ان الوحدة التي تضعفنا.. لانريدها
ان ابسط تعريف للوحدة هو حب الوطن بسبب طول انتمائه اليه للاجناس المختلفة المتفرقة والتي عاشت وتعيش في تربة هذا الوطن. اما الوحدة الوطنية وكما يقول عنها الباحث الكندي(كلين ويكشفن) بأنها الاثر الذي يحدث نتيجة اسباب معينة في المجتمع حيث تقود هذه الاسباب الى ترابط الشعب مع بعضه البعض بحيث يمنع هذا الترابط اي دعوات انفصالية في البلاد. ولأدامتها، لابد من معرفة الاسباب التي تؤدي الى تدميرها، مثل انعدام الامن وتفضيل المصلحة الخاصة على المصلحة العامة والتمييز بين المواطنين من قبل الجهة المتنفذة او الحكومة. ويرى الباحث بأن زيادة الانفاق الحكومي على البرامج الاجتماعية ليس حلا لتحقيق الوحدة الوطنية، بل افضل الحلول هو التأكيد على الحريات الفردية للمواطنين.
هكذا هي الحلول التي اصبحت جاهزة لنا من قبل المجتمعات التي دخلت في سجالات ومشاكل وخصومات الى ان توصلوا من خلال بحوث علمائها الى ان حرية الفرد للمواطنين هي الحل الانجع للتكاتف في ظل الوحدة االوطنية وبكل مكوناتها واثنياتها واطيافها وبمختلف الاتجاهات، والمتفاعلة في تلك المجتمعات التي ادت الى تقدمها ورقيها قياسا للبدان الاخرى المتخلفة، التي تتغلب فيها المصالح الشخصية ذات التوجهات العنصرية الطامعة بخيرات البلد على حساب المكونات الاخرى التي ترغب هي ايضا بأن تنعم بتلك الخيرات التي تستحقها وبما تمليه عليهم وحدتهم الوطنية في وطنهم الام.
وعليه فأن الانفاق الحكومي على مكونات المجتمع ومنه مكوننا المسيحي نراه لايلبي طموح الغالبية منه لكونه يمنح لجهة لايهمها الاّ مصالحها الشخصية والتنظيمية لفئة منها وليس لكل المكون،مستغلين ذلك لأذلال الاخرين من التوجهات الاخرى في المذهب والقومية والاختلافات الاخرى لتنفيذ اجندتهم، معلين شأنهم بالامتيازات الممنوحة لهم . وذلك واضح في مايسمى بتنظيم التجمعات السياسية لشعبنا من الاشور والكلدان والسريان والذي ينضوي تحته في الغالب بعض الاحزاب الاثورية المتنفذة والتي لها حصة الاسد في المعونات التي تغدق عليهم من حكومة الاقليم مقابل اثنين او ثلاثة من الاحزاب والتشكيلات المحسوبة اسميا على الكلدان والذين يسترزقون من ما يزيد من موائد المتأشورين والراضخين لأجندتهم حيث لايستطيعون ان يجاهروا بكلدانيتهم الاّ وفق توجيه هذا التجمع ، وابسط دليل على ذلك هو اعلانهم عن عيد اكيتو بالتسمية الاشورية بدلا من الكلدانية المعروفة لهم تاريخيا وهي من احدى الركائز التي تتوافق وابجديات الاحزاب الكلدانية الصحيحة. وكثيرا ما يكون اعلامهم لنشاطات المناطق الكلدانية الخالصة باضافة التسمية القطارية بينما النشاطات الاثورية لاتمسها التسمية القطارية من الكلدان والاشور والسريان. وربعنا من الكلدان الداخلين في هذا المسمى ليسوا كأخوتنا السريان الذين لم يقبلوا ان يرضخوا او ينضوا في هذا التجمع كأحزاب او تنظيمات لأنهم لايقبلوا ان يقتاتوا من موائد المتأشورين المسترزقين من حكومة الاقليم. ولذلك تسمية هذا التجمع تبقى ناقصة اوفاشلة وليس لها شرعة قانونية حقيقية ان تحقق في امرها، لأنها لاتمثل كل الاطياف المسيحية . ولكن من يبالي بذلك وجيوبهم منتفخة بظل هذا التجمع وحتى على حساب مبادئهم. ولايوجد من يدقق على صحة تنظيمهم الناقص. لذلك يبقى هذا التجمع فاشلا مبدئيا لكون المتأشورين هم الغالبية بالرغم من اقليتهم عدديا حيث لايشكلون الى اقل من 5% من مكوننا المسيحي. ولكن وصوصتهم عالية، توصلهم الى غاياتهم في استغلال مكوننا، وهذا يتطابق وماقاله الباحث الكندي المنوه عنه اعلاه بأن البرامج (المساعدات الاجتماعية) ليست حلا للوحدة الوطنية الذي يكون مكوننا المسيحي جزء من هذه الوحدة. وانما حرية الفرد الذي يعتز بقوميته وحضارته ومذهبه الديني هو الكفيل بالحصول على الوحدة الوطنية. لذلك فأننا نرى بأن الوحدة مع التنظيمات والتجمعات المنظوية تحت خيمة هذا التجمع والتي تحاول تهميشنا وتفتيت شأننا الكلداني الذي نشكل مع السريان اكثر من 90% من هذا المكون، لايفيدنا ولانريده وانما نحتاج الى المكون الذي يعرف شأننا ويحترم توجهاتنا وبما يضمن حريتنا الشخصية في الانتماء ومنها حبنا لقوميتنا الكلدانية وبالحفاظ على مذهبنا الكاثوليكي لننصهر مع الذين يحترمون توجهاتنا نحو الوحدة بمكوننا المسيحي في الوحدة الوطنية المطلوبة.
عبدالاحد قلو