Apr 19, 2013
منصب ﭙاطريرك بابل على الكلدان كنزٌ يملكه الشعب الكلداني!
بقلم:
مايكل سـيـﭙـيسـدني
سـيـدنا العـزيز الـﭙاطـريـرك لويس روفائيل الأول ساكـو الجـزيل الإحـتـرام:
في أكـثر من مناسبة طـلبتَ أن نكـتب بـدون أن نـتخـطى الـلـياقة الأدبـية، فـسمعاً وطاعة إلاّ أنّ تـصريحاتكم الشهابـية تـثيـر فـينا شهـوة الـكـتابة الـنيـزكـية دون أن نـثير تسونامي ولا نسبِّـب هـزة أرضية، أهلاً وسهلاً بكـم في سـدني الأسـتـرالية.
طبـيعي كـﭙاطريـرك تـقـول أنك حـريص عـلى الكـنيسة، ولكـن من الطبـيعي أيضاً أنَّ الرعـية موجـودة قـبل تسلمِك المنصب وقـبل ولادتـك وولادتـنا، وعـليه فـواجـب عـليـنا كأجـدادنا أنْ نكـون حـريصين عـلى كـنيستـنا التي تـقـولون حـيناً هي نحـن الــــــــــــــــرعــيــــــــــة مع الـ التعـريف، وحـيناً آخـراً تكـونون أنتم أبـو الكـنيسة ونحـن رعـية بـدون الـ !! فـنسأل رِجال الـدين عامة هـل عـنـدكم مقـياس أم مقـياسَـين؟
إسمح لي بإستـخـدام مصطـلح ــ الخـياسات ــ لأقـول أنَّ الخـياسات الـتي تكـتـشـفـونها يوماً بعـد يوم في بعـض المواقع الجغـرافـية ومع إحـتـرامنا للإكـليروس، إنما تـدل عـلى مـدى غـياب العـنـصر العـلماني الـنـزيه الحـريص المخـلص والـذي يوصف دائماً بالمُعادي للكـنيسة فـيُـبعَـد عـن صالاتها! أما المقـرَّبون فإنهم حـتماً مشاركـون مُراؤون محابـون قـد هـربوا! والـبعـض لا يـزالوا، لـذا فإن توجـيهَ قـداسة الـﭙاﭙا بيـندكـتوس السادس عـشر، كان بليغ الحـكـمة دائم الحاجة مُجـسِّـداً إياه برسالته وموضحاً فـيها دَور العـلمانيّـين قائلاً:
العـلمانيون أشخاص مسؤولون فـعـلياً عـن كـيان وعـمل الكـنيسة وليس مجـرّد معاونين للإكـليروس! فإسمحـوا لـنا إذن بـبعـض الـمقـتـطفات:
أولاً:
إطـلعـنا عـلى جانب من ستراتيجـيتكم حـين كـتـبتم "أنا كـلـداني ولكـن الأولوية لرسالتي المسيحـية ولا أقـبل أن أكـون قـومـﭽـي! " إنه كلام رائع وجـميل وعـلى رأسي ولكـن لـنا رأيٌ، فالكاتبة
نشرَتْ مقالاً بتأريخ 21/5/2012 جاء فـيه " إنَّ الرؤوسَ المرفـوعةُ دوما إلى السماء، لا تـبـصِرُ الطـريق وتحـتاجُ لمن يـقـودها"! إذن غـبطـتـك أمام مفـتـرق: إمّا أنْ تـصلـّي في غـرفة موصدة الأبـواب كـما قال ربنا فـلن تعـثـرَ رجـلك وحاشاك من العـثـرة، أو تـصلي ورأسك مرفـوع إلى السماء دوماً، وعـنـدئـذ غـيرتـنا لن تسمح بأنْ نتـرك ساقـك تـتعـثـر! وغـبطـتك حـر الإخـتيار بـين ضرب الـنواقـيس أم ضرب الـنوى قـيسي، مع الإعـتـذار.
ثانياً:
جـميل ورائع أن نسمع منكـم إلـتـزامكم بخـط الكـنيسة وقـوانينها ... ولكـنها لا تمنعـكم من التعامل مع ثـقافة شعـبنا الكـلداني وتأريخها وذلك إستـناداً إلى نـصوص تلك القـوانين الكـنسية وهـذا نموذج منها:
((الطـخـس هـو التُـراث الليتورجي واللاهـوتي والروحي والـتـنـظيمي المتّسم بثـقافة الشعـوب وظـروفها التاريخـية، ويُعـبّر عـنه بالطـريقة الخاصة التي تعـيش بها الإيمان كل كـنيسة متمتعة بحكم ذاتي. الـطـخـوس المعـنيّة في هـذه المجـموعة هي المنحـدرة من التقـليد الأرمني والإسكـندري والأنطاكي والقـسطـنطيني والكـلداني، ما لم يتـضح غـير ذلك)).
ألا ترى وأنت قائـد الشعـب الكـلـداني أنكَ مدعـوٌ إلى التعامل مع ثـقافة الشعـب الكـلـداني وظـروفها التاريخـية بما تفـرضه المرحـلة الراهـنة؟ ونحـن لسنا نعـلـِّـمك بل نـذكـِّـرك. وهـنا تكـمن فائـدة نشر قـوانين الكـنيسة الشرقـية كـنبراس تسَـلمه بأيـدينا وتـوَجهُـنا لكي نعـرف حـقـوقـنا وواجـباتـنا كمؤمنين ناشطـين وفـعالين في الكـنيسة لا فـقـط ــ بارخـمار ونهُـزّ الـﭙـيرما ــ ونحـن مغـمضي العـينين، وسترى كـيف أنَّ أموراً كـثيـرة ستستـقـيم، وهـوايَ عـﮔـل تـوﮔـع.
ثالثاً:
سـيدنا الـﭙاطريـرك مار لويس روفائيل الموقـر:
قـبل أن تقـولها لـنا، نعـرف أولـوياتك وأولويات أي قائـد كـنسي غـيرك، ولكـنك ملِمٌ بالتأريخ أيضاً وقـرأتَ مآثـر قادتـنا لا في التأريخ الـقـديم بل الحـديث ــ فالألقـوشيّون أدّوا ما عـليهم من واجـب وسجـَّـلوا للتأريخ الكـلـداني أسمى آيات الغـيرة والنخـوة والإستعـداد للتـضحـية في عام 1933 ــ ولكـن المرحـوم الـﭙاطريـرك عـمانوئيل الـثاني تومكا وبعـد أن أعـطى أولوياته الـدينية حـقها، شعَـرَ كـقائـد لشعـبه أنَّ عـليه واجـباً آخـراً ولم يهـدأ له بال إلاّ بعـد أنْ إستحـصل عـفـواً عاماً لإخـوتـنا الآثـوريـّـين المحـكـومين جـماعـياً بالإبادة لـتـمرّدهـم وليس بسبب صومهم وصلاتهم! ولم يقل لهم ــ ذنبكم عـلى جـنبكم ــ ولم يسحـب نفـسه ولم يترك هـذه المَهَـمة العـلمانية للعـلمانيّـين وإنما أنجـزها بهـمته ومشاعـره الإنسانية الأخـوية الـقـومية سـمِّها ما شـئـتَ، وبعـد ذلك رجع إلى صَلاته، هـل نـضع ذلك في حـقـل السياسة يا سـيـدنا، وسيادتكم قائـد مثـله؟.
رابعاً:
سـبق أنْ شاهـدتُ الـﭬـيـديو، والمرحـوم الـﭙـطـرك روفائيل بـيـداويـذ يصرّح أمام الإتحاد الكـلـداني الأميركي ويقـول "أنا آثـوري القـومية وليس هـناك مانع من أنْ أكـون ﭙاطـريركاً للكـنيسة الكـلـدانية لأنه في يوم ما كان ﭙاطـريرك كـنيستـنا مغـولـيا ... القـومية الكـلـدانية موجـودة واللغة الكـلـدانية موجـودة" .................. ونحـن لم نعـلق في حـينها عـلى تصريحاته لأنها صريحة وشفافة.
خامساً:
لـقـد صارت معـضلة القـرن الحادي والعـشرين في كـنيستـنا الـكـلـدانية هي رجـل الساعة سيادة المطران باوي سورو الكـلي الـوقار، ولم يـبق لها سـوى أن تعـرض عـلى الأمم المتحـدة.
حـدِّث ولا حـرَج عـن سيادته! فـقـد خـطب يوماً في تجـمُّع آثـوري بولاية إلينوي الأميركـية آب 2004 وعـندي تسجـيله وقال لهم "ومَن يـدري، قـد تكـونون أكـثر كـلـدانية من الكـلـدانيّـين" أليس كلامه درراً رائعة وجـواهـر بديعة وهـو يزرع محـبة عـميقة ويـربط أواصر متينة بـين كل آثـوري وكـلداني؟ بل ما أعـظم محاضرته بـذات الإتجاه والتي نشرناها بحـلقـتين بتأريخ 11 شباط 2013، والثانية في 19 شباط 2013 وهـو يـدعـو
ويـرشـد ويـوجه ليس فـقـط إلى محـبة بعـضنا للـبعـض الآخـر بل وإلى الإفـتخار أيضاً كـل واحـد بأخـيه الـثاني دون أن يهـمش أحـداً، ألا ترى فـيه عـنـصراً بل مناضلاً يصلح للأهـداف التقاربـية الوحـدوية الـتي حـضرتكم تـنادون بها الـيوم؟ ألا ترى فـيه رجـل الساعة الـذي نحـتاجه الآن الآن وليس غـداً؟ هـل عـنـدكم عـنه بـديلاً؟
سيـدنا الموقـر:
أتـرك السنهادس جانباً، وإسمح لـنا بسؤال شخـصي لمقامكم: هـل تـفـرّط برجـل الله كـهـذا؟ ألا يتـطـلب منا جـميعاً أنْ نـتـشـبَّـث به ونـتـمسك بروحـيته الـوحـدوية التي تهـدفـون إليها، بل واجـب عـلينا أنْ نبحـث ليلاً بسراجٍ عـن شخـص مثـله كي نـدعـوه إلى الإنخـراط في صفـوفـنا ونجـعـله فـصاً في عِـقـدنا ونشجع معه كـل من يحـمل مشاعـر مثـله، فـكـيف إذا لـقـيناه نهاراً! وبهـذا تكـونون قـد منـطـقـْـتـم أحـقاءَكم بالحـق وتـرجـمتم أهـدافـكم إلى فـعـل وتـدخـلون التأريخ بهـيـبة؟ وإذا كانت هـناك سياقات روتينية أو نـظامية سنهادسية، نقـول نعـم الصبر واجـب وإنَّ غـداً لـناظـره لـقـريب، ولكـن تـذكــَّـر أنَّ الـتـفـريـط بهـكـذا رجـل إنما سـيسجـلها التأريخ عـليك وفي عـهـدك!! لأنك الـيوم أنت رب البـيت.
سادساً:
بتأريخ 12/11/2012
خـطـب غـبطة الـﭙـطـرك مار دنخا الـرابع الكـلي الإحـتـرام قائلاً: إنْ مَـﭽـْـخِـن خا هِـدّاما بـْـﭙـَـغـري، بَـيِّـي دْ شاوِق لـهـيمانوتا، طـخـسي، رازي، مْـسَـﭙـْـيانـوياتا شـلـيـخاياتا، دْ إيتا دْ مَـدِنخا دْ آطـورايي، وْ دْ سارو لـْـشِـمّي أومـتانايا أخ خا آطـورايا، بـِـد ﭙـَـرمِـنّ مِن ﭙـَـغـري = إنْ لـقـيتُ عـضـواً في جـسدي، يريـد أن يتـرك الإيمان، الطخـوس، الأسـرار، مُـسَـلــَّـمات رسـولية، لكـنيسة المشرق للآثـوريـّـين، ويـنـكـر إسمي الـقـومي كآثوري، سـأقـطـعـه من جـسدي.
أنا من جانبي أقـول هـنيئاً للآثـوريّـين عـلى ﭙاطـريركهم قـبل أنْ أهـنـئه شخـصياً عـلى مشاعـره القـومية .... وأنتم الأعـز في قـلوبنا حـبـذا لو تـقـولـون بعـضاً مما قاله؟.
سابعاً:
وفي رسالته المنشورة
بتأريخ 23/12/2012 كـرر كـلمة آشورية فـيها 17 مرة بإفـتخار وقال: لـن نستـبـدل طـريقـنا...... نحـتاج إلى الـوحـدة والسلام ليكـون بـينـنا (خاصة للمسيحـيّـين الـذين يعـيشون في بلاد الشرق والـذين يؤمنون بأنهم من الجـنس الآشـوري) بالرغـم من أنهم معـروفـون بأسماء ثلاث كـنائس وهي: الكـنيسة الكـلـدانية والكـنيسة السريانية وكـنيسة المشرق الآشـورية.... كأمة واحـدة ولسنا ثلاث أمم....... وكـلنا كأمة آشـورية.
يا سـيـدنا ألله يخـليك، لأجـل هـذا كـتب الأخ سيزار: مع من تـتحـد يا غـبطة أبـينا الـﭙاطريـرك؟ لا أحـد منا رأى الله ولكـنـنا نـراه بعـقـلـنا يا سيدنا.
وفي 29/3/2013
بمناسبة رسالته في عـيـد القـيامة كـرر غـبـطـته الكـلمة نـفـسها عـشر مرات ويقـولها بملء فـمه وبكـل فـرح.
نحـن لسنا معارضين له ولا نبخـل عـليه بل بالعـكـس نفـتخـر به كـقائـد يعـتـز بإسم قـوميته أمام شعـبه الـذي يلـتـف حـوله، وبصراحة نحـن نغار غـيرة إيجابـية من هـكـذا قائـد. فـهل من مانع كـنسي أو تأريخي أو مـذهـبي أو ﭬاتيكاني أو شخـصي يمنعـكم من أنْ تـتـرك ذات الإنـطباع عـنـد شعـبك الكـلداني؟ وإذا قـلـتـم عـن شـخـصكـم الكـريم أنكم لستم سياسيّـين، عـنـدئـذ تـتـوقع مقالات تـقـرأها عـلى المواقع الإلكـتـرونـية.
هـذه المقـتـطـفات هي ومضات يَـراعة في البستان مساءاً، تـتـذكـرونها حـين تـنـشـدون الـوحـدة نهاراً، وتـتـنازلون عـن منصب ﭙاطريـرك بابل عـلى الـكـلـدان جهاراً ولكـن حـذاري حـذاري، نعـرف أنَّ تـنازلكم هـو ــ تواضع ومحـبة ترفع من مكانـتـكم في القـلوب ــ فلا فـرق عـنـدنا لأي كان وسنحـمله فـوق رؤوسـنا، طالما يحافـظ عـلى منصب ﭙاطريـرك بابل عـلى الـكـلـدان لأن هـذا المنـصب كـنـزٌ وأمانة لم يُــشـتـرَ من رفـوف السوﭙـرماركـت وإنما هـو مُلـكٌ الشعـب الكـلداني، ودمت عـزيزاً في ضمائـرنا متمنين لغـبـطـتـكم ألف خـير.