التزوير المستمر في تاريخ الكلدان
كان للمقال الذي كتبه الأستاذ المهندس فادي دندو وتعريته عملية التزوير الذي تعرّض لها كتاب المغفور له المطران يوسف بابانا ( القوش عبر التاريخ ) الصادر عام 1979هو المقال الأحدث في كشف ما يتعرّض له الكلدان من محاولات طمس الحقائق والأدلّة التاريخية عن عظمة هذه الأمة منذ أن أصطفاها الرب لتكون خيرالأمم من بعد الطوفان والتي أختيرت لتكون الأمة التي تنجب ( جسديا ) أقنومه الثاني الذي تم تكليفه ليقوم بعملية المصالحة بين الخالق ( الله ) والمخلوق ( نسل آدم ) لأعادته الى حضن خالقه ثانية , نعم كان المقال الأحدث ولكنه سوف لن يكون الأخير .
يُخطىء من يظن أن الهجمة على الكلدان ومحاولات تهميشهم هي مرتبطة بما حصل في ربيع عام 2003 , وأنما جذور المؤامرة كان قبل هذا التاريخ بوقت طويل حينما نضجت المحاولة بأصدار قرار مجلس قيادة الثورة الرقم ( 251 ) في 16\4\1972 وقرر ما أعتبره منح الحقوق الثقافية للمواطنين الناطقين باللغة ( السريانية !!!! اللهجة الغربية من اللغة الآرامية ) والتي يتكلم بها فقط أقل من نسبة 10% من مسيحيي العراق , بدلا من ( اللغة الكلدانية ) اللهجة الشرقية من اللغة الآرامية التي يتكلم بها معظم مسيحيوا العراق سواء في طقوسهم الكنسية أم تعاملهم اليومي , ومن الغريب أن البعض من السائرين في خط تهميش الكلدان, يستخدمون تسمية اللغة الكلدانية فقط حين ينتقدون الكلدان لأنهم تركوا لغتهم الطقسية والتاريخية ( الكلدانية ), ولكنهم في نفس الوقت هم راكبي موجة التسمية السريانية التي عمموها على اللغة الآرامية !! . ومن المؤسف أن العديد من رجال الدين الكلدان أنجرفوا وعمموا التسمية السريانية على لغتهم الآرامية – الشرقية ( الكلدانية ) سواء عن أهمال أو تجنباً ل( دوخة الرأس ).
الوجه الآخر للتهميش الذي أشتدّ كان أنتشار الجمعيات والمراكز الثقافية الآثورية وخاصة في بغداد والتي أستقطبت مجموعات رخوة من الشباب المثقف الكلداني فيها لأفتقار الكلدان للجمعيات والمراكز الثقافية , مما أصبحت عملية غسل أدمغتهم سهلة , وكان لهم دور مهم في عملية تهميش قوميتهم الكلدانية ما بعد 2003 .
ولغرض قطف ثمار الجهود المبذولة منذ عام 1972 , فقد حصل نشاط ملحوظ ما بعد عام 1991 في شمال العراق , بعد حصول منطقة الحكم الذاتي على شبه أستقلال عن الحكومة المركزية , بفضل القرار( 688 ) فنشطت حركة أعادة كتابة وترجمة بعض الكتب بتمويل من الأحزاب الآثورية التي عملت ما بوسعها لطمس وألغاء كل تسمية كلدانية وأستعيض عنها بتسميات مثل بابلية أو كلدية أو حتى أسماء مُضحكة , أما ما بعد 2003 فأصبح الباب مفتوحا على مصراعية وبمغريات ومساعدات مالية من دور النشر الآثورية لتأليف وأعادة أصدار وطبع الكتب وتحريفها خدمة للأهداف الآثورية .
ومن الأمثلة على ممارسة التحريف والتزوير الذي لا يزال مُثَبَّت في بعض المواقع الكلدانية :-
في قراءات اليوم الثاني لصوم الباعوثا , وأنا أتابع قراءة زميل شماس وهو يقرأ من ملزمة مُترجمة من اللغة الكلدانية الفصحى الى اللغة الكلدانية (السوادية ) تألمت كثيرا للترجمة المُحَرَّفة والمُضحكة لما يلي :-
1 - في قراءات اليوم الثاني للباعوثا ( الثلاثاء) وفي القراءة الثانية (
ܩܪܝܵܢܵܐ ܒ ) في الصفحة (
448) من كتاب الحوذرا , وفي السطر (
20) جاء فيه بالنص الكلداني الفقرة التالية :- (
ܟܲܠܕܵܝܼܵܐ - كلذايا - ܡܸܛܠ ܕܲܟܼܦܸܢ) حيث جاء أسم (
كلذايا) بصورة واضحة وجليّة لا لبس فيها وتمت ترجمتها كما يلي (
فلاكجي بَيْد كبِنيه )
2- تمّت ترجمة هذه الكلمة (
كلذايا ) الى ((
فلاكجي !!! )) أي فلكي في الصفحة رقم (
60) من هذه الترجمة.
ومن المؤسف أن هذه الملزمة المُترجمة لا تزال منشورة في بعض المواقع الكلدانية , وهي تُقرأ في الكنائس الكلدانية في يوم الثلاثاء الثاني من الباعوثا تحت سمع وبصر رعاتها !!!
أنه قدرُنا نحن الكلدان أن نكون في حالة يقظة دائمة فالمعركة هي كما يقولون كسر عظم تتعرّض له أمتنا الكلدانية , وقدرنا نحن الكُتّاب الكلدان أن نكون رأس الحربة في هذه المعركة , نستمدّ فيها قوتنا وعزمنا من تاريخ أمتنا الكلدانية ....... أمّ الأمم .
بطرس آدم
28\5