August 06, 2009
الإتحاد العالَمي للكُـتـّاب والأدبـاء الكـلـدان . . نِـبراس مُضيء
ܚܘܝܕܐ ܬܒܝܠܝܐ ܕܟܬܘܒܐ ܘܣܦܪܐ
ܟܠܕܝܐ . . ܫܪܓܐ ܢܗܝܪܐ
الشماس كوركيس مردو
لقـد أخطـأ آباؤنا الكـلـدان الأولـون مؤسسو كنيسة المشرق خطـاً فادحاً عنـدما أحـجـمـوا عن تلقيـب كنيستهم باسمهم القـومي الكلداني بحـجـة كَونه يرمز الى الوثـنية ويا بئس تلك الحـجـة التي جلبـت الهمـومَ والمعاناة لأحـفادهم ، ليس من أعـداء دينـهم وإنما من الخارجـين من صُـلبـهم ، الناكـرين لقـوميـتهم و المتبنـين لتسميةٍ خـُدِعـوا بها مِن قبـل أساطـين الشر عمـلاء المخابرات الإنـكيـزية بعـد مرور قرون طـويلة وبالتحـديد في أوائل القرن التاسع عشر .
في هذه الظـروف الـراهنة البالـغـة الصعـوبة التي تمـرُّ بها الامة الكلدانية مِن حيث تشتـُّت عـددٍ كبير مِن أبنائها في مخـتـلـف بـلـدان العالـَم نتيجة تَعـرضِّهم لأسوأ مؤامرةٍ دبـَّرتها أطـرافٌ عـديـدة داخـل وطنهم الأصيـل العراق ومدعـومة من أطـرافٍ خارجية ذات مصالح متعـددة الأوجه والأهداف ، فكان مـردودُها أبشع أنـواع الإضطهادات مِنها القتـل والتخيير بين الأسلـَمة والتهجيـر ، تفجير الكنائس ، إحـراق محـلات الإسترزاق ، الإخـتطاف من أجـل الفـدية و و و وبألإضافة الى ذلك تعرضـت امتـنا الكـلدانية الى حملةٍ شرسة مِن الخارجـين من صُلـبها الذيـن أشرنا إلـيهم في الأَسطر الاولى من هذه المقالة وهم القلـة الجاحـدة لأصلها ، فاستخـدموا كُلَّ السُبـُل الملتـوية ومختـلف أساليـب الغِش والخداع التي لقـَّنها لهم أسيادُهم الإنكليز لإلغـاء قـوميتنا وإقصائـنا عن الساحة السياسية العراقـية ، بـل إنهـم لـم يبخـلـوا بابـتكار أية وسيـلة لطي سجـل تاريخـنا الحضاري وتهـمـيش وجـودنا ثم الإلتـفاف على مقـدرات شعـبـنا تحـقـيـقاً لنـواياهم غير المشروعة على حساب التـفـوُّق الديـمغرافي الكـلداني ، فـقاموا بنعـت قوميتـنا تارة ً بالمذهب ، وطـوراً بلصقـِها بتسميتهم الدخـيـلة المُنـتَـحلـة، وأخيـراً إبتـدَعـوا تسمية ًهجينة مركـبة ثـلاثـياً لا وجـود لها في عِـلم الأعـراق البشرية ، كُـلُّ ذلك من أجل الفـوز بالمكاسب السياسية والحزبية على حساب الأكثرية الكلدانية .
الظـروف التي أشرنا إليها أضطـرَّت الغـيارى والمخلصين من أبناء شعبنا الكلداني ليـبادروا الى تأسيس أحزابٍ سياسية وتنظـيمات أجتماعية وجمعـيات ثقافـية كلدانية صرفة وأصيـلة ، لكي تـدافـع عن وجـودنا القـومي باعـتزاز وإصرار ، وتـجـد لها مواقع على الساحة السياسية العراقية لتـتحصَّن فيها متحـدية ًكُـلَّ محاولات الطامعيـن بمقـدرات شعبنا والمستـهيـنيـن به عن غـباءٍ وعـدم إدراك بأن لهذا الشعب جـذور عميقة في أرض آبائه وأجـداده لا تستطيـع اقتـلاعها أقـوى عاتيات الزمن مهما بلـغـت .
الامة الكلدانية حيَّـة بأبنائها المخلصين ، كانت ولا زالت تجـنـح للسلم ، وإذ رأت تجـاوزات عليها تُـرتـكـب من قبـل الشراذم الإنعـزالية ، تحـركت بسرعة وخطـت خطوات حثيـثة ومدروسة لإيقافها عنـد حَـدِّها ، وتعبيـد طريق ٍ سليم ليجتاز من خلالـه أجيالُـها القادمة الى مستقبـل مشرق ، وهذه مسؤولية كـبرى وعلى الطليعة الواعية والمثقـفـة من أبناء شعبنا تقع أعباؤها بشكـل عام وعلى النخبة من الكتاب والأدباء بشكـل خاص ، فعلى عاتقـهم يقع دور بـثِّ الـوعي القـومي بين صفـوف شباب الأمة ، يجب شحن طاقاتهم الذهنية لتتحصَّـنَ بالثقافة القـومية ، فتـتـفـجـر منها ينابيع الفكـر الصائبة التي ستروي مشاريعـهم الحياتية المتشعبة .
مِن رحم هذه الأمة الأصيلة إنبثق < الإتحاد العالـمي للكُـتّـاب والأدباء الكـلـدان = ܚܘܝܕܐ ܬܒܝܠܝܐ ܕܟܬܘܒܐ ܘܣܦܪܐ ܟܠܕܝܐ _ حوياذا تاويلايا دْكاثـُوي وسَبْـري كلدايي > بادر الى تأسيسه نخبة مثقـفـة من أبناء شعبنا الكلداني ، لم يكن أمر تأسيس هذا الصرح الثقافي على المستـوى العالـَمي سهلاً ، بل أخذ من مؤسسيه ساعات طـويلة من الأيام والليالي بالإتصالات عبر البريد الإلكتروني ، عرضت من خلالها أفكار وآراء وجرت عليها مناقشات ومداولات حتى انتهت بإعلان الموافقة على النظام الداخلي للإتحاد ، ثم نشر البيان التأسيسي في المواقع الإلكترونية .
الإتحاد أسِّسَ ليكـون حصناً لأمة الكلدان ، والمنتسبـون إليه جنـوداً أشداء ، سلاحـهم القلم ينساب منه الدواء الشافي من سموم الأفكار الشوفينية ، ويتصـدى لكُـل مَن سوَّلـت له نفسُه تشويه حـقـائـق التاريخ ، ويفضح أصحاب القلم الرخيص ، ويُحـذر من سماع الأصوات النشاز للطـبـول الفارغة .
إن أهداف اتحادنا صريحة وقد أعـلـنـت في البيان التأسيسي ولذلك لم نـَـرَ ضرورة لتكرارها ، ومَن يرغب في الإطلاع عليها يمكنه الدخول على الرابط أدناه :
http://kaldaya.net/2009/07/July14_09_A8_InternationalUnionofChaldeanWriters_IUCW.html تهنـئـة قلبية خالصة أسديها لأبناء شعبـنا الكلداني في كُـلِّ أماكن تـواجـده ، في الوطن الأم العراق ، وفي كافة بلدان المهجر ، بمناسبة ولادة الإتحاد العالَمي للكتاب والأدباء الكلدان ، كما اهنيء إخـوتي الذين ساهموا في إنجاز هذا الحصن المتين للدفاع عن كـرامة الأمة الكلدانية وحـقـوقـها المشروعة .
الشماس كوركيس مردو
في 4 / 8 / 2009