Nov 17, 2012
مَن أراد أن يصنع خيراً فليكن سامرياً صالحاً في
(Samaritan’s Purse)
بقـلم:
مايكـل سـيـﭙـيسـدني ــ 17/11/2012
عـندما يولـد طـفل يـبتهج والـداه وأقاربه وغـريـزياً بالحـنان والحـماية يحـيطانه وتـزوِّده القـدرة الإلهـية بغـذائه من ثـديَي أمه فـيـبدأ يترعـرع ويـنمو في بـيئـته، إن شـق طريق الحـياة ليس سهلاً أمام الوالـدين فـهـناك مَن تـنـفـتح له وتـزداد مقـدرته المادية وتـتحـسَّـن أحـواله المعاشية وتـتاح له فـرصاً ليزرع الـبسمة في وجه طـفله عـند كـل مناسبة فـرح كالأعـياد والسفـرات ويجـعـله يحـس بنشـوتها فالملابس فـيها جـديدة والهـدايا جـميلة مثـلما القـرطاسية في المدرسة أنيقة وقِـس عـلى ذلك من المقـتـنيات الغالية. وفي ذات الـوقـت هـناك آخـرون تـظـلمّ الـدنيا أمامهم ولا يجـدون رزقاً يسد رمق عـيشهم فـيعـجـزون عـن تلبـية حاجات أطفالهم ولا يمكـنهم أن يمسحـوا الـدمعة عـن عـيونهم فـيُـحـرَمون من متعة طـفـولتهم ومَن يـدري فـقـد يردّدون في صمتهم ما قاله أبو العـلاء المعـرّي (هـذا ما جـناه عـليَّ أبي وما جـنيتُ عـلى أحـد) وفي الحـقـيقة ليس الـوالـد دائماً جانياً بل ليس جانياً أبـداً إنما الحـياة قاسية في بعـض الأماكن والأزمان .
إن أعـياد الميلاد قادمة والأسواق مكـتـضة بالناس قـبل الـبضائع والـكـثيرون سـينادون: هاتـوا وهاتـوا أيها الأغـنياء دون أن نجـد في قاموسهم كـلمة (خـذوا خـذوا أيها الفـقـراء) ولا يأتي بـبالهم ملايـين الأطفال في العالم المحـرومين من متعة العـيد فلا رداءاً جـديـداً ولا لعـبة يفرح بها ناهـيك عـن فـقـدانهم أساسيات الحـياة كالـتعـليم والمياه الصالحة للشرب والتأمين الصحي . إن الحـياة ليست لأثـريائها فـقـط وإنماهي لـفـقـرائها أيضاً ، ولا نشعـر بجـمالها ما لم يكـن الجـميع مشاركـين فـيها فـهـل نـكـون سـعـداء إذا جـلسنا حـول طاولة في حـفـلة بملابسـنا الأنيقة مع آخـرين بقـمصانهم الـرثة ؟ من هـنا يـبـدأ الشـعـور الإنساني بالآخـرين ، ونحـن لا نـزال في مقالـنا هـذا نـتـكـلم بالمشاعـر الإنسانية وليس بالمبادىء الإنجـيلية التي عـلمنا إياها المسيح ربنا فـما بالـنا لو تـذكـرنا بما أوصانا؟
كـتبتُ هـذه المقـدمة بعـد أن شعـرتُ بالغـيرة من إبنـتي التي عـملتْ يوماً واحـداً تـطـوّعاً منها في تعـبئة عـلب هـدايا عـيد الميلاد لأطـفال العالم !! تـنـظمها مؤسسة مسيحـية عالمية هي (Samaritan’s purse والتي تعـني محـفـظة أو عـلبة السامري) نعـم كل طـفل في العالم هـندوسياً كان ، بوذياً ، مسيحـياً ، مسلماً ، يهودياً ، من عـبَـدَة أوثان ، إنه خـليقة الله يستحـق الحـياة . وإنـطلاقاً من هـذه المشاعـر إنسانية كانت أم مسيحـية إتـصلتُ بـبعـض معارفي (تـوني شـمعـون نـونا من الملتـقى الكـلـدااني الـثـقافي ، وطارق عـربـو مع منار جلال جـلـو من جـمعـية شـيرا الربان هـرمزد الكـلـدانية الأسترالية) فأبـدوا إستعـدادهم وحـماسهم لهـذه الخـدمة فإنـطـلقـنا وعـملنا لـيوم واحـد وإطـلعـنا عـلى هـذه المؤسسة ونـظامها وأنـشطـتها التي تـمـتـدّ إلى برامج تعـليمية وصحـية وحـتى تـزويـد الماء الصالح للشرب للشعـوب الفـقـيرة في إفـريقـيا وآسـيا والـدول التي إبتلتْ بالحـروب كالشرق الأوسط أو البلقان .... عـلماً أنَّ أبواب الخـدمة الطوعـية هـذه مفـتـوحة للجـميع سـتة أيام في الأسـبوع من الساعة التاسعة صباحاً وحـتى الخامسة بعـد الـظـهر وفي بعـض الأيام حـتى التاسعة ليلاً ، والمشارك في هـذه الخـدمة الـطـوعـية حـرٌ في إخـتـيار الساعات التي يرغـب العـمل بها دون قـيـد أو شـرط .
أما بشأن الـهـدايا وكـيف تــُجـمع فإن المنظمة هـيأتْ مئات الألاف من عـلب كارتونية بحجم حاوية الحـذاء وتوزعها إلى المؤسسات كالمدارس والمصانع والجـمعـيات والدوائر وحـتى العائلات مع إرشادات عـن نوعـية الـهـدايا التي يقـبلونها كـتبرع منهم لأطـفال العالم مثل الملابس والقـرطاسية واللعَـب وحاجات الإستخدام الصحي وأية مقـتـنيات للأطـفال للمتعة بحـيث لا تـتـضمن سوائل أو مساحـيق أو معـجـنات أو معادن مؤذية أو حـجارة للزينة أو كـتب دينية أو مواداً يمكـن إستخـدامها للقـمار..... أما دَورنا في العـمل فـهـو إعادة تعـبئة هـذه العـلب بحـيث تـتـضمن سـتة أنـواع من المواد (ملابس ـ قـرطاسية ـ مواد صحـية مثل الصابون ـ لعَـب ـ محـفـظة دفاتر ـ أي شيء يُـفـرح الطـفل) وتـبعـث بالحاويات الكـبـيرة عـلى متن البواخـر إلى دول العالم وتوزع للأطـفال لكـل طـفـل عـلبة كارتـونية . إن خـطـة المنـظمة لهـذه السنة هـو إرسال تسعة ملايـين عـلبة هـدية للطـفـل وفي العام القادم عـشرة ملايـين ، أما حـصة ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية لهـذه السنة هي أن تجـمع سبعـين ألف عـلبة ولكـنها تجاوزته فـجـمعـتْ أكـثر . وبالمناسبة فإنهم يقـبلون التبرعات النـقـدية حـيث يـرفـقـون مع كـل عـلبة إستـمارة التبرع بمبلغ تسعة دولارات ــ غـير إلزامية ــ وفي الحـقـيقة لاحـظـنا أثـناء تعـبئـتـنا العـلب صكـوكاً كـثيرة بمبلغ تسعة دولارات وأخـرى بمبلغ أكـثر وصكاً واحـداً بمبلغ (550 $) .
إن إسم هـذه المنظمة مشتـق من مثل السامري الـذي ذكـره لـنا الرب يسوع في إنجـيل لوقا 30:10 فـقـريـبنا ليس إبن بلـدتـنا أو إبن خالتـنا أو كاهـنـنا أو شماسـنا وإنما هـو ذلك الـذي يتحـنـن عـلينا فـيُـداوي جـروحـنا ويسعـفـنا فـيعـيد البهجة والحـياة لـنا ، فـسؤالـنا الأول وفـق هـذا المقـياس : كـم قـريـب لـنا ؟ وسؤالـنا الثاني : بدلاً من عُـلبة النستـلة أو الـﭽـوكـليت التي نشـتـريها بخـمسة عـشر أو عـشرين دولاراً ونأخـذها معـنا عـند زياراتـنا للـدور عـدة مرات في السنة تـملقاً أمام هـذا أو ذاك دون أن يستـفـيد منها بل قـد تـرمى في حاوية الـنـفايات ! فـما رأيكم لـو نرشـدكم إلى الطريق وتـتـبرّعـون بتسعة دولارات لـهـذه المنـظمة (مرة واحـدة في السنة !!!) إنه أمرٌ صعـب أليس كـذلك؟
الـوحـدة المسيـحـية هي تلك التي أرادها الرب يسوع المسيح (له المجد )
وما عـداها فـهي لـقاءات لأكل القوزي والتشريب والسمك المزگوف وترس البطون من غير فائدة
أقبح الأشياء أن يصبح كل شئ في الحياة جميل!!
@@@@
ولا تحدثني عن الحب فدعني أجربه بنفسي
@@@@
ليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي..الشخصية
هي في النهاية مجرد رؤيه لأفكاري..!!