منتديات كلداني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات كلداني

ثقافي ,سياسي , أجتماعي, ترفيهي
 
الرئيسيةالرئيسيةالكتابة بالعربيةالكتابة بالكلدانيةبحـثمركز  لتحميل الصورالمواقع الصديقةالتسجيلدخول
 رَدُّنا على اولاد الزانية,,لقراءة الموضوع اكبس على الصورة  رأي الموقع ,,لقراءة الموضوع اكبس على الصورة
رَدُّنا على اولاد الزانية,,لقراءة الموضوع اكبس على الصورةقصة النسخة المزورة لكتاب الصلاة الطقسية للكنيسة الكلدانية ( الحوذرا ) والتي روّج لها المدعو المتأشور مسعود هرمز النوفليالى الكلدان الشرفاء ,,لقراءة الموضوع اكبس على الصورةملف تزوير كتاب - ألقوش عبر التاريخ  ,,لقراءة الموضوع اكبس على الصورةمن مغالطات الصعلوگ اپرم الغير شپيرا,,لقراءة الموضوع اكبس على الصورةدار المشرق الغير ثقافية تبث التعصب القومي الاشوري,,لقراءة الموضوع اكبس على الصورة

 

 الكـلـدان و الآشوريون بين الحـق والباطـل هـل دعاة الآشورية المعاصرون هم بقايا آشوريي التاريخ القـدماء أم هـم نـكـرة دخـلاء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
maria
عضو متألق
عضو متألق
maria


الكـلـدان و الآشوريون بين الحـق والباطـل  هـل دعاة الآشورية المعاصرون هم بقايا آشوريي التاريخ القـدماء  أم هـم نـكـرة  دخـلاء Uouuuo10
الكـلـدان و الآشوريون بين الحـق والباطـل  هـل دعاة الآشورية المعاصرون هم بقايا آشوريي التاريخ القـدماء  أم هـم نـكـرة  دخـلاء Awsema200x50_gif

الكـلـدان و الآشوريون بين الحـق والباطـل  هـل دعاة الآشورية المعاصرون هم بقايا آشوريي التاريخ القـدماء  أم هـم نـكـرة  دخـلاء Bronzy3_2الكـلـدان و الآشوريون بين الحـق والباطـل  هـل دعاة الآشورية المعاصرون هم بقايا آشوريي التاريخ القـدماء  أم هـم نـكـرة  دخـلاء Goldالكـلـدان و الآشوريون بين الحـق والباطـل  هـل دعاة الآشورية المعاصرون هم بقايا آشوريي التاريخ القـدماء  أم هـم نـكـرة  دخـلاء Idary


البلد : العراق
مزاجي : اكل شوكولاتة
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 1300
تاريخ التسجيل : 07/05/2009

الكـلـدان و الآشوريون بين الحـق والباطـل  هـل دعاة الآشورية المعاصرون هم بقايا آشوريي التاريخ القـدماء  أم هـم نـكـرة  دخـلاء Empty
مُساهمةموضوع: الكـلـدان و الآشوريون بين الحـق والباطـل هـل دعاة الآشورية المعاصرون هم بقايا آشوريي التاريخ القـدماء أم هـم نـكـرة دخـلاء   الكـلـدان و الآشوريون بين الحـق والباطـل  هـل دعاة الآشورية المعاصرون هم بقايا آشوريي التاريخ القـدماء  أم هـم نـكـرة  دخـلاء Alarm-clock-icon1/5/2012, 8:38 pm

August 24, 2009



الكـلـدان و الآشوريون بين الحـق والباطـل

هـل دعاة الآشورية المعاصرون هم بقايا آشوريي التاريخ القـدماء

أم هـم نـكـرة دخـلاء ؟

الجـزء الأول

كوركيس مردوا

انقـراض الآشوريين

يقول الآثاري( نيكولاس بوستكَيت) في كتابه ( حضارة العراق وآثارُه ص . 122 ، لم يكن الانحطاط السياسي لدولة آشور مُتوقعاً بهذا الشكل السريع ، كما لم يكن سقوطُها مفاجئاً ، ولكن اختفاءَها التام كان لُغزاً مُحَيِّراً، ظَهَرَت امبراطوريات مماثلة وانهارت كالمملكة الحِثِّية العظيمة، بيدَ أنها لم تختفِ اختفاءً كاملاً مثلما حدث للدولة الآشورية ، والشيءَ ذاته يُؤكِّدُهُ المؤرخ (سِدني سمِث/1925 ) < إن زَوالَ الشعبِ الآشوري سيبقى دائماً ظاهِرةً فريدةً ومُلفتةً للنَظَر في التاريخ القديم ، ممالكُ وامبراطوريات مُماثِلة قد تَوارَت حَقاً ، ولكن الشعبَ استمَرَّ في الوجود . . . لم يُسلَب ويُنهَب أيُّ بَلَدٍ آخَر على ما يبـدو بالصورة الكاملة كما حَصلَ لبِلادِ آشور ! > ويقـول البروفيسور سيمو باربولا الآثوري الأصل / جامعة هلسنكي ( بعد حَربٍ أهليةٍ مُطـوَّلة استطاع البابـليـون أي الكلدان والميديـون المُخضَعون سابقاً لبِلادِ آشور أن يَقهَـروا ويُدَمِّروا نينوى عاصمة الامبراطورية الآشورية في العهدِ الآشوري الحَديث ، وتلاشت المدينة العظيمة في لَهيبٍ من النيران ، ولم تَستَعِد مَنزِلتَها السابقة أبداً . وبعد ذلك بثلاث سنوات قامَ نفسُ المُتمَرديـن ثانيةً بتَـدمير العاصِمة الآشورية الغَربية < حرّان > ساحقـين بذلك آخِرَ خَنـدق للمقاومة لملكِ بـلاد آشورالأخير < آشور اوبليـط الثاني > هذا الحدَث خَتَـمَ مصيرَ الامبراطورية الآشورية ، وهنا ينتهي عادةً عَهدُ الآشوريين في الكُتُب التاريخية ) ويُضيفُ باربولا ( أولاً : قلَّما لَمِسَ عُلماءُ الآشوريات هذه المسألة حيث يبدو أن أغلبَهُم يتَّـفـقـون وبدونِ الإدلاءِ عـلناً مع الفِكـرَة القائلة بأن الآشوريين قد اُبيـدوا عن بِكرة أبـيهِم كما ذَكر من قبل المؤرخ سِدني سمِث . ثانياً : على خِلاف وَفرَةِ المعلــومات عن فترة الامبراطورية ، فإن المعلومات عن بـلاد آشور ذاتِها يبدو مؤازراً لفِكرة الإبادة الجماعية والتي تبدو أيضاً مُعَزَّزة ً بإفادات شهود العَيان القُدَماء . ) وقد تَحَدّى المؤَرخ الأب ألبيـر أبونا في مقالتِهِ المنشورة في موقع عَنكاوا.كوم الالكتروني < البحث عن القومية > كُلَّ أدعياء الآشورية المُعاصرين المُتزَمتـيـن وبعض المُنجرفـيـن وراءَهم من الكلدان المُغَرَّر بهم إن كان بإمكانِهِم إثبات عدم انقراض الآشورييـن النهائي بأدِلَّةٍ عـلمية وتاريخية بعيداً عن الدَجَل السياسي المبني على التزوير والتحريف.

الابنُ الكلداني البار نبوبولاصِّر هو إبنُ الملك ( بيل ابني ) الذي تسنَّمَ عرش بابل عام 702 - 700 ق . م في عهدِ الملك الآشوري سنحاريب ، فهو إذاً أحد أحفادِ الملكِ الكلداني الثائر ( مردوخ بلادان ) كان حاكماً على القطر البحري على عهد حفيد سنحاريب (الملك آشور بانيبال ) ، وكان يتحيّنُ الوقت المناسب ليستعيد عرش بابل من مُغتصبيه الآشوريين ، فبعد موت آشور بانيبال عام 627 ق . م تفاقمَ تدهورُ الأوضاع في الدولة الآشورية عمّا آلت إليه في أواخر فترة حُكمِهِ ، فانتهزَ الفرصة نبوبيلاصَّر وأعلن الاستقلالَ عن الدولة الآشورية واعتلى العرشَ البابلي عام 626 ق . م ، مؤسِّساً سُلالة بابل الحادية عشر الدولة الكلدانية أو البابلية الحديثة ثمَّ الامبراطورية الكلدانية ولـُقـِّبت بالامبراطورية البابلية الحديثة باعتبارها امتداداً للإمبراطورية التي أسسها الملك العظيم حمورابي . قامَ بتصفية الوجود العسكري الآشوري من المناطق البابلية ، وفَرَضَ حُكمَهُ على الجنوب بأكملِهِ بتوحيدِهِ القبائل الكلدانية تحت الهويَّة الكلدانية الواحدة ، مُلغياً بذلك نظامَ القبائل والبيوتات المتعدِّدة ، ثمَّ بدأ بضمِّ مناطق واسعة الى مساحة مملكَتِهِ من الشمال والشرق والغرب ، وبعد قضائه بالتعاون مع حليفه الملك الميدي كي اخسار على الدولة الآشورية ما بين عامي 612 - 609 ق . م أصبحَ اقليم آشور وكافة المناطق التابعة له حتى حدود آسيا الصغرى اليوم بما في ذلك آشور ونينوى وأربيل ( حدياب ) كما أفادَت المصادر التاريخية ( مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة / طه باقر ص. 548 - عظمة بابل / هاري ساكز ص. 170 - 171 - تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين / الجزء الأول / فيليب حتي ص. 155 - 156 - انتصار الحضارة / جيمس هنري ترجمة أحمد فخري ص. 231 وهنالك مصادر اخرى كثيرة ) ضمنَ مساحة الدولة البابلية الكلدانية بالاضافة الى بلاد الشام وفلسطين ولبنان وشبه الجزيرة ، حيث احترم الميديون مضمونَ المعاهدة المعقودة بينهم وبين الكلدان، واكتفوا بما استولوا عليه من الغنائم الهائلة التي حصلوا عليها من العواصم الآشورية ، واحتفظوا بالاقاليم الشمالية والشمالية الشرقية لنينوي التي كانوا قد استولوا عليها قبل عقد المعاهدة ، أما الأقاليم الغربية فخضعت لسُلطة الدولة الكلدانية وبضمنها العواصم الثلاث الادارية والدينية والعسكرية التي شَغِـلَها أبناءُ الكلدان وأحفادُهُم منذ ذلك الزمان وحتى اليوم .

وإنَّ التواجد الكلداني كان قائماً في البلاد الآشورية قبل زوال الكيان الآشوري ، وزادت كثافتُه أضعافاً بعد زواله بحُكم سيطرة الكلدان على البلاد الآشورية وتَحَوِّلها الى جزءٍ مِن بلاد الكلدان ، حيث يقول الاستاذ حبيب حنونا ( الكلدان والتسمية القومية ) كان الملوكُ الآشوريون في خِضَمِّ حَملاتِهم العسكرية المتواصلة على الممالك الكلدانية خلال الفترة المحصورة بين القرن الحادي عشر والقرن السابع قبل الميلاد، قد أسِروا ما يربو على نصف مليون فردٍ من الكلدان ، ورَحَّلوهم الى مناطق الشمال والشمال الغربي والشمال الشرقي لإقليم آشور ، وتُشير المصادر بأن مُعسكرات كانت قد اُنشئَت للأسرى الكلدان ، يُطلق عليها < بيث شبيا > وتعني بيت السبايا في قرية كرمليس وقرية بابلو القريبة من دهوك ، كما أن معسكراتٍ كان قد تَمَّ إنشاؤها في منطقة العمادية شمالي دهـوك بين بابـلو وارادن وايـنشكي ، وبعد سقـوط نـيـنـوى وخضـوع تلك المناطـق للحُكم الكلداني ، قام هؤلاء الأسرى الكلدان بحسب تأكيد هذه المصادر بتحويل هذه المعسكرات الى مجمعات ووحداتٍ سكنية ، ويؤَكِّد التـواجد الكـلداني في شمال بلاد ما بين النهرين المؤرخ اليوناني (زينفون) الذي رافـق الحملة العسكرية اليـونانية المعروفة ( بفرقة العشرة آلاف ) عام 410 قبل الميلاد في كتابه ( حملة العشرة آلاف / ترجمة يعقوب منصور ص . 182 ) وعند تـقهـقرها أمام الفرس بمعركة قرب بابل عادت ادراجها متوجهة الى بلادها وفي طريق العودة يقول زينفون : ـــ قبل اجتيازنا حدود ارمينيا ( أسيا الصغرى أو تركيا الحالية ) وعلى الضفة الثانية لنهر دجلة ، جابهتنا قوات كثيرة تتألف من صنوف مختلفة ، حاولت منعـنا من عبور النهر، ولدى استفسارنا هن هـوية تلك القوات ، علمنا أنها قوات ارمنية وكلدانية وماردينية وكانت تابعة لأورنتاوس و اوتوخاس ، ويُضيفُ قائلاً : لقد قـيل لنا بأن الكـلدانيين شعبٌ حُر لا يُضاهيهم شعبٌ آخر في المنطـقة من حيث مهارتهم في القتال !

إنها حقاً حقائق تاريخية دامغة تُعَرّي زيف المغالطات والأكاذيب التي يُروِّجُـها أدعياء الآشـورية المزيَّـفـون وعملاؤهم المأجورون الذين يُرعِبُهم اسمُ الكلدان ، حتى أنهم ولشدة كُرهِهم للكلدان ينفون عنهم عملية القضاء على الدولة الآشـورية ويَعـزَونَ ذلك الى البابليين والميـديـيـن والفرس ! ومَن هم البابليون يا تُـرى ؟ أليسوا صِنواً للكلدان ! وهذا القول بحدِّ ذاته يُعـتبَـرُ نُـبـلاً في خِصال الكلدان ، وإن هم يُـردِّدوه خلافاً لكُل ما أكَّده المؤرخون ومنهم على سبيل المثال لا الحصر المؤرخ الشهير ( جورج رو ) الذي يـؤَكِّد سيطرة الكـلدان على كامل الاقليم الآشوري بشكل مُحكم بحيث لم يحدث أي تمَرُّدٍ أوأي تحرُّكٍ مضاد للدولة الكـلدانية حتى سقـوطها على يد الملك الاخميني كورش عام 539 ق . م بسبـب خيانة داخـلية لقائد عسكري في الجيش الكلداني وتـآمُر يهودي داخـل البلاط . إذا كان الميديون والفرس قد قضوا على الدولة الآشورية كما يحلو لدُعاة الآشورية المعاصرين قوله ، فما أغباه من قول ، لماذا تخلوا عن حُكم بلاد آشور ! ! ألا يعني هذا أن دورهم كان دوراً ثانويا مساعداً للكلدان , ليس كالدور الأساسي الكلداني ! ! ولذلك فرض الكلدانُ سيطرتهم الكاملة على البلاد الآشورية.

فهـل بعد ما تـقـدم ذكـرُه هـنالك شعـبً آشوري في الـوجـود ؟ وكيف ظـهر الى الـوجود بعد خمسةٍ وعشرين قرناً ؟ وأين كان مختفياً طـوال هذه القـرون ؟ أسئلة نطرحُـها على الشرذمة الضئيلة من المهووسين الكلدان النساطرة سكنة منطقة هيكاري الجبلية منتحلي التسمية الآشورية الدخيلة . وسنجيبُ عليها في الجزء الثاني لأنهم يتعمـَّدون الجهـل بـل الإنكار في الإجابة عليها .



استمرارية الـوجـود الكـلـداني

بعد سقوط بابل بأيدي الملك الاخميني كورش خضعت كُلُّ المناطق الكلدانية الاخرى لنفوذ مملكتِه الفارسية ، كان كورش ملكاً يملك من الدراية السياسية قدراً كبيراً ، فتحدَّثَ الى الشعب الكلداني بحكمةٍ ولباقة قائلاً لهم ، جئت جالباً لكم السلام لأُزيلَ عنكم الاضطراب والخصام ، وها إنني أدخُلُ الى هَيكَل الإله ( بيل) وأمُدُّ يَدَيَّ إِليه وأمسُكَ بيدَيه ليَحُقَّ لي عَرشُ بابل ، ثمَّ أمر بإعادة الآلهة التي كان قد جَلَبها نبونَئيد الى بابل الى هياكلها في المدن الكلدانية ، فنال رضا الكلدان وشَكَرَه اليهود لإِصداره أمراً بالسماح لهم في العودة الى وطنهم إذا أرادوا ، وظَلَّ الكلدان يمارسون أنشطتَهم الحياتية ضمن نفوذ المملكة الفارسية يتمتعون بحقوقِهم ويؤَدّون واجباتهم وإن كان الحنين الى الاستقلال يُراودُهم

استغَلَّ الكلدان اضطراب الأوضاع في بلاد فارس ، فثاروا وأعلنوا الاستقلال في بابل بقيادة أمير من سُلالة الملك نبونَئيد اسمُه (ندينو توبيل ) وتَسمَّى ملكياً بلَقَب ( نبوخَذنصَّر الثالث ) ، وحذا العيلاميون حَذوَ الكلدان وأعلنوا على الفرس العصيان ، فأرسل داريوس الأول قوات بإمرةِ قائدٍ من قادة جيشِه لإفشال عصيان عيلام ، وقاد بنفسِه حَملةً عسكرية ضخمة جداً لإسترجاع بابل ، وإذ عَلِمَ الملكُ نبوخَذنصَّر الثالث بمقدَمِه ، استعَدَّ لمواجهَتِه ، ونشر قواتِه على سواحل دجلة في اقليم آشور وكان في حوزتِه سفن راسية في نهر دجلة ، تَردَّدَ داريوس في الهجوم ، فلجأ الى ايجاد طريقة يخدَعُ بها الكلدان ، فعَمدَ الى تقسيم جيشِه الى كتائب عديدة ، استخدَم بَعضُهم ظهور الخيول وبعضهم الآخر ظهور الجِمال ، فانطوت الخُدعة على الكلدان ، أما هو وبقية أفراد جيشه فقد عبروا النهر وباغتوا القوات الكلدانية ودارت معركة بين الجانبين ، وكان عنصر المباغتة في صالح الفرس ، حيث تَراجع الكلدان أمامَهم ، وبعد ستة أيام وفي موقع على ساحل نهر الفرات يُطلقُ عليه ( زازانو) التحم الجيشان البابلي والفارسي ، وبالنظر لفارق العدد بين الجيشين انتصر الفرس وانسحب نبوخَذنصَّر الثالث مع بقايا جيشِه الى بابل وتحصَّنوا فيها ، فلاحقهم الجيش الفارسي وأحكَمَ الحصار على بابل ، وبعد سنتَين من الحصار الشديد ، اقتُحِمت أسوار بابل في عام 519 ق . م وقُتِلَ الملك نبوخَذنصَّر الثالث .

يـقـول المؤرخ طه باقر في ( مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة / الوجيز في حضارة وادي الرافدين ص . 513 و 517 ) < بعد وفاة داريوس الأول عام 485 ق . م ، خَـلِفَه على العرش إبنُه ( احشويرش الأول 485 - 465 ق . م Xerxes I ) وفي السنة الرابعة من حُكمِه ثار الكلدان ثانيةً على غِرار ثوراتهم خلال حُكم والده ، وقاد الثورة على التوالي الملكان البابليان ( بيل شماني ) و ( شمش اريبا ) سعياً للاستقلال ، ولكنَّهما لم يُفلحا بسبب قـلة عدد الجيش الكلداني مقارنة بالعدد الهائل للجيش الفارسي فـتَعَرَّضَ الكلدان للإنتقام القاسي ومعبَدِ بيل للنهب وبابل للدمار الشامل .

سقطت الدولة الفارسية الأخمينية بأيدي الاسكندر الأكبر المكدوني عام 331 ق . م ، الذي فرض سُلطته على عموم بلاد ما بين النهرين واتخذ من بابل عاصمة له ، وبعد وفاته انتقلت السُلطة الى السلوقيين لأكثر من قرن ونصف القرن ، حيث يقول رضا جواد الهاشمي في كتابه ( الصراع العراقي في زمن الفرثيين والساسانيين ص . 95 ) بأن الفرس الفرثيين استطاعوا في عام 139 ق . م فرض سُلطتهم على البلاد ثانية ً .

في كتابه ( ذخيرة الأذهان / الجزء الأول ص . 33 ) يقول بطرس نصري ، بسبب الأعمال التعسفية الجائرة التي دأبَ على ممارستِها الفرسُ أثناءَ حُكمهم لبابل ، ضد البابليين اضطرَّ الكثيرُ مِنهم للهجرة الى شمال بلاد ما بين النهـرين والشام ولبنان ووصلَ قسم منهـم الى جزيـرة قـبرص، ولكنَّ نسبة ً كبيرة مِنهـم لم تُغادر البلاد وبضمنهم العديد من المُنـتمين الى سُلالات ملوكهم ، ومنهم كان الذين تـتـبعـوا مسير النجـم غير الاعـتيادي الى بيت لحم اليهـودية في فلسطـين لدى ميلاد المسيح الرب ، وعُرفـوا بملـوك العجـم أو المجـوس ، حيث قَـدَّموا للطفل الالهي خضوعَهم واعترافهم بملوكيته مُجزلين له هداياهم الملكية ذهباً ولُباناً ومُرا ، وبعد عودتهـم الى بلادهم تَحَدَّثـوا بما شاهـدوه ، مُهيِّـئـين بذلك أرضيةً سهلة لانتشار المسيحية في بلادنا مُستـقبلاً .

وقال بهذا الصدد القس يوسف تفـنكجي في ( مجلة النجم / العدد الخامس لعام 1929 م ص . 225 ) ما مُلخَّـصُه < إن الطائفة الكلدانية الكاثوليكـية ( عُرفت بالطائفة منذ عهد الاسكندر المكَدوني بأنها بديل للقومية التي تقـلَّصت نفوسُها عبر الظروف الزمنية) الباقية الى يومنا هذا، هي إحدى الطوائـف المسيحية الشرقية العريقة في القِـدَم بل الأقدم منها في الشرق المسيحي كُلِّه، تفتخرُ هذه الطائفة بالمجوس الذين وافوا من الشرق الى اورشليم ، وسألوا عن الطفل الالهي الذي رأوا نجمه واتبعوه ليسجدوا له .

كُلُّ هذه المصادر والكثير من المصادر الاخرى غيرها تؤَكِّدُ الوجود الكلداني واستمرارَه رغم سقوط سُلطانه السياسي ، بينما ليس هنالك أيُّ مصدر يُشيرُ الى وجـودٍ آشوري في أية بقـعةٍ من بلاد ما بين النهرين ، إذ بعد سقود الدولة الآشورية على أيدي الكلدان والميديين ما بين عامي 612 - 609 ق . م إنمحى وتلاشى الاسم الآشوري ذو المدلول الديـني بتَحَـطُّـم صَنم الاله أشور ولم تَقم له قائمة ، وإذا حدثَ أن يأتي الى ذكر تسمية أثور أو آشور فيكون ذلك دلالةً جغرافية ، لأن مصير الآشوريين آلَ الى الزوال اسوةً بالسومريين والأكديين والكِشيين والميتانيين . . .



الكـلـدان والبشارة المسيحية السارة

بعد افول نجم الامبراطورية الكلدانية التي هَيمَنت على الشرق الأوسط بأكمَلِه لمدة خمسة وثمانين عاماً (626 - 539 ق . م ) وخضوع الشعب الكلداني لأنواع من الحُكم الأجنبي ، إلاّ أنه بقي شعباً حياً يُمارس نشاطه الحياتي كاملاً ، وكانت لُغتُه الكلدانية السلسة الأفصح بين اللهجات الآرامية ، ذات الأبجدية السهلة التي انفـردت بها دون غيرها ، مدعاةً لاعتزاز ممالك الأقـوام الأجنـبـية التي تعاقبت على حُكم بلاد ما بين النهرين بعد انهيار الحُكم الكلداني آخر حُكم وطـني أصيـل لبلاد مَهـدِ الحضارات ، فاعتـمَدَتها لغة ً رسمية لتسيـير شؤون ممالكها، فكان لها وكما للحـق أن يُقال الباع الأطول بين بقية اللغات في دفع مسيرة التقدُّم والحضارة العالَمية الى الأمام وقتذاك ، فقد أوقدت نارَ ثورةٍ ثقافية مُحدِثة ً نقلة ً نوعية ًمن حيث البحث والتأليف والتوثيق ، و مُختزلةً الجُهدَ الانساني الى حدٍّ كبير لم يسبق له نظير!

عند انبلاج فجر المسيحية وقدوم المُبشرين رُسلِ المسيح الرب الى بلاد الرافدين ، كان العالَمُ آنذاك تتقاسمُه قوّتان كبيرتان مُتمثِّلتان في الامبراطورية الرومانية وعاصمتها روما والمملكة الفارسية الفرثية وعاصمتها المدائن ، كان الرومان يُسيطرون على غالبية بُلدان اوربا والشمال الأفريقي ومصر وفلسطين وسوريا ولبنان وآسيا الصغرى ، يخضعون جميعاً لقوانين الدولة المركزية ودُستورها، أما الدولة الفرثية فكانت تُسيطرُ على بلاد ما بين النهرين وماداي وفارس ، وقد اعتمدت نظام الممالك الاقليمية الذي كان الأخمينيون قد طبَّقوه عند استيلائهم على بلاد ما بين النهرين عام 331 ق . م في معركة اربيل الشهيرة بين الاسكندر الأكبر المكَدوني وداريوس الثالث الفارسي ، وكان عددُ ممالكِ الأقاليم الخاضعة للمملكة عشرون مملكةً، أسس العديد مِنها الكلدان بعد سقوط دولتهم العظمى سواءً في عهد الإغريق أو الفرثيين كما يذكر المؤرخ سامي سعيد الأحمد في ( العراق في التاريخ ص 251 - 263) وكذلك ورد في كتاب ( تاريخ الشرق القديم / سامي سعيد وجمال رشيد ص 273 - 283 ) وفي ( تاريخ الموصل1 / القس ( المطران ) سليمان الصائغ ص 19 ) أشهرها مملكة الرها ( اورهاي ܐܘܪܗܝ ) وحدياب (اربيل ) وسمّاها العرب ( حزة ) وبيث كَرماي و حطرا( حضر ) وتدمر وميشان ( آخر المماك الكلدانية في بلاد بيث نهرين ) وكان يُقيم عددٌ قليل مِن الآراميين مع الكلدان سُكان هذه الممالك .

إن أشهر مَن كَتبَ عن تاريخ الامة الكلدانية والدولة الآشورية مِن بني الكلدان بعد المؤرخين القدماء والمؤرخين والكُتاب الاوروبيين الذين ألفوا كُتُبَهم منذ مطلع الجيل التاسع عشر ، كان العلامة الشهيد المطران أدي شير مدفوعاً مِن شعوره القومي والوطني مشوباً بالأسف والاستغراب لانعدام الشعور القومي لدى أبناء امته الكلدانية المعاصرين الذين يجهلون أنهم مُنحدرون مِن صُلب شعبٍ نبيل فاقَ شعوبَ العالَم كُلِّه في بأسه وآدابه وصنائعه ، فحَملَته غيرتُه القومية كما قال ليُتحفَ أبناء وطنه بكتابه الذي عَنونه ( تاريخ كلدو وآثور ) والذي يقع في مُصنَّفين ، يتحَدَّث بالمُصنَّف الأول عن الامة الكلدانية والدولة الآشورية قبل الميلاد ، وفي المُصنف الثاني عن الكنيسة الكلدانية منذ تأسيسها في القرن الميلادي الأول وحتى ظهور الإسلام في أوائل القرن السابع دون أن يُغيِّرَ التسمية المُركبة التي وضعها لعِنوان الكتاب التي تتطابق مع ما أورده في المُصَنَّف الأول فقط ، مُنطلقاً مِن اعتقادِه الديني بهدفِ جَعل المسيحيين شعباً واحداً وليس قوماً واحداً كما يعتقد البعض ، وأوضح دليل على ذلك هي الأدلة الوافية التي قَدَّمها والمصادر العديدة التي اعتمدها والتي تؤيِّد مِصداقية الأحداث التي سردها ، والتي تُعطي فهماً دقيقاً للقاريء بعدم تطابق عنوان الكتاب مع مُحتواه ، لأن مُعظمَها يؤَكِّد ويُثبت بشكل قاطع بأن الكلدان قومية مُستقلة لامةٍ عظيمة ، تَحدَّت الأهوالَ والمصائبَ التي تَعَرَّضت لها قبل الميلاد منذ قيام أول دولة لها بعد الطوفان وحتى آخرها الأعظم بينها عام 626 ق . م حيث استطاع العيلاميون غزوَ دولتها الاولى ولكن الكلدان عادوا فحرَّروها ، ثُمَّ اضطروا بعد ذلك لخوض حروب دفاعية تحررية ضد الغُزاة الآشوريين دامت زهاءَ ألف عام حتى تكلَّلت بالنصر الكلداني الساحق عام 612 ق . م ولكن العيلاميين عادوا واحتلوا بابل عاصمة الكلدان عام 539 ق . م ، وبالرغم من قيام الكلدان بعدة محاولات لتحرير بلادهم إلا أنهم لم يُفلحوا ولذلك استمروا خاضعين لسُلطة الغرباء ، واستطاعوا المحافظة على هويتهم ولغتهم وحضارتهم ، وممارسة تقاليدهم وعاداتهم حتى بعد اعتناقهم للمسيحية في القرن الميلادي الأول .

كانت اللغة التي يتحدَّث بها مُبَشِّرو بشارة الخلاص المسيحية هي اللغة الآرامية الكلدانية التي كان اليهود قد تَعَلَّموها خلال فترة السبي البابلي وتوارثتها أجيالُهم اللاحقة ومنهم الرُسُل المُبَشِّرون وتلاميذهم ، وهي ذات لغة سُكان بلاد ما بين النهرين الكلدان ذوي العدد الديمغرافي الأكبر في البلاد ، فكانت العاملَ الأكبر لتَقبُّل الكلدان البشارة بيُسر وسهولة ورغبةٍ غامرة ، وكانت الرها التي مِنها ابتدأ انتشار المسيحية الى الديار الشرقية بواسطة الرُسُل المُبَشِّرين الوافدين من فلسطين ، وقد سمّاها السلوقيون ( أديسا ) تيمُّناً بأديسا المكَدونية ، مَقَرّاً لملوك أسروينا وقد طغى اسم ( أبكَر ) على أغلبهم ، وكان أبكَر اوكوما الخامس الذي اشتهر بحسب التقليد الكنسي المتوارث بمراسلته للرب يسوع المسيح له المجد ، ومِن ثَمَّ اعتنق المسيحية هو وجميع أبناء مملكته على يَدَي مار أدي الذي شفاه مِن مِرضِه المُزمِن .

وكانت اللغة والثقافة الكلدانيتان أيضاً هما السائدتين عند دخول التبشير الخلاصي الى أرض بلاد النهرين ، بفضل العباقرة الكلدان العلماء < كِدينو ، رماني ، نبو ، سِدينو وبرحوشا ( بيروسس ) أبي التاريخ الكلداني بالإضافة الى جهود الكَتَبَة الكلدان الذين قاموا بتأسيس المدارس أمثال : أخوتو ، خونزو ، سين لِقي اونيني ، وايكور ذاكر ، بيدَ أنَّ الأخمينيين وبهدف تحطيم الروح الوطنية لدى الكلدان ، عمدوا الى تشويه الاسم الكلداني ونسجوا حوله وحول بابل ، الأساطيرَ تُهماً وتحريفاً لِمَ خَصَّهُما به الكتابُ المقدس / العهد القديم ، مِما جعل الكلدان ينفرون منه بعد اعتناقهم المسيحية . وتبَنوا الاسم الديني ( مشارقة ܡܕܢܚܝܐ) أو ( المسيحيين - سورايي أو سُريايي ܣܘܪܝܝܐ ) بدلاً عن اسمهم القومي ( كَلدايي ܟܠܕܝܐ ) ويقول المطران أدي شير في مقدمة كتابه < تاريخ كلدو وآثور / الجزء الثاني > بأن الاسمَ السرياني لم يكن يُشير الى امة بل الى الديانة المسيحية لا غير ، ومِما يُثبِت ذلك ما أتى في كتاب تاريخ ايليا مطران نصيبين ( 975 - 1046 م ) فإنه فسَّرَ لفظة ( سرياني ܣܘܪܝܝܐ ) بلفظة نصراني . وجعلوا اسمَ كنيستهم ( كنيسة المشرق ܥܕܬܐ ܕܡܕܢܚܐ ) لوقوعها في الشرق وأُطلقت عليها أسماء اخرى مِنها ( الكنيسة الكاثوليكية ܥܕܬܐ ܩܬܘܠܝܩܝ ) لكـونها جزءاً من الكنيسة الجامعة و ( كنيسة فارس ܥܕܬܐ ܕܒܦܪܣ ( لوقوعها ضمن المملكة الفارسية .



استشهادات المطران أدّي شير

ويُضيفُ أدي شير ، < بعد فتوحات العرب تلاشى الكلدانُ الوثنيون المُنَجِّمون من هذه الديار ، وسُمّوا مُسلمين لآعتناقهم الديانة الاسلامية . فعادَ أجدادُنا الكلدان المسيحيون واسترجعوا الاسم الكلداني . وقد استشهد على ذلك بأقوال المؤرخين ومِنهم : ابن العبري في كتابه المُسمّى ( معلثا ) لما تكلَّمَ عن الامة الكلدانية النسطورية قال : < الشرقيون العجيبون أولاد الكلدان القدماء > وفي كتابه ( تاريخ مُختصرالدول ) في بحثه عن فروع اللغة الآرامية ، سَمّى لغة أهل جبال آثور وسواد العراق ( الكلدانية النبطية ) وكثيرون آخرون مثل صاحب كتاب ( طبقات الامم / القاضي ابو القاسم صاعد بن أحمد الاندلسي ) < الامة الثانية الكلدانيون وهم السريان والبابليون > ويؤكـد ذلك كتاب ( القوانين السنهادوسية أو قوانين مجامع الكنيسة المشرقية ) .

ويستطرد < فترى ان للكلدان المسيحيين أسماء كثيرة في التواريخ : فسُموا آراميين نسبةً الى آرام بن سام الذي استوطن هذه البلاد وعَمَّرها بنسله . وفُرساً لكونهم وجدوا في مملكتهم . ومشارقة لأنهم في الشرق . ونساطرة لإتِّباعهم تعليم نسطور بطريرك القسطنطينية . وسرياناً شرقيين تمييزاً لهم عن السريان الغربيين وهم اليعاقبة . ولكن اسمهم الأصلي : كلدان اثوريون جِنساً ووطناً : لأن منشأ كنيستهم ومركزها كلدو وآثور . ولغتهم الجنسية والطقسية هي الكلدانية ويُقال لها أيضاً الآرامية . وغلطاً سُمِّيت سريانية كما انه غلطاً أيضاً سُمِّيَ أجدادُنا النصارى سرياناً .

ويسترسل العلامة أدي شير قائلاً < إن أجدادَنا الكلدان المسيحيين اشتهروا هم أيضاً نظير آبائهم الكلدان الوثنيين . فانه كما أن الصنائع والمعارف بلغت عند الكلدان الآثوريين الى أسمى درجة ومنهم اقتبسها اليونان والفُرس وغيرهم من الشعوب القديمة. وامتدَّت فتوحاتهم حتى جزيرة قبرص ومصر غرباً والى بحر قزوين والبحر الآسود شمالاً وحتى بلاد ماداي وعيلام شرقاً والى جزيرة العرب جنوباً . كذلك الكلدان النساطرة بفتوحاتهم الدينية عَظُمَت شُهرتُهم وخلَّدوا لهم ذِكراً جميلاً مؤبَّداً . إذ إنهم كأجدادهم افتتحوا بلاد فارس وماداي والعرب وأرمينيا وسوريا وقبرص ومصر حتى بلاد الهند والصين وتركستان وغيرها من البلاد التي لم يقدر أجدادُهم الوثنيون أن يفتحوها بقوة أسلحتهم القاطعة . >

ومِما اشتهر به أيضاً الكلدانُ النصارى أنهم حيثما ذهبوا بفتوحاتهم الدينية ، زرعوا مع تعليم الانجيل بذور المعارف والتَمَدُّن المسيحي وهذا ما أجمع عليه العُلماء . إن مسيو شارل إوديس بونين بمقالتِه في قِدَم النساطرة في آسيا الوسطى بعد أن بحثَ عن امتداد الكلدان النساطرة في بلاد الصين وتركستان ومغولستان قال ما تعريبُه : < إن للنساطرة دوراً مُهمّاً في تاريخ التمَدُّن العمومي . فإن كهنتهم هم أول مَن أدخلوا التمَدُّن في آسيا الوسطى . ومِن المعلوم أنه مِن الحروف السريانية النسطورية ، تَوَلَّدَ في القرون الوسطى على يد غُزاة آسيا القلمُ التركي الايغوري والمغولي والمانجوني . والقلمان الأخيران مُستعملان الى يومنا هذا . ومِن جهةٍ اخرى إن أشهر ديانات آسيا أعني بها اللاماوية ( Lamaisme ) أخذت أشياء كثيرة مِن طقس النساطرة ولعَلَّ مِن مُعتقدِهم أيضاً > .

ويستطرد : وعَمّا قاله الأب لابور يقول أدي شير : < إن الكنيسة النسطورية ما برحت مدة أحد عشر جيلاً تَنشر التمَدُّن والتربية المسيحية بين أهالي آسيا القديمة والشرق الأقصى . وقال أيضاً : < إن النصارى الكلدان نالوا أعلى المناصب في الدولة العباسية وعَلَّموا ساداتهم الذين كانوا الى ذلك الحين في حالة الجهل فلسفة اليونان وعلم الفلك وعِلم الطبيعيات والطب . ونقلوا الى العربية تأليفات اريسطوطاليس واوقليديس وبطليموس وابقراط وجالينوس وديويسقوريدس ، وبواسطة الكلدان أيضاً تعَلَّم العرب الأرقام الهندية وآلة الاسطرلاب وغير ذلك .

وأتى في قاموس اللاهوت الكاثوليكي تأليف علماء المانيا ما تعريبه : < إن العلوم الشرقية في زمان فتوحات العرب كانت محصورة خاصة ً عند الكلدان . فكانوا يُعلِّمون في مدارس اورهاي ونصيبين وساليق أو ماحوز ودير قوني اللغات الكلدانية والسريانية واليونانية والنحو و المنطق والشعر والهندسة والموسيقى والفلكيات والطب . وكان لهم مكاتب عمومية يحفظون فيها تآليف المُعلمين >

لَعَمري ، إن المدارس والمُستشفيات كَثُرَت جداً عند الكلدان حتى أن الأب لابور أخذه العَجَبُ مِن ذلك وقال : < إنه ليس مِن امةٍ على الأرض بارت امة الكلدان النصارى في تأسيس المدارس ، فاتسعت صناعة التأليف عندهم اتساعاً عجيباً حتى أن عدد المؤلفين منذ الجيل الرابع الى نهاية الجيل الثالث عشر الذي فيه انطفأت العلوم لديهم فاق الأربعمائة . وتأليفات بعض هؤلاء المؤلفين فاتت الخمسة عشر والثلاثين والأربعين . وتصنيفات مار أفرام لا تُعَد . وميامر نرساي ما عدا الكتب العديدة التي ألَّفها تبلغ 360 . وميامر يعقوب السروجي 700 . وجبرائيل اسقف هرمزدارداشير له ثلاثمائة مؤلف ويوسف حزايا الف وتسعمائة ، وقد أشارت الى ذلك مجلة الفكر المسيحي بعددها ( 184 لسنة 1983 م ص 179 ) .

في تقويم قديم للكنيسة النسطورية الكلدانية جاء ذكر الكلدان كما يلي : كانت في مصر سنة 1095 م مجموعة كبيرة مِن الكلدانيين النساطرة تتألف مِن ( 7300 ) عائلة أو بيت يبلغ تعداد نفوسهم ما يربو على ( 40 الف نسمة ، يرعاهم مطران اسمه دانيال ، وتحت إدارته ثلاثة أساقفة هم : شمعون الجزري ومشيحا مِن الموصل ويوسف مِن طهران . ومِن القسُس سبعة وأربعون (47) والشمامسة مائتان وستة (206) ، ولا يُعرف تاريخ انصهارهم في المجتمع المصري . وهذا ما أشارت إليه ( مجلة النجم العدد التاسع لعام 1931 م/ بقلم المونسِنيور بولس بيرو) .

والى الجزء الثاني قريباً




الكـلـدان و الآشوريون بين الحـق والباطـل  هـل دعاة الآشورية المعاصرون هم بقايا آشوريي التاريخ القـدماء  أم هـم نـكـرة  دخـلاء Pen10
الكـلـدان و الآشوريون بين الحـق والباطـل  هـل دعاة الآشورية المعاصرون هم بقايا آشوريي التاريخ القـدماء  أم هـم نـكـرة  دخـلاء M_Mg7mw_P4_MVLL

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الكـلـدان و الآشوريون بين الحـق والباطـل هـل دعاة الآشورية المعاصرون هم بقايا آشوريي التاريخ القـدماء أم هـم نـكـرة دخـلاء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات كلداني :: مَقَالَاتٌ لِلْكِتَابِ الْكَلْدَانَ :: مقالات الكاتب الكلداني/د.كوركيس مردو-
انتقل الى: