ان الكارثة والنكبة حلت علينا منذ اربعة عشر قرنا وليس اليوم والقائمين على امور عباد الله هم من مهدوا لها ووفروا كل متطلبات نجاحها. فخلال خمسة قرون ظل الخطاب الكنسي (الاكليروس) يعمل على تجريد الشعب حتى من غريزة الدفاع عن النفس التي تتمتع بها ابسط المخلوقات، ونجحوا في تحويل البابليين من اسود الى خراف تبحث عن جزارها. لهذا تفتقت شهية اكثر الكائنات بدائية لان تحتل وتغزو بلادنا، والمبرر لذلك هو انت مسيحي فإذا انت خروف في عالم كله ذئاب. ان التاريخ يعلمنا ان اية مجموعة بشرية لم تحصن نفسها انقرضت وهذا ما نحن عليه اليوم. اللعبة انتهت ايها السادة، اود ان اذكر الآباء الاجلاء الم تستقبلوا بالاحضان سيف الاسلام عندما قدم مع عدد من بدو جزيرة العرب وسلمتم له البلاد عن طيب خاطر؟ هذا ما جرى في بلادنا والشام الكبرى، حيث سلم الباطريرك المدينةالمقدسة لعمر حتى انه اراد المبالغة في كرمه عرض عليه كنيسة القيامة يبرو ان الرجل كان لكثر ادراكا للامور من الباطريرك. وهذا ما يفعله القائمين على امور كل الكنائس في الغرب اليوم والذي سينتهي قريبا بكارثة اكبر واشمل مما هو حاصل الى الان ان لم تبادر الشعوب لاستلام زمام الامور بيدها وتصنع مستقبلها ولاجيالها القادمة. وكعرفانا بالجميل اهداكم الخليفة العادل ما يدعى بالعهدة العمرية التي مضمونها جردكم من انسانيتكم وجعلكم عبيدا للبدو حيث كنتم قد جردتم الشعب من اية روح وطنية واعتزاز بالنفس ودمرتم الشعور القومي الغريزي الذي يرمز لهوية كل المجموعات البشرية، حتى ان الامر قد وصل الى ان المرأ يشعر بغرابة ان يقدم نفسه بهويته الكلدانية الطبيعي هو ان يصرح بأنه مسيحي. وبسبب احتكاركم للزعامة الدينية والسياسية لقومنا توجيهاتكم وقيادتكم للرعية حتى بلغت الامور إلى ما هي عليه الان. حتى اليوم لم تولد زعامات اجتماعية علمانية او حركات سياسية او تنظيمات مدنية قادرة على قيادة مجتمعنا لتعبر وتدافع وتحافظ على مصالحه والحفاظ على هويته القومية. والحجة في تبرير هذا التوجيه ان القيم المسيحية تملي علينا ذلك.
لا ايها السادة ان المسيح وجد ووفقا للمعلومة الدينية من مسببات خارج فيزياء وكيمياء الطبيعة، وعليه ان قيمه ومنظومة تفكيره كانت من تلك الماورائية منها (احبوا اعدائكم..الى اخر الموعظة.. ومن ضربكم على اليمين….الخ) والسؤال اين طبيعتنا الارضية من ذلك؟ كان للمسيح خصوصيته الفريدة، اردتم ان يكون كل منا مسيحا فإن كان ذلك ممكنا فاي تميز وخصوصية تبقى له؟
ظللتم انفسكم واهلكم وغرق المركب وضاع كل شيء، دعوا الناس تنقذ ما يمكن انقاذه، واقع الحال يعلن ذلك بكل جلاء، البلاد مختطفة من قوى اختلفت في كل شيء لكنها اتفقت على تدمير الوطن بسلاح الدمار الشامل المتمثل بآديلوجية البداوة، وهذا واضح بجلاء من ما جرى ويجري، والا على ماذا يرمز العلم المشوؤم (رمز الغزو الاسلامي لبلادنا) الذي جاؤا به للبلد والذي بفضل دلالاته وتحت ظلاله يذبح الجميع - تكبير- والموت يخيم على الوطن المنكوب، ان القوى الحاكمة ماضية في تطبيق اجندتها بإقامت الجمهورية الاسلامية الذي سيشكل الاقليم الغربي للجمهورية الاسلامية في ايران.
وليس هناك من شك انها محققة ذلك ولو بعد حين. فالدستور المشوؤم قد اسس لبلوغ ذلك. حيث نصت المادة الثانية منه الى ان: الاسلام دين الدولة والشريعة الاسلامية مصدر او المصدرالاساسي للتشريع والمادة اللاحقة لها ان لا يسن قانون يتعارض مع ثوابت الاسلام.
وهنا اسألكم اي امر حياتي او قيمة جمالية او نزعة للحرية او محاولة اسخدام للعقل او اية احاسيس انسانية لا تتعارض مع ثوابت الاسلام؟ وعلي ارض الواقع نرى في قاعات ما يسمى مجلس النواب المناظر المهينة التي اوصلوا اليها المرآة العراقية، حيث حولت من رمز للجمال الى ما يشبه اكياس للقمامة. وهم في طريقهم لشرعنت اغتصاب الاطفال في قانون الاحوال الشخصية الجاهز للتشريع. فاين مكانكم سادتي في هذا المحيط الموبوء. كل الذي تقدمونه لنا هو: طلبكم منا ان نصوم ونصلي، مضى علينا الفين من السنين بحت حناجرنا من الصلاة واضمحلت احشائنا من كثرة الصيام والمحصلة انقرضنا!!!. لهذا لا اجد اية مصداقية او اية درجة من العقلانية في طلبكم للمنكوبين من اهلنا التشبث والبقاء في ما كان سابقا وطنا لكنه ليس كذلك لا اليوم ولا غدا. اما تغريدتكم بطلب الحماية الدولية فليست الا بالون فارغ حتى من الهواء ليست هناك قوة تستطيع حتى لو ارادة فرضا، ان تحمي مجموعة ما اذا كان المحيط ينبذها. اما الادعاء بالحفاظ على ديمومة وتواجد الكنيسة فليس هناك اي مؤشر لصالح هذا التمني. انكم بحق تحصدون ما زرعتم.
المقدس الوحيد في الوجود هو الانسان وحياته، والحياة بدون الحرية والقيم الجمالية في الوجود لا مسوغ ولا معني لاستمراريتها، فالكنائس هي اكوام من الاحجار ومواد للبناء لا معنى لها دون مريديها وحريتهم وامانهم ورفاههم وكرامتهم الانسانية وكل هذه غائبة عن تلك البيئة الملوثة بفيروس ثقافة تمجيد الموت وإزدراء الحياة.
لهذا ايها السادة الكرام والاباء الاجلاء اتركوا القادرين من الناس لتدبر امرها عسى ولعل ان توفق لإيجاد مكان يوفر لها اجواء لحياة تستحق ان تعاش. اتمنى ان يتسع صدر الاباء الاجلاء لتحمل قساوتي رغم انها تؤلمني لكن الامانة الاخلاقية تحتم ان يكون قول الحقيقة هو الفيصل، وشكرا.
من يقف في صف كنّا وآغجان فأنه مشارك في تهميش وإستلاب حقوق الكلدان