هل تفهم الكنيسة الآثورية معنى سر الكهنوت؟/ الخوراسقف فيليكس الشابي
كاتب الموضوع
رسالة
كلداني (داينمو الموقع)
البلد : مزاجي : الجنس : عدد المساهمات : 8145تاريخ التسجيل : 16/06/2010الموقع : في قلب بلدي المُحتَلالعمل/الترفيه : طالب جامعي
موضوع: هل تفهم الكنيسة الآثورية معنى سر الكهنوت؟/ الخوراسقف فيليكس الشابي الثلاثاء 23 ديسمبر 2014, 10:09 am
Dec. 22, 2014
نعيد نشر مقالة الخوراسقف فيليكس الشابي والتي كنا قد نشرناها في 26 من تشرين الثاني 2010 لفائدتها، وبامكان تغير أسم الكنيسة لأي كنيسة اخرى لأن التعاليم واحدة.
هل تفهم الكنيسة الآثورية معنى سر الكهنوت؟
الخوراسقف فيليكس الشابي المعاون الاسقفي في اريزونا
في بيان غريب من نوعه، بُث عبر قنوات الانترنيت، تقدمت به كنيسة المشرق الاثورية "التقويم الجديد" على لسان احد اساقفتها، تم التطرق الى مسألة سيادة الحبر الجليل مار باواي سورو. وكلنا نعلم بان القضية قد حسمت مسبقا بخسارة هذه الكنيسة لاحد اعظم رجالاتها في القرون الاخيرة. واليوم وبعد مرور 5 سنوات على تلك الواقعة، تجدد الكنيسة الاثورية من "التقويم الجديد" دق الاسفين في بنيان الكنيسة. لن اخوض هنا بمجريات الماضي او الحاضر. لان الحقيقة لا تحجب بغربال. لكني اود ان اوضح ما تعلمناه من درس اللاهوت العقائدي بخصوص سر الكهنوت او الدرجة المقدسة، اذ يبدو من هذا البيان بانه يفتقر الى فهم معنى سر الدرجة او الرسامة المقدسة بحقيقته.
لدينا في الكنيسة الكاثوليكية 7 اسرار مقدسة، 3 من هذه الاسرار لا يمكن تكرارها، ولا يمكن محوها ابدا. وهذه الاسرار هي:
سر العماذ،
وسر الميرون او التثبيت،
وسر الدرجة المقدسة (وتشمل الرسامة الانجيلية، والكهنوتية، والاسقفية).
والذي يعطي الرسامة يرسم بفعل الروح القدس، لا بقوته او بفعل شخصه هو. كما ولا يحق لكائن من كان "بتجريد" شماس او كاهن او اسقف من درجته، لان الرسامة ليست رداء يلبس و"يخلع"، بل هي وسم روحي ينطبع في كيان المرتسم ولا يزول ابدا. والذي يمكن ان يحصل احيانا هو ان "يوقف"، او "يجمد"، او "يرخص" فلان من ممارسة الكهنوت، ولا يمكن لأحد، الا للـه وحده القادر على كل شيء، ان "ياخذ" او "ينزع" هذا الوسم عن الكاهن.
اتذكر اننا كنا مرة في درس الاهوت العقائدي، وبينما كان يشرح لنا الاستاذ عن سر الكهنوت وديمومته وطابعه الابدي، قال لنا رواية بقي تأثيرها في نفسي الى اليوم سارويها لكم:
"في فترة الستينات من القرن الماضي، ومع اندلاع الثورة التحررية لجان بول سارتر، ومع فترة التئام المجمع الفاتيكاني الثاني، ترك العديد من الكهنة والرهبان والراهبات لنذورهم ولكهنوتهم... وفي احدى الحوادث المؤلمة في شمال ايطاليا، انقلب قطار لنقل المسافرين، واسفر الحادث عن موت بعض الاشخاص وجرح كثيرين، ومن الاشياء التي جذبت انتباه البابا والسلطات الكنسية انذاك، كان قيام بعض "المسافرين" بالصلاة، والاستماع الى الاعترافات، واعطاء الحلة من الخطايا، للجرحى الذين كانوا في حالة الخطر".
فهل تعلمون من كانوا هؤلاء "المسافرين"؟ كانوا "كهنة" قد تركوا الكهنوت!! وقد امتدح قداسة البابا عملهم هذا، اذ كانوا لا يزالون يشعرون بانهم جزء من الكنيسة، وانهم لم يفقدوا كهنوتهم بمجرد "توقيفهم" عن ممارسته، كما وشجعهم البابا على الرجوع الى احضان الكنيسة ثانية.
اخيرا، سؤالي هو واحد لسيادة الاسقف كاتب هذا البيان ومؤلفه هو:
كيف يمكنك ان "تخلع" سر الكهنوت الحقيقي؟ فان كان سرا صحيحا، فانه لا يمحى للابد. وان كان سرا قد اعطي بصور غير صحيحة وغير قانونية، فانذاك يمكنك خلعه "نعم" لانه مزيف، مع الانتباه الى حقيقة مهمة جدا جدا:
ان كانت الرسامة الاسقفية لمار باواي سورو غير صحيحة، فاعتقد انه يجب على الكنيسة الكاثوليكية اذن، والكنيسة الكلدانية ايضا، اعادة النظر في كل الرسامات الاسقفية التي اجرتها وتجريها الكنيسة الاثورية. وان تحقق في مدى صحتها وشرعيتها وقانونيتها لاهوتيا، خاصة لان سينودس هذه الكنيسة نفسها يعتبر هذه الرسامات "غير نافذة المفعول" بجرة قلم!
من يقف في صف كنّا وآغجان فأنه مشارك في تهميش وإستلاب حقوق الكلدان