ألصالون الثقافي الكلداني ..... عام مضى ! ماذا حصل ؟ / 1 «
في: 21:03 18/10/2015 »
ألصالون الثقافي الكلداني ..... عام مضى ! ماذا حصل ؟ / 1
د . صباح قيّا إستفسرت من راعي الكنيسة الجليل عن سبب عدم وجود لجنة ثقافية في مجلس الخورنة تتولى تنظيم لقاءات ثقافية دورية لأبناء الرعية وضيوفهم . أجابني مشكوراً هنالك لجنة تسمى باللجنة الثقافية الفنية الإجتماعية تضطلع بتلك المسؤولية . والحق يقال بأني لم أشهد من اللجنة المنوه عنها غير تنظيمها بنجاح لعدد من الحفلات الموسيقية الغنائية الراقصة , ووربما مشروع سفرة داخلية لم يتكلل بالنجاح , ولست متأكداً إن كانت لها اليد في الإعداد لمهرجان الرعية الكلدانية والذي غاب منذ أكثر من ثلاث سنوات , وآمل أن لا يكون غيابه بدون رجعة . ولا أغفل إصدارها الدوري لنشرة الكنيسة ثم مجلتها الرائدة رغم أخطائها اللغوية والنحوية , والتي توقفت أيضاً , للأسف الشديد , حال ما هجرتها الجهود المسؤولة والمشرفة عليها .... ولم يكن الرد مقنعاً عند تساؤلي عن كيفية إلتقاء المحاور الرئيسية الثلاث لخدمة الجانب الثقافي المتعثر في بلاد المهجر , حيث كانت الحجة بأن النظام الداخلي لمجالس الخورنة يسمح بتشكيل أربعة لجان فقط والتي تشمل إضافة لأعلاه : اللجنة المالية , لجنة الصيانة , وثالثة تهتم بالشؤون الروحية .
ولا بد أن أذكّر من خلال هذا المقال بغية وضع الأعمال في مسارها الصحيح بأن
" ما صنعه البشر يغيره البشر" . وأيضاً أشير , من باب الإنصاف , بأن الأنشطة الكنسية المتعددة لا تخلو من التثقيف المتواصل , بل على العكس هنالك اجتماعات منتظمة ومكثفة وذات أهمية متميزة كونها عموماً ً تصب بالإتجاه الروحي والإيماني مع استثناءات محددة بين آونة وأخرى . ولا يمكن إنكار أهمية المعلومات الدينية في صقل العقل الثقافي حيث بدونها تبقى الدائرة الثقافية ضيقة .
تبلورت فكرة تأسيس كيان ثقافي من خلال واقع الفراغ الفكري الذي يحيط بأبناء الرعية رغم تمتع الكثيرين منهم بكمٍّ غزير من المعلوماتية في تفاصيلها المتنوعة , وتوفر الرغبة الصادقة والحماس المتجرد عند عدد غير قليل منهم للتجمع تحت مظلة يتبادل الفرد الواحد آراءه مع الفرد الآخر أو الأفراد الآخرين , بالإضافة إلى مساهمة من يرغب لعرض إمكاناته وموهبته ومدى إطلاعه وتعمقه في موضوع معين وطرحها جميعاً أمام الجمهور المتلهف للإصغاء ثم المداخلة بعدئذ .... ومن ذلك المنطلق بزغ " ألصالون الثقافي الكلداني " بعد أن كان مجرد فكرة تنمو بين تلافيف العقل ونبضاً يتناغم مع ضربات القلب ... وقد ساهم معي في البدء بوضع الفكرة موضع التنفيذ وبتسلسل عشوائي مع التجرد من ذكر الكنى كل من الأخ جورج متي , الأخ زيد ميشو , الأخ رائد همو , الأخ صفاء حراق , الأخت سعاد قاشا , والأخت بان بوداغ ...
هنالك حقيقة قد لا يعيها البعض , وربما يغض الطرف عنها بقصد أو بدون قصد . ألواقع في المهجر ليس كالواقع في البلد الأم . علاقة العلماني مع الكنيسة وآلية العمل مع الكاهن تختلف في تبعاتها هنا عن هناك . يظل المسيحي في الوطن , وحسب قناعته , محافظاً على مسيحيته وولاء أبنائه سواء زار الكنيسة أم لا . أما في بلد الشتات , فمن ترك الكنيسة ضاع في متاهاته بعد أن سبقته ذريته إلى ذلك , والأمثلة بهذا الخصوص كثيرة ومرعبة .. ولكي يكتب النجاح لأي مشروع يستهدف لمِّ شمل الرعية وخدمتها , لا بد أن يرتبط مع الكنيسة حتى ولو بخيوط رفيعة جداً , وقد قيل سابقاً
" قليلٌ في الماعون أفضل من صحنٍ فارغ " . وليس بالضرورة أن يَفهم الإرتباط وكأنه تبعية لإرادة الكاهن ومشيئته , ولكن لا بأس أن يستهدف المشروع خدمة الكنيسة وأبنائها بصورة غير مباشرة , من خلال العلاقة الإيجابية مع راعيها من جهة , والإنفتاح على المفاصل الفكرية المتفرقة بغض النظر عن إنتمائها المناطقي أو الطبقي أو الكنسي ولا حتى موقفها تجاه الخالق والإيمان من جهة أخرى ... إنه لمكسب عظبم أن يعود متسرب لحضيرته , وأن يرجع من أضاع إيمانه إلى دار خالقه . وأن تتعانق الأزهار بألوانها الجذابة وعبقها العطر في رحاب روضة الإنسانية .... لذلك حصل الإجماع أن تعقد نشاطات الصالون في قاعة الكنيسة " كنيسة العائلة المقدسة " , وأختير راعيها الجليل عضواً فخرياً في الصالون . واقترن المقترح بموافقته على حجز القاعة مساء الخميس الثاني من كل شهر وبدون مقابل ...
بعد أن أطلَّ الصالون باسمه , برزت الحاجة لتصميم شعار يدل على جوهره وأهدافه إضافة لإسمه . وأيضاً حصل الإجماع لتوفير ذلك على مفاتحة الأخ عامر فتوحي . أدهشني , والدهشة إعجاباً , وأنا أعرض عليه الفكرة عبر الهاتف , باعلامي بأن الشعار أُنجز وأستطيع استلامه متى أشاء ... سألته كيف تم ذلك وقد عرضت له الطلب تواً . أصر بثقة بأنه جاهز وما عليّ إلا استلامه ... وبالفعل استلمته في موعد لاحق وما أجمله من شعار حيث نال على إعجاب وتثمين كل من نظر إليه وما يزال . وللأمانة في تدوين الحقائق أسجل بأن الأخ عامر زود الصالون بعدد من الكراريس والخرائط والصور التراثية والتاريخية لبابل والكلدان مع قرص التصميم , ولم يستلم من الصالون غير الشكر فقط .
حضر التصميم على قرص , والحاجة الآن لعرضه على لافتات مناسبة خلال أنشطة الصالون . إتفق الجميع على تكليف الأخ ساهر يلدو لإنجاز تلك المهمة . نِعمَ الإختبار ... حيث تم تنفيذ ثلاث لافتات للشعار ذات حجوم مختلفة قدمها الأخ ساهر هدية للصالون .. وما أغلاها من هدية
.... يتبع