Jun 03, 2013
المطارنة الكلدان الشماليون الأعزاء أيضاً وليس الـﭘاطريرك لوحده
بقـلم: مايكـل سـيـﭘـي
سـدني
إن جـل كـتاباتـنا حـول المواضيع الساخـنة المتعـلقة بكـنـيستـنا الكاثـوليـكـية للكـلـدان، سـواءاً قـبل أو بعـد تعـيـيـن والإحـتـفال بتـنـصيـب غـبطة الـﭘاطريرك مار لـويس روفائيل الأول ساكـو، كانت تـتـضمن ذكـر إسم الـﭘاطريرك لـوحـده محـملين إياه كـل المسؤولية بشأن ملف سيادة المطران باوي سـورو الموقـر الـذي نحـن بصـدده في هـذا المقال، ما عـدا مقال منشور عـلى الرابط المجاور بتأريخ 15 نيسان 2013 حـين أتيتُ فـيه عـلى ذكـر المطارنة وكـنـتُ أقـصد الشمالـيّـين منهم تحـديـداً وقـلتُ:
مع كـل الأسف فإن بعـض سادتـنا المطارنة وأسماءهم معـروفة جـعـلوا منه إحـدى العـوائق والموانع ومعـضلة القـرن الحادي والعـشرين أمام إنعـقاد السنهادس طيلة سنـوات ماضية بحجج واهـية لا يقـبلها العـقـل ولكـن حـقـيقـتها تهـدف إلى أشياء أخـرى، ومن بـينها إسقاط قـضيته من المناقـشة.
وفي الحـقـيقة نحـن عـلى عِـلم بوجهة نـظـرهم بهـذا الموضوع منـذ زمن أبعـد، ولكـنـنا كـنا نـتجـنب ذكـرهم عـلى إعـتـبار أن سـيـد الـقـوم حاديهم بموجـب تـقالـيـدنا الشرقـية ــ إذا قال قـف يقـفـون وإذا قال سِـر فـيسيرون ــ ولكـن الـيوم ونحـن عـلى وشك أن نسمع رنين أجـراس إنعـقاد السنهادس الكـلـداني، وبإعـتـبارنا نحـن الرعـية جـسم الكـنيسة فلا بـد من أن نـذكــِّـرَهم جـميعـهم بأنهم أمام مسؤولياتهم لمصلحة الكـنيسة العـليا والمستـقـبـلية الـتي هم حـريصون عـليها، وقـراراتهم سوف تكـون بمثابة ميزانهم تـحـسَـب عـليهم عـدالـتهم بعلامة صح أو خـطأ في تأريخ حـياتهم الأسقـفـية، ويعـلمون عـلم الـيقـين أن أبناء رعـيتهم الـيوم لـيسـوا كـما كان أجـدادهم يطـحـنـون حـنـطـتهم بالرحى ويكـتـبون رسائلهم عـنـد عـرضحالـﭼـي.
ولأجل هـذا نـود الـتعـبـير عـن رأينا لـنـقـول أن أعـذارهم في رفـض مار باوي لا تـدخـل عـقـولـنا لأنها غـير منـطـقـية! أما إذا كانت عـنـدهم حـقائق أخـرى مؤلمة لا يقـولوها لـنا فـذلك موضوع آخـر، ولكـنهم يعـرفـون أنهم وكلاء المسيح الـذي قال: من لا يحـمل صلـيـبه ويتبعـني فلا يستحـقـني، فـمن أين نآتي إليهم بمار ﭘـولس لـيُـذكـِّـرَهم بقـوله:
مَنْ سَـيَفْـصِلُنَا عَنْ مَحَـبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضِيْقٌ أَمِ إضْطِهَادٌ أَمْ جُـوعٌ أَمْ عُـرْيٌ أَمْ خَـطَـرٌ أَمْ سَيْفٌ؟
كَمَا هُوَ مَكْـتُوبٌ: (إِنَّنَا مِنْ أَجْـلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ. قَـدْ حُـسِبْنَا مِثْلَ غَـنَمٍ لِلذَّبْحِ).
أعـزاءنا المطارنة:
إن كـنـتم غـير مستعـدين أن تــُـصلـبوا عـلى مـذبح المسيح فـلماذا حـملتم صلـيـبه عـلى أكـتافـكم ؟ ؟ وعـلى تسـلق جـبل الجـلجـلة مَن أجـبركم؟
منـذ أشهـر كـنا نسمع هـمسة من هـذا المطران أوعـبارة من غـيره بصورة فـردية وعـفـوية غـير ممنهـجة، بـذات المنـطـق الـذي نسمعـه الـيوم من غـبطـته في مقابلاته الصوتية والمصوَّرة، عـن الإخـوة في الكـنيسة الآثـورية.... ومسألة الشخـص الواحـد...... والـوحـدة، وكـلها تـصبُّ في قـناة أن لا يـزعـل الإخـوة الآثـوريّـون ونحـن مقـبلين عـلى حـوار مشروع الـوحـدة الكـنسية معـهم!!.
يا إخـوان، إن سادتـنا المطارنة أرفع بكـثير من أنْ يكـونـوا بُـسطاء، فـهـل نسـوا أن المطران مار باوي سـورو كان في كـنيسته الآثـورية حـين فـشل مشروع الـوحـدة بل أفـشِـل من طرفهم كآثـوريّـين، وذلك بطـلبهم شرطاً تعـجـيـزياً من كـنيستـنا يستحـيل قـبوله؟ إذن ما علاقـته بهـكـذا مشروع! بل أن المطران مار باوي سـورو وكـما صـرّح بخـطابه في المؤتمر الـقـومي الكـلـداني العام/ مشـيـﮔان وقال: لـقـد صُـلِـبتُ من أجـل هـذا الكلام!!! ويقـصد به مطالبته رؤساءَ كـنيسته بالوحـدة مع كـنيستـنا الكـلـدانية، فـما الغاية من قـبولهم الـيوم محادثات الـوحـدة مع كـنيستـنا، مشتـرطة بإبعاد مَن كان يحـثهم عـلى الـوحـدة فـحاربوه بسبـبها؟
بل لماذا لا يكـون هـو اللحـمة الصادقة القادرة عـلى ربـط الحـوار بـين الجانبَـين فـتـكـون نـتائجه الإيجابـية مضمونة مقـدماً، ومن لا يفـرح لهـذا الحـوار السامي الأهـداف سينـكـشف ــ وأنا أولهم ــ أمام الجـميع بأنه لا يريـد الـوحـدة؟
يا إخـوان وأنتم سادتـنا تـفـكـِّـرون بالمنـطق وتـفـحـصون الـبـديهي! حـين يشتـرط الإخـوة الآثـوريون إبعاد مار باوي من كـنيستـنا الكـلـدانية كي يوافـقـوا عـلى الـبـدء بالمحادثات الـوحـدوية معـنا، طيب إسألوهم وقـولـوا لهم:
إن الـﭬاتيكان وبعـد الفـحـص والـتـدقـيق والتمحـيص قـبلتْ المطران مار باوي أسقـفاً في الكـنيسة الكاثـولـيكـية وبرأس مرفـوع، لماذا لم تشترطـوا عـلى روما شيئاً من هـذا الـقـبـيل حـين بـدأتم محادثاتـكم معـها؟ أليس هـذا منـطق يا إخـوان أم ماذا تـقـولـون؟ هـل لأن روما عـظيمة ونحـن لسـنا عـظماء، أم أنـنا حائط سـفـلي يمكـن الـقـفـز عـليه؟ أليست الشمس واضحة أمام عـيونـكم فـلماذا تغـمضونها وتـتـظاهـرون بتجاهـلها؟ لـقـد أجـبرتـمونا أن نـصبح معـلمين لكم وأنتم سادة الـقـوم.
وبالمناسبة فـقـد أعـجـبني آخـر تـنـويه أصدره غـبطة الـﭘاطريرك مار لـويس روفائيل الموقـر يـدعـو فـيه الكـتاب إلى الإلـتـزام باللـياقة الأدبـية وتجـنب الإفـتـراء والكـلمات غـير اللائقة، ومن جانب آخـر قـوله أنَ الـﭘاطريركـية لا تـقـيـّـد الحـرّيات بل تحـترمها إلى درجة عالية لأنها ظاهرة حـضارية تساعـد عـلى التطور ليعـرِبوا عـن آرائهم بإحـترام وبموضوعـية. إنه فـعلاً سُـمـوٌ، وبهـذا فـقـد خـوَّلـنا أن نكـتب كـل ما يجـول بخاطـرنا حـول كـنيستـنا الكـلـدانية بالإطار الـذي وضحه في بـيانه.
نأمل أن يحـل الروح الـقـدس بـينكم وأنتم في جـلسات السنهادس القادم بعـد ساعات من الآن لتـقـولـوا كـلمة الحـق الشجاعة دونما إرضاء هـذا وذاك عـلى حـساب رضى الله، فإلـيه جـميعـكم بسلام.