Jun 19, 2012
طلع الليث علينا بعيون دامعات
بقـلم: مايكـل سـيـﭙـيسـدني ـ 19 حـزيران 2012
طلع اللـيـث عـليـنا بعـيـون دامعـــــــــــــــات
مرة أخـرى حـزيناً يـبكي مثـل الثاكـــــــــلات
يلبس فـرو الثعالب سـمُّه سـم الحــــــــــــيات
هاذي ما تعـبر علينا شوف قطيعك يا بْـنَ لات
في 14 حـزيران قـرأتُ في موقع (عـنـكاوا. كـوم) الأغـر مقابلة الأخ يوحـنا بـيـداويـد مع سـيادة المطران لويـس ساكـو الجـزيل الإحـتـرام قـد تستحـق التعـقـيب عـليها ممن يشاركه الشجـون والمشاعـر وتحـسّـس الواقع، لا تأيـيداً ولا إعـتراضاً وإنما مداخـلة ومشاركة ممن ينـضوون تحـت الخـيمة نـفـسها وليس منـطقـياً أن يمـد واحـدٌ من خارج القـطيع أنـفـَه في صفـرة تـشـفـياً بروائح دخانها.
إن البعـض الذين إشـتهرتْ هـويتهم في أقـوالهم: (((إن الإسلام في حـقـيقـته لا يقـبل الكـثير مما نلاحظه من سلبيات في الدول والمجـتمعات التي تدين به، وأكـثر ما يعارض الإسلام كـفكـر ونعـمة للبشرية........ الأخلاق نشرت الإسلام وكونت مجـتمعاً زاهـراً في السويد........ والقرآن يضفي الكثير من الصفات الحميدة على رسول المسلمين..... بـيد أن ما يوقـفـني كـثيراً هـو قـوله: إنـك لعلى خلق عظيم. يمنح القرآن هذه الميزة للرسول كي يميزه عن الآخرين........ هذا الدين الذي جمع الألوان والأجـناس تحت خـيمة لا فرق بين عربي وأعجـمي إلا بالتـقـوى......... لا رأس له مثل بابا الفاتيكان مثلا.......... وفي رأيي المتواضع هذه الخاصية الفريدة في الفكر الإنساني كانت ولا تزال واحدة من الركائز التي تميز الإسلام ليس كدين بل كـفكـر ومنهج وأسلوب حياة....... قيم الإسلام السمحاء منها المحـبة والإحسان والتسامح))). إنـتـهى.
أقـول إن عـلى هـؤلاء الجـلوس في مضايفـهم اللائـقة بهم وليس في مضايف شـهـداء المسيح، وهـنا لستُ بصدد إنـتـقاد دين معـين، فإن أردتُ ذلك سأخـتار مناسبة أخـرى.
إن هـذا الليث قـد صدق نـفـسه بأنه ليث غـضـنـفـر وباللهـجة العـراقـية خــْـمـَـيِّـس ، خـبَـصـْـنا آني أكاديمي وﮔالت الجامعة وحِـﭽـَـتْ اللغة والطـقـوس، ويريد يسوّي نـفسه داعـية مسيحـية بعـد إقـتـناصه شخـصية (بل إنه) داعـية إسلامية بإمتـياز، ويريد يشـتـهر مثـل الداعـية ديـدات ألله يرحـمه الذي كان مؤمناً بما لـديه ولا يقـبل التـلـوّن.
إن خــْـمـَـيِّـسَـنا هـذا لا يعـرف أنّ الأديان مخـتـلفة كإخـتلاف النحاس عـن الألمنيوم ومتباعـدة كـتباعـد السماء عـن الأرض وهـذا لا يمنع التعايش السلمي بـينها ولكـل منها خـصوصيته، لكـن ديدنه التـملق أمام من يُرزقه وهـذا لا يخـصنا، أما التسلـّل كالثـعـلب في ديارنا فإن هـذا موضوع يخـصّـنا ومثـل هـذا السلوك لن يعـبر عـلى أبنائـنا.
إن الأسـقـف المشرقي المشار إليه في المقابلة هـو أسقـف كـلـداني القـومية (إلاّ إذا إدّعـى بـلسانه غـير ذلك) وكاثـوليكي المذهـب، وعـليه فـليوفـر أخـونا الغـضـنـفـر حـزنه عـلى الـكـنيسة مجـهـولة الهـوية التي سماها (كـنيسة المشرق الكـلـدانية ــ مصطلح جـديـد) والتي قـد!!! يقـصـد بها ﭙاطريركـية بابل عـلى الكـلـدان وهي كـنيسة كاثوليكـية للشعـب الكـلـداني مرتـبطة بالـﭬاتيكان، صَـرْح مار ﭙـطرس في روما زعـيم التلاميذ والموكـل من قِـبَـل الرب يسوع ليجـمع إخـوته في الإيمان ويرعى خـرافه، هـكـذا تـعـلـمـْـنا من إنجـيلنا.
إن أسـقـفـنا الموقـر إنـطلق من الكـياسة الأدبـية والأصول الأخلاقـية فإسـتخـدم مصطلحات وتعابـير مجاملة لا أكـثر وليس كما تـصوّرَها الداعـية المشـبوه، فأي مسلم يقـبل أن يكـون المطران الكـلـداني مولاه (ولا تجـعـلوا من اليهـود والنصارى.....).
إن أساقـفـتـنا هـم مطارنو لجـميع المؤمنين برسالة المسيح (برضاهـم وقـناعـتهم) وعـنـدنا واقع يشهـد عـلى كلامنا، ولكـن قـل لمن أنت تـبجـِّـله خـلسة هـل يقـبل أن يكـون مطراناً لشعـبنا الكـلـداني القـومية؟ أما شيوخ المسلمين والصابئة والـبوذيّـين وغـيرهم فإنـنا نحـترمهم ونـوقـرهم في مواقعهم عـند شعـوبهم، وما لنا بـذلك؟
وفي فـقـرة أخـرى صرح سـيادة المطران برأيه حـول الـتسميات والذي هـو رأينا نحـن الكـلـدان، فـلماذا يـضم هـذا الأسـد رأسه في التراب ويغـض النـظـر عـن ذكـر تـصريحه إنْ كان صادقـاَ؟؟
هـذا الداعـية يـمـوّه عـلينا ويستـغـشم بنـفـسه مستـخـدماً تعابـير تـفـوح منها روائح قـذارة التـفـكـير فـيقـول: (المكـوَّن الكلداني)، نـقـول له أنت غـريب عـن الشعـب الكـلـداني فـلماذا تـحـشر نـفـسك معه؟ إنك تـكـرر بكـثرة عـبارة ــ نحـن الكـلـدان! ــ علامة عـلى غـرابتك عـن الكـلـدان، وحـين يـقـول: كـوني شخصيا عـضواً في هذه الكـنيسة...... إنه تـمويه الثعالب ولا تـعـبر عـلينا هـذه الأقاويل، فـهـو لا يـمتُّ بصلة مع الكـنيسة بل له إرتـباطاته التي تخـصه ولا نـتـدخـل فـيها، ولكـن لا يحـق له التـدخـل فـيما يخـصنا، إنه عـضـو في ما لا نعـرفه.
لا يـصبح لنا واعـظاً ويعـلمنا بأقاويل فـطـيرة مثـل ((والذين لا زالوا يتصورون أن إنتقاد ممارسات رجال الدين معناه إنتقاد الإنجيل وهذا ليس صحيح...)) فـيهـتـم بما لديه أما نحـن مرتـبطين بكـنيسة المسيح بقـيادة مار بطرس ولسنا مزاجـيـين.
يـقـول: (1)-
نحن نشترك مع الفاتيكان في عقيدة واحدة ولكن لماذا رمينا كل بيضنا – مؤسساتيا – في سلته وهو واحد من أكبر المؤسسات في العالم والفاتيكان ذاته اليوم يعاني من أزمة مؤسساتية شديدة من خلال ما يتم تسريبه من وثائق سرية أطلق عليها فاتيليكس وتشير إلى فساد ومحسوبية ورشاوي وغيرها من الممارسات المؤسساتية التي يرقى بعضها إلى ما تقوم به المافيات الإيطالية، حسب ما تقوله الصحافة العالمي. (2)-
لأنه من المطارنة المشرقيين الكاثوليك القلائل الذي منح الدرجة الكهنوتية لشمامسة متزوجـين (3)-
وتركنا الكثيرمن الممارسات المهمة مثل زواج الكهنة. (4)-
وأنا صريح في كتاباتي............. أقـول له: أنت صريح في كـتاباتك الفـقـهـية نعـم، أنت إقـرأ كـتابك الذي تؤمن به وتـصرّف مع شـيوخـك، وما عـدا ذلك فـهـذا لا يخـصك وليست مشكـلـتـك، بل هي أمور تخـصنا فـما دخـلك بالموضوع؟
ويقـول:
الكل يعلم اليوم ان الفاتيكان ذاته إعترف مؤخرا ان عقيدة أجدانا النساطرة كانت عقيدة سليمة وان الخلاف كان إداريا و لفظيا وثقافيا وليس إيمانيا. بمعنى أخر أن ما كان عليه أجدادنا النساطرة من إيمان وما هم عليه من بقي منهم على هذا المذهب لا غبار عليه من الناحية العقائدية.
وتـعـليقـنا: لم يقـل المسيح كـل واحـد يسويله كـنيسة، جـوز من التـدخـل في شـؤون خارجة عـن نـطاقـك.