لماذا نخـفي السراج المنير في ظلام تحـت السرير ؟
( المنبر الديمقـراطي الكـلـداني الموحَّـد )
بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني
للكـتابة عـند المستـقل طعـم خاص لأنه ليس مرتبطاً بتـنـظيم ليعـيقه زيـد ولا منـتمياً إلى هـيأة كي يمنعه عـبـيد ، إنه سـيد يتحـمل مسؤولية خـطـئه قـبل التباهي بصَوابه ، لا يرى نـفـسه مضطـراً لمحاباة السيد القائـد ولا مجاراة العـفـريت المارد ، لا يتملق ولا يتـشـدّق ، لا ينحاز ولا يُـميِّـز ,لا ينـتـظر إمتيازاً من أحـد ، إنه ينظـر المَشاهـدَ بحـواسه فـيعـرضها أمام ناظـريه ، يراقـب الأحـداث بعـدسته فـينشرها ويـبني عـليها تصوُّراته ( وسبحان الذي لا يخـطأ ) .
بتأريخ 4/12/2007 كـتبت مقالاً بعـنـوان ( كـيف تأسّـست الكـنيسة الكاثوليكية للكـلدانيّـين في سـدني ) يمكـن قـراءته عـلى الموقع
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,149195.0.html قـرأه أكـثر من 700 قارىء بـَـيَّـنتُ فـيه حـقائـق غامضة ومعـلومات مدفـونة كـلها موثـقة لـدى الجـهات الكـنسية ذات العـلاقة يغـمض الكـثيرون عـيونهم عـنها إخـفاءاً لجـهـود رجـل كـلـداني عـلماني دفعـته غـيرته منذ منـتـصف السبعـينات من القـرن الماضي إلى المطالبة والمناشـدة والمتابعة عـنـد الجـهات الرسمية في داخـل أسـتراليا وخارجـها حـتى حـقـق حـلمه وأسس كـنيسة مار توما الرسول الكاثـوليكـية للكـلـدان في سـدني لا لِـذاتِه بل للجالية الكـلـدانية والتي نـنعـم بها اليوم مثـلما يتباهى الأخـرون بـصرحـها ، ولم ينـشـروا شيئاً عـنها بُـخلاً منهم بأنها سـتـكـون فـخـراً للرجـل الذي جاهـد مِن أجـلها ولم يتباهَ يوماً بها !! لولا إلحاحي عـليه في نشرها قائلاً له : لماذا تخـفي السراج المنير في ظلام تحـت السرير ؟
واليوم يسرني هـنا أن ألقي الضوء عـلى تـنـظيم كـلـداني يعـمل أعـضاؤه في سـبـيل شعـبنا بصمت دون التخـطيط لطـموحات تجارية ولا لأطماع شخـصية فـقـد تجاوزا حـب الظهـور في الصوَر الفـوتوغـرافـية وتجـنـَّـبوا الـنقـر عـلى الطـبول المدوّية فأكـثرهم ذوو خـبرة سياسية وطـنية يسكـنـون ولاية مشيـﮔان الأميركـية ساهـموا في نشاطات أكـثر المنظمات الشعـبـية بل كانـوا بمثابة داينمو ومحـرّك للتجمعات القـومية فـلم يأتـوا من العـدم ولم تكـن البداية غـريـبة عـليهم إنه
المنبر الديمقـراطي الكـلـداني الموحَّـد .
بـدأ أعـضاؤه (1) بتـقـديم محاضرات وندوات وأمسيات ومهرجانات كـلدانية في أنـشـط الأندية الإجـتماعـية والثقافـية والسياسية وكان أولها نادي الجمعـية الكلدانية العـراقـية الأميركية ( ساوث فـيلد مانر ) ونادي الشبـيـبة الكلداني الأميركي وأندية ومنظمات أخـرى (2) شجـعـوا أدباءنا وشعـراءنا ومطربـينا عـلى الكـتابة والغـناء بلغـتـنا السورث (3) شكـلـوا فـرقة مسرح بابل للتمثيل وفـرقاً رياضية بإسم أسود الكلدان (4) طـبَعـوا ﭙـوسترات ( كلداني وفـخـور ) (5) أسّـسـوا إذاعة صوت الـكـلـدان منـذ أكـثر من 32 عاماً وهي مفـخـرة للكـلـدان في الولاية وتصل إلى كل أنحاء العالم عن طريق الأنترنيت حـيث تبث برامجـها مبتـدئة بعـبارة (
هـنا إذاعة صوت الكـلدان صوت الأمة الكلدانية ) بلغـتـنا الجميلة وبالعـربـية أيضاً لمدة خـمس ساعات متـتالية من كل يوم سبت وهي الإذاعة الوحـيدة المدعـومة من جاليتـنا وكـنيستـنا والعاملـون فـيها متـطـوّعـون ، وبالمناسبة فـقـد أجـرَتْ معي ( الكاتب ) مقابلة قـبل أكـثر من سـبعة أعـوام نـقـلتُ إلى مستمعـيها صورة مقـتـضبة عـن جاليتـنا في سـدني ، وفي أثـنائها كـلمني مباشرة إثـنان من المستـمعـين الكـلـدان في ديترويت (6) وأنشـطة أخـرى لا يمكـن حـصرها بأسطر . وجـدير بالذكـر وللأمانة نـقـول أن سيادة المطران سرهـد يوسب جـمو ( كاهـن في تلك الفـتـرة ) كان من المؤسسين والمهتمين والداعـمين للعـديد من الفعاليات والنشاطات لكل ما هـو كلداني ، كـما تجـدر الإشارة إلى سـيادة المطـران إبراهـيم إبراهـيم إنه خـير راعي للأبرشية قـدَّم الكـثير الكـثير وفي مجالات عـديدة ليس في مشيـﮔان فـقـط بل لكل أنحاء العالم حـيثما يتـواجـد الكـلـدان ، إنه يشارك بروحـية الأب وبتواضع كـبـير من خلال التشاور مع المهـتمين من أجل إنجاح مشروع أو قـرار ويتـواصَل مع الأحـداث ويدعم كل نشاطات وفـعاليات جاليتـنا وبلا حـدود ومن بـينها أنـشـطة
المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد . إنَّ أبوابه مفـتوحة ومشرعة لإستقـبال وتقديم العـون لكل منظمة أو جمعـية تعـمل في خدمة شعـبنا أينما كانت وبصماته واضحة في إدامة الكـثير من المشاريع وأولها
إذاعة صوت الكلدان .
بعـد سقـوط النظام عام 2003 بشهر قامت إذاعة صوت الـكـلـدان بجـمع مبلغ كـبـير من المال وبدَوره جـمع سيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم وعـن طريق كـنائسنا والمحـسنين مبلغاً مضاعـفاً ، وفي تلك الـظـروف الصعـبة ورغـم الخـوف والدمار في بغـداد توجَّهـوا إلى العـراق متـنـقـلين من شماله إلى جـنوبه ووُزعَـتْ تلك المبالغ عـلى الأبرشيات والتي يُؤمل منها أن تـُـوزع إلى المحـتاجـين ، وللأمانة التأريخـية يُـذكـر أن سيادة المطران إبراهـيم قال بالحـرف الواحـد لكل مطران سلـَّمه المبلغ المحـدد لأبرشيته ( هـذه ليست لكم ولا للكـنيسة ! بل للتوزيع عـلى الفـقـراء والمحـتاجـين ) . وبعـد معاينة أوضاع شعـبنا ومقابلتهم المسؤولين آنـذاك بـدءاً بـ ــ ﭙـول بْرايمَر ــ الحاكم العام للعـراق وبمساعـدة ــ سْكات كارﭙـنتر ــ والكـثير من الشخـصيات وبعـد لقاءات ومناقشات ودراسة للوضع القائم شعـروا بأنـنا نحـن الكـلدان مهمشون وليس لنا دَور ، وعـليه فـبعـد رجـوع الوفـد الكـلـداني هـذا إلى أميركا قـرروا تشكـيل تـنظيم قـومي يهتم بشؤون شعـبنا الكـلـداني والتعـريف بقـضيته ، وبعـد دراسات وإتصالات طرحـوا مشروعـهم وسوَّقـوه إعلامياً حسب إمكانياتهم وعـرضوا نـتائج إجـتماعاتهم ووثائقهم عـلنا لأكـثر من سنة قـبل الإعلان عـن المؤتمر الأول فـكانت الردود متراوحة بـين مؤيد ومعارض ومنتـقـد ، فأخـذوها بعـين الإعـتبار وأعـلنـوا عـن مؤتمرهم الذي عُـقِـد في الأيام 3 - 4 من شهر كانـون الأول عام 2004 بحـضور أكـثر من 500 شخـص يتقـدمهم سيادة المطران إبراهيم إبراهيم ومباركة غـبطة الـﭙاطريرك الكاردينال عـمانوئيل الثالث دلي وكل المنظمات القـومية والوطنية العـراقـية المتواجـدة في مشيـﮔان وشيكاغـو وكـندا وقـدِّمَتْ فـيه الدراسات والبحـوث وخـرجـوا بمقررات وجـرت إنتخابات لقـيادة المنبر بطريقة ديمقراطية لأكـثر من 15 مرشح إخـتير منهم تسعة بالتصويت السري فكانت لهم قـيادة في العـراق متمثـلة بالأخ سعـيد شامايا وفاضل رمّـو وآخـرين وعـملـوا بكل جهد من أجل توحـيد خـطاب تـنظيماتـنا القـومية الكـلـدانية ، وبعـد إجـتماعات ومناقشات جادة إنبثق ( إتحاد القـوى الكـلدانية ) وعـملوا بجـدية للنزول بقائمة موحدة في الإنتخابات الأولى وهكـذا في الإنتخابات الثانية حاولـوا تجـديدها ثانية ولكن مع الأسف ! فـفي الحالتين تعـثرَتْ أمام إصرار البعـض عـلى الإنفـراد بالقـرار وقسم آخـر فـضَّـل الإنظمام الى كـتل سياسية كـبيرة وفي المرة الأخـيرة تعـنتَ البعـض الآخـر ليكـون إسمه الأول في القائمة ، ورغم أنّ المنبـر لم يقـدّم أي مرشح من أعـضائه إلاّ أنه بقي مصـرّاً عـلى مبـدأ القائمة الواحـدة وأصدر بياناً بهذا الإتجاه كـما ساهم المنبر وبقـوة مع الآخـرين في تـثبـيت إسمنا القـومي الكـلداني في الدستور العـراقي حـيث كان المرحـوم الدكـتور حكمت حكـيم أحد أعـضاء لجـنة كـتابة الدستور وتواصلـوا مع المسؤولين من أجل ذلك وقـبل يومين من إقـرار الدستور وبـينما كان الـﭙاطريرك مار عـمانوئيل في أميركا وَرَدَ خـبر موثوق بأن يونادم كـنا يحاول تبديل التسمية إلى كـلدوآشور !! فعـمل المنبر المستحـيل مع سيادة المطران إبراهـيم وغـبطة الـﭙاطريرك لإصدار رسالة وأوصِلتْ إلى المسؤولين في العـراق مطالبـين بوضع التسمية القومية الكـلـدانية مستقلة ولوحـدها جـنباً إلى جـنب باقي التسميات ، ووضعَـتْ منفردة بجانب بقـية التسميات القومية .
ولا نـنسى أن أعـضاء المنبـر هم الوحـيدون الذين يحـضرون نشاطات التـنظيمات القـومية التي لا تؤمن بقـضيتـنا فـيحاججـونهم ويـقـفـون لهم بالمرصاد وأمام كل الحـضور دفاعا عـن شعـبنا وتسميتـنا بدءاً بـ يونادم كـنا وصولاً إلى كل المسؤولين من التـنظيمات الأخـرى ويضعـونهم عـلى المحك بدون مساومة أو مجاملة ، حـتى أخـذت نشاطاتهم في إنكماش . لـقـد سافـر وفـد من المنبر إلى العـراق لعـدة مرات وإلى لبنان وقابلَ رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل في بيته ومع سمير جعجع في بـيته والذي حُـدد الوقت لهم بعـشرين دقيقة ولكن النقاش كان جميلاً ومتواصلاً استطاع الوفد تقديم صورة واضحة بإحـتياجات شعـبنا الكلداني في بيروت فإستـمرَ لأكـثر من ساعة وعـشرين دقـيقة ثم ذهـب إلى المقـر الـﭙاطريركي ( بكركي ) وإلـتقى بالـﭙاطريرك الكاردينال ما نصرالله ﭙـطرس صْفـير ومع الشهـيدة الحـية الإعلامية ( مي شدياق ) التي حاول المجرمون تـفجـيرها بسيارتهم وإلتقى بحـبـيب أفـرام رئيس الرابطة السريانية الذي عـرض عـليهم اللقاء مع ( العـماد ميشال عـون ) فـلم يتشجعـوا للفكـرة لوجـود بعـض الإشكالات السياسية وكان بالإمكان اللقاء مع أرفع وأكـبر الشخـصيات الأخـرى إلاّ أنّ الوقـت لم يكن في صالحهم ، وهـكـذا إلتقـوا بأبناء شعـبنا في سوريا والأردن .
من جانب آخـر وفي أميركا كان هـناك لقاء ومداخـلة للدكـتور نوري منصور مع نائب رئيس الجمهورية الأمريكـية ( بايدن ) وسابقا إلتـقى المنبـر برئيس الجمهورية الياور ومع إبراهـيم الجعـفـري مرّتان عـندما كان رئيساً للوزراء ومع عـبد العـزيز الحكـيم وعـمار الحكـيم ومع الكـثير من المسؤولين في العـراق الذين جاؤوا إلى واشنطن ونيويورك وبالأخـص ديترويت حـيث عمل أعـضاء المنبر بجـدية بتـنظيم لقاءات مهمة مع سيادة المطران مار إبراهيم إبراهيم والعـديد من أنديتـنا وتجمعاتـنا ، وكانت للمنبـر ثلائة إجـتماعات مع رئيس إقـليم كردستان السيد مسعـود البرزاني وفاضل الميراني وفـؤاد حسين وآخـرين كـثيرين ، وفي كل اللقاءات كان يدافع عـن قـضية شعـبنا بصلابة ويقدم مطاليب شعـبنا إليهم لإيجاد حلول لها .
لقـد تعامل المنبـر مع التـنظيمات الآشورية وبالأخـص زوعا والمجـلس الشعـبي أيضاً بمصداقـية من أجل مكـتسبات شعـبنا متـوخـين منهم الشفافـية والمصداقـية ولكـنهم خـذلوا المنبـر حـين قـدموا قـضيتهم وبإسمهم المنفـرد لوحـده وبما يخدم مصالحهم فـقـط عـلى حساب القـضية الكـلـدانية وإسمها ، فـرفـض المنبـر العـمل معهم لإيمانه بأن قـضية شعـبنا وإسمنا القومي لا يقـبل المساومة ولا التراجع وأصبح يعـمل بالـند لهم ويُعـرّي تطلعاتهم من خلال البـيانات أو عـنـد حـضوره نشاطاتهم لتقـديم رؤيته . وبعـد خلاف المنبر مع الأخ سعـيد شامايا سـحـبوا الثـقة منه لإصراره عـلى العـمل مع المجلس الشعـبي الذي تبنـّى التسمية المركـبة ، فـعـقد المنبر كـونفرنسه الأول وبدّل إسمه إلى (( المنبر الديمقـراطي الكـلداني الموحد )) بعـد إصرار الأخ سعـيد بالإحـتـفاظ بإسمنا الأصلي .
واليوم يعـمل المنبـر مع الجميع لـعـقـد المؤتمر الكـلداني القـومي في مشيـﮔان الذي يأمل منه الخـروج بقرارات تخـدم قـضيتـنا وتوحد خـطابنا وعـملنا ويسعى بمصداقـية إلى توحـيد تـنظيماتـنا عـلى أسس متينة بعـيداً عـن إستـئثار أي طرف بالقـرار أو القـيادة متمنياً أن يأخـذ الجـميع دورهم في العـمل ، و ( كاتب المقال ) يعـمل في اللجـنة التـحـضيرية لهـذا المؤتمر بصفـته كـمستـقـل .