مَن هـو الكـلـداني الكـلـداني ؟
بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي - سـدنيفي عام 1998 وأنا حـديث العهد في أستراليا دُعـيتُ مع مجـموعة من رجال كـلـدانيّـين (( ولكـني لا أضمن كـلدانية جـميعهم في قـلوبهم )) إلى إجـتماعات منـتـظمة ولكـنها غـير رسمية ، كان يُـديرها رجـل مهـذب ومثـقـف ورزنٌ ومسؤول في الجـمعـية الخـيرية الآشورية وهـو مِن مؤسسي جـمعـية الأكاديميّـين الآشورية ومن دُعاة أن الكـلـدانية مذهـب إبْـتــُـكـِـرَ عـنـدما تـكـثـلكـنا دون أن يكـون مُـلِماً بـبعـض التأريخ ، وكان يـدعـونا إلى أن نـكـون بـين العـوائل رُسُـلاً لدعـوتـنا ، فـسألته : ماذا نـقـول للناس عـن أنـفـسنا ، مَـن نحـن ؟ أجابني : نـقـول نحـن سـورايي ! فـقـلتُ : ماذانـتـرجم هـذه الكـلمة إلى اللغة الإنـﮔـليزية ؟ قال : وما الذي تـريده من اللغة الإنـﮔـليزية ، أتـركـها الآن !!! ولما إنبريتُ أمامه بالحجج المنطقـية من تأريخ كـتاب كـلدو وآثـور والكـتاب المقـدس ، مع مقال تأريخي للـﭙـروفـيسور عـبـيد / جامعة سـدني قـرأته في مجـلة ( ASSTRIAN ACADIMIC SOSIETY ) الصادرة في عام 1992 ذكـَـرَ فـيه أن المطران ﮔـيوَرﮔـيس أُرسِـلَ إلى النساطـرة الكـلـدان عام 1490 ( لاحـظ أخي القارىء سنة 1490 قـبل يوحـنان سولاقا بأكـثر من ستين سـنة ) و عـرضـتــُه أمامه وقـلتُ : هـذا مقال منشور في مجـلتـكم ! فـقال : مَن تـقـصد نحـن ؟ قـلتُ أنتم ( ASSTRIAN ACADIMIC SOSIETY ) فـلم يُـجــِبْ بحـرف أمام تلك البراهـين عـلى الإطلاق ثم أعـقـب قائلاً : دعـونا نؤجل إجـتماعاتـنا إلى أن نرى ماذا سـيـُـستـجَـدّ من أحـداث ، ولم نجـتمع بشأن تلك المواضيع منـذ تلك الساعة وحـتى الآن .
يـشـرّفـني وأبناء قـوميتي الكـلـدانية معي المتجـذرون في ومن أرض بـيث نهـرين ، أن نـنـتـمي إلى كـنيستـنا الكاثـوليكـية تلك التي أسّـسها مار ﭙـطـرس عـملاً بتـوصية الرب يسوع قائلاً له ( أنت الصخـرة وعـلى هـذه الصخـرة أبني كـنيستي ، ثـبِّـتْ إخـوتـك ، إرع خـرافي ) كـما نغـتـبط بـتراثـنا الكـنسي حـين خـلـَّـدَ آباؤنا الكـنسيِّـون الفـطاحـل العامرة قـلوبهم ( إيماناً ) والمعـتـزّون بالكـلـدانية ( قـوميتهم ) فـنـقـشـوا ومنـذ القـرن الرابع الميلادي إسمَـنا الكـلـداني في صـلواتـنا ولم يـذكـروا غـيره من الأسماء في طـقـوسـنا النظامية ! هـل مِن تعـليل أيها السادة الأفاضل بائعي قـوميتـكم ( راجع رَمشا الجـمعة في الـ حُـذرا !! وهي ذاتها في الكـنائس الآثـورية أيضاً ) . ولعـظمة إسمِنا وعـمقه التأريخي فـقـد صار رمـزاً متلألئاً لـﭙاطـريَـرك كـنيستـنا المشرقـية العـريقة وقـت النـسـاطرة حـين إتـخـذ منه هـوية له وعـلى خـتمه الرسمي للتعـريف بشخـصه والتـفاخـر بشعـبه الكـلـداني ( مْحـيلا شـمعـون ﭙَـطـرك د كـلـدايـي ) . وفي سياق آخـر كان المطران طيماثيوس في قـبرص قـد أعـلن كاثوليكـيته أمام ﭙاﭙا الـﭬاتيكان في عام 1445 وكـتبَ قانون إيمانه بلغـته القـومية الكـلـدانية - التي لم يقـطفها الحـبر الأعـظم من حـدائق الـﭬاتيكان - ( لاحـظ أخي القارىء مرة أخـرى سنة 1445 قـبل يوحـنان سولاقا بأكـثر من مائة سـنة ) . وفي سنة 1552 حـين نـبـذ آباؤنا أفـكار النظام العـشائـري في كـنيستـنا الأممية كان لابـدّ أن تـُسمّى مع مرجـعها الأعـلى الـﭙاطريرك بإسم يـدل عـلى أصالة شعـب الرافـدين ، فإتـُـفـِقَ عـلى ﭙاطريركـية بابل عـلى الكـلـدان ، إذن نـقـول للجهلة والسُـذج والذين ( ﮔـلبهم ﮔـلب السـمـﭽـة ) إنّ الشعـب الكـلـداني حيٌ يُـرزق منـذ آلاف السنين ويواصل الحـياة حـتى هـذا اليوم ونحـو الأمام ، واللي ما يعـجـبه فـليـدخـل غـرفة ذات أربع حـيطان ......
والآن إلى سؤالنا في عـنوان مقالنا : مَن هـو الكـلـداني الكـلـداني يا أخـونا ؟
• هـو الذي أسمياه أبواه بإسم : هلال نضال وشلال جـنباً إلى جنب سمير منير وقـدير ، ﭙـولس ﭙـطـرس ومرقـس ، جـونسن ستيـﭫ و ﭙـيـتر ، ويعـتـزون بقـوميتهم الكـلـدانية ويرفـضون أي إسم دخـيل بـديل غـريب عـنها وهـذه هي طبـيعـتهم الأصيلة ولا يتساومون عـليها ، ولكـن سؤالي : كان المرحـوم جلال جـلـو قـريـبي وصديقي كـلداني القـومية ، فـهل أنّ الإسم نـفسه إذا تـكـرّر عـنـد آل بـرنـو الألقـوشيّـين يجـب لِـزاماً وإلزاماً أن لا يكـون كـلـدانياً ؟ إنه منـطق الساذجـين ، وهـل من تـفـسير إذا تكـرّر الإسم ذاته عـنـد إخـوتـنا الأكـراد مثل رئيس جـمهـوريتـنا العـراق مام جلال الموقـر وهـو كـردي القـومية وليس كـلـدانياً ؟ فـما علاقة الإسم بالقـومية ؟ إنـنا الكـلـدان نحـتـرم كـل شـخـص وإخـتـياره وعـنـدنا مبـدأ قـبول الآخـر فـلماذا نـنـكـر عـليه وُجـوده وهـو موجـود ؟.
• هـو الذي يتكـلم العـربـية والإنـﮔـليزية والكـردية والتركـمانية والبعـض منهم يعـرفـون الأرمنية والفـرنسية واللغات الأوروﭙـية الأخـرى جـنباً إلى جـنب اللغة الكـلـدانية فـهل مِن مانع ؟ ولكـن إذا تـكـلـَّمَ الفـيليـﭙـيني باللغة الفـرنسية لا يزعـل منه الله لأنه يعـرف كـل اللغات . وبالمناسبة فإن أخاً آثورياً وفي جـلسة شبه رسمية ضمّتْ الكـلـدان والآثوريّـين في مساء يوم الثلاثاء 6 آذار 2012 تكـلم بالعـربـية بعـكـسنا جـميعـنا ، ولما طـلبنا منه أن يتـكـلم بالسورث لبّى النـداء لبضعة ثـواني ولكـنه رجع إلى العـربـية مرة أخـرى ونحـن لم نستغـرب منه ، فـلماذا تستغـرب أنت يا آل برنو ؟
• هـو الذي يصلي بكـل اللغات المتاحة فـتـَـعـلـَّـمها والله يعـرف كـل اللغات ، وأولادي يعـرفـون الصلاة باللغة العـربـية والإنـﮔـليزية جـنباً إلى جـنب الكـلـدانية مع اليونانية فأين المشكـلة ؟
• هـو الذي إذا رغـب في لبس ملابسَ تراثية كالتي نراها في المنحـوتات الأثـرية الكـلـدانية والرومانية والشبـيهة بفـستان أو تـنـورة ( دشـداشة ) فلا نستـغـرب منه ! مثـلما كان يلبس المرحـوم عَـمّا ميا أسمرو في المحـلة التـحـتانية والمرحـوم عـمّا ﭙَـتــّي في محـلة سـينا في ألقـوش فـهل كانا عـرباً رحـمهما الله ؟ .
• هـو الذي يغـني بالعـربية ( منين أجـيب إحـساس للي ما يحـس ) وبالكـردية ( هاتم هاتم بَـسَـر بسي هاتم ) وبالكـلـدانية ( خـزيلي خـذا يونا بفـيارا ) وبالإنـﮔـليزية ( كام شيك ماي هانـد - come shake my hand ) ، ويحـتـفـظ في سيارته بـ سي دي بكـل اللغات التي يتـذوّقـها ، أليس مُـبدعاً وصاحـب ذوق ، بشرفـك ؟ وأستـحـلفـك بْجَـنجَـلوتـيَّـتـك ؟
• هـو الذي شاء قـدَرَه منـذ أكـثر من ألفي سنة أن تــُـحـتـلَّ بلاده ، وفي الـ 1400 سنة الأخـيرة صارت اللغة العـربـية هي لغة ثـقافـته وأدبـيّاته شئـتَ أم أبَـيتَ ، فـتعـلـّـمَها وكـتب بها الشعـر والمقالات والقـوانين مثـلما أنت تكـتب الآن ، والأحـزاب الكـردية والآثورية والجـمعـيات غـير العـربـية في العـراق وحـتى القـبطية في مصر والـﭽـيـﭽانيّـين في الأردن والأرمن في لبنان يكـتبون دساتيرهم باللغة العـربـية لأنـنا جـميعـنا تـمَـكــَّـنـّا منها ، فإذا تـكـلم الكـلـداني وخـطـب وناقـش وأدار نـدوة أو جـلسة أو أخـوية باللغة العـربـية فأين الإنـدهاش ؟ عِـلماً أن رئيس أخـويتـنا كان الأخ نوئيل صادق برنـو ولم يعـتـرض يوماً عـلى صَلاتـنا وكـتابة محاضر جـلساتـنا باللغة العـربـية وكان يـوقع عـليها بإعـتـباره رئيس الأخـوية ، ولم تـُـؤخـرنا أو تـعِـقـنا في شيء .
هـذا هـو الكـلـداني الأصيل ( لا الهجـيني ) الذي إستـبدل قـوميته الكـلـدانية ونـكـرها منجـرفاً وراء رتبة أو دولارات أو منصب أو كـلمة عـفـرم من هـذا أو ذاك ، الكـلـداني لا يركـب قـطاراً متوجهاً إلى أماكـن ذات أسماء مجهـولة بعـيدة عـن إسمه التأريخي الذي يعـتـز به ، الكـلـداني إذا إتجه يكـون له هـدف ثابت يتحـكــَّـم بنـفـسه فـيه فـلا يتيه هـنا وهـناك . هـذا هـو الكـلـداني الكـلـداني .