رسالة جـوابـية إلى الأخ الأسـتاذ عـمانوئيل شـكـوانا الموقـر
مايكـل سـيـﭙـي ـ سـدنيدعـوت الأخ عـمانوئيل شـكـوانا إلى مناظرة عَـبر الصفحات الإلـكـتـرونية ضمن الحـلقة الرابعة ( 16 حـزيران ) وكـررتُ دعـوتي الأخـيرة له برجاء ضمن الحـلقة الخامسة ( 21 حـزيران ) من سلسلة مقالات أكـتبها بشأن أزمة كـتاب ألـقـوش عَـبر التأريخ 2012 المزوّر ، وقـد بادر مشـكـوراً في رسالته القـديرة ( 23 حـزيران ) بالرد عـلى ما يظـنه إدّعاءاً مني حـول أقـواله بشأن الكـلـدان ، فـشـكـراً لمبادرته فأنا أقـدّرها .
كـنا قـد زرناه بمعـية الأخ عـيسى قـلو في كانـون الثاني من هـذا العام بإعـتباره ألقـوشي قادم لزيارة أفـراد بـيته في سـدني وكـلـنا أهـل بـيته ، ومن الطبـيعي حـين نلتـقي بشخـصية مثـقـفة تهـتـم بالشؤون المعاصرة فلا بـد أن نـتـطرق إلى ظروف العـراق وشـعـبه عامة والمسيحـيّـين خاصة وإلى الشعـب الكـلـداني ومعـنا إخـوانـنا الآثـوريّـين ونحـن شعـب واحـد ، وكـل قـوم بما لـديهم فـرحـون ، وبهـذا إتـسَـم لـقاؤنا .
وَرَدَ في ردّه ( 23 حـزيران ) أنه في لقائه الأول معـنا ذكـر عـن بعـض الكـتب ، فأقـول نعـم فـقـد ذكـر ذلك . ولـكـن الـذي إسـتـغـربنا منه وهـو الرجـل الـذي له باع في حـقـل لغـتـنا القـومية قـوله بالضبط : (( لا تـوجـد مصادر تـتـكـلم عـن الـكـلـدان بعـد إنـهـيار الإمبراطـورية الكـلـدانية !! )) ثـم أعـقـب يسألني : (( ما هي المصادر التي ذكـرتْ إسم الكـلـدان بعـد الإنهـيار )) وفي الحـقـيقة أنا سـكـتُ في حـينها ، وحـسب تـصـوّري أن قـصده هـو : لم يعـد هـناك ذكـر للـكـلـدان في الـكـتب بعـد التأريخ الـمـذكـور ، بمعـنى لم يعـد هـناك شـعـب إسمه كـلـدان بعـد إنهـيار إمبراطـوريـتهم !وهـل هـنالك تـفـسير آخـر ؟ وإن كـنتُ غـير دقـيق في كـتابتي هـذه وتـفـسيري لـكـلامه ، فأنا أعـتـذر .
وفي جـلسة أخـرى ودّية ألقـوشية في نادي الثـقافة والرياضة الآثوري مساء الخـميس 2/2/ 2012 كان لـنا نـقاش بهـكـذا شـؤون مرة أخـرى ، وقادنا الحـديث إلى القـول أن العـرب كانـوا متـواجـدين في المنـطقة قـبل ألـفـين سـنة بـدليل أنّ إسمهم وارد في الـكـتاب المقـدس ! فـتعـجَّـبَ الأستـاذ عـمانوئيل رافـضاً وغـير مصدقٍ كـلامنا ـ وكأنه لم يقـرأ الإنجـيل أبـداً مع إحـترامي الكامل له ـ وقائلاً : هـل أنـتم عـرباً ؟
وهـنا في الحـقـيقة جاء دَوري أنا أيضاً كي أتـعـجَّـبَ منه ، فأجـبته بطريقة لم تـكـن جارحة ، بل أعـترف أنها كانت تـفـتـقر إلى الكـياسة بعـض الشيء مما سبَّـبـتْ له إزعاجاً لـكـنه تجاوزه . وإضطـررتُ إلى أن أبعـث له هـذا الإيميل بعـد رجـوعي إلى البـيت مباشـرة وبعـد منتـصف الليل :
هـذه الآيات من الإنجـيل تـدل عـلى أن العـرب كانوا قـبل أكـثر من 2000 سنة في الشرق الأوسط وليس فـقـط في الجـزيرة العربـية :
أعـمال الرسل ( 2:8-11) : فـكـيف نسمع نحن كل واحد منا لغـته التي ولد فيها. فـرتيون وماديون وعـيلاميون والساكـنون ما بين النهرين واليهودية وكـبدوكـية وبنتس وآسيا ، وفريجـية وبمفـيلية ومصر ونواحي ليبية التي نحو القـيروان والرومانيون المستوطنون يهود ودخلاء ، كريتيون وعـرب نسمعهم يتـكـلمون بألسنتـنا بعـظائم الله .
رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية ( 1:17) : إنـطلقـتُ إلى ديار العـرب ثم رجـعـتُ أيضاً إلى دمشق... إنـتهى الإيميل
أما بشأن مقاله المسانـد لـكـتاب ( ألقـوش عَـبر لتأريخ - 2012 الـمزوَّر ) عـن الطبعة الأصلية 1979 ، وإدعائه أن يـداً خـفـية لم تـمس الـكـتاب و تـزوّره ! فإنـنا نـقـول له أمام الـقـرّاء ، إقـرأ كـل ما ورد سابقاً أو الذي سـيرِد لاحـقاً من الـتـزويـر الـمذكـور في مقالات الـكــُـتاب ( فادي دنـدو ـ عـبـد الأحـد قـلو ـ نـزار مـلاخا ـ مايكل سـيـﭙـي ) وإدحـضها بحجـجـك إنْ أمـكـنـكَ ، وإنْ لم تـذكـر دفاعـك عـنها واحـدة فـواحـدة ! فـسـيـكـون دليلاً قاطعاً عـلنياً عـلى الـتـزوير .
وأنا لا أزال أعـلق عـلى مقال الأخ عـمانوئيل المشار إليه أؤكـد : إنّ الإرهاب العالمي مـكـشوف اليوم ومعـروف وليس مخـفـياً وإنه يأتي من عـدوّ تـقـليدي قـديم بقـِدَم 1400 سـنة ، بل وأقـدم منه أيضاً ، ولـكـن الخـوف الأعـظم يكـمن في الإرهاب الـفـكـري الـذي نـبَّـهـنا عـنه ربنا حـين قال : وَلاَ تَخَافُـوا مِنَ الَّذِينَ يَقْـتُلُونَ الْجَـسَدَ وَلكِنَّ النَّفْـسَ لاَ يَقْـدِرُونَ أَنْ يَقْـتُلُوهَا، بَلْ خَافُـوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْـدِرُ أَنْ يُهْـلِكَ النَّفْـسَ وَالْجَـسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَـنَّمَ ( متى 10: 28 ) .
مَن مـنا يقـبل أنْ يُـمحى إسم عـشـيرته ، عائـلته ، بلـدته ، أو المهـنة التي يُـعـرف بها ؟ وهـكـذا من منا يقـبل أن يُـشـطب إسم قـوميته ، وطنه ؟ وهـنا أسأل مباشـرة الأستاذ والأخ عـمانوئيل : ماذا تسمي من يحاول أن يلغي إسم قـوميتـكَ أنتَ كـشخـص ؟ إن أعـداء الكـلـدان هـم مَن يلغـي إسم الكـلـدان ، ومَن يهـمـِّـش الكـلـدان ، أياً كان وبضمنهـم حـكـومة صدام حـسين البائـدة الـتي كان يحـسب كـل الناس عـرباً .
وعـودة إلى رأي الأستاذ حـول الكـتاب موضوع جـدلـنا ، فالمؤلف المرحـوم المطران بابانا سمى ألقـوش آشـورية ، وأنا أيضاً لا أمتـنع أن أطلق التسمية نـفـسها ولكـن عـلى ماذا ؟ إن ألقـوش جـغـرافـية هي ضمن البقـعة التي كانت يوماً ما تخـضع إلى الإمـبراطـورية الآشـورية ، وموضوعـنا الذي نحـن بـصدده ليس هـذا إطلاقاً وبتاتاً ، إنما موضوعـنا هـو شعـب ألقـوش الكـلـداني الأبي ، وحـبـذا لو يسألني الأخ عـمانوئيل في مقاله المقـبل ( ما الذي جاء بـكـلـدان بابل إلى ألقـوش ) عـنـدئـذ سـيعـرف أنّ عـنـد جـهـينة الخـبر اليقـين .
وإسـتـمراراً مع مقال الأخ عـمانوئيل الذي ذكـر فـيه :
أولاً : ص 13 الفـصل الأول يتـكـلم عـن ألقـوش وسـكانها ستة آلاف فـيقـول في السـطـر الأخـير ( النصارى الكـلـدان ) فإنها فـرصة ثـمينة كي نسأله : ماذا يقـصـد المؤلف بكـلمة النـصارى ؟ والكـلـدان ؟ هـل من تـوضيح عـنـدك أخي عـمانوئيل ؟ يجـب أن توضح ! تـرى آني وراك وراك .
ثانياً : وفي الصفحة التالية مباشرة : لغـتهم المستـعـملة الدارجة هي الكـلـدانية الآشـورية .
ومعـناها لغة التـكـلم اليوم هي واحـدة ، ونحـن لم نـقـل خلاف ذلك وإنما الآشـوريـين يتـكـلمون اللغة الكـلـدانية بلهجـتهم بدليل أن لغـتـنا الكـلـدانية فـيها حـرف ( ح ) وإخـوانـنا الآثـوريون لا يلـفـظونه هـذا بالإضافة إلى حـرف ( ث ) في لهـجـتـنا الكـلـدانية .
ثالثاً : يـذكـر الأستاذ عـمانوئيل عـن ص 43 السـطـر السابع ، الفـكـرة نـفـسها في ( ثانياً ) ولكـنه لم يكـن أميناً ! لماذا ؟ لأنه قـفـز مغـمضاً عـينيه عـن السـطر الثالث ((( يتـكـلم أهالي ألقـوش اللغة الكـلـدانية الدارجة .... )))!!! .
رابعاً : ص 45 السـطـر 4 يـذكـر العـبارة : وخـسرنا أيضاً إسمنا الأول الكـلـداني الآشـوري وسمينا سرياناً .
طيب يا أخي عـمانوئيل أنا أسألك أمام القـرّاء لماذا لم تـذكـر السـطـر الثامن في الصفـحة نـفـسها ؟ حـيث يقـول : فـعـلينا أن نـرضى أن تـكـون لغـتـنا سـريانية ولكـنـنا !!!!! كـلـدان ؟؟؟؟؟ أسـتاذ عـمانوئيل لنـكـن أمينين وإلاّ فالحجارة سـوف تـصرخ .
خامساً : وهـكـذا نـجـد إنّ مَن نـقـح الكـتاب المزوّر هـذا خالف فـكـر المؤلـف وتـوجّـهاته مع كـل الأسـف ، وإنـتـظرونا في الحـلقة المقـبلة .