُّب القاتل للباطل !
بقلم: الشماس كوركيس مردولا شكَّ أن قُراء موقع عنكاوا المُمَيَّز قد لاحظوا تألُّبَ بعض مُتَزَمتي مُنتحلي الآشورية والمتأشورين ، للنيل من الذي آلَ على نفسه الدفاع عن الحَق دون هوادة ، لم أتعَرَّض لأي واحد من هؤلاء الثلاثة : هيدو حنا ، باسل روفائيل ويوخنا نيسان . في الأول من حزيران الماضي لعام 2006 ، دفعتُ الى موقع عنكاوا وبعض المواقع الاخرى مقالاً بعنوان < يا لَيتَ صوت مار باواي يكون نظيراً لصوت المعمذان ! > عَبَّرتُ عن رأيي بالاسقف باواي وحركته التصحيحية ، وبعد اسبوع قرأتُ رداً بقلم هيدو الشماس وبدا لي من عنوانه تافهاً < الحقيقة عارية يا شماس . . . فلا تنظر إليها خوفاً من أن تشتهيها > هل هنالك أتفه من هذا العنوان ! وإذا كان العنوانُ بهذا الشكل تافهاً فبأي شكل ستكون التفاهةُ في المتن ! ثمَّ ألم يكن هو الباديء بالتحرُّش ! فكان ردّي عليه مُقتضباً ومُهذَّباً عنوانُه < ما أشنعَ التَعَصُّب > في 14 / 6 / 2006 ، وفي 22 / 6 / 2006 رَدَّ عليَّ وتَبَيَّن من عنوان الرد أنه قد كتبه وهو في وضع تَشَنُّجي بحيث التبسَ عليه لقبي فكتبه < مَركو بدل مَردو > وإليكم عنوان الرد الخالي من المعنى < يا شماس كوركيس مَركو - كراهيتك وتعصبك ضد الآشوريين . . . فعل ماضي ميت حافي القدمين > اعتبرتُ ما ورد فيه تَخَبًّطاً فكرياً ومغالطات لفظية جوفاء المعنى ، وبإمكان القاريء العزيز الاطلاع عليه فلا زال باقيا في المنبر الحر لموقع عنكاوا للتأكد , في ذات الوقت قراءة ردي عليه بعنوان < كشف الحقيقة ليس كراهية يا سيد هيدو ! > للمقارنة والحكم على الخارج عن الاصول الأدابية المطلوبة في الكتابة .
تفاجأتُ بقيام السيد باسم روفائيل المتأشور بالتعقيب على رَدي بروح عدائية وهجمة افترائية ، ولتفنيد كِذبه أقول : لم يجر بيني وبين باسم روفائيل أي تعارف أو لقاء لا في تللسقف ولا في بغداد ولا في أية منطقة اخرى في العراق أو خارجه ، ويعود ذلك الى الفارق العمري الكبير نسبياً بيننا أولاً ، إذ عندما غادرت تللسقف بعد الدراسة الابتدائية لم تكن أمه قد ولدته بعد ، وإن ظروفي الخاصة لم تسمح لي الالتقاء به أو بأشقّائه الثلاثة الآخرين ثانياً ، ما عدا أنني لَمحتُ شقيقه الكبير جميل مَرةً في مجلس العزاء المُقام لعَمّتي زوجة عَمِّه المرحوم يونان أبِ المرحوم صبري ، وربما كان هو نفسه موجودا أيضاً ولكنني لا أعرفه ، وحتى لو التقيت به اليوم فلن أعرفه ! إذاً كيف يَدَّعي معرفتي جيداً ويعرف مُستوايَ ! أنا تلقَّيتُ ثقافتي العليا في معهد شمعون الصفا الكهنوتي ( السيمنير ) وبعد أن أنهيتُ دراسة الفلسفة لمدة سنتين بعد الثانوية والتاريخ القومي والكنسي على أيدي المرحوم مار روفائيل الأول بيداويذ يومَ كان كاهناً ومُدرساُ في الخمسينات ، تركتُ المعهد بإرادتي ، فكيف يُنكِر عليَّ معرفتي بالتاريخ ! ثمَّ أود أن أسأله أين درس التاريخ هو ذاتُه حتى يُحاججني في حقل التاريخ ؟ وهل إلقاء الكلام على عواهنه هو من صفات المثقَّف أم الجاهل ! ؟
لقد تَطرَّقَ الى حياتي الشخصية الخاصة مُفترياً ، وفي هذا الصدد أعرف الكثير عن حياته وحياة إخوته الشخصية ، ولكنني أسمى مِن أن أنزل الى هذا المستوى الوضيع بالإساءة الى السمعة الشخصية ، فأنا المعروف عني بالأب المثالي ، بناتي الخمس أنهينَ دراستهن في العراق ، الكبرى في الجامعة المستنصرية والثانية إعدادية التجارة والثالثة المعهد الطبي والرابعة جامعة بغداد والخامسة جامعة المُستنصرية ، أما ولداي ، فالكبير تَخرَّج طبيباً من جامعة نيويورك والثاني تخرَّج من معهد التكنولوجيا في بغداد ، وكلٌّ فرد منهم قد استقلَّ بحياته الخاصة ، فهل لمثلي يُقال من لا يستطيع الحفاظَ على بيته كيف يستطيع المحافظة على الكلدانية ! هل كنتَ قد تجاسرتَ على قول هذا الافتراء لو أن المرحوم صبري باق على قيد الحياة ؟ وهل أن شقيقك جميل سيتفق معكَ على ذلك ؟ رغم أن آراءَنا متباينة ؟ وهل يعلم بأنك امتنعت عن نشر تعزيتي له بمناسبة وفاة زوجتِه ؟ كيف استطعتَ كَبتَ حقدكَ الدفين هذا طيلة هذه المدة الطويلة ؟
إن أخاكَ متي وأخي الأصغر توما هما أخوان بالرضاعة ، كيف هانت لديكَ هذه الاخوة ولم تحترمها ، حتى تُهاجمني بهذه الشراسة المشوبة بالحقد الغير مُبَرَّر ! وهل إن اختلاف الرؤية الفكرية أو السياسية تؤدي الى هذا الاندفاع العدائي العنيف ؟ لا زلت أتذكر كيف كان المرحوم والدك الشماس روفائيل يُلاطفني ويُمازحني عندما يلتقيني في بيت عَمِّك يونان وأنا طالب في الابتدائية ! وللأسف الشديد ، فأنا مشدوه جداً من مبادرتكَ غير المُتوقعة وتحاملكَ الذي لا يقوم به إلا مَن امتلأ قلبُه بالبغضاء ، ولا بأس فأنا شماس بحق وحقيقة وليس ( للكشخة ) كما ادّعيتَ ، ولذلك فكما أوصى المسيح الرب له المجد بمسامحة المُعتدي ومباركة اللاعن ، أنا فاعل ذلك بالنسبة إليك . أنا لا أنكِر بأن مقالاتي وردودي ضدَّ المُتجنّين على القومية الكلدانية بالتلفيق والتزوير والتحريف هي لاذعة ، ولكنها خالية من أية شتيمة ، أما إذا كان الكلام الرادع المدعوم بالدلائل والوثائق يعتبره منتحلو الآشورية والمتأشورين شَتماً ، فذلك دليل على افتقارهم للحُجَّة في الحوار الهادف والبنّاء ، لأن تَعَصُّبَهم يحول دون قبولهم لأيِّ حَق يُناقض الباطل !
بعد الرد الثاني للسيد هيدو انبرى لتحيته مُنتحلٌ للآشورية المتزَمِّت يوخنا نيسان ، وإليكم العنوان الركيك ( بنصِّه ) الذي اختاره < عاشت ايدك يا سيد هيدو . . ويسلم قلمك . . > وسمّاني بالشماس مَردوخ ، وراح يتهمني بالحقد على الآشوريين ، وآخر هذه الأحقاد حسب ادعائه هو أنني قُمت بمدح من وصفه بالاسقف الموقوف أشور سورو ، وهل إن التعبير عن الرأي بشخصية كنسية يُفسَّر عند البعض مدحاً أو قدحاً تمشياً مع العاطفة ؟ أو أليس الفرد حُراً بالتعبير عن رأيه ! ألا يُعتبَر ذلك هذيان ! ثمَّ لماذا يُهاجَمُ الاسقف باواي سورو ولا يُتركُ له المجال للعمل بحسب رغبة المسيح الرب ، وهل ان ما يكون مخالفاً لإرادة الرب يُصيبُه النجاح ! فلماذا كُلُّ هذا الخوف والهلع !
كتبتُ رداً بعنوان ( ما هذا الهذيان يا يوخنا نيسان ! ) شرحتُ فيه خطأ ادِّعآته ، وصَوَّبتُ تحويراته ، فثارت ثائرتُه وردَّ عليَّ ، بادعآت اخرى لا أساس لها من الصحة ، ولا تستند الى أية مصادر تاريخية ، وليست سوى حكايات تتناقلها العامة عن مُروِّجي القصص والحكايات المُلفقة ، وعلى سبيل المثال ، يدّعي أن العثمانيين فرضوا على البطاركة النساطرة أن يُقرأَ ختمُهم ( بطريرك الكلدان ) إرضاءً لروما ! وأن روما ( مولت العثمانيين والأكراد لذبح وقتل الآشوريين الرافضين الانضمام لكنيسة روما ومن خلال تابعتها الكنيسة الكلدانية ) نافياً التُهمة عن الانكليز الذين خدعوهم بالوعود الكاذبة وجعلوا منهم حطباً لنيران الأتراك والأكراد للوصول الى أهدافهم الاستعمارية ، أتَرون كيف يحدوهم حقدهم على الكنيسة الجامعة بلصقهم بها التُهم الكاذبة هي براءٌ منها ، وإذا جاريناه هذا الافتراء المزعوم والمُلفَّق ، لماذا استمَرَّ استخدام اللقب حتى سنة اغتيال مار ايشا شمعون 1975 ، علماً بان النفوذ العثماني سقط وتلاشى بما يقرب من ثمانية عقود من هذا التاريخ ! وافتراؤه الآخر بالنسبة لي ، بأن لي مواصفات تؤهلني لأكون قيادياً فيما سمَاها الحركة الكلدو آشورية التي لم اسمع بوجود مثل هذه الحركة ، وإنما الذي أعرفه هو وجود ( الحركة الديمقراطية الآشورية ) ويعرف جيداً أنني أختلف معها في الرؤية والأهداف .
أنتم لا صلة عِرقية لكم ولا تاريخية باولئك الآشوريين القدماء المنقرضين منذ نهاية الجيل السابع قبل الميلاد ، والذين لم يبق لهم من ذكر إلا آثارهم التي حافظ على بقائها الكلدان المنتصرون ، ايماناً منهم بوجوب المحافظة على الآثار الحضارية ، ولو كان المنتصرون غير الكلدان لَما بقيت آثار بالمرة ، ولكن ما دِمتم مُصرين على انتحالكم لإسمهم نزولاً عند رغبة الأجنبي الذي أغراكم بوعوده الكاذبة ، فالتكن الآشورية معبودكم لوحدكم ، ولا تحاولوا فرضها على الآخرين .
وإلى السيد سامي بلو أقول : منذ أن طلبتَ مني وقبل أكثر من عام ومن على موقع عنكاوا ، بأن أكون لَيِّناً في انتقاد اسلوبك المتعجرف والاستعلائي ضد الكلدان الذين أنت من صُلبهم ، امتنعتُ عن تفنيد افترآتك ضد الامة الكلدانية ، ويظهر أنكَ لم تُقدِّر ذلك ، فتأتي الآن لتقول بأنك قرأتَ مقالاً لي كان خالياً من الاصول والآداب المرعية في الكتابة ! دون أن تذكر أيَّ مقال من مقالاتي العديدة ،
مما يدل على أنك مُجرَّد مُهرِّج ومُروِّج للتنديد والتحامل ، واعلم جيداً أن قيامك باتباع هذا الاسلوب غير النزيه سيسلبك المصداقية .
أما عن السيد ثامر توسا ، أنا لا أعرفك وإنما الذي سمعتُه عنك وأعلنتَه في كتاباتك ، بأنك لا تقلُّ عداءً للامة الكلدانية من سامي بلو والمتأشورين الآخرين ، وتستكثر على الكلدان كلدانيتهم ! هل أنا الذي اشَوِّه موقع تللسقف أم انتَ و أمثالك المُنحرفون عن الخط القومي الكلداني والمُنحازون بل المُنضمون الى الخط اللاقومي ! لقد اتضح لي بما لا يقبل الشك بأن التحاور مع مُنتحلي الآشورية وأتباعهم المتأشورين مضيعة للجهد والوقت ، ولذلك قَرَّرت ونزولاً عند رغبة زُملائي وقُرّاء كتاباتي تجاهلهم ، والانكباب الى إنجاز كتابي بشأن التاريخ القومي والكنسي .
الشماس كوركيس مردو
في 1 / 7 / 2006