May 07, 2013
شيء عن زيارة الـﭘاطريرك لويس روفائيل ساكو إلى أستراليا
بقـلم:
مايكل سيـﭘـيسـدني
وصل غـبطة الـﭘاطريـرك لـويس روفائيل الأول ساكـو الكـلي الـوقار إلى كـنيسة مار تـوما الرسول الكـلـدانية يوم الخـميس 2 أيار 2013 ليلاً قادماً من العـراق وقـد إستـقـبل بحـفاوة وسط تـصفـيق وهـلاهـل وأناشـيد شمامسة الكـنيسة وأبناء الرعـية وتـطايـر الـنفاخات إلى الأعالي وصورته مطـبوعة عـليها وكـل ذلك إبتهاجاً بسلامة وصوله
ثم إصطـفَّ جـمع المؤمنين رجالاً ونساءاً داخـل الكـنيسة لـتحـيّـته فـرداً فـرداً ونحـن معـهم، والطريف أن مطراناً ــ وهـو يشير إليَّ بإبتـسامة عـريضة أخـوية ــ قال لزميله المطران الثاني: هـذا هـو مايكـل سـيـﭘـي، ولا شك أنه تـذكــَّـر مقالاتي المثيرة للجـدل.
وفي الـيوم التالي إبتـدأتْ طـقـوس الصلوات والأناشيد في الساعة الحادية عـشرة والـنـصف صباحاً لـتـدشين كـنيسة مريم العـذراء الجـديـدة وألـقـيَتْ الكـلمات وإستغـرقـتْ حـوالي الساعة ونـصف الساعة، وقـد لاحـظـنا إرتباكاً لـدى الـبعـض سـواءاً في صالة الإستـقـبال في المطار أو أثـناء تـقـديس الكـنيسة الجـديـدة ولكـن الهـدوء كان مرتسماً عـلى وجه غـبطـته، وقـد لاحـظـتُه أثـناء تـكـلمه في أكـثر من مناسبة يحـرّك ساعـدَيه كـثيراً وكـذلك يحـرّك أصابعه العـشرة في كـلـتا يـدَيه سـواءاً في حالة الـوقـوف أو الجـلوس ــ ويـبـدو لا يمكـنه الـتجـرّد منها ــ مع ذلك كان مغـتـبطاً في زيارته.
وبعـدها أجـريتْ القـرعة عـلى بطاقات يانصيب من مبـيعات الكـنيسة بعـد دعاية واسعة لها وجائـزتها الـوحـيـدة هي سيارة صغـيرة وليست فـخـمة
لأن بـيت أبي بـيت صلاة يُـدعى، وفي نـفـس الـيوم أقـيم قـداس في نـفـس الكـنيسة الجـديـدة عـنـد الساعة الخامسة عـصراً.
قـداس يوم الأحـد 5 آيار 2013 في كـنيسة مار توما الرسـول: من المتـَّـبع في كـنيستـنا أن تـقام صلاة الصبح ــ صَـﭘـرا ــ عـنـد الساعة العاشرة من صباح كـل يوم أحـد وتستغـرق بحـدود ثلاثـين دقـيقة ليـبـدأ القـداس الإحـتـفالي ــ رازا ربّا ــ عـنـد الساعة العاشـرة والـنـصف ويستغـرق بحـدود ساعة ونـصف.
في صبـيحة يوم الأحـد 5 آيار والشمامسة بأزيائهم جالسين عـلى مقاعـدهم داخـل الكـنيسة يتـوقـعـون غـبطـته المتـواجـد في مقـر المطرانية وعـلى بُعـد بضعة أمتار عـن هـيكـل الكـنيسة، أن يفـتـتح الصلاة فإنـتـظـروه خـمساً وعـشرين دقـيقة ولم يأتِ، عـنـدئـذ باشروا بالصلاة، وبعـد دقائق قـليلة، جاءهم إيعاز من القـيادة المحـلية بأن يتركـوا الصلاة وينـتـقـلوا إلى باب مقـر المطرانية كي يُـرافـقـوا الـﭘاطريـرك في مشْـيه إلى الهـيكـل بالزوياحا، فـلغـبطـته الأولـوية والأفـضلية كـزائـر أما صلاة الصبح ــ ما لازم ــ وهـنا عـلق أحـد الشمامسة قائلاً: ألا يكـفي أن أدخـلـْـنا غـبطـته البارحة ورافـقـناه بالزوياحا والهلاهـل فـما هـو هـذا الزوياحا الثاني؟ وقال آخـر: لو بقي الـﭘاطريـرك لمدة سنة في سـدني فإنـنا سنـقـضي حـياتـنا كـلها بالزوياحا، أما الثالث فـعـلق قائلاً: ما هـذه الـلوﮔـية!.
فـخـرج الجـميع وتمركـزوا عـنـد بوابة المطرانية وإنـتـظـروه أكـثر من ربع ساعة أخـرى كان بالإمكان خلالها إكـمال الصلاة الطـخـسية الصباحـية، المهم أطـلَّ غـبطـته وإبتـدأ الشمامسة بـ شباح لمريا بقـوذشيه وهـو مع مطارنـته في موكـب مهـيب... ثم إبتـدأ القـداس.
وتجـدر الإشارة إلى أن الـﭘاﭘا حـضر قـداساً لعـمال الصيانة في الـﭬاتيكان وجلس في الصفـوف الخـلفـية تـواضعاً منه ولا يقـبل بموائـد الشرف، شاهـد الرابـط:
http://www.alamiya.org/index.php?option=com_content&view=article&id=26486&catid=3 ومن ملاحـظاتي، كانت بـدلة الـقـداس للسادة المطارنة أميل، ميخائيل، ربّان، ترتـفع عـن الأرض بحـوالي سبعة سنـتمترات، أما بـدلة المطران وردوني
كادت تلامس الأرض وهـكـذا بـدلة المطران بشار، ولكـن بـدلة الـﭘاطريـرك
كانت تلامس الأرض مما إضطر الكاهـن الشاب مُرافـقه الـقادم معه من العـراق أنْ يرفع الحافة الأمامية لـبـدلـته إلى الأعـلى كـلما هـمَّ بالصعـود إلى الـمـذبح، كي لا يـدوس عـليها.
كان المفـروض أن يُـقـرأ القـريانا في الـقـداس ولكـن ألغيَ لسوء تخـطـيط، أما الرسالة فـبعـد الإنـتهاء من قـراءتها لم يخـتمها الشماس بالعـبارة المألوفة فـحـدث تعـطيل بعـض الـثـواني ولا أدري لماذا هـذا الإرتباك، وإستمر القـداس حـتى نهايته إكـتـشفـتُ من خلاله أن لغـبطـته أذناً موسيقـية إلاّ أنه لا يملك طاقة صوتية وليست له قابلية المناورات المقامية وأتـصـوّره لا يميـز بـين الحجازي و السـيـﮔاه والحـسيني إنْ لم أكـن مخـطـئاً، ولاحـظـتُ أيضاً أنه لا يحافـظ عـلى أصالة مقامه الأولي! بل ينجـرف وراء المقام الأخـير للشماس، إنّ ذلك يتـطـلب تـركـيزاً وسرعة في إستـرجاع دنـدنات شـريط الـذاكـرة. وهـذا يـذكـِّـرني بالمرحـوم المطران عـبـد الأحـد صنا عـن ذكـريات كـتبتها وقـلتُ فـيها:
ورغـبة من سيادة المطران في التواصل بالمقام نفـسه فـكان يقـول لي، دنـدنْ بالمقام بصوت خافـت بالقــُرب مني عـنـد الـمذبح، دون أن يسمعـك الناس كي يـبقى في أذنيّ وأتـذكـّـره. وفي المساء كانت هـناك حـفـلة عـشاء بمناسبة زيارته أستراليا ثمن الـبطاقة
100 دولار وأقـولها مع الفارق والإحـترام بأن هـذا السعـر هـو كـباقي بطاقات حـفلات المطربـين الـقادمين من الخارج، ولا تستغـربـوا من الإنـتـقاد فـهـو من أجـل الخـير والإصلاح، وهـنا يـذكـِّـرني مثـل شعـبي في ألـقـوش يتـضمن كـلمات كـردية:
سِعـتا وصِـفـرا د ماثا، وماليه آﭬا د رَيِّـس =
الجـماعة والمائـدة من القـرية، وبـيت العامر للرئيس... والمعـنى مفـهـوم ومَن لا يعـرفه لا حاجة له فـيه.
إن الـواقع يـُـذكـِّـرنا لا محالة، بما أعـلنه ﭘاﭘا الـﭬاتيكان الجـديد فـرنسيس الأول أنه يـريد أن تكـون الكـنيسة الكاثوليكـية
كـنيسة الفـقـراء وأن تكـون مهمتها محـصورة في
خـدمة الفـقـير وهـكـذا في مناسبة أخـرى عـند إنتهائه من صلاته الصباحـية في بازيليك "سانتا ماريا ماجـوري" توقـف في المنزل الذي بات فـيه قـبل أن ينـتـقـل وسائر الكرادلة إلى "سانتا مارتا" أخـذ بقـية أغـراضه ثم
دفع الفاتورة المتوجَّـبة عـليه، كي يعـطي المثال الحسن، ورجع إلى سانتا مارتا
إن قـداسة الـﭘاﭘا هـو قـدوة لـنا،
فـشـتـﮔـولون إخـوان!.... ما عـلـينا، المهم في قـداسـنا وقـبل الصلاة الخـتامية الشعـبـية! فاجأنا غـبطـته بسابقة غـير معـلنة في برنامج الزيارة وبـدون تـوصية ودون تبليغ مسبق للناس، وقال:
طالما أنـتم حاضرين فـلنسمع أسئـلتكم، وبهـذا لـفـلـفها عـلينا بخـمس عـشرة أو عـشرين دقـيقة وكأنه مستعـجـل في يوم أحـد عـطلة.
إن هـذا النوع المخـتـصر من الـنـدوات هـو تهَـرّب واضح والقائـد الشجاع لا يهـرب، أراد تجـنــُّـب أسئلة الجـموع كي لا يُـحـرَج والقائـد الواثـق لا ينحـرج، وبهـذا نـقـول أنه لم يحـتـرم أبناء الكـنيسة الـذين رقـصوا أمامه والقائـد عـليه أن يحـترم شعـبه.
إن الرعـية كانت تـطمح إلى نـدوة لـمدة ساعـتين أو ثلاث ساعات يستمع غـبطـته خلالها إلى كـل ما يـدور في أذهان أبناء الرعـية وليس بمفاجأة خاطـفة لا يعـلم بها أحـد ولم يتهـيأ لها الكـثيرون، إنه ليس قادماً إلـينا مرة أخـرى بعـد شهـرين أو سنة، لا نـدري ربما سوف يأتينا بعـد عـشر أو خـمس عـشرة سنة، وهـناك أسئلة عالقة آنية وفـورية سـواءاً مَـوَّه عـلينا في إجاباته أم لا.
ومع ذلك فـقـد وُجِّـهَـتْ إليه أسئـلة إلاّ أن غـبطته كعادته يَـدور ويتموّج هـنا وهـناك ولا يُعـرف أين رأس شليلته وضيَّعَ عـلى السائـلين الطريق. ولما أشَّـرتُ إلى الأب ﭘـولس مـنـﮔـنا أنَّ لـدي سؤالاً وكـذلك زميلي سامي ﮔـمـو، فـقال طيب، وفي هـذه الأثـناء أشَّـر غـبطته بالكـفاية عـن الأسئلة دون أن يعـلم مَن هـم السائلون اللاحـقـون ولكـنه يعـلم بـوجـود أسـئلة أخـرى.
إنّ من جـملة الأسئـلة التي طـرِحَـتْ، ثلاثة مهمة أحـدها من شماس شجاع يتعـلق بـدكـتاتورية الإكـليروس، وآخـر من عـلماني عـن موقـف السنهادس من المسألة الكـلـدانية، أما السؤال الثالث فـقـد جاء عـلى لسان آنسة يتعـلق بالأمور المالية في كـنيستـنا/سـدني وجـميعـها أسـئلة مهمة وحـساسة لكـنـنا لم نـتـلق الإجابة الوافـية عـنها.
وعـن القـضية المالية في كـنيستـنا عـقـب سيادة المطران بجـواب كان 10% منه منـطقـياً ولكـن ليس كـل المنـطق حـين ذكـر عـن عـدد دافعي الإشتـراك الكـنسي السـنوي الـذي لا يناسب العـدد الكـلي للجالية 400/4000 فـنـقـول: رغـم أن هـذا ليس من تقاليـدنا في العـراق ولكـن من المؤكـد سيقال أنـنا في أستراليا فـنـقـول آمنا بالله، إلاّ أنّ هـذا الموضوع يتـطـلب نقاشاً مستـفـيضاً للوصول إلى صيغة مقـبولة، لكـنـنا كـنا نـريـد من سيادته 90% الأخـرى من الإجابة المنـطقـية، وهـذا موضوع يحـتاج إلى مقال مستـقـل. أقـول، رغـم مفاجأة الـﭘاطريـرك عـن الـنـدوة إلاّ أنـني إستـطعـتُ أن أهـيىء أسـئلة بسرعة آنية والتي لم تـتوفـر الـفـرصة لـطرحها وهـذه بعـض منها:
أولاً: حـين دخـل المسيح إلى أورشليم أبـدى الشعـب محـبته له مرنمين مبارك الآتي بإسم الرب، وأنتم دخـلتم كـنيستـنا فـرحـبوا بكم بـذات الهـتاف وكـلاكـما أنت والمسيح دخـلتما بإسم الرب، وإستـناداً إلى مبـدأ في الرياضيات يجـب أن يكـون الـﭘاطريـرك لـويس روفائيل الأول ساكـو معادلاً للرب المسيح، فـما رأيكم، أم عـنـدكم تأويل آخـر؟
وللسؤال فـرع ثاني:
إن الباعة كانـوا يـدفـعـون رسوماً أو إيجاراً لرؤساء الكـهـنة لـقاء عـرض بضاعـتهم في ساحة هـيكـل أورشـليم كـما في عـلوة المخـضر في العـراق أو سوق السبت عـنـدنا في أستراليا، وذلك لتحـريك إقـتـصاد الـبـلـد من جهة وإستـثماراً لصالح الهـيكـل من جهة أخـرى، سـواءاً كان ريعه للترميم أو الـتـوسيع أو لجـيوب كـهـنة الهـيكـل، ولكـن المسيح لم يقـبل بكـل ذلك: طـيب هـل عـملـتم مثـله أم إكـتـفـيتم بنـصف اللافـتة المعـلقة؟ وإلاّ كـيف تكـون غـبطـتـكم آتياً بإسم الرب 100%؟؟ وإذا كان هـناك إعـتـراض عـلى كلامي من أي كان فـلـنقـرأه موثـقاً وليس هـمساً لكي نجـيـبه تحـريرياً
ثانياً: حـضرتكم نشرتم بـياناً مفاده، لا يـوجـد شيخاً يتـكـلم بإسمكم، ولكـن خـبراً موثـقاً ومنـشوراً يفـيـد بأن الشيخ ريان الكـلـداني
http://www.khoranat-alqosh.com/vb//showthread.php?p=192001#post192001 إستـقـبل معاونكـم الأول سيادة المطران جاك إسحق وقـدّم له هـدايا من الـﭘاﭘا حـسب الخـبر المنـشور! إذن هـذا الشيخ قـد وصلتْ سمعـته إلى قـداسة الـﭘاﭘا فأكـرَمَه! وأنـتم تـتجاهـلونه فـما تـفـسير ذلك.
ثالثاً: إن ترجـمة صلوات الـقـداس هي عـملية
تجـدد منـطـقـية ولكـن الحـفاظ عـلى
أصالة الـتراث مطـلوب أيضاً كي لا نـفـقـد تراثـنا وسِـماتـنا التأريخـية بمرور الزمن من داخـل الكـنيسة وهي التي كانت ويُـفـتـرض بها الآن تحـمي تراثـنا، وعـليه فـما المانع من أن نصلي بالتـناوب بلغة فـصحى تارة ومترجـمة إلى اللهجة المحـكـية تارة أخـرى سواءاً بصورة مجَـدولة أو حـسب الرغـبة وبـدون أن نحـيـد عـن الجـوهـر ومحافـظـين عـلى الـتـفاصيل بتسلسلها، فـفي إسبوع نـقـول: مَن د لا شْـقـيلالي معـموذيثا... وفي الأسبوع اللاحـق نـقـول: آوا د ليل شْـقـيلا معـموديثا... أو كـل سـتة أشهـر! وهـكـذا سيُمَكـِّن ابناء الرعـية من الربط بـينهما بمرور الزمن وتعـلم معاني لغـتـنا الأصلية أيضاً فـنـكـون قـد وفـينا لأهـدافـكم في
الأصالة والتجـدد، فهل هـناك ضرر. لـقـد كان للمرحـوم الـﭘاطريـرك شـيخـو رأيه الحاسم والمعـروف في هـذا الموضوع ولا يُـناقـش.
عـودة إلى مجـريات الـقـداس، رغـم أن هـناك أصواتاً ملائكـية رائعة للشمامسة وبإمكانيات صوتية ذات جـودة عالية ولكـن مع ذلك كان تـوزيع الأدوار لا بأس به ولا إشكال فـيه، إلاّ أنَّ مواقـف حادة تــُـظهـِـر ما في قـلب البعـض أحـياناً، وكـمقـدمة أقـول أن أية لغة فـصحى هي عامة ومشتـركة غـير منحازة أما اللهجات فـهي متـنوعة بـين قـرية وأخـرى.
فـطِـلبات ــ نـقـوم شـﭘـيـر ــ مترجـمة إلى اللغة المحـكـية ومطـبوعة مطلعـها: قـيمــ
وخ كـولان .... والألقـوشـيّـون يقـولـون قـيمِخ كـولان.... بـدون حـرف
الـواو! إنها مسألة بسيطة لا إشكال فـيها ولا يتـطـلب الـتعـليق عـليها والألقـوشي ليس عـنـده مشكـلة لولا الضرورة، وعـليه تـقـدم الشماس رائـد خـُـبـر وقـرأها بلهـجـته الألقـوشية قائلاً:
قـيمِخ كـولان... إنها لهـجـته يعـتـز بها فـلماذا يغـيرها، وليس من حـق أحـد أن يجـبره عـلى قـراءة تلك المكـتـوبة بلهجة أخـرى وإنما يقـرأها كـما هي لهجـته حـتى ولـو إفـتـرضـنا أنْ ليس حاضراً في الكـنيسة ألقـوشي واحـد، والعـكـس بالعـكس.
فـما الـذي حـصل؟ أحـد الشمامسة قال: ما هـذا، لماذا قال... قـيمِخ؟ قـلتُ لأنه ألقـوشي فـسكـت ولكـنه غـير راضٍ، وفي تلك اللحـظات مـرَّ شماس آخـر من جـماعة
حاشية المطران مـتـذمِّـراً ومـدمـدماً وقائلاً: ما هـذا.... قـيمِخ؟؟ فـكـرّر الشماس الأول قـوله لي: أنـظر حـتى هـذا الشماس يتـذمـر!! وفي الحـقـيقة إن هـذا الموضوع كان سبـباً في إشكال حـصل بـيني وبـين شماس آخـر قـبل حـوالي سنـتين حـين أردتُ قـراءة نـفـس الطلبات بالفـصحى ــ ﮔـوشـما ــ لجـمال إيقاعها الموسيقي وتجـنباً لمثـل هـذه الحـساسية في اللهجات لكـن الشماس رفـضَ! وأنا رفـضتُ قـراءتها باللهجة المحـكـية وبالنـتيجة لم أقـرأها فـكـتبتُ سـتة مقالات بشأنها، أما موقـف سيادة المطران فـلم يعـتـرض في الـبـداية ولكـن بعـد أسابـيع إعـتـرض هـو الآخـر وأنا أعـرف السبب.
بعـد مقالي هـذا، أتـصـوّر أن الفـرص التي ستمنح لبعـض الشمامسة للمشاركة في الـقـداس مستـقـبلاً سوف تـقـل! فـهـل نـقـول أن في كـنيستـنا عـنـصرية قـروية ضيقة؟ هـذا عـدا إهانة تـلقاها شماس ألقـوشي في مناسبة سابقة داخـل الكـنيسة وفي عـهـد المطرانية.
والشيء بالشيء يُـذكـر، فـفي عـهـد قـبل المطرانية وفي عام 1999 صادف أن سأل الكاهـن: لماذا لا يوجـد حـضور كـثيف للألقـوشيّـين في الكـنيسة؟ ردّ عـليه أحـدهم: يجـب عـلينا نحـن الألقـوشيّـين أن نوجِّه إليك السؤال نـفـسه، وإذا أردتَ الجـواب خـصص وقـتاً لـنـدوة يمكـن أن تسميها: لـقاء مع كاهـن الـرعـية
أو وجهاً لـوجه مع كاهـن الرعـية،
تسألهم فـيجـيـبونـك، ويسألـونك فـتجـيـبهم!! قال الكاهـن: هاذي خـوش فـكـرة، ولم يعـمل مثـل تـلك الـنـدوة حـتى غادر أستراليا. وأزيـد بعـض الشيء أن الأخ الكاهـن المشار إليه قال لسيدة ألـقـوشية غـداة إنـتخاب سعـيـد الـذكـر الـﭘاطريـرك دلـّي: لـقـد فـلـتـتْ من أيـديكم
هـذه المرة! وكأن الـﭘاطريـركـية مسجـلة طاﭘـو بإسم الألقـوشـيّـين، فأخـذناه عـلى قـدر عـقـله ولم نعـلق عـليه.
وفي الخـتام زيَّـحـنا غـبطـته مرة أخـرى من داخـل الكـنيسة إلى المطرانية ولاحـظـتُ أحـدَهم ذا هـنـدام أنيق وربطة عـنق وحـذاء لامع، وما أكـثرهم! يحـوم ــ كـطفل حـول أمه ــ يـتـنـقـل إلى يمين
الـﭘاطريـرك ثم يساره ويلامس ظهره تارة، ويضع يـده عـلى كـتـفه وذراعه تارة أخـرى ويعـمل حـركات نـصف دائـرية هـزازة عـنـد خـصر غـبطـته لـيُـظهـِر بأنه يحـميه ولستُ أدري يحـميه من ماذا! من إرهابـيّـين أم مفـخـخـين، وهـو نـفـسه الـذي حـكى لي تـذمُّـره من أوضاع كـنيستـنا والحاشية قـبل أكـثر من سنة! ولكـن نرجع ونـقـول كـما نـقـول بالعامية: كـل شي بفـلوسه ويستاهـلون ولِـدنا، ويا حـيف عـلى الرجال حـين يرخـصون. وهـنا نـنـشر صورة مغايرة كي لا يأخـذ أحـدٌ كـلامَـنا هـذا عـلى نـفـسه.