ملتـقانا الكـلـداني الثـقافي فـعَال في ساحـتـنا
بقـلم :
مايكـل سـيـﭙـي / سـدني
في مقال كـتبناه بتأريخ 17 أيار 2012 جاء فـيه : إنَّ لقاءَ أصدقاء أو أحِـبَّة أو إخـوان أو لـنـقــُلْ جـيران أو زملاء تربطهم مشاعـر المحـبة والصدق والإخلاص والإستقامة والأمانة والتضحـية والإيثار بالإضافة إلى الإعـتـزاز بالهـوية الذاتية والرأي الحـر كـباقي الأمور الحـياتية هـو أمـرٌ طبـيعـيٌّ يليق به أن يُـسمى ملتـقى ! وهـذا هـو ملتـقانا الكـلـداني الثـقافي . ثم جاء فـيه : بـداية نحـن مسيحـيّـون ، الكاثوليكية مذهـبنا ، للحـبر الأعـظم ﭙـاﭙـا الـﭬـاتيكان ولاؤنا ولغـبطة الـﭙاطريـرك ولسيادة المطـران والآباء الكهـنة إحـتـرامنا ونحـن خـدمٌ في الكـنيسة مرسومون وغـير مرسومين جـميعـنا ، ذكـرتُ ذلك لأؤكـد أن هـذا الموضوع ليس ضمن محاضرتـنا ، بل إنّ محاضرتـنا قـومية صرفة نـتـكـلم فـيها عـن الكـلـدان كـشعـب سـكـنَ بـيث نهـرين العـراق وهـو حيٌّ يُـرزق اليوم بأبنائه وصوته وأنشـطـته .
وبتأريخ 6 حـزيران 2012 جاء فـي مقال آخـر : لم يُـؤسَّـسْ ملـتـقانا لـيعارِض شخـصاً أو لـيـصارع كـياناً ولا لـيناقـض أفـكاراً ، كـما ليس بـديلاً عـن تـنظيم أو فـرد ولا مُكـمِّـلاً لأحـد ، ولـكـنه بادىءٌ مستـقـل لا يحـدُّه حـدٌ ، تـأسَّـس لـيزرع بـذرة لـتـنموَ زهـرة وتصبح شـتلة في مناخ صحي ثم شجـرة كأشجار الطـبـيعة يستـريح عـندها كـل مَن أرهـقـته حـرارة الشمس أو أتعـبته أشغال الحـياة لـينـتعـش بهـوائها النـقيّ مجاناً .
وإعـتـزازاً بهـويتـنا فـقـد جاء في مقال حـول يوم الشهـيـد الكـلـداني الذي إحـتـفـلنا به بتأريخ 12 آب 2012 ما يلي :
إن الشـخـص الكـلـداني هـو في ذات الوقـت مسيحي المعـتـقـد فـحـين يُـسـتـشـهـَـد بسبب قـوميته فإن الطابع الديني يغـلب عـليه لأسباب معـينة ذكـرناها سابقاً ولكـن الواقع ليس دائماً بهـذه الصورة بل إنه شـهـيد قـوميته الكـلـدانية ولهـذا كان لـنا فـخـر في إحـياء وتمجـيـد يوم للشـهـيـد الكـلـداني أما شـهـداء الكـنيسة ، كـلـدانية كانت أو لاتينية أو أورثـوذوكـسية فـلهم أيام تـذكارية محـدّدة في السِـجـلات والتـقاويم الكـنسـية نـفـتخـر بهم ونــُـحْـيي ذكـراهم عـلى الـدوام في صـلواتـنا الكـنسية أو عـلى الهـواء الطـلق في مهرجاناتـنا الشعـبـية .
وقـد أوردتُ مثلاً في المقال وقـلتُ : أن الكـوردي الذي كان يُـقـتل في سنين الحـركة الكـردية في شمال العـراق ، لم يكـن يُـقـتل بسبب دينه الإسلامي وإنما لسبب مطالبته بحـقـوقه القـومية فـهـو شهـيد القـومية الكـردية .
والآن رب سائل يسأل ، لماذا الملتـقى الكـلـداني هـذا ؟ الجـواب في منـتهى البساطة :
أولاً / حـينما نـريـد أن نـصلي فالكـنيسة صومعـتـنا تجـمعـنا ، وعـندما نرغـب في تـنشيط عـضلاتـنا فالمسابح والساحات في الهـواء الـطـلق ميـدانـنا .
ثانياً / إذا أردنا أن نجـتـمع لأهـداف دنـيوية مدنية عـنـدئـذ نبحـث عـن مكان يأوينا وجـزيل الشكر لمَن يفـتح أبـوابه لـنا وأخـصّ بالذكـر نادي بابل الكـلـداني بـيتـنا .
ثالثاً / في سـدني تـنـظيمات عـديـدة لمجـتمعـنا الكـلـداني سياسية كانت أم مدنية وبكـل فـروعها الإجـتـماعـية أو غـيرها ، بعـضها كـلـداني الجـسـد ، والبعـض الآخـر يرتـدي قـميصاً كـلـدانياً واسع الجـيوب غامض القـماش مجهـول الأزرار خـيّاطه مشـكـوك به ونحـن لا نرتـضي لأنـفـسنا أن نـضع عـلى أكـتافـنا مثـله ! ناهـيك عـن أنَّ هـذه الـتـنـظيمات بـينها مَن هـو في سـبات لسنين خـلتْ ومنها مَن هـو يتمـتم مع ذاته داخـل جـدرانه ولا يُـسمع صوته عـلى الإطلاق ، ومنها مَن يـذرع الأرض دون أن يكـلف نـفـسه في الـبحـث عـن بـذرة يزرعها ، وهـناك مَن يرفع صوته قالت الوحـدة ونسجـتْ الأمة وحـكـت القـومية لكـنه حـين تأتي الكـلـدانية يخـفـت صوته بل يحـصل (( فـيـوز )) في الشـبكة الإلـكـتـرونية للسانه ، والأنكى من كـل ذلك نرى هـناك مَن يُـزمِّـر ويُـطـبِّـل ويُـسَـيِّـج لهـؤلاء ، ويهـزُّ الخـصـرَ لهم قـليلاً مادّا يـده في داخـل الصـرّة عـميقاً .
إذن
رابعاً / لا بـد أن نسـدّ الشاغـر ونملأ الفـراغ ونردم الهـوّة كي يقـف شـعـبُـنا عـلى أرضية صـلبة معـبِّـراً عـن ذاته مفـتخـراً بكـيانه متـكـلماً بلسانه دون وصاية أناس لا تحـتـرق قـلوبهم عـليه ، فإلتـقـينا بقـلب واحـد دون أن نـبحـث عـن أطماع مادية ولا تـطـلعات زمنية ، وإذا أمطـرتْ السماء غـيثها عـلينا فـنشكـر الرب عـلى خـيراته لزرعـنا نحـصـده غـلة لأجـيالـنا . والحـق يُـقال فإن هـناك جـمعـية كـلـدانية مهـتمة في شؤون أكاديمية صرفة تعـمل ما في وسعـها في حـقـلها .
خامساً / ملـتـقانا ليس تـنـظـيماً سياسياً ولا جـمعـية قـروية وإنماهـو ملتـقىً مـدنياً قـومياً كـلـدانياً صِـرفاً غـير مسجـل ، هـو حـلقة دائرية أفـقـية واسعة ، ولكـل الكـلـدانيّـين في القـلب مكانٌ سواءاً كانـوا أفـراداً مستـقـلين أو إلى جـمعـيات منـتـمين ، نـتـداول أفـكاراً ونـناقـش مقـتـرحات ونخـطـط لفعاليات تهـدف شيئاً واحـداً فـقـط وهـو إستـنهاض المشاعـر القـومية المخـزونة في قـلوب أبناء شعـبنا وإظهارها ساطعة عـلى الملأ إبتهاجاً أمام أبنائـنا ، منـدمجة بأواصر متينة مع تـراث مسيحـيتـنا . نعـم ليست مهـمتـنا مناقـشة الأمور السياسية بعـيدة عـن نـطاقـنا لأن تلك لها نشطاؤها الكـرام وقادتها العـظام ولا نـضيع وقـتـنا فـيها بل نـكـنّ لهـم كـل الإحـتـرام ، أحاديثهم خارج إجـتـماعاتـنا ولا نـتـدخـل في ما لا يعـنينا من مهام ، كما لا نـسأل عـن حـيثيات الجـمعـيات الخاصة بجاليتـنا إلاّ بما يخـدم التآلف بـينـنا وبرضى جـميعـنا وفي ذات الوقـت لا نسمح لأي كان أن يقـف حجـر عـثرة في طـريقـنا مثـلما لا نـضع عائـقاً في طـريقه بأيـدينا ، و لن يـصدر ضدّه تـصريحاً مـنا ( عـمّي إحـنا ناس مسالمين عـلى ﮔــَـد حالـنا ) .
سادساً / بهمة جـميعـنا خـطـَّـطــْـنا ونـفـذنا نشاطـَـين ناجـحَـين : يوم العـلم الكـلـداني ، ويوم الشهـيـد الـكـلـداني ، وأمامنا أنـشطة أخـرى أذكـر منها (1) الكـلـدان وحـقـوقهم القـومية (2) نـظـرة توضيحـية عـلى مخـطـوطات الإنجـيل التأريخـية (3) صورة العـهـد الجـديـد تـظـهـر في مرآة العـهـد القـديم للكـتاب المقـدس ، وسنـنشر لاحـقاً إعلاناً بشأن كـل منها .
وأخـيراً
سابعاً : نـدعـو كافة الإخـوة بـدون إستـثـناء للحـضور والإطلاع عـلى فعالياتـنا ويسمعـون كلامنا ، وحـبذا لو يشاركـونا عـلى مستوى الأنشطة أو الآراء أو المقـتـرحات فـنحـن يمكـنـنا الإستـفادة من أبسط جـهـد إلى أعـظمه فأهلاً وسهلاً بالجـميع .