شذرات كحولية من الذاكرة «
في: 06.11.2016 في 11:21 »
شذرات كحولية من الذاكرة
د. صباح قيّافي منتصف ثمانينات القرن الماضي , شاءت الصدف أن يكون شباك عيادتي الخاصة مقابل الباب الرئيسي للسوق المركزي الوحيد الكائن وسط إحدى المدن الجنوبية للوطن الحبيب التي نقلت إليها آنذاك ... ما لفت نظري هو الطابور النسوي الطويل المتستر بالعباءة السوداء و الذي كان ينتظر عصر كل يوم خميس , على ما أتذكر , بغية الظفر بالبضاعة الثمينة التي من أجلها تصطف الموشحات بالسواد لفترة غير قصيرة , وحتماً الغلبة لمن يقفن بالصفوف الأمامية لتعود الأخريات " بخفى حنبن " كما هو معروف عن التوزيع في تلك الأسواق حيث تتسرب كمية لا بأس بها إلى الأحباب والمعارف , والبقية إلى السوق السوداء على الأغلب ... دفعني فضولي , بعد عدة أسابيع , أن أسال كاتب عيادتي عن سر الصابرات على الرصيف المحاذي للسوق رغم قساوة الجو أحياناً , وكانت المفاجئة عندما علمت أنهن بانتظار الحصول على قنينة من " العرق " والذي يطلق عليه العراقيون " حليب سباع " . ولكن لم النسوة ؟ أجاب : ألرجال يكلفون النساء لتنفيذ هذه المهمة , حيث من الصعب التعرف عليهن والعباءة تغطي كل الجسم وقسم من الوجه , وبذا يبقى الرجل بعيداً عن الشبهات أمام مجتمعه ... ولكن من يستهلك تلك المحرمات ؟ وخاصة أنني لم أصادف مريضاً يجيب بالإيجاب على السؤال التقليدي حول تناوله الكحول ... كيف لي أن أصل إلى الحقيقة وأجد تفسيراً منطقياً لهذ ه الظاهرة المتناقضة ؟ إستفسرت من أحد مرضاي ذي الأفكار العلمانية والذي يراجعني بانتظام ذاكراً له حقيقة الخميس وشكوكي بما أسمع من المراجعين . أجابني , مبتسماً , بقوله : دكتور , ألكل يشرب هنا ولكن لا تتوقع أن يقرَّ أيُّ واحد بذلك , هكذا تعود الناس في هذه المدينة رغم أن الجميع يعرف بعضهم الآخر ... لم أستغرب مما قاله , فازداوجبة الشخصية العربية معروفة للقاصي والداني , والمتأتية إلى حد كبير من التزمت الديني الذي يحلل في الخفاء ويحرم في العلن .
وبعد سنوات مضت .. راجعني في عيادتي في بغداد شاب لم يبلغ الثلاثين من العمر معبراً عن قلقه مما سيحصل له بسبب تناوله سابقاً كميات كبيرة من المشروبات الكحولية وبمعدل بطل ويسكي يومياً مع عدد من قناني البيرة أو بضع بيكات عرق . وبعد أن شرحت له كافة الإضرار الصحية المحتملة , سألته بعفوية ربما صدرت عن شعوري بالشفقة على شبابه الضائع : لماذا تشرب بهذا القدر والخمر محرم حسب دينك ؟ نظر إليَّ باستغراب وأجابني بامتعاض : دكتور ... " طرقت عيادتك بالذات بعد أن استعرضت أسماء كافة الأطباء المتواجدة عياداتهم في المنطقة كي لا يحرجني أحدهم بنصائحه القرآنية , وأنت الآن تحاسبني رغم أن إسمك يدل على كونك مسيحي " . ثم غادر والمرارة واضحة على محياه .
وفي نفس العيادة , شكت لي إحدى المريضات زوجها الذي يدخل البيت مخموراً في ساعة متأخرة من مساء كل يوم , وتوسلت أن أتكلم معه بهذا الخصوص وأنصحه للإقلاع عن الشرب أو التقليل منه عند مراجعته لي . وبالفعل ناقشت الأمر معه , ولكنه أصر بأن الخمر ليس حراماً على الإطلاق مستنداً على الآيات القرانية التي أوردتها " جمعية المسلمين القرآنيين " , وأيضاً جاءتً على لسان الشيخ د. مصطفى راشد أدناه . قلت له : طيب يا محمد , وهذا هو إسمه , لماذا الإسراف فيه ؟ , أليس من الأفضل الإعتدال ؟ , والذي حتماً سيسر أهل بيتك . وعدني خيراً .
خلال حضوري مؤتمر الأمراض الباطنية في مدينة كيوتو اليابانية عام 2002 , إقتربت مني مشاركتان من دولة إيران بعد أن لاحظتا إسم العراق على الشارة المثبتة على الجهة اليسرى من صدري . تكلمنا عن المؤتمر عموماً , ثم أبدت إحداهما استياءها من اليابانيين كونهم غير مؤمنين من وجهة نظرها لتقديمهم المشروبات الكحولية في برنامج المؤتمر الإجتماعي .... ربما اعتقدت بأني من دينها وربما توهمت أيضاً بأني من نفس مذهبها ’ وسأطرب لتصريحها الإيماني الساذج .... أجبتها , بصراحة , بأني اكتشفت الفضائل الربانية عند اليابانيين , وأن التزامهم الفعلي بالخصال الإنسانية يفوق الكثير من أتباع الديانات السماوية , وعززت رأيي بذكر بعض ما صادفته عند وصولي ومكوثي بينهم .... وسوف اتطرق لتفاصيلها في مقال لاحق ....
ألكثير من البشر يتشدق بالدين السماوي وغاب عنه أن ما جاء في معظم الأديان غير السماوية إن لم يكن جميعها من الثوابت والمبادئ الحياتية ما تستحق رفع القبعة إجلالاً لها ... على الأقل لا توجد متناقضات في تعاليمها , وتعمل لسلامة الإنسان وراحته , وليس كما جاء في آيات تدعو إلى المحبة ثم تنسخها بأخريات تقتل وتذبج , ومن أجل الخالق في كلتا الحالتين ... من الناحية الواقعية , يتميز العهد الجديد بشفافيته ووضوح الكلمة وثباتها في تعاليمه . ومن يطالع العهد القديم وكتاب القران , لا بد وأن يقتنع بالكم الهائل من التعاليم المتناقضة مع بعضها ومن دعوات العنف الواردة في الكثير من آياتهما . كأن الذي جاء بالآيات المكيّة له من العهد الجديد حصته الكبرى , ومن أتى بآيات المدينة له مع العهد القديم ألفة . ولم تسلم الخمر من الآيات المتناقضة في كلا الكتابين , بعكس وضوحها في العهد الجديد الذي يسمح بالشرب باعتدال ولا يسمح بالسكر , وكأن الرسول بولس قد اكتشف الفوائد الصحية لتناول الخمر باعتدال منذ ذلك الحين وقبل نشوء العلوم البحثية وتطورها .
وفي موتمر للأمراض القلبية في مدينة ميونخ الألمانية الذي حضرته مع مجموعة من زملائي العراقيين عام 2004 , كان من بيتهم من يشرب الخمر , ومنهم من يستحرمها , ويستغفر الله عند حضورها . ألمضحك المبكي , أن هنالك مِن بين مَن يستحرمها ويكفرها , مَن كان يحاول أن يصطاد فتاة كي يقضي حاجته معها رغم كونه متزوج وصاحب عائلة كما يقال . لم يتحمل أحد الزملاء هذا التناقض , فزجر الباحث عن لذته بشدة قائلاَ له : ما هذا النوع العجيب الغريب من الإيمان ؟ تحرم وتحلل كما يحلو لك ... تتمسك بعدم الشرب لأنه حرام من جهة , وتبحث عن الجنس رغم كونك متزوج ولا تعتبره حرام من جهة أخرى . مع العلم أن هذا الزميل لا يشرب أيضاً وهو معروف بدماثة خلقه والتزامه مع احترامه لمعتقد الآخرين .
من الحقائق المعروفة بأن الكثير ممن يحرم الخمر على نفسه , لكنه في نفس الوقت يستبيح الجنس ولا بتوانى عن ممارسته مع أي كان متى ما سنحت له الفرصة بذلك . لقد أبدع بعض الكتاب في بلورة هذه الظاهرة الإجتماعبة المرضية ومنهم الروائي المبدع نجيب محفوظ في ثلاثيته الشهيرة . كما أن الأفلام السينمائية وخاصة المصرية منها تميزت هي أيضاً في إبرازها .
ليست الغاية من هذا المقال توجيه اللوم لمن ساهم في التصويت لصالح منع الخمرة وتداولها . ولكن يجب أن يقتنع البرلماني بأن ألقرارات الصائبة ترضخ للعقل لا للعاطفة . صيانة حرية الفرد هدف أساسي ينبغي العمل له . ألسكر مرفوض إجتماعياً وصحياً وحتى دينياً , ولكن الخمرة باعتدال محللة حتى عند المسلمين , ومن لا بقبل بذلك عليه التعمق في النص بعقل واع لا بعاطفة متذبذبة كما فعلت الجمعية أدناه وكتب الشيخ أيضاً .
للأسف الشديد , أن معظم من " يتطوطح " من تأثير الخمرة في الرأس هو من أتباع الدبن الإسلامي , وقد شهدت ذلك بنفسي من خلال العيش المشترك مع البعض . ألأديان السماوية واللاسماوية لم تحرم الخمر باعتدال , عدى الآيات المتناقضة في كتاب القران والتي جاءت كتحصيل حاصل للسلوك الشاذ لمن اعتنق الدين عند ظهوره وبدء انتشاره .... ألسؤال الآن : هل يتمكن البرلماني من عدم استباحة الجنس لنفسه كما يشاء كي بحرم عصير العنب لمن يشاء ؟
http://www.alquds.co.uk/?p=305776جمعية المسلمين القرآنيين: شرب الخمر حلال
Mar 05, 2015
لندن- أكدت الجمعية الدولية للمسلمين القرآنيين، في بيان صادر عنها إثر ملتقاها الأسبوعي الخاص بتدبر القرآن ، أن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والآثار المروية في كتب التفسير لم تحرّم شرب الخمر مشيرة إلى أن الله وصف المسكر بالرزق الحسن، وذلك في سورة النحل الآية 16.
وقالت الجمعية في بيان لها “ثمّ في الآيات الواردة في الخمر يأمر الله بعدم إقامة الصلاة في حالة السكر، كما يذكر أنّ لها إثم كبير وإثمها أكبر من نفعها، وهذا يفيد أنّ الخمر إلى جانب إثمها الكبير فيها أيضا منافع. ثمّ يوصي بتجنّبها من دون أن يحرّمها بآية صريحة في هذا الصدد. ولو أراد الله عزّ وجلّ تحريمها لاستعمل فعل ” حرّم “، كما استعمله في الآيات التي تخصّ الميتة، والدم، ولحم الخنزير.”
وانتهت الجمعية إلى أن الخمر ليس محرما، وفقا لما ورد بالنص القرآني، وهي إن كانت من عمل الشيطان فذلك ليس في ذاتها وإنّما في مفعولها السيء على صحّة الانسان وعلى صحّة المجتمع. فالأفضل إذا الامساك عنها لما ينجرّ عنها من مساوئ لا تنتهي، وبهذا نعمل، لانّ الخمر لمساوئها وصفت بحقّ أنّها ” أمّ الخبائث “.
وفي ما يلي الآيات محلّ التدبّر حسب الجمعية الدولية للمسلمين القرانيين
سورة البقرة:
الآية 173: ” إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ.”
الآية 219: ” يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ.”
سورة النساء:
الآية 43: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا.”
سورة المائدة:
الآية 90: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.”
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=276843 الخمر غير محرم فى الاسلام
----------------------------------------------------------------------------------------
ما زال التحليل والتأويل والتفسير والقياس الفقهى لنصوص القرآن والآحاديث ، رهين عقليات المفسرين من البشر منذ مئات السنين دون أن ننظر إلى المفسرين والفقهاء هل هم فعلا أسوياء يملكون المنطق والعقل الراجح ، أم أن الكثير منهم كان مصاباً بالعطب العقلى والعته الفكرى ، وجعلنا منهم أئمة ومرشدين وقادة ،ولأن الدين مهنة من لا مهنة له ، وجدنا الكثير من فقهائنا ومفسرينا يقررون وينظّرونَ حسبما نشأوا --- ، فوجدنا فقهاء منطقة الخليج متأثرين بطبيعة بلادهم الرملية الجافة القاسية ، فاختلفت تفسيراتهم للنصوص مع فقهاء الشام الذين نشأوا فى الحضر، وكذا الاختلاف مع فقهاء مصر أصحاب الارث الحضارى والثقافى ، حتى نصل للأكثر مدنية وتحضراً ، وهم فقهاء الأندلس ، امثال ابن رشد وابن عربى – واختلاف فقهاء هذه المناطق ، يوضح لنا أزمة الاسلام ، وحاجته لمؤسسة دولية وسطية مثل الأزهر ، تعكف على تنقية هذا الإرث المتضارب فى الكثير من جوانبه ، والمخالف لمقاصد الشرع الصحيحة – ولأننا قررنا منذ فترة السير فى هذا العمل تطوعا لتنقية التراث مما هو مخالف لصحيح ومفهوم النصوص ، نجيب على سؤال المستشار- سالم محمد النشيف الوارد على موقعنا بخصوص( موقف الإسلام من الخمر) ذلك بإسناد الرأى والفتوى فيها إلى النصوص دون َتزيد ، لذا سوف نبدأ بتعريف الخمر الذى أختُلف فى تعريفه فمنهم من قال أن الخمر لغة : - هى كل ما خامر العقل وغلبه –
وفى الاصطلاح الفقهى : - هى أسم لكل مسكر
واٌخر يعُرف الخمر لغة وشرعاً : - كل مسكر سواء كان من العنب أو غيره .
ولتحديد وضع الخمر فى الاسلام ، إن كان محرماً أم لا ، سوف نناقش الآيات والأحاديث المتعلقة بموضوع الخمر بالشرح والتفسير، حتى نستطيع الوصول للرأى الفقهى لوضع الفتوى بوضوح واطمئنان وثبات الحجة : -
اولا : - قوله تعالى فى الآية 219 من سورة البقرة ( يسأ لونك عن الخمر والميسر قل فيهما أثم كبير ومنافع للناس واثمهما أكبر من نفعهما ) ( ص )
والآية هنا توضح أن الخمر والميسر فيهما أثم ومنافع لكن اثمهما أكبر من نفعهما ، وهذا ليس بنص تحريم بل يضع الخمر فى درجة المكروه ، لأن نصوص القرآن عودتنا على الالفاظ القاطعة الواضحة اذا كانت المسألة تتعلق بالتحريم مثل قوله تعالى فى سورة البقرة 173 ( حُرِّم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير) وكذا الاية 3 من سورة المائدة وايضا قوله تعالى فى الاية 96 من سورة المائدة ( وحرم عليكم صيد البرما دمتم حرما ) وكذا سورة النحل الاية 115 ، مما يعنى أن الخمر مكروه وليس محرما وإلا لماذا لم تقل الاية حرم عليكم الخمر .
ثانيا : - قوله تعالى فى الاٌية 43 من سورة النساء ( يا أيها الذين أمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون) ( ص )
وقد نزلت هذه الاية بعد أن كان بعض الصحابة يصلُّون وهم فى حالة سكرٍ مزرٍ فيخطئون فى قراءة الآيات -- ويفهم ضمنيا من الآية هو أن السكر حتى الغياب عن الوعى ممنوع اثناء الصلاة ونص الاية لا يمنع فى غير اوقات الصلاة.
ثالثا : - قوله تعالى فى الآية 90 من سورة المائدة ( يا أيها الذين أمنوا إنما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فأجتنبوه ) ( ص )
وهنا الآية واضحة فى طلب إجتناب الخمر والاشياء الاخرى وهذا لا يدل على التحريم بل يضع الخمر فى درجة المكروه. وفرقُ كبيرُ بين حكم المحرم والمكروه رابعا : - قوله تعالى فى الآية 91 من سورة المائدة ( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكُم العداوة والبغضاء فى الخمر والميسر ويصدّكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون ) ( ص ) .
ايضا لم تقطع هذة الاية بحرمة الخمر والميسر بل تطالبهم بالتوقف عنهما حتى لا تصدهم عن ذكر الله وعن الصلاة ، ثم يأتى القرآن ليؤكد أن الخمر ليس محرم فى ذاتة بل فى علة الوقوع فى السكر الذى يصد عن ذكر الله وعن الصلاة بقوله تعالى فى الآية 15 من سورة محمد ( مثل الجنة التى وعد المتقون فيها أنهار من خمرٍ لذةٍ للشاربين ) ( ص )
خامسا : - بالنسبة للحديث الذى رواه مسلم رقم 3733 بأن كل مسكر حرام.
ابتداءً نتحفَّظ على سند الحديث لأن التحريم وهو أعلى درجات الأحكام فى الشريعة الأسلامية لا يكفيه حديث يصدر عن أحد أو بعض الرواة— لكن على اى حال فنص الحديث لا يحرم الخمر فى حد ذاته بل يحرم السكر أى الوقوع فيه .
ونحن إذ نفتى بعدم حرمة الخمر فى الاسلام قد وضعنا أمام أعيننا قوله تعالى فى الآية 116 من سورة النحل ( ولا تقولوا لما تصفُ ألسنتكمُ الكَذبَ هذا حلالُ وهذا حرامُ لتفتروا على الله الكذبَ ) ( ص ) والله من وراء القصد والابتغاء .
الشيخ د -مصطفى راشد
حاصل على العالمية من جامعة الأزهر كلية الشريعة
فرع دمنهور عام 87