افتتاح النادي الثقافي الاشوري في عنكاوا ..تغيير ديموغرافي من نوع اخر
" إذا كنت لا ترى غير ما يكشف عنه الضوء ولا تسمع غير ما يُعلنُ عنه ألصوت فأنت في الحق لا تبصر ولا تسمع" جبران خليل جبران
مقدمة
1- عندما وقعت جريمة كنيسة سيدة النجاة المؤلمة اردنا هنا في السويد ان نقيم تظاهرة كبيرة داعيين فيها الى حماية مسيحيي العراقي من قبل الحكومة العراقية والمجتمع الدولي وإذ كانت الترتيبات والاجتماعات تقام استعدادا لإقامة تلك التظاهرة طلبت من الاخ بهنام جبو ( رئيس اتحاد الاندية الكلدانية في السويد ) ان يطرح اقتراحا ان لا نرفع الاعلام القومية المختلفة ( الكلدانية والسريانية والاثورية ) بل نرفع الصلبان دلالة على ايماننا المسيحي ولقناعتي ان الجريمة التي اقترفت وغيرها اخرى كمقتل المطران فرج والكهنة وتفجيرات الكنائس جاءت بسبب الايمان المسيحي وليس الهوية القومية ..ولكن للأسف المتطرفين قامت قائمتهم واعترضوا فسخروا منظماتهم ووسائلهم الاعلامية وجعلوا من التظاهرة ساحة لإبراز العضلات وجعلوا الجوهر ( الجريمة ) امرأ ثانويا وما كان منا ألا ان نجمع اعلامنا الكلدانية القليلة ونشارك وكانت وسائل الاعلام الوحدوية ( !!! ) تركز على الاعلام الاثورية وتجري المقابلات مع تلك المنظمات وحتى الكلمات خرجت عن مسارها الصحيح وراحت تنادي ب ( بيث نهرين ) وإقامة الحكم الذاتي وإقليم... !! .. ( عجيب امور غريب قضية )
2- قبل ما يقارب السنة ارادت نخبة خيرة من ابناء شعبنا الكلداني في سوديرتاليا السويد وبعد ان شخصت نقاط الخلل والضعف ان تنشا مركز ثقافي كلداني يعمل على ربط عوائلنا الكلدانية وشبابها والتواصل مع تراثنا وتاريخنا الكلداني والاندماج مع المجتمع السويدي وان يكون مركزا للعائلة الكلدانية فقاموا بتأسيس المركز الثقافي الكلداني في سوديرتاليا وبعد عدة اجتماعات اقمنا الحفل التأسيسي للمركز واذ كنا نحضر القاعة والطاولات وضعنا لافتة المركز الثقافي الكلداني في سوديرتاليا يرحب بكم ووضعنا العلم الكلداني وعندها احد المشرفين ( من فريق التطرف ) على القاعة جاء وقال هل للكلدان علم ؟؟ منذ متى وأصبح للكلدان علمأ ؟؟ هل قمتم بثورة لكي يصبح لكم علما ؟؟ وبدء يتحجج بمختلف الحجج لإنزال العلم الا انه تراجع بعد ان ردعناه بعدم التدخل في تفاصيل الحفلة فهو مشرف على القاعة وليس على الحفل ..
اوردت المثالين اعلاه بين العشرات الاخرى فقط للتوضيح على الشعارات الرنانة والوحدوية التي تتبخر عندما تنزل الى ارض الواقع وتبدء بالتهميش والالغاء وابراز هوية معينة واحدة لا غير ..
على اية حال
التغيير الديموغرافي يعني بالتركيبة السكانية وتفاصيلها ولطالما كان هذا التغيير يمارس ايام النظام البائد لترسيخ الهوية العربية وشطب كل الهويات الاخرى التي تعد النواة الحقيقة لبناء العراق ومنها الكلدانية ..اليوم التغيير الديموغرافي يأخذ منحى اخر ويلبس حلة جديدة وهي تسير على قدم وساق في مناطق تواجد شعبنا الكلداني ومناطقه التاريخية . الاول هو ما تقوم به سلطة اقليم كردستان ولعل ابرز مثال هي مدينة عنكاوا الكلدانية حيث رفعت اليد للسيد سركيس اغاجان بتوزيع الاراضي ما لذ وطاب لمطربين ومطربات مقيمين في المهجر وما قمت به بلدية عنكاوا من توزيع اراضي ومشاريع مثل الابراج الاربعة هذا ما هو منظور من هذا التغيير لكن ما هو الغير منظور هو اقامة الاحزاب الاشورية في القرى الكلدانية ورفعها العلم الاشوري وثم بناء مؤسسات اشورية هناك علمأ ان الشعب كلداني يشكل نسبة 99 بالمية فما هو الغرض من اقمة تلك الاحزاب والمؤسسات هناك ؟؟
وهنا نجد افتتاح النادي الثقافي الاشوري في عنكاوا ذات الغالبية والهوية الكلدانية شعبا
ولنقرأ في تفاصيل هذا الخبر
في الخبر يقول
حضر الافتتاح الإباء الكهنة من الكنائس الآشورية والكلدانية والسريان الكاثوليك والأرثوذكس والأرمن
ولكن الغريب في الصور لم اجد سوى كاهن واحد من ملبسه هو تابع للكنيسة النسطورية الاشورية ؟؟ لم اجد أي صورة لكاهن كلداني او ارمني او .. الخ ؟؟ هل هم اشباح لذلك لا يظهرون في الصور ؟؟ ام انهم لم يكونوا متواجدين ؟؟ ولماذا هذا التضليل الاعلامي واللعب على مشاعر ابناء شعبنا ..
التغيير الديمغرافي في عنكاوا له وجهان الاول يتمثل بهويتها الايمانية التي هي المسيحية اذ تعمل قوى اقليم كردستان بالتعاون مع بعض المنتفعين والانتهازيين على تغييرها بمشاريع مختلفة منها الابراج الاربعة الوجه الثاني للتغير الديموغرافي هو ذلك المتمثل بهوية شعبها القومية التي هي الكلدانية ..ونلاحظ مثلا افتتاح نادي ثقافي اشوري في بلدة سوداها الاعظم كلدان ومن اهداف هذا المركز كما يلي
( احياء وإبراز التراث و الفلكلور الاشــوري , الاهتمام بالتراث الاشـوري ويركز على أنماء القدرات الاجتماعيـة و تطوير الأواصر بين العوائل الاَشـورية )
أتسال عن العوائل الاشورية في عنكاوا ؟؟ أتسال لماذا يعمل في بلدة او مدينة كلدانية احياء وإبراز ثقافة وتراث اشوري ؟؟ أتسال عن حضور وتصفيق السيد سعدي المالح مدير الثقافة السريانية وعلاقتها بالمركز الثقافي الاشوري الذي لا يعمل على نشر الثقافة والتراث السرياني ؟؟ أتسال عن دور جمعية الثقافة الكلدانية في عنكاوا ولماذا تراجعت عن اهداف ولادتها ونشأتها ونظامها الدخلي الذي يرتكز على الاهتمام وإحياء التراث الكلداني ؟؟ أتسال ماذا لو كان قيام او افتتاح مركز ثقافي كلداني في بلدة كلدانية يعمل على احياء واهتمام وابراز التراث الكلداني والثقافة الكلدانية عندها ستقوم القيامة لان ذلك يعد انقساما وانفصالا ؟؟ ولكن العكس فلا وألف لا .. لماذا لا تقوم القيامة من قبل الوحدويين عندما يقرؤون مثل هذه الامور بل نجدهم يجاملون ويتوددون ألا يعد ذلك ازدواجا في التعامل وانفصام في الشخصية
كيف تسمح حكومة اقليم كردستان بمنح اجازة اقامة مثل هذا النادي لنشر الفكر والتراث الاشوري في مدينة شعبها كلداني ؟؟ هذا تغيير ديمغرافي وفكري في الطبيعة السكانية والمجتمعية .....اتسال اين هم النخبة الطيبة من اهلي عنكاوا الكلدانيين الاصلاء لا يجتمعون ولا يقومون بفتح مراكز وأندية كلدانية ..
نعم ان التغيير الديموغرافي في عنكاوا وهويتها الايمانية (المسيحية ) والقومية ( الكلدانية ) له عدة اوجه ..والزمن كفيل بكشف ذلك
سيزار ميخا هرمز
المسؤول الاعلامي للمركز الثقافي الكلداني في سوديرتاليا السويد
cesarhermez@yahoo.com