البلد : مزاجي : الجنس : عدد المساهمات : 8516تاريخ التسجيل : 16/06/2010الموقع : في قلب بلدي المُحتَلالعمل/الترفيه : طالب جامعي
موضوع: عزيزي السيد آشور بيث شليمون 17/10/2013, 7:20 am
Oct 16, 2013
عزيزي السيد آشور بيث شليمون
وما الذي تراه غيرَغريبٍ في المواضيع التي يكتبُها أبناء الأمة الكلدانية المخلصون غير الشماس د. كوركيس مردو فتقرأه يا سيد آشور وتجد راحة نفسية فيه؟ أليست كُلُّها غريبة عليك وعلى أمثالك المُستحكم فيكم التعصُّبُ الأعمى والكُرهُ للحقيقة؟ يا ليتكم تملكون قدر حبة خردل من الصدق فيما تكتبون وتُقنعون أنفسكم به وإن كان على ركاكته! ألم نكن امة كلدانية واحدة، وكانت لنا كنيسة واحدة كلدانية نسطورية وقد انبثقت من انشطار كنيسة المشرق الى فرعين في القرن الخامس؟ الشطر الأكبر نسطوري والأصغر مونوفيزي. الفرع النسطوري سُمِّيت كنيستُه "الكنيسة الكلدانية النسطورية" وهذه بدورها انشطر شعبُها الكلداني في منتصف القرن السادس عشرالى فرعَين: فرعٌ بقي على نسطوريته، وفرعٌ اهتدى الى كاثوليكيته. هذا مُختصر للواقع والحقيقة.
إنكم مُقلِّدون لكُلِّ المصطللحات التي يُطلقها عليكم الكلدان من حيث انطباقها على واقعِكم، لإشعاركم بأخطائكم لتتداركوها، لكن الأمرَ زادكم شرّاً ونقمة. فلما وصفناكم بالمتأشورين لكونكم كلداناً وتأشورتم باتخاذكم الآشورية التي أنعم بها عليكم الداهية الإنكليزي الأنكليكاني"وليم ويكَرام" قمتم تُنادون الكلدان بالمتكلدنين لأنكم متخلفون لا تعلمون بما تنطقون! لقَّبناكم بمنتحلي الآشورية لإنتحالكم إياها أو دُعاة الآشورية، لإدِّعائكم بها زوراً وبهتاناً، قابلتم الكلدان بدعاة الكلدانية، أليس أمرُكم هذا يدُل على عُمق سذاجتكم؟ أليس هذا دليلاً على مدى الجهل الذي يُساوركم؟. إن الذي أطلق عليكم "الأمة النسطورية" هم رعاتكم البطاركة النساطرة بشقيهم: "الشمعونيين والإيلاويين" وليس الكلدان. راجعوا التاريخ ولآ تركبوا مركب الجهل والعناد الفارغ!
عزيزي آشور ما هي مؤهلاتك في علم التاريخ؟ وما هو دورك في حقل البحث التاريخي، كم مؤلف أخرجت، مَن كان فارغاً كيف له أن يُجابه باحثاً ومؤرخاً؟ إن المُجلد الأول من كتبي "تاريخ بلاد الرافدَين/ الكلدان والآشوريون عبر القرون" هو أول كتابٍ اكاديمي من نوعه، يتضمَّن الدقة في عرض الحقائق والوقائع التأريخية الموثقة بأسانيد الباحثين، المؤرخين ومنقبي الآثار النزيهين، لم يسبق لأحدٍ أن كتب عن دولة آشوريي التاريخ القدماء الذين انتحلتم تسميتهم زوراً وبهتاناً وطمعاً بوعد المستعمِر الإنكليزي الكاذب، بالأسلوب التفصيلي الواقعي وبمنتهى النزاهة والشفافية الأكاديمية التي بها سردت تاريخهم، وكان الأولى بكم أن تُقابلونني بالشكر ما دمتم قد انتحلتم إسمهم بدل القدح والتجريح اللذين يدلان على النقص والجهل. أما المجلد الثاني فيتناول تاريخ كنيسة المشرق بكُلِّ تفاصيل نشأتها ومسيرتها وحتى سقوط الدولة الفارسية الساسانية وقد صدر حديثاً. أما المجلد الثالث فسيتناول تاريخ الكنيسة الكلدانية النسطورية منذ الغزو العربي الإسلامي وسقوط الخلافة العباسية على ايدي المغول وسيصدر بعون الله في نهاية العام المقبل، وسيليه المجلَّد الرابع، اواصل فيه سرد تاريخ الكنيسة منذ الإحتلال المغولي وحتى سقوط الدولة العثمانية. وهذا الإنشغال اضطرني على عدم كتابة المقالات أو الرد على التطاولات إلا نادراً.
إنَّ منتصف القرن الخامس عشر أيها الشاطر آشور لم يكن انشطاراً، بل كان هداية للكلدان النساطرة الذين سباهم القائد الروماني مرقيان في حملته على بلاد الفرس عام581م التي فيها اندحر الجيس الفارسي بقيادة آذورماهان، فتوجَّه مرقيان بجيشه نحو مدينة ارزون. حيث يقول يوحنان اسقف آسيا في (تاريخه ص 382-407 والتاريخ السعردي ج2 ص 41) فعمل فيها حرقاً ونهباً، وسبى عدداً كبيراً من الكلدان النصارى قُدِّر عددُم بسبعين ألفاً، ارسلهم الى بلاد الروم وتمَّ إسكانُهم في جزيرة قبرص، ويعزو السمعاني كون النساطرة الذين اهتدوا الى الكثلكة في عام 1445م كانوا أحفاد اؤلئك الأسرى الكلدان النساطرة (تاريخ السمعاني 3/2 ص432) فعن أية إرسالية نسطورية تتحدَّث يا سيد آشور، أرجو أن تدرس التاريخ ثم تكتب.
لقد كان آباؤنا وأجدادُنا يتحلون ببساطة العيش والتفكير مُحافظين على عاداتهم وتقاليدهم وسط المجتمعات التي عاشوا بين ظهرانيها رغم تعرُّضهم الى تهديدات واضطهادات، وما ساعدهم على ذلك ضميرُهم الحَي، القانون الإلهي الأول المُرافق للذات الإنسانية منذ خلقها، الذي هو العامل الأساسي لتعامل البشرالإيجابي مع بعضهم البعض. كانت أسماؤهم فقط تُميِّزهم عن بعضهم والمسيحية وحدها كانت توحدهم، فكان الإنسان المسيحي في السهل يشعر بما يُعانيه أخوه المسيحي في الجبل، فيتأثر لمصابه ولا يتردد في مساعدته بحسب طاقته ولم تكن هويتُه التسموية لتكون حائلاً دون ذلك، كلدانية كانت أو سريانية أو آثورية! فهذه التسميات هي موجودة منذ أزمان بعيدة متفاوتة بمداها، ومن المستحيل إلغاؤها، والعمل على إلغائها يعني زوال المتسمّين بها، كما لا يُمكن صهرُها وايجاد قالبٍ جديد لها، فإنه يشوهها ويُلغي معناها وجمالها. إن الساعين الى مثل هذه المُحاولة هم مخطئون غير واقعيين بل خياليون! فلماذا يا تُرى، لا نعود الى ما كان يؤمن به أجدادُنا من فكر فِطري نقي وإحساس انساني مسيحي متبادل، ونسعى الى تطبيقه في عصرنا الحضاري الراهن، مُسدلين الستارعلى خلافاتنا المشحونة بالأفكار الشوفينية الإقصائية المُسوَّقة من قبل بعض التيارات المعادية لجميعنا. علينا أن نقبل واحدنا الآخر كما هو لا كيف نُريد، وبغير ذلك لا خيرَ مرجوّاً مِنّا!!! وإذا كان هذا لا يروق لطرفٍ منا فليكن سعيُه لوحده ولا يفرض رأيه وفكره وتسميته على الآخرين.
يا معشر النساطرة (آشوريي اليوم) إنكم الجزء الكلداني العزيزالضال، إننا نُحبكم مهما عاديتمونا، فالمسيح أوصانا أن نُحبَّ أعداءَنا ونصلي من أجل مُضطهدينا، ونُبارك لاعنينا، لقد أسأتم وما زلتم تُسيئون إلينا. بلإبتزاز خدعتم أبناءَنا، بالكذب والتآمر سعيتم الى تغييبنا بل إلغائنا، بالإفتراء والنفاق عملتم على إقصائنا، فهل بقي شيء نسيتم اقترافه ضِدَّنا؟ ومع كُلِّ ذلك اعترفنا بواقع ما اخترتموه من تسمية احتراماً لإختياركم، فدعونا وشأننا! وفي الختام فلن نقول لكم سوى سامحكم الله يا إخوتنا!
الشماس د. كوركيس مردو في 15 / 10 / 2013
من يقف في صف كنّا وآغجان فأنه مشارك في تهميش وإستلاب حقوق الكلدان