هكذا رأيتُ المؤتمر القومي الكلداني العام في مشيـﮔان (3)
كاتب الموضوع
رسالة
كلداني (داينمو الموقع)
البلد : مزاجي : الجنس : عدد المساهمات : 8779تاريخ التسجيل : 16/06/2010الموقع : في قلب بلدي المُحتَلالعمل/الترفيه : طالب جامعي
موضوع: هكذا رأيتُ المؤتمر القومي الكلداني العام في مشيـﮔان (3) 14/6/2013, 7:35 am
هكذا رأيتُ المؤتمر القومي الكلداني العام في مشيـﮔان
(3)
بقـلم: مايكل سـيـﭘـي سـدني
ملاحـظة: كـتبتُ الحـلقة (2) من هـذه السلسلة وبعـثـتها مؤقـتاً إلى إحـدى المجلات لـنـشرها محـلياً خارج أستـراليا في نهاية شهـر حـزيران الحالي، وسأنـشرها عـلى المواقع المألوفة في مطلع الشهر المقـبل تموز. مـداخـلات في أروقة المؤتمر الـقـومي الكـلـداني العام/ مشـيـﮔان. كـثيراً ما تـتـداخـل الأحاديث في المؤتمرات وتـتـفـرع مناقـشات المؤتمرين إلى جـوانب متعـدّدة ولكـنها تبقى ضمن ما يطمحـون إليه من مواضيع بإتجاه الهـدف العام، ورغـبتُ في التعـليق عـلى موضوع الـديمقـراطية والـدكـتاتورية وبقاء الفـرد الواحـد في المكان الـواحـد لزمن طويل، وكـمستـقـلين لا نرى أنَّ هـناك مانعاً من نـقـد القادة السياسـيّـين وخاصة نحـن لا نـنافـسهم عـلى مناصبهم بل جـميعـنا نعـمل من أجـل وطن واحـد وشعـب واحـد، معالجة ما نعانيه جـميعـنا مَن مَشكل واحـد، وصولاً إلى هـدف واحـد، وليس لمصلحة شـخـص واحـد، كـما أنَّ الصادقـين ــ إنْ كانـوا صادقـين ــ في دعـواهم الـديمقـراطـية قادة أو أعـضاءاً أو غـيرهم من مخـتلف أصنافـهم، عـليهم أن يُـثـبتـوا لشعـبهم أنهم ليسوا يعـملون من أجـل ذاتهم أو أقاربهم وإنما من أجـل المصلحة العـليا، وذلك بالتـواضع والإيثار ونـبـذ الأنانية والإحـتـكار، والإفـصاح عـن كـل ما يخـصهم كـمجـموعة مثل الـواردات المالية ومشاركة الأفـراد وتعـريفهم بمن يهـمه الأمر من المسؤولين في الـدوائر الحـكـومية، وفـسح المجال أمام كـل فـرد لـيساهم بالعـمل إبتـداءاً من منـصب القـيادة ونـزولاً .... مثـلما أتيحَـتْ الفـرصة للقائـد أياً كان فـلـتـُـتــَح لغـيره. وقـلتُ أن الإنسان الشرقي يـبقى يعاني من عـقـدة نـفـسية زُرِعَـتْ فـيه منـذ أن كان طـفلاً ليس هـو سـبـبها وإنها الـبـيئة التي تربّى عـليها بل بالأحـرى عائلته المتمثـلة أولاً بأمه وأبـيه، في حـين أن الإنسان الغـربي تجاوز هـذه الإشكالية بنسبة كـبـيرة إنْ لم نـقـل تماماً، ونحـن تعَـلـَّـمْـنا بعـض الشيء منهم. فـحـين تشتري الأم الشرقـية لعـبة لإبنها توصيه مقـدَّماً أن يهتم بها ولا يعـرّضها إلى الكـسر أو الضياع وتـنـصحه أنْ لا يسلمها لغـيره الـذي قـد يعـبث بها.... وإلاّ فـلن تشتري له غـيرها إذا فـقـدها وهـكـذا من هـذه الـتوصيات والتحـذيرات والـتـنـبـيهات، فـيضطر إلى الإعـتـناء بلعـبته وضبطها بـين يـديه ويتباهى بها أمام أصدقائه بأنه يمتلك شيئاً ثميناً ليس عـنـدهم مثـله، ولا يُسَلمه إلى صديقه خـوفاً عـليه ولا يشارك به غـيره، وحـين يملُّ من لعـبته يضعها في مكان آمنٍ، تجـنباً لتأنيـب والـدته أو أبـيه وإحـتمال أن لا يحـصل منهما عـلى آخـرى غـيرها. إن هـذا الـتـوجـيه العائلي، وهـذه الممارسة الطـفـولية تـولـِّـد عـنـده شعـوراً خاصاً ينـمو مع نمـوّه ويكـبر مع كـُـبرِه فـيتـركــَّـز في ذهـنه مـبـدأ يُـخـزن في عـقـله الـباطني مفاده أن ما يملكه هـو مُـلكه ولا يحـق لغـيره المشاركة فـيه. ثم تأتي إجـتهادات فلاسفـتـنا وخـبراء مجـتمعـنا الشرقي الـذين لم يَسلموا من هـذه التوجـيهات في صغـرهم، فـيأتـون إلى شـبابنا البالغـين بفـتاويهم وأمثالهم النابعة من هـذه التربـية الخاطـئة فـيقـولون مثلاً (المرء حـريص عـلى ما مُـنِح!!) وهـذا لا يقـل تأثيراً سلـبـياً عـن الـتـوجـيه الأولي الـذي تكـلمنا عـنه، فـتـضاف وتـترسخ هـذه الـفـكـرة أكـثر في أذهان البالغـين وإلى أعـماق شعـورهم، وهي أنَّ ما يحـصلون عـليه يجـب أنْ لا يـفـرِّطوا به بل يكـونوا حـريصين عـليه وبالتالي إلى غـيرهم لا يـسلمونه!! وهـو نـفـس المبـدأ الـذي في طـفـولـتهم تعَـلـَّموه. من جانب آخـر فإن عـنـد الشرقي إستعـداداً للتعـبـير عـن إبائه ورجـولـته وتحَـدّيه، فـيستحـوذ عـلى منـصبه ولن يتـنازل عـنه إلى حـد الـتضحـية بنـفـسه فـيجـلس عـلى كـرسيه ولن يسَلمه لـغـيره ويقـبل عـلى نـفـسه صفات كالأنانية وحـب الـذات. ولكـن الشعـبَ يتحـمل جـزءاً من المسؤولية لأنه هـو الـذي يقـبل ويرضخ ويسـانـد الـدكـتاتـور الـذي أوجـدَ له مصطلحاً مثل: نـظام الحـزب الـواحـد، بل وحـتى صار يخـدع الشعـبَ بإنشاء أحـزاب متعـددة ولكـنها تحـت هـيمنـته، فأتى لهم بمصطلح آخـر يُـحافـظ عـلى دكـتاتوريته مثل (نـظام الحـزب الـقائـد) ويـبقى هـو الـذي يقـود الجـميع إلى الأبـد أو إلى يوم قـيامته بالقـوة!! والتي تعـني بالنسبة له الإطاحة بنـظامه ... هـذا في الشرق. أما الـطـفل الغـربي فالمسألة تأخـذ منحىً آخـراً، فالأم لا تعـطي طـفـلها مثل تلك التعـليمات، ثم منـذ دخـوله مرحـلة الـتـمهـيـدي والروضة ثم الـدراسة الإبتـدائية.... نـراه يتـلقى تعـليماً مغايراً تماماً. إن الـتمهـيدية مرحـلة تـديرها معـلمات متخـصصات وموجَّهات مِن قِـبَل السلطات وفـق مبادىء غـربـية عامة، يـدخـل إليها الطـفـل فـيرى فـيها لعَـباً عامة يلعـب بها ولكـنها ليست مُـلكه ولم تـشـتـرِها له أمه، وبتـوجـيه وإرشاد المعـلمات فإن الأطفال الآخـرين يُـشاركـون بها كـفـريق ويستخـدمون فـيما بـينهم عـبارة (It is my turn ــ إنه دَوري) ويعـشقـون كـلمة (Team) فـريق ويتـلقى الطـفـل توجـيهاً من المعـلمة بأن اللعـبة هي مُـلك الجـميع ولكـل طـفـل حـصة زمنية للعـب بها، وأن هـناك مَن ينـتـظـر ليأتي دَورة ويستمتع بها أيضاً، وهـكـذا يشعـر الطـفـل بأن له الحـق في اللعـب! وفي ذات الـوقـت عـليه أنْ لا يُمانع غـيره من أن يلعـب بها .... إن هـذا الشعـور ينمو عـنـد الطفـل الغـربي ويتـقـبله برضى ويكـبر معه بكـبره ويُـخـزن في عـقـله ويصبح مـبـدءاً أساسياً في تـفـكـيره فـيصحح مساره كـلما زاغ عـنه أو شعـر بأنه محـتاج إليه، فـتــُـبنى عـنده مبادىء الـديمقـراطية ومشاركة الغـير بكـل عـفـوية. وعـليه وكـنـتيجة لكـل ذلك نرى تكافـؤ الفـرَص في العالم الغـربي، فالسياسي الغـربي ينافـس زميله إلى أقـصى درجات المنافـسة ولا يمتـنع من أنْ يُـظهـر عـيوب المقابل في مناظرة عـلنية أمام الشعـب وكأنه عـدوَّه أثـناء المناقـشة، وبعـدها يسهران ويمرحان سوية في نادي أو أي مكان آخـر. وعـنـد فـرز الأصوات الإنـتخابـية فالخاسِـر يهنىء زميله الرابح بكـل رحابة صدر ودون تهـديـد لاحـق ولا وعـيـد ماحـق، ثم يتراجع إلى الخـلف ليعـطي الفـرصة والـدَّور لغـيره بعـد أن ثبتَ فـشله في معـركـته التي تعـني أن الشعـب لم يرغـب به ... طبعاً نحـن لا نـنـكـر وجـود سلبـيات وسلوكـيات تـدان مِن قِـبل السلطات. أما في الشرق فـحـدَّث ولا حـرج، فالقائـد يـبقى قائـداً حـتى مطلع الفـجـر في يوم القـيامة ما لم يُـقـتل! إن الرئيس الشرقي يستـصعـب أن يمنح منـصبه لـغـيره بسهـولة للسبب الـذي حـلـَّـلـناه في أعلاه، ثم لسبب آخـر وهـو أن منـصبه قـد حـصل عـليه نـتيجة واسطة أو معـركة أو ثورة أو مؤامرة التي تـستـوجـب تـضحـية منه حـتى الإستعـداد لـفـقـدان الحـياة، فـكـيف يعـطيه لغـيره بسهـولة ومجاناً؟؟ لـذلك نراه متشبثاً بكـرسيه حـتى عـنـد عـلمه بأن الشعـب لا يريـده سـواءاً كان قـد إعـتـلى منـصّة الحـكم أو يناضل من أجـلها في دورة إنـتخابـية أولى وثانية وثالـثة ... ويـبقى ينـتـظـرها دون أن يفـكـر في إعـطاء الفـرصة لغـيره. لكـن لا نـنسى أن هـناك تغـيـراً نوعـياً طرأ في الآونة الأخـيرة عـلى العالم الشرقي، وهـو أن الشعـوب صارت لها بعـض الشجاعة والـوعي، فلا مؤامرة بعـد ولا حاجة إلى ثـورة وإنما صار الناس يخـرجـون إلى الشارع وينادون: ((الشعـب يريـد إسقاط الـنـظام)) هـذه الجـملة البسيطة لم يكـن بإمكان الـناس أن يسمعـوها حـتى في الحـلم يوماً في الماضي، ولكـنها الـيوم صارت حـقـيقة ومتاحة عـنـد أضعـف الشعـوب، لأسباب عـديـدة منها إزدياد إدراك الشعـوب لحـقـوقها، تكـنولوجـيا الإتـصلات، دعـم الـدول الأخـرى.... وعـليه فأمام قادتـنا الشرقـيّـين كـل الحـرية ليخـتاروا ما يناسبهم، عارفـين أن الشعـب يراقـبهم.
من يقف في صف كنّا وآغجان فأنه مشارك في تهميش وإستلاب حقوق الكلدان