لمْ تكن قرية صوريا المنكوبة جُحراً لقطاع الطرق، أو وكرا لحبك المؤامرات ضد النظام الحاكم آنذاك، في بلدٍ خنق فيه كل شهيق و زفير يحمل نبض الحرية و قصتْ فيه أجنحة الطيور لكي لا تعبر الحدود و ترى الوان الحياة الزاهية خلف قضبان سجن الوطن الكبير. انها قرية صوريا الكلدانية ، تلك البقعة الرائعة من بلاد النهرين .. الجميلة بأهلها و عشبها و نسيمها و ربيعها. إنها قطعة من الجنة أهديت لهؤلاء البسطاء الكرماء الطيبين من ابناء الشعب الكلداني، الذين لا يردون سائلاً أو محتاجاً الاّ و أدخلوا الفرحة و الأمان في قلبه ، و قضوا له حاجته و ودّعوه بسلام الرب. في قرية صوريا لم يكن هناك مركزاً للشرطة، ولا كاهنا مقيماً في الكنيسة، لأن أهلها اناس مسالمين ، و يعيشون حياتهم بمحبة الرب و الأيمان الصادق ، و لم تكن لديهم مشاكل او خلافات الاّ ما ندر أو صغر منها. إن ما حدث يوم السادس عشر من ايلول عام 1969، كان عرسا دامياً للأفكار الشوفينية ، و رصاصةً في قلب ألإنسانية هُدمت فيه آمال و أماني عشرات من العوائل الكلدانية لتصبح ضحية لنزوة الحقد و الشر في قلب جانٍ محترف ألإجرام دخل كذئبٍ غاشمٍ بين خراف الأيمان و دعاة ألسلام لا ترده عن غيّه أحاديث الكاهن ألقدسية و لا توسلات النساء و الكهول ولا دموع الأطفال البريئة.فقد كانت رصاصات الغدر و الشر أقوى من جموع الخير و المحبة في زمن الظلم و ارهاب الدولة المنظم و القتل الجماعي اللامبرر . سَقيتِ ثراك يا صوريا منذ أربعة و اربعين عاماً خلت بدماءٍ زكية طاهرة من أوردة الأطفال و النساء و الشيوخ، و أخضّرت مشاتل الأماني بعد الصبر و بسقَ فجرٌ جديد ، و دحر الطاغي الآثم. فكلُ برعمٍ سيحكي قصة ليلى وذلك السفاح ، وكل حجرٍ سيحفظ للتاريخ سيرة الجناة ، وكل ذرة من ترابك ستصبح تذكاراً مدوياً يطارد القتلة في أحلامهم و بقايا ضمائرهم. المجد و الخلود لشهداء صوريا و كل شهداء الشعب الكلداني . ــــــــــــــــــــــ سعد عليبك saad_touma@hotmail.com 12/9/2013
من يقف في صف كنّا وآغجان فأنه مشارك في تهميش وإستلاب حقوق الكلدان