ورقـة عـمـل المؤتمر القـومي الكـلداني العام في مشـيـگان وحـدتـنا ضمان لنيل حـقـوقـنا القـومية والوطـنية الكـلـدانيّـون والغـد المـشـرق صوت جـماهـيرنا الكـلـدانية
إنـطـلق صوت الضمير الكـلـداني الصادح من المؤسسات السياسية والمدنية المعـتـزة بإسمها التأريخي ومن الشخـصيات المستـقـلة الناشـطة في الحـقـل القـومي والرافـضة لخـلط أوراق التسميات وتـضليل الرأي العام بالمنمَّـق من الكـلمات ، إنطلقـتْ تلك الأصوات الصبورة ولم تـعُـد تـقـبل بالخـنوع للتوجُّهات المشـبوهة والتوجـيهات الممـوّهة ولا السكـوت أمام أصحاب الفخاخ المنصوبة في طـريق أبناء شعـبنا الكـلـداني لتـطبق عـليهم عـن غـفـلة بهدف تـوريطهم ثم تهميشهم وبالتالي إلغاء تـراثهم الثمين وشطب حـقـوقهم التأريخـية وهم الورثة الحـقـيقـيّـون . فـمن أجـل ذلك ينـطلق مؤتمر الكـلـدانيّـين في ولاية مشـيـگان الأميركـية لـدراسة واقعهم عـلى أرض الوطن عـراقـنا ولرسم السـبل التي تـوصِلهم إلى تحـقـيق أهـدافهم المشـروعة ولن يقـبلوا بالظلم أمام الشرائح الأخـرى من أبناء شعـبنا العـراقي الكـبـيرة منها والصغـيرة التي ضمَـنتْ حـقـوقها بعـد أحـداث 2003 بحـكم إستيلائها عـلى زمام السـلطة . إن مسؤولية تـوعـية شعـبنا الكـلـداني وإنماء مشاعـره القـومية والإعـتـزاز بهـويته الرافـدية والمساهمة في بناء وإدارة وطـنه الأم هي مسؤولية الشريحة المثـقـفة والمهـتمة بالشأن القـومي من المستـقـلين والمنـتمين إلى تـنظيماتـنا الكـلـدانية السياسية والمـدنية ، بل هي أيضاً من واجـبات الإكـليروس الأعـضاء في مؤسّـسة پاطـريـركـية بابل الكـلـدانية القلعة التي حـملتْ إسم قـوميتـنا والموثـق في صلواتـنا الـطخـسية ( حُـذرا ) منـذ الـقـرن الرابع الميلادي ورفـعـتْ شعـلة المسيحـية بلغـتـنا منـذ الأيام الأولى لإنـتـشارها وكانت تمثـل وتـرشـد شعـبنا إلى شواطىء الأمان في أوقات المحـن عَـبر الزمن منـذ القـدم ولم تـتهـيّأ الـبـيئة المناسبة للـتـلـويح جهاراً بالمشاعـر القـومية المخـزونة في ضمائـرنا وما يتبعه من المطالبة بحـقـوقـنا ، إنّ تلك الظروف الصعـبة تمخـضتْ فـولـدتْ تخـلفاً في الوعي الإجـتماعي لأبناء شعـبنا الكـلـداني والـذي قاد إلى ضمور وعـيه القـومي فـلم يؤسـسْ له تـنظيمات سياسية أو مـدنية كالتي نـشهـدها اليوم في عـصرنا الحاضر .
الأهـداف : إنَّ الشعـبَ المسلوبة حـقـوقه في وطـنه والمهَـمَّـش وجـوده في ساحـته والمُعـتـدى عـليه في بـيته والمـُهـَـجَّـر من أرضه بـصورة مباشـرة أو غـير مـباشـرة ، هـذا الشعـب يكافح من أجـل الحـصول عـلى حـقـوقه القانونية التي يقـرّها المجـتمع الـدولي إبتـداءاً من حـرية التـنـفـس في أجـواء بلده وإنـتهاءاً بمشاركـته في إدارته وصنع قـراراته عـنـد أعـلى المستـويات . ومن بـين تلك الحـقـوق الإعـتراف دسـتـورياً بأن الكـلـدان لا يُـقاس حجـمهم بأعـدادهم الحالية بل بأصالتهم عـلى التربة العـراقـية فـيستحـقـون كـوتا كـحـصة قـومية في الـپـرلمان ومجالس المحافـظات مع تكافـؤ الفـرص أسـوة بـباقي شرائح الشعـب دون تميـيـز وعـلى جميع الأصعـدة كإحـياء لغـتـنا رسمياً وإدراج تأريخـنا وتـراثـنا في المناهج الـتعـليمية منـذ مراحـلها الإبتـدائية ، وأهـداف أخـرى تـفـرزها المسيرة الطـويلة المقـبلة . لسنا بحاجة إلى تعـدد تـنـظيماتـنا الكـلـدانية إنّ الدول ذات التعـداد السكاني المقـدّر بعـشرات ومئات الملايـين من النسمات لها مساحات بشرية قادرة عـلى إستيعاب أحـزاب عـديـدة وإنْ إخـتـلفـتْ أسماؤها وآليات عـملها إلاّ أنها تعـمل لبناء أوطانها ورخاء شعـوبها ، ولكـنـنا نحـن الكـلـدان لا نملك تلك الكـثافة السكانية التي تـتطلب تأسيس فِـرَقٍ سياسية كـثيرة الـعـدد وإنما نكـتـفي بأقـل ما يمكـن منها بل الأفـضل تـنـظيم واحـد يتـناسب مع ثـقـلنا السكاني في مرحـلة نشوئـنا الحالية عـلى الأقـل وخاصة نحـن حـديثي النهـوض سياسياً في دولة لها أحـزابها وشرائحها الشعـبـية المتـنوّعة التي سوف نضيع بـين أزقـتها إذا إنـقـسمـنا إلى كـيانات سياسية كـلـدانية نـتـنافـس فـيما بـينـنا فـنـفـقـد قـدرتـنا التأثيرية إزاء العـملية الإنـتخابـية المعـتمِدة عـلى جـمع الأصوات ، وخاصة أن لـنا هـدفاً واحـداً وهـو الحـصول عـلى حـقـوقـنا القـومية التي سـتـكـون جـزءاً من حـقـوقـنا الوطـنية أسـوة بشـركائـنا أبناء الوطـن . إنّ الـنخـبة المثـقـفة والناشـطة من المستـقـلين الكـلـدان في الساحة يـؤازرون العـمل السياسي الكـلـداني بصدق وإخلاص وبعـيدين عـن المصالح الـذاتية الضيقة ليكـونـوا جـميعـهم روّاداً بـين الجماهـير لا بـبَعـثرة الجـهـود في زيارات إنـفـرادية إلى مقـرات في القـرى والمكاتب المؤثـثة للغـير وإلـتـقاط صور تـذكارية بل في نشر الـثـقافة القـومية الكـلـدانية المطـلوبة ، وعـلى الجـميع تـقع مسؤوليات جـسام في المطالبة بإستحـقاقاتـنا من أصحاب القـرار العـراقي بالعـمل المنظم والدؤوب ليأتي بثمار منـظورة أمام شعـبنا وليس بكـتابة أخـبار الزيارات الترفـيهـية لنشرها في المواقع الإلكـترونية كـدعاية إعـلامية فارغة لأصحابها من أجـل ديمومة مصالحهم الشخـصية الفـردية التي لا تـفـيد شعـبنا في حـياته الـيومية .
أي نوع من قادة نحـتاج ؟ نحـن بحاجة ماسة إلى قادة عـلمانيّـين يعـملون لمصلحة أمتـنا الكـلدانية أولا ً ويستعـدون للتـضحـية من أجـلها بالمستـوى الذي قال عـنه الرب المسيح ( من لا يحـمل صليـبه ويتبعـني لا ينفعـني ) . الكـلـدان بحاجة إلى قائـد يضع الشعـبَ نصب عـينيه قـبل نـفـسه كي يشهـدوا له بالملموس فـيتهافـتـون عـليه ويشتاقـون إلى مجالسته بل لرؤيته ، قائـد عـصري يواكـب الـتـطـوّر العالمي السريع ويقـتـنع في داخـل ضميره بتهـيئة قادة إحـتياطيّـين بديلين عـنه تحـسباً لأي طارىءٍ مفاجىءٍ يمنعه من مواصلة العـمل في موقع القـيادة فـيَـصون تـنظيمه وقاعـدته من الإرتباك عـند الأزمات لا أنْ يكـون لسان حاله يقـول ( هـل أنا مُـتُّ ، هـل سـترثـوني !!! ) والتي يهـدف من ذلك ضمان بقائه لـوحـده في الساحة . نعـم نحـن بحاجة إلى قائـد يضع دعائم القـضية الكـلـدانية عـلى أرضية صلبة تلبـي طـموحات شعـبنا ، وأودّ الإشارة هـنا إلى أنّ القائـد الذي يرتـدي رداءاً كـلـدانياً وفي داخـله ميولاً يعـربـية أو غـيرها فإنه يـبحـث عـن منـفـعـتة الشخـصية فـقـط ولن يمكـنه أن يأتي بفائـدة لشعـبنا الكـلـداني عـلى المدى القـريـب بل سيكـون وبالاً عـلى المدى البعـيد أيضاً ، فإذا كانت قـدرته محـدودة لا تـؤهـله لحـمل هـذا العـبء أو تـدبـير شـؤون الأمة الكـلـدانية ــ أو جـرَّبَ ولم يتمكـن ــ ! عـليه أن يـرجع خـطـوة إلى الوراء ويعـمل من خـلف الكـواليس لـيؤدي دَوراً جـديداً لمهمات أخـرى يكـلف بها حـسب إمكانيته ويـبقى كـخـميرة تعـمل بصمت في تـوجـيه وإرشاد الطاقات الشابة الخلاقة المتجـدّدة فـيفسح المجال لآخـرين كي يتـقـدَّموا إلى الأمام ويتحـملوا المسؤولية ، لا أنْ يـبقى حـجـر عـثـرة أمامهم أو كـعـفـريت يزرع الرعـب في قـلوبهم ، إنّ قائـداً كـهـذا يتـطـلب إيقافه عـند حـدِّه . وإذا لم نستـطع إدراك قـوانين اللعِـب في ساحة المنافـسات الرامية إلى تسجـيل النـقاط لـتحـقـيق الفـوز سوف لا يمكـنـنا تجاوز الـدكـتاتـورية المهـزوزة والـپـيروقـراطية العـجـوزة وسنخـسر مستـقـبل شـبـيـبتـنا المنـطـلِـقة بروح العـصر الحـديث . درس إلى قادة تـنـظيماتـنا الكـلـدانية خاض بعـض قادتـنا المعـتـرك السياسي أو سـيخـوضه البعـض الآخـر للمرة الأولى منـطلِقـين من ثـقـتهم الفـردية وإعـتـزازهم بمحـدودية خـبرتهم الشخـصية ولكـن عـليهم مراقـبة ساحـتهم السياسية للإسـتـفادة من تجارب غـيرهم لزيادة مهارتهم عـنـد ولوجهم الـدروب الشائـكة وسـتـبقى الحـياة هي المعـلم الأول حـتى النـفـس الأخـير . إنه لأمر طبـيعي أن نخـطأ في عـملنا مثـلما في المشي يعـثـر قـدمنا وفي الكـتابة يـزلّ قـلمُـنا وهـكـذا لا غـرابة أنْ يخـطىء قادة تـنـظيماتـنا الكـلـدانية في ميكانيكـية عـملهم إما بفـقـدان الشجاعة للظهـور في وسائل الإعلام وإثبات وجـودهم وإيصال قـضيتـنا إلى الشعـب العـراقي عامة والمسؤولين الحـكـوميّـين خاصة ، أو بإنـكـماشهم وتجـنـُّـبهم الإقـتـراب من أصحاب القـرار العـراقي في الـپـرلمان حـين تـوفـر الفـرصة لهم فـيمتـنعـون عـن المطالبة المباشـرة بحـقـوق شـعـبنا ، أو بتـشـبُّـثهم بكـراسيهم حـبّاً ــ بالأنا ــ المسيطـرة عـليهم ، وفي الوقـت الذي يعـترفـون بضعـف الشعـور القـومي لـدى شعـبنا الكـلـداني يتـقاعـسون عـن نـشـره بـينهم . إنَّ الهَـمَّ الوحـيـد لهـؤلاء القادة هـو ضمان كـرسي لهم في الواجهات ومن بعـد ذلك إستغلال الفـرص من أجـل الـظهـور الشخـصي في المناسبات ثم إقـتـفاء آثار الأوائل الـذين سبقـوهم للإنـتعاش في الأيام القادمات . إنّ تـداعـيات أخـطائهم تلك باتت واضحة أمام العـيون متمثلة بالنتائج السلبـية في الإنـتخابات حـين خاضوها إنـفـراديّـين والتي أدَّتْ إلى تهـميشنا وإبعادنا عـن ساحة الفعاليات السياسية وسلب حـقـوقـنا التي نستحـقها أسـوة بالشرائح القـومية الأخـرى بل وهـضم إستحـقاقاتـنا في وضح النهار بعـنجهـية ليس لها مثيل وسـتكـون تـداعـياتها اللاحـقة أخـطـر بكـثير إذا لم تعالـَج بالمنطـق الوطـني المشروع . إنّ هـذه الصورة تـركـتْ بصماتها المؤلمة عـلى نـفـوس أبناء شعـبنا الكـلـداني فـفـقـدوا ثـقـتهم بهـؤلاء القادة الذين شاخـت أفـكارهم ، وبسبـبهم أصبح أبناؤنا فـريسة سـهلة ولقـمة سائغة فإنجـرفـوا وراء تـنـظيمات أخـرى التي إنـتعـشتْ بأصواتهم الإنـتخابـية فـكانت الضريـبة التي دفعـناها مضاعـفة عـلينا ، وإزاء هـذا الوضع الخـطـير لم يفـكـر قادة تـنـظيماتـنا الفاشـلون بحـل المشكـلة ولم يحـرّكـْهم ضميرهم لنـقـل شعـبنا من وضعه الحالي إلى حالة أفـضل كأضعـف الإيمان بتحـطيم كـراسيهم الـپرلمانية وترك مناصبهم الهـوائية والحـفاظ عـلى ماء وجـههم بتسليم مهامهم الحـزبـية لغـيرهم كي تـتـقـدّم وجـوهٌ جـديدة شـجاعة شابة جـذابة إيجابـية يمكـنها أنْ تغـيِّـر الـنظرة السلبـية عـند جـماهـيرنا وتعـيد الثـقة بتـنـظيماتـنا الكـلـدانية ، أقـول بدلاً من كـل ذلك بقـوا كالأصنام ملـتـصقـين عـلى مواقـعـهم لـيؤدّوا دَوراً شـكـلياً وَرَقـياً فـقـط وكأنـنا في زمن الشيوخ والمشيخات ، فإنْ كانـوا عـلى دراية بما نـقـوله فـتلك مصيـبة وإن كانـوا لا يـدرون فالمصيـبة أكـبر ، وعـليه يجـب إعادة صيانة السُـلـّـم مبتـدئين من درجـته العـليا في القـمة متـدرجـين نحـو قاعـدته وعـبثاً نحاول إنْ عـملنا العـكـس أو من منـتـصف الطـريق . ومن جانب آخـر لا بـدّ من القـول والإعـتراف إنْ كـنا صادقـين مع شعـبنا أنَّ ( أعـداء الإنسان أهـل بـيته ) فإن أولـئك الكـلـدان الوصولـيّـين الإنتهازيّـين الذين باعـوا أمتهم الكـلـدانية بثمن بخـس عـلناً وأمام الملأ أو خـلسة في حـلكة الليل وإلـتحـقـوا بأعـداء الكـلـدان من أجـل تحـقـيق مكاسـب شخـصية ، إنهم لا يمـثـلون شعـبنا ولكـنهم مشـكـلة بالنسبة لـنا تضاف إلى مشكـلتـنا مع قادة تـنـظيماتـنا الكـلـدانية .
كـنيستـنا الكاثـوليكـية الكـلـدانية وشعـبنا الكـلـداني إن شعـبنا واقع تحـت تأثير موروث عـميق الجـذور تـرسَّـبَ عَـبر الزمن فـصار عازلاً يحـمي إنـتماءَنا الديني إلى حـد ما من بطش القـوى المهـيمنة في بلـدنا عـلى إخـتلافها ويغـض النـظر بل يعـزله عـن إستحـقاقاتـنا القـومية المشروعة ويمنع في ذات الوقـت نـفـوذ إشعاعات التـطلعات القـومية إليه والتي إستجـدَّتْ وبرزتْ عـلى الساحة الـوطـنية المحـيطة به إبّان سـقـوط نـظام صـدام إن لم نـقـل منـذ مطلع التسعـينات بل أن نسَماتها الكامنة في أعـماق ضمائر الكـلـدانيّـين هـبَّـتْ بصمت منـذ أواخـر الستينات من القـرن الماضي ، فـكانت النـتيجة ترك مشاعـره القـومية في كـفة محـذوفة من الميزان أمام كـفة الكـنيسة راعـية الإيمان فـلم تـرَ فـرصة لرفع لافـتات لتـُـعَـبِّـر عـن تلك المشاعـر ونـتيجة لـذلك صار شعـبنا حـذراً من التـفاعـل مع الإنـطلاقات القـومية العـصرية المتـنامية أسـوة بالشعـوب الأخـرى فإلـتـفـتَ إليها خـجلاً بزاوية دوران ضيقة في الوقـت الذي نـراه مستعـداً وبكل جـوارحه للتـناغـم مع الصوت الروحي . إن إنـتماءنا الكـنسي عـبر أجـيال عـديـدة كان ولا يـزال إلى حـد ما درعاً واقـياً لشعـبنا الكـلـداني ولكـن معادلة اليوم تـغـيّرتْ فالمنظمات الدولية ظهرتْ وقـوانين حـقـوق الإنسان سُـنـَّـتْ والشعـوب إرتـقـتْ ولحـقـوقها وعَـتْ وثورات الجـماهـير قامت ووسائل الإتصال والإيصال تـطـوّرتْ ، فالشعـوب الأصيلة ذات الـتعـداد السكاني الـمحـدود نسبـياً إنـتـبهـتْ لـتـطالب بحـقـوقها فـنهـضتْ ، ويهمنا في مقالنا شعـبنا الكـلـداني الـذي صار أمام تأثير قـوتين داخـليَّـتين متـفاوتـتين بالمقـدار والأهـداف : الأولى إنـتماؤه الديني المتأصل فـيه تقـف الكـنيسة خـلفه ولا يمكـن الإستغـناء عـنه ، والثانية شعـوره القـومي المتـنامي والمطالِـب بحـقـوقه المهـضومة ولم يعُـد بالإمكان إيقافه أو حجـبه . إنّ الشعـب الكـلـداني حـسناً يفعـل بتشبثه بكـنيسته في الوقـت الذي بات بحاجة إلى النشاط القـومي في ساحة تـطـوّرات الأحـداث ولا يزال يفـتـقـر إلى التأيـيد الكافي من قادته الروحـيّـين بهـذا الإتجاه الجـديد ، وبسبب بساطة الكـثير من أبناء شعـبنا فإن ذلك سبَّـبَ تـفاوتاً في المساحة الجـماهـيرية المؤيـدة لكـل جانب ، وقـد يكـمن السبب في ذلك خـوف الإكـليروس من فـقـدان هـيمنـتهم وهـيـبتهم عـند الشعـب بمرور الزمن ، وكـلما واصَل شعـبنا السير في الطريق القـومي وتأمَّـل خـيراً يرى أمامه موانعَ تعـيقه فـيتـطلب منه قـفـزها كي يواكـب القافـلة وبهـذا يتأخـر في الوصول إلى أهـدافه ولا بـد من تغـيـيـر الموازين عَـبر الأيام ، فـمتـطـلبات اليوم تـدعـونا إلى لم شمل بـيتـنا وتعـبئة الجـهـود الداخـلية لكـل أعـضائنا ( عـلمانيّـين وإكـليروس ) لـنخـْـرج سـوية بـزخـم يمَكـنـنا أن نكـون فـعالين في ساحة صراعات اليوم والتي يجاهـد فـيها كـل واحـد من أجـل شعـبه وهـنا تظهـر الحاجة إلى قـيادة تعـرف كـيف تـتعامل مع المؤسسة الـپاطريركـية للكـلـدان وجـذب تـفاعـلها مع القـضية وبصورة متـكافـئة مع الأنشطة القـومية الكـلـدانية الأخـرى بإتجاه الأهـداف ذاتها .
العـمل الجـماعي : لكـل فـرد واجـب يؤديه ضمن شـبكة المجـتمع البشري في عـصرنا الحـديث الذي تجاوز الإنـفـرادية في العـمل ليأتي بنـقـلة نوعـية كـرَّسـتْ العـمل الجـماعي الشـفاف الـذي كـلما توسعـتْ قاعـدته إزداد إسـتـقـراره ، ولا بـد من الإشارة إلى أن موعـد مؤتمر مشيـگان كان قـد حُـدِّد ليُـعـقـد بتأريخ ( 5 أيلول 2012 ) إلاّ أنَّ بـوادر عـرقـلته ظهرتْ من خلال إعـتراض الإنـفـراديون عـلى دعـوة مجـموعة من النـشـطاء بل تـعـدّى إلى مماطلتهم وتـردّدهم في التأكـيـد عـلى حـضورهم المؤتمر إلاّ بعـد إجـتماعـهم مع قادة تـنـظيماتـنا الكـلـدانية والذي عُـقِـد بتأريخ 23 تموز 2012 في سان ديـيـگـو الذي كان قـد خـُـطـِّـطَ له بـذكاء ومنـذ مـدة لسحـب البساط من تحـت المؤتـمر ! فإتـفـقـوا عـلى تشكـيل هـيئة عـليا للتـنـظيمات السياسية الكـلـدانية بنبضات متسارعة تكـتـنـفها ضبابـية غامضة تحجـب الرؤية لـيُـوحـوا إلى المؤتمرين بأن صوت الهـيئة صادحٌ وبـديلٌ لصوت الشعـب الكـلـداني الجـماعي أينما كان تمركـزه ومصدره ، ورغـم أنـنا لم نكـن بحاجة إليها بدليل لم تـنجـز عـملاً منـذ تأسيسها وحـتى اليوم والتي كان بالإمكان إعـلان إنبثاقها خلال أيام المؤتمر ، خاصة أنَّ موعـد إنعـقاده كان قـد إقـتـرب ، ولكـن مع ذلك نـظـرنا إليها بكـل براءة وإلى أعـضائها بنيات صافـية وقـلنا ( آمنا بالله ) فإن أهـلـنا متحـمّـسون جـداً للعـمل وكـل منا قـوة لجـميعـنا ، إلاّ أنَّ ظـهـور إعلان ثانٍ بتأريخ 13 / 9 / 2012 في موقع كـلـديا . نت الأغـر عـن تشكـيل لجـنة فجائية أخـرى بإسم المدافـعـين عـن الـكـلـدان دون الإسـتـفادة من تجـربة التسـرّع الماضية ودون عِـلم الـكـلـدان ولا بإستشارة هـيئة 23 تموز / سان ديـيـگـو ! أقـول إن ذلك الإعلان كان مدعاة إلى الريـبة والتساؤل بل الحـذر أيضاً مما إضـطـر الناطق بإسم تلك الهـيئة العـليا إلى إصدار تـنويه بتأريخ 27 / 9 / 2012 ينفي فـيه أية علاقة لأعـضاء الهيئة ( العـليا ) باللجـنة المشار إليها .
الإسـتـفادة من الأخـطاء : لـقـد شاركـنا في مؤتمر النهضة الكـلـدانية عام 2011 في سان ديـيـگـو كـتجـربة أولى وبـدون شـك كانت لها إيجابـياتها الرائعة والمتمثلة في حـركة إعـلامية واسعة أسعـدتْ الكـثيرين مثـلما أرهـبتْ الآخـرين ، وأعـطـتْ قـوة دافعة لشعـبنا الكـلـداني لإستـنهاض مشاعـره والبـدء جـدياً بالتخـطـيط لمستـقـبله . وبموازاتها كانت هـناك سـلبـياتها تجـسَّـدَتْ في تمجـيـد فـرد معـيَّـن وأوراقه الـصـفـراء لا تـزال متـناثـرة حـوله وأغـصانه اليابسة مـتـدلـية بالقـرب منه ولا نـدري إلى أيّ مستـنـد كان تـمجـيـده ، ولم يأتِ إلاّ لأغـراض شـخـصية في ثـناياه فـتـصدّينا له ، وقـد نـبَّهـْـنا إليها في حـينها مَن يهـمّه الأمر فـكانت الإجابة غـير مشجـعة : هـل لك بـديل عـنه ؟ إنّ جـواباً كـهـذا ليس مقـنعاً بل هـو محـبطٌ للآمال والـتـطـلعات التي في مخـيـلتـنا ــ فالله قادر أن يقـيم من هـذه الحجارة أولاداً لإبراهـيم ــ وهـذا هـو الـبـديل إنْ كـنا مؤمنين . ومن بـين الأخـطاء الأخـرى عـدم متابعة إنجازات لجان المؤتمر بشأن المهام التي كـُـلـِّـف بها أعـضاؤها أثـناء وبعـد إنعـقاد المؤتمر بـدليل لم يُـسأل أعـضاء لجـنة كـتابة البـيان الخـتامي المؤلفة من ستة أشخاص إنْ كانـوا قـد أنجـزوا مهمتهم أم لا ، وإنما أحـدهم من خارج اللجـنة تجاوز بـدون سابق إنـذار أو مبـرِّر فـراح يكـتب بـيانه الخـتامي برأيه المنـفـرد دون إحـترام اللجـنة المكـلفة بهـذا العـمل ومضى دون أن يُـحاسَـب ، كـما لم يكـن هـناك تخـطيط لآلية جـلسات المؤتمر ومشاركة الأعـضاء المؤتمِرين في المناقـشة وطرح وجهات نـظـرهم عـند وقـوفهم خـلف المنـصّة ، وكانت خـيـبة أمل كـبـيرة للجـميع حـين لم تـؤلـف لجان لمتابعة التـوصيات والقـرارات ولم يُحـرّك ساكـناً حـتى هـذا اليوم ، وبإخـتـصار كان المؤتمر عـملاً إرتجالياً متسارعاً بصورة لا مدروسة إفـتـقـر إلى بُـعـد نـظر سياسي سببه قـلة الخـبرة في هـذا الحـقـل وعـدم دراية الإخـوة المنـظـمين له بشؤون الـمؤتمرات ولكـنـنا نشهـد لمشاعـرهم القـومية الملـتهـبة وحـماسهم الذي أظـهـروه أمامنا ، وكل واحـد يعـمل بقـدر طاقـته .
القاعـدة الشـعـبـية ( نـواة المؤتـمر في العـراق ) إن العـمل القـومي ليس مادة تعَـبَّأ في عـلب أو أنابـيب الإخـتـبارات ولا هـو بحـث عـلمي محـصور بـين جـدران المخـتبرات ولا هـو شبـيه بشحـن البطاريات ، ولا هـو سـفـرة سياحـية للراحة والإستجـمام في المنـتـزهات ، وإنما هـو معايشة بـين الناس عـن كـثب والإنـفـتاح بـينهم عـن قـرب والإحـتـكاك معهم بمحـبة في البـيت والشارع وداخـل المؤسسات لـتـفـَـقـُّـد أحـوالهم والإستماع إلى آرائهم من أجـل تـحـسّـس معاناتهم فـتـزرع الثـقة في قـلوبهم وتـُعـرَف حاجـتهم وتحـدَّد حـقـوقهم الـقـومية المسلوبة كي يتم مطالبة السلطات من أجـل إقـرارها ورفع الغـبن عـنهم وتـنـفـيـذها ، وهـكـذا يـبدأ العـمل مع الجـمهـور لإستـنهاض مشاعـره وزيادة وعـيه لتأسيس قاعـدة شعـبـية يستـنـد عـليها المؤتمر ، وإذا قـبــِلنا جـدلاً بمبـدأ الهـيكـل الهـرمي فإنه لا يستـقـر بـدون قاعـدة . إنّ للمتـفـرجـين الجالسين عـلى المقاعـد حـول ساحة اللعـب تأثير إيجابيٌّ كـبـير عـلى حـماس اللاعـبـين كما أنَّ تـشجـيعـهم يُـنسي اللاعـبـين تعـبهم فـيواصلون نشاطهم دون كـلل أو ملل عارفـين أنَّ الأهـداف لا يـُحـقــَّـقها إلاّ اللاعـبـين أنـفـسهم عـلى أرض الملعـب وليس فـوق المدرّجات ! لـذا فإنَّ أيّ جـهـد كـلـداني مهـما كان كـبـيراً لا يأتي بثماره ما لم يعـمل عـلى الأرض التي يعـيش عـليها شعـبنا حـيث عـملية الحـراثة والزراعة والسقي والنمو ثم قـطف الأثمار . إنَّ القـوى المتحـركة والمؤثـرة الفاعـلة عـلى الأرض هي التي تأتي بنـتائج العـمل الملموس من خلال ربط الجـسور بـين الجـميع ثم طرق أبواب من يهمه الأمر من أصحاب السلطة والقـرار للمطالبة بحـقـوق شعـبنا الإنسانية عامة والقـومية خاصة والتي تقـرها المواثيق الدولية وتـشمل كـل مناحي الحـياة حـيث نـفـتـقـرها . ولكي يعـطي المؤتمر ثماره عـلى أرض الواقع لا بـد من أن تـنبثـق نواة توضع في صَـدفـَة العـراق ( وكـذلك في المهجَـر ) ليـتجـمّع حـولها أبناء الكـلـدان فـتـكـبر لتصبح قاعـدة شعـبـية منـتـشرة بـين أبناء شعـبنا ويُـعـطى الزخـم للشباب الناهـض أمل المستـقـبل من خلال إنشاء لجان عـمل لإقامة مؤسسات تحـتـضن طاقاتهم رجالاً ونساءاً وتحـسِـن التعامل معهم لـتـصبح دوائـر فعالة قادرة عـلى الإرتـقاء بالكـلـدان ويكـون دورنا في المهجـر مكـملاً لـدور شعـبنا في الوطن الأم دون إنـفـصال ويصبحـوا قادرين عـلى التـنافـس في سـاحة الإنـتخابات ليـبـدأ العـمل الجـماهـيري الصحـيح دون تبعـثـر القـوى بـين تـنـظيمات منـفـصلة تـُـقـطـّع الأمة إلى أوصال .
الإعلام للإعلام اليوم دور بارز في الـتعـريف بالهـوية ونـقـل المعـلومة إلى أكـبر مساحة شعـبـية ممكـنة والتـكـنولوجـيا الحـديثة تساهم في سـرعة إنـتـشارها كالصحـف والقـنـوات الفـضائية والإذاعات ومواقع الـتـواصل الإجـتماعي لإيصال الخـبر ونشر الوعي بأقـصى سـرعة وإلى أقاصي الأرض كـما يمكـن للإعلام أن يعـمل بإتجاهـين : الأول إيجابي في تـثـقـيف وتـوعـية أبناء شعـبنا قـومياً والتـفاعـل معـهم ، والثاني سلبـياً والمقـصود به الرد المعاكـس عـلى أعـداء الكـلـدان وإدعاءاتهم . العلاقة بـين الأحـزاب الوطـنية في العـراق : من المفـيـد جـداً أن تـكـون هـناك أواصر متـينة بـين مؤسّـساتـنا الكـلـدانية و جـميع الأحـزاب الوطـنية تـتيح لها التـواصل معها من أجـل تـوضيح القـضية الكـلـدانية لها والمشاركة في فعالياتها لِما في ذلك من تعـزيز العـلاقة بـينـنا خـدمة لمصالحـنا القـومية واالوطـنية .
التـواصل مع الأحـزاب الآشورية والسريانية : نحـن مع واقع اليوم ، وطالما هـناك من يعـتبر نفـسه آشورياً أو سـرانياً والبعـض يقـول إنه آراميٌّ وربما في المستـقـبل يظهرمَن يـدّعي بأنه أكـديٌّ فـنحـن نـتعامل مع جـميعـهم كإخـوة لـنا وكـل واحـد له إسمه الذي يعـتـز به ، وعـلى هـذا الأساس يمكـن ربط أواصر بـين مَن نرى عـنده التـطـلعات نـفـسها والمشاعـر ذاتها والإستعـداد للمساهـمة في عـملية الـبناء سـوية دون أن يكـون أحـد الأطـراف عامل هـدم أو تهميش أو إلغاء للآخـر .
الساحة العالمية اليـوم إنَّ عالمنا الجـديـد بصورته الواقعـية ذو قـطبـية واحـدة متمثـلة بالقـوة العالمية المهـيمنة ، وعـلينا أن نـنـظـر بجـدّية إليها فـنـتعامل معها بمرونة ودراية تجـعـلنا قـريـبـين إليها كي نحـصل عـلى زخـم يؤهـلنا للعـمل مع القـوى الوطـنية الأخـرى كـشـركاء لا كأتباع ، لأن التحالف مع قـوة جـزئية يجـعـلنا جـزءاً من الجـزء ويُـبعـدنا بحـلقات عـديدة عـن مراكـز التأثير وطـنياً وعالمياً .
الأنشطة المتـنـوّعة إن النشاطات المتاحة أمام شعـبنا كـثيرة وهي مسؤولية الشبان والشابات مع الكـهـول أصحاب الـخـبرة كـتـقـديم محاضرات لنشر الوعي القـومي وتعـريفه بحـقـوقـنا القـومية المشروعة وتعـليم لغـتـنا الكـلـدانية وإقامة معارض فـنية للتراث الشعـبي والرسوم وعـمل مسرحـيات محـلية هادفة وتأسيس منـتـديات رياضية ولقاءات أدبـية ولجان نسائية متخـصصة ، وحـتى السفرات الجـماعـية إحـتـفاءاً بالأيام الكـلـدانية التأريخـية ووضع لها برامج وفـعاليات مـدروسة لهـذا الغـرض بالإضافة إلى العـمل عـلى ترابط جـمعـياتـنا الإجـتـماعـية القـروية كـثيرة العـدد والمنـتـشرة في كـل بـلـد .
الـدعـم المالي : وهـذه فـقـرة مهـمة تـتـطـلب نقاشاً مستـفـيضاً في جـلسات خاصة مطـوَّلة لأن تراكـمات الماضي كالإستحـواذ عـلى الواردات وسوء الـتـصرّف بأموال الناس لا تـزال في الـذاكـرة بالإضافة إلى ــ الأنا ــ المستـفـحـلة في العـقـلية العـشائـرية للـقائـد الشـرقي ، المرشح الـذي جـرّب فـرصته ولا يقـبل إلاّ أن يكـررها ثانية حـيث يرى نـفـسه مخـتاراً وحـيـداً متجاهلاً غـيره فـيـبتـذل المال وهـو عالِم بأن فـرصة فـوزه ضعـيفة ولا يعـطيها لـغـيره بُـخلاً به ، إنّ تلك الأسباب أدَّتْ إلى تبـلـور فـكـرة سـلـبـية عـند الجـماهـير بصمـت وبالتالي الـثـقة إنـعـدمتْ والرغـبة في الـتبرّع تلاشـتْ . ويمكـنـنا أن نـبـدأ نـقاشـنا بالسؤال المنـطـقي ونـقـول : إن أبناء شعـبنا كانـوا يَـنـضمّـون في العـهـود الماضية إلى أحـزاب محـظـورة أو عـلنية ويـدعـمـونها بإرادتهم الحـرة وبإشـتراكاتهم الشهـرية من جـيوبهم الفـقـيرة ، فـما الذي حـل بهم اليوم في عـهـد الإنـفـتاح والحـرية والعـلنية ولا تحـرِّكهم إلاّ المنشـطات المادية والجـرعات المشجعة أو الحـقـن الدولاراتية كي يؤيِّـدوا هـذا التـنـظيم الكـلـداني أو تلك المؤسسة الكـلـدانية ؟ إن الـتخـطيط لحـفـظ الأموال وصياينـتها من عـبث المهـيمنين عـليها ومحاسبتهم حـين يـبتـذلونها ويستـرخـصونها في ما ليس في مكانها ، أقـول إن هـذا التـخـطيط والحِـرص بشأن الأموال يجـب أن يحـظـيان بالأولـوية قـبل جـمعـها
من يقف في صف كنّا وآغجان فأنه مشارك في تهميش وإستلاب حقوق الكلدان