اذا كانت ايران قادرة على ازالة اسرائيل فلماذا لا تزيلها اذا وتنهي القصة؟
12 تشرين1/ 2012
امجد كامل
اطلق خميني في بداية ثورته الايرانية شعار ان الطريق الى القدس يمر عبر كربلاء,وعلى اثر ذلك الشعار تم شن الحرب على العراق خصوصا بعد ان كان شعار تصدير الثورة اكبر من ان تلفه عمامة.
يقال بان من اراد الوصول سريعا فعليه بالازاحة ,فالازاحة هي اقصر الطرق الموصلة بين نقطتين,على خلاف المسافة التي قد تطول بعد ان تلتف وتتعرج وتتلوى.
اليوم وبعد احداث سوريا اكتشف العالم ان ايران لم تكن بحاجة الى طريق كربلاء لكي تمر دباباتها وميليشياتها الى القدس,فقد اكتشفنا انه كان بامكان خميني ان يسلك طريق دمشق القدس وان يصل الى المسجد الاقصى اسرع من اعتماده على طريق كربلاء القدس ,خصوصا ونحن نرى كيف ان بشار الاسد ومن قبله حافظ الاسد كانوا مجرد جنود في جيش الخميني اكثر ولاءا حتى من المالكي وحسن نصر الله ومقتدى الصدر.
هل كان الخميني غبيا حينما فضل ان يبدد قواته ويدمر جيشه على حدود العراق ويقتل الملايين من المسلمين وهو في طريقه لتحرير القدس من احتلال خمسين الف جندي يهودي ,ام انه كان يرفع شعار القدس تمويها من اجل ان يدمر كل ما تمر افياله عليه؟.
منذ سنوات واحمدي نجاد يزعق بان ايران قادرة على مسح اسرائيل من الخريطة بضربة واحدة,ومنذ سنوات ونحن نسمع هذه الترنيمات والترنيمات المضادة دون ان نرى رصاصة واحدة قد اطلقت لا من ايران نحو اسرائيل ولا من اسرائيل نحو ايران.
حجة اسرائيل في عدم ضرب ايران هو انها تريد ان لا تتحمل وحدها عواقب ضربها لايران,لكن ما هي حجة ايران في عدم مسح وازالة اسرائيل من الخريطة ؟,هل تنتظر ان تساندها امريكا والامم المتحدة في حلف مقدس من اجل ازالة اسرائيل؟,ام انها تنتظر ان يستكمل نوري المالكي تسلحه لكي يساندها في حمل المساحة والعمل على تنظيف الوطن العربي من شيء اسمه اسرائيل؟.
بالامس صرح حسن نصر الله بان حزب الله هو المسؤول عن اطلاق طائرة مسيرة نحو اسرائيل,تذكرنا طيارة حسن نصر الله هذه بطائرة اليمامة المسيرة التي كان صدام حسين قد انتجها منذ تسعينيات القرن الماضي والتي على اثرها شنت العقوبات وعجل الغرب بضرب صدام,فقد كان مشروع صدام هو بناء طيرات نفاثة مسيرة وقد تعاقد مع الروس على تطوير هذا المشروع لكن الروس الخبثاء عرقلوا تقدم المشروع ثم لما ان فرض الحصار على العراق قاموا بتسليم خرائط المشروع واهدافه الى الامم المتحدة التي قامت بتهديمه.بمعنى اخر فقد كان صدام حسين قد سبق ايران وحزب الله بانتاج الطائرات المسيرة بعشرين سنة,ورغم ذلك لم يتفاخر العراق ولا صدام بانه كان يملك مثل هذا المشروع,بل وجدنا نصر الله اول من حرض على ضرب صدام وتخديم مشاريعه العسكرية ومنها المدفع العملاق الذي كان مداه يصل الى عقر تل ابيب.
لقد كان صدام حسين احد اعمدة الممانعة لاسرائيل ورغم ذلك كان نصر الله اول المتحالفين عليه.لقد كانت حجة نصر الله في التحالف على صدام هو ان صدام ناصبي وهابي بينما كانت حجة المالكي والحكيم ومقتدى ان صدام كان بعثي كافروالصدر قد افتى بان لو كان اصبعه بعثيا لقطعه.
اليوم يتحالف المالكي والحكيم ومقتدى مع بشار الاسد البعثي ,وايران التي كان تقاتل البعث في العراق بحجة انه يدعوا للشيوعية الملحدة, ها هي اليوم تتحالف مع البعث الكافر والشيوعية الملحدة ضد الشعب السوري.
تناقضات غريبة,والغريب انك عندما تسال احد الشيعة عن السبب في انهم يكفرون البعث العراقي ويناصرون البعث السوري يقولون لك:
لا ندري؟.