ارجو الانتباه الى تاريخ كتابة المقالة، ووجدت فائدة باعادة نشرها مع بعض من التصرف لتتناسب مع الحاضر وبسبب الاحداث الجارية في فلسطين واسرائيل من احداث بما يمكن ان تسمى انتفاضة السكاكين المباركة التي اشعلها الرئيس المعتدل جدا!!!
والذي يستقبل بالاحضان من قبل بابا الفاتيكان والبطرك الروسي كحمامة سلام وديعة، من يقرأ جيدا احاديثه لا يجد فرقا بينه وبين اسماعيل هنية الا طريقة الاخراج كل يؤدي دوره وفقا للتوزيع الذي املته الاجندات الاسلامية.
من الامثلة على ما نقول تمسك الاثنين بدولة فلسطينية والقدس الشرقية عاصمة لها فمطالبة اسماعيل هنية بهذا امر مفهوم لان الرجل لا يخفي هويته كاسلامي واخواني حتى النخاع.
لكن الغرابة هي في ابو مازن المصنف في قائمة الاعتدال الموهوم فالسؤال الذي يطرح نفسه لابو مازن ماذا في القدس الشرقية من مقدسات اسلامية غير جامع واحد بناه الامويين وسمي زورا بالاقصى على غرار الاقصى الموجود يومها في جزيرة العرب، يفهم من هذا المعيار عليه تصبح المطالبة بكل مدن العالم بني فيها مسجدا او جامع او حسينية بأنها مقدسات اسلامية ووقف اسلامي وجب المطالبة به والحرب لجعله غنائم، فكيف لا وهناك بلدان سمح فيها ببناء آلاف المساجد.
ما رأي الاستاذ محمود عباس في حرق وتفجير وتدمير ومصادرة الاف الكنائس والاديرة في العالم كله من قبل المسلمين شديدي الحساسية وذوي المشاعر الفوارة، اليست هذه مقدسات الاخرين؟ اليس الصليب الذي يزدريه المسلمون بكل ما يملكون من حقارة وانحطاط اقدس رمز لاكثر من نصف سكان المعمورة؟
بدأ المؤمنون المسلمون وفي كل ارجاء المعمورة منذ 14 قرنا ونيف وحتى اللحظة وعملا بمتطلبات عقيدتهم بتجريد غير المسلمين حتى من حق الحياة وهذا ما يؤكده امام وخطيب جامع الاقصى في القدس بخطبه دوما.
فالسؤآل الاخر الى السيد ابو مازن هو:
هل ابناء امة لا الله الا الله... الخ وحدهم لهم مقدسات دون غيرهم؟
ما رأي استاذنا الوديع جدا بما ورد اعلاه اليس للمسيحيين مقدسات؟
الم يكن للبوذيين مقدسات عند تفجير اكبر واقدم تمثال لبوذا والذي كان رمزا للتراث الانساني لقدمه والقيم الفنية العليا التي كان يحملها اضافة لرمزيته العقائدية المقدسة لدى شريحة كبيرة من العائلة الانسانية؟
لماذا حلال على توحش المسلمين ان يدنسوا ويدمروا مقدسات الاخرين الذين يبلغ عددهم ثلاثة اضعاف المسلمين او اكثر في العالم؟
هل المسلمين وحدهم لهم مشاعر واحاسيس مرهفة دون الاخرين، والغريب فيهم اننا لم نجد فيهم اي احساس عندما يحزون رقاب التعساء امام الكامرات وهم في حالة بهجة وانشراح وانتصار وهم سكارا بفعل نشيد الرعب الله اكير، أهذه هي مشاعرهم الحقيقية واحاسيسهم المرهفة تتجلى في اوضح صورها في الهمجية والتوحش والتجرد من كل اثر للفطرة الانسانية السليمة؟
هل هكذا كائنات هي جديرة بمراعات احاسيسها الاجرامية؟
امتاز الاسلام ودعاته بافتقارهم الى ابسط الاسس المنطقية في خطابهم والى لغة تخاطب انساني منذ اليوم الاول لبروز هذه الظاهرة المتسمة بالاجرام والتسلط والتوحش المبارك.
مثال ذلك ايمانهم بان الاههم خولهم وأمرهم بأن يقتلوا جميع البشر على الارض لكي يصبح كل الدين لله وبكل وقاحة يطلبون من المطلوب قتله ان يفرح ويحترم معتقدهم. لان الاههم الذي صوروه على صورتهم كائن وحشي، هل يمكن لكائن سوي ان يؤمن بايمان كهذا ويبشر من يقصد افنائهم بهكذا بشرى؟
اليس هذا جنون مجموعة بشرية فقدت عقلها ويجب عزلها عن البشر والعمل على حجرها لمنع انتشارعدواها لحين معالجة حالتها المرضية الخطرة بتهديدها الحياة على الارض، او التخلص من شرورها كليا؟
نعود لقضية تحرير فلسطين من النهر الى البحر لانها محتلة من الصهاينة اليهود المجرمين احفاد الخنازير هنا يقفز الى الذهن ألم تكن فلسطين محتلة من الغزاة والوحوش البدوية ومختصبة من اهلها من قبل الصحابي عمر المسمى بالعادل وعهدته (العمرية) التي جردت غير المسلمين من انسانيتهم والغاء حقهم في الحياة؟
فهل عامل الزمن يسقط حق المطالبة بالمسلوب؟ أليس امر عودة اهلها الاصليين ازالة اثار جريمة طال زمن ارتكابها؟ الم يردد العرب والمسلمون دائما مقولة:
ما ضاع حق ورائه مطالب وهذا ما حصل؟
هل هذا الحق مقصورا عليهم، حلال لهم حرام لغيرهم.
سؤال اخر ما الذي قدمه المسلمون ومن تأسلم للبشرية غير الجريمة؟
وتهديم كل اثر للحضارة وتهديد الحياة على كوكبنا؟
بالمقابل هل شكل اليهود يوما خطرا على احد على الارض؟
هل فرهدوا دار جار لهم واغتصبوا اهله في كل تاريخهم كما يفعل المسلمون عملا بشرع الله؟
أليس لليهود حصة الاسد بالرغم من قلة عددهم في كل ما تتمتع به الانسانية اليوم من منجزات علمية وثقافية واقتصادية واكتشافات وكل ما يجعل الحياة تستحق ان تعاش بسعادة مغمورة، وصحة موفورة، ورفاه دائم؟
بالمقابل ما الذي قدمه ويقدمه الاسلام والمسلمين للبشر غير زعزعت الاستقرار في المجتمعات الحرة والموت والتهديد به عند توفر الفرصة لذلك؟
اذا من الاحق بالحياة ومن الاحق بالتكريم ومن الاحق بامتلاك الارض لتعميرها وجعلها مصدرا معطاء لكل ما يتطلبه بقاء الحياة على الارض، كما حول اليهود اجزاءاً من صحراء سيناء الى جنينة خضراء رغم قصر فترة تواجدهم عليها؟
هل من المنطق ان يكون ملك الارض حقا لمن يصحرها ويحيلها الى رمال جرداء ويعمل بها تفجيرا وحرقا وغرقا ان امكن، كما هو الحال في كل البلاد المنكوبة بهذا الوباء؟
سؤال اخر الى الاخوة المسلمين هذا ان قبلوا بالاخوة، في حروب اربعة نشبت بين العرب واسرائيل وكان الانتصار للاسرائيليين هل نهب الجنود اليهود ممتلكات العرب المقهورين؟
هل وزع جنود اليهود نساء البلاد الخاسرة بينهم؟ هل قتلوا الذكور واخذوا النساء والاطفال كسبايا وعبيد، كما فعل المسلمون في كل غزواتهم، واليوم تكرر داعش العمل بهذه العقيدة كأسوة حسنة؟
ألم ينسحب اليهود من الاراض المصرية رغم انها اخذت بالحرب، علما ان هذه الحرب وغيرها جميعا اشعلها العرب والمسلمون؟
هل وزع الجنود الامريكان العراقيات بينهم كعبيد عند احتلالهم للعراق؟ ألم يخرج الامريكان من العراق وسلموه لمن كان يمثلها؟
بالمقابل ألم يفعل المسلمون في كل تاريخهم حتى اليوم كل ما ذكر اعلاه الا الانسحاب من الاراضي المغزية؟
الا يخشى المسلمون في ظروف تغير موازين القوى القائمة اليوم ان يفكر الاقوياء بان يتعاملوا بالمثل؟ ويطبقوا القيم الاسلامية في تعاملهم مع المسلمين علي المسلمين؟
ما هو رأي القيادات الاسلامية في امكانية حدوث هذه الاحتمالية؟
يطالب الفلسطينيين بدولة في الضفة والقطاع وعاصمتها القدس، فهل يا ترى ستنتهي القصة عند هذا الحد؟
معتوه من يصدق بهذا الادعاء الكاذب؟
لانه بكل بساطة يتعارض مع الفقه والثوابت الاسلامية جملة وتفصيلا، وهو خدعة عملا بمبدأ التقية اي الكذب المقدس.
لان المنطلق في هذا المجال هو ان فلسطين فتحت بالغزو وغدت وقفا اسلاميا الى الابد فحتى لو تخلى اليهود عن كل الارض الاسرائيلية اليوم واكتفوا بقرية صغيرة لن يشفي صدور قوم مؤمنين!!!
الى ان لا يبقى يهودي واحد على ارضها هذه هي الحقيقة، اتحدى اي مسلم ان ينكر ما ذهبنا اليه، اليس كذلك ايها الاخوة عنوة؟
من يقف في صف كنّا وآغجان فأنه مشارك في تهميش وإستلاب حقوق الكلدان