كـتاب مفـتـوح عـلى مصراعَـيه وأوراقه مُـنـَـضـَّـدة إلى الأخ آشور بـيث شلـيمون الموقـر
بقـلم :
مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
قـرأتُ مقالك وإنـدهـشـتُ من وصفك إياه بالمفـتـوح ، لأنك أغـلقـتَ كـل الـنـوافـذ وإستـنـتجـتُ أنْ لا فائـدة من التـكـلم معـك بشأن الكـلـدانيّـين ، فـقـد وصفـتَ الأدباء الكـلـدان بـعـبارة : مَن يُـسمَّـون .... وكأنَّ لا وجـود لهم !! طيـب يا أخي فأنا أسألك لأخـتـصر لك الـطـريق ولا تـتعـب : مَن هم إولـئـك الـذين تخاطبهم ؟ يا أخي كـيف تخاطب مجهـولين ؟ وإذا كانـوا أشباحاً ، دعهم وشأنهم يا أخي ، أما أنتَ ، إرفع صوتـك كـما تشاء ليسمعـك القاصي والـداني ولن نعارضك أبـداً ، وهـنا يكـمن الفـرق بـينـنا كـكـلـدان وأنـتم كآثـوريّـين ، ونحـن نعـلم أن الخـلل قـد إستـفـحـل بكم ولا يمكـنـكم أن تـتخـلـصوا منه .
ومع ذلك ولخاطر القـرّاء لا بـد أن نـتـتـبَّع تعابـيرك في كـتابك غـير المقـفـول ، فـتـقـول مثلاً : الطائـفة الكاثـولـيكـية ! أخي آشـور : إلى متى تـبقـون أنـتم الطبقة المـثـقـفة من إخـوتـنا الآثوريّـين بهـكـذا نهج وتـصوُّر وأوهام ؟ يا أخي هـل يمكـن أن تشرح لـنا ماذا تعـني الطائـفة ؟ ومَن هم الكاثـولـيك ؟ عـلماً أن كـنيستـكم تـصف نـفـسها بالكاثـولـيك !! .
طيـب ، إنْ كـنتَ تـتـكـلم عـن شعـبك الآشـوري .... ليش لا ، تـكـلم من الآن حـتى الصباح ونحـن سنـقـرأ كـتاباتـك والأمر لا يخـصنا إلاّ بقـدر مشاعـرنا الأخـوية ، ثم إذا كان شعـبك في الشمال أم في الجـنوب أو في شـيكاغـو ، وبعـدين ؟؟ حـقـيقة نستغـرب حـين نسمع بطموحات الناس غـير المنـطـقـية ، يا أخي : أليس لألـفـين من السنين حـوبة ؟؟ ألا تـؤمن بحـركة الإنسان خلال ألفـين من السنين ؟ هـل تـريـد أن نرجّع كـل الأسـﭘان والـﭘـرتغاليّـين الـذين في أميركا اللاتينية إلى أورﭘا ؟ والإنـﮔـلـيز والآيرلـنـديّـين الـذين في أستراليا إلى أورﭘا ؟ والآثـوريّـين الـذين في أستـراليا وأميركا إلى نينـوى وشـرقاط وأربائـيـلـّـو ؟؟ ثم هـل نرجّع كـل العـرب الـذين في شمال إفـريقـيا والشرق الأوسط والموزعـين في كـل دول العالم ، ونحـصرهم في أرض نجـد والحجاز ونحـيطهم بسياج ؟ وهـكـذا الهـنـود والصينيّـين المنـتـشرين عـلى سـطح الكـرة الأرضية هـل من المعـقـول أن نطالبهم بالرجـوع إلى بلـدانهم الأصلية بعـد أن صار لهم أربعة أو خـمسة أو سبعة أو عـشرين وأكـثر من الأجـيال في بلـدان الهـجـرة ؟
من جانب آخـر لا نـنـسى فـضلك حـين قـلتَ ــ نعـم أكـو كـلـدان ــ وتستحـق مكافأة ، ولكـنك خـرَّبت الشغـلة حـين قـلتَ : (( ولكن وجـودهم يا أخي كان في الجـنوب وفي منطقة أور بالذات ، التي منها أبوكم إبراهـيم ܐܒܪܗܡ وليس في مكان آخـر مع الأسف الشدي )) . ألا ترى في طرحـك هـذا بعـض العـنـصرية والـتـقـوقـعـية والإنعـزالية والإنـفـصالية والشوفـينية واللاأخـوية والأسفـنيكـية ؟ أهـكـذا يفـكـر الإخـوة في الـبـيت الـواحـد ؟ أبهـذه الطريقة تـريـدونـنا أن نـنخـرط في عـنـق القـنينة الآثـورية الفارغة من الـداخـل ؟
ثم ، هـل حـقاً أن أجـدادكم أسَـروا الكـلـدان ؟ ولماذا أسَـروهم وأين أخـذوهم ؟ وماذا عـملـوا بهم ؟ وأين هم الآن ؟ وإذا كان الكـلـدان الأسرى بـيـد ملوكـكم عـبارة عـن مجـموعة من المشاغـبـين ، فـلماذا لا تـقـدّمونهم إلى المحاكم ليأخـذوا جـزاءهم الـيوم ، والحـق مضمون طالما وراءه مُـطالِـب !! وتـتـخـلـَّـصون منهم بالمرّة ، يا أخي لا تسكـتـوا عـن الحـق ـ فالأمم المتحـدة خـير مدافع عـن حـقـوق الشعـوب الكـريمة والمُـعـتـدى عـليها .
طـيـب ، وإذا كان الكـلـدان قـد إنـصهـروا ، فـما هـو الخـوف منهم الـيوم ؟ هـل أن ظلالهم تخـيفـكم ؟ هـل أن مجـرّد إسمهم يُـرعـبكم ؟ ثم إذا كانـوا قـد أصبحـوا عـرَباً ومسلمين ، إذن مع مَن تـتـكـلم الـيوم ؟ أنا إنْ كـنتُ عـربـياً أتـركـني في عـروبتي لأشق طريقي في الحـياة ، وإنْ كـنـتُ مسلماً فـلماذا تخاطـبني بكـتابك غـير المغـلق يا أخي ؟؟ أتركـني لأصلي خـمس مرات في الـيوم ولا تـقـتـرب مني ؟ وإنْ كـنتُ لا أترك أثـراً ، فـما الـذي أثار حـفـيظـتك وتأسَّـفـتَ عـليه ؟ هـل تـستـثار من لا شيء ؟ هـل يُـخـيفـك مكان لا أثـر فـيه ؟ .
أراك تكـتب دون أن تـنـتـبه إلى كـتابـتـك ، أعـيـد وأقـول : ما كان يجـب عـليَّ أن أكـتب لك هـذا الـكـتاب ذو الـصفـحات الـمـنـضـَّـدة عـلى الطاولة أمام الـقـراء ، وأسألك الآن : عـن أيّ الـبعـض تـتـكـلم والكـثـلكة والإغـداق والـﭘاﭘا !! والبلاد الآشورية ونهاية العالم ، والمهـزلة ، ويا صاح ؟؟ أخي : لا تـصفـِّـتْ الكـلمات عـشوائياً ، لأنك لا يمكـنـك أن تربـطها وتجـد لها معـنى ، بل أكـتب بتأني كي يفـهم القارىء ماذا تريـد ، فـحـبـذا لو كـتبتَ بهـدوء بعـد إستراحة كافـية ، وكـن واعـياً لِما تكـتبه وأعـد قـراءته مرات ومرات كـما أفـعـل أنا ، فـيأتي المقال محـبوكاً ومفـهـوماً ، فالكاتب ليس ذلك الـذي يملأ الصفحة وبعـنـوان أكـبر من محـتـواه . والـدليل هـو ذكـركَ سنة 1443 ولا تعـرف ما هي هـذه السنة وأتحـداك أمام القـرّاء .
أما عـن ـ الـحُـذرا ـ فـيؤسـفـني أن أقـول لك ، كان عـليك أن تراجع التأريخ قـليلاً كي يُـعَـلـِّـمَك أكـثر ، فـليس من الصحـيح أن أكـون معـلماً لك في كـل صغـيرة وكـبـيرة عـلى هـذه الصفحات . وللعـلم أيضاً أنَّ أعـظم فـقـرة وردَتْ في مقالك غـير المسـدود ، كانت :
((( الخلاصة ، أكـرر وأقـول : أكـو كـلـدان وذلك في الجـنوب ، أما اليوم – ماكـو – كـلـدان )))
وفي الحـقـيقة فإن هـذه الجـملة سـنـكـتـبها بماء الـذهـب ونستـنـسخها ونـؤطـِّـرها بإطار فـضي ونعـلق نسخاً منها في بـوّابة الشرقاط وأربائيلـّـو وتكـريت وﮔـلاله ودربـنـديخان وكـويسنجـق وديالى والكـوت والرمادي والنجـف وكـربلاء حـتى نـصل إلى حـدود مـدينة أور وهـناك نـضع سـياج وعَـلم ، ونكـتب : ممنوع المرور إلاّ بجـواز سـفـر و ﭬــيـزا من حـضرتك ونحـن الممنـونون ، ودمتَ سالماً .