يبدو أن العنوان غريب جداً فالكثير من قرانا وقصباتنا تحررت في هذه الايام من أيدي الدواعش، ولم يأتِ أحد على ذكر اياً منهن، لماذا تلكيف بالذات ؟ ألم تتحرر قبلها بطنايا وباقوفا وتللسقف والحمدانية وكرمليس وغيرها ؟ فلم تحدث أية ضجة ولا حتى كلمة تهنئة واحدة لشعبنا الساكن في تلك المناطق والمهجّر قسراً، لماذا كل هذه الضجّة على تحرير تلكيف؟ أنا هنا لا أقلل من قيمة الحدث ولكن أود أن أذكر على وجه الدقة الإخوة مسؤولي اذاعة صوت الكلدان لماذا لم يهتموا كل هذا الإهتمام ولم يحاولوا أن يلتقوا لقاءاً إعلاميا أو إذاعياً أو صحفياً لأي مسؤول من مسؤولي تلك القرى والقصبات ، ماذا ؟ أليست كلدانية ؟ هل أن تلكيف وحدها كلدانية ؟ أم لأن مسؤولي الإذاعى كلهم من تلكيف ؟ سؤال جدير بالإجابة عليه.
منذ زمن ليس بالبعيد سطع أسم شاب عراقي كلداني متحمس هو ريّان ، ومما زاد في سطوعه وشهرته أنه حمل لقب (الكلداني) وبالرغم من أن هذا اللقب هو مفخرة لي شخصياً لأنني مغرم بحب الكلدان تاريخاً وتراثاً ولغةً وهوية قومية، ومما زاد الطين بلة هو حمله لقب (شيخ)، لقد كتب بعض المغرضين ممن دفعهم اسيادهم للنيل من الأخ ريّان، ومن سمعته ومن وطنيته ومن أعماله التي لا يمكن أن يخفيها أكبر غربال في العالم، هذا الرجل الشاب الملئ بالحيوية والنشاط والمملوء بحب العراق والكلدان، بعض الذين تطرقوا بالسوء لسمعته كانوا مدفوعي الأجر والآخرون خافوا على مناصبهم وكراسيهم، والآخرون تخوفوا من أن يسحب الشيخ ريان الكلداني البساط من تحت اقدامهم، والآخرون خافوا من أن يكون الشيخ ريان الكلداني هو الناطق الرسمي باسم الكلدان والمسيحيين قاطبةً، لأن الشهرة والسمعة التي وصل إليها الشيخ ريان الكلداني لم يسبقه أحد إليها ولا حتى صدام في زمانه، وهذا الدليل ارجو أن تطلعوا عليه :
دخل الشيخ ريان معترك الحياة العسكرية ضمن تنظيمات الحشد الشعبي، وهذا ليس بشئ غريب، الم يدخل الكثير من المسيحيين من الكلدان والسريان والآثوريين أحزاب سياسية لا تمت بصلة إلى مسيحيتهم أو قوميتهم ؟ ألم ينتظموا ضمن أحزاب عربية أو كردية أو غير ذلك، فبالأمس القريب كان طارق عزيز قيادي في حزب البعث، وكان فرانسو حريري قيادي في الحزب الكردي وكان غيره كذلك، فما الغرابة إذا أنتظم الشيخ ريان الكلداني في تنظيم الحشد الشعبي ؟ ولماذا عليه حرام وعلى الآخرين حلال ؟ الم ينتظم قسم من رجال الدين المسيحي في مثل تلك التنظيمات ؟ ألم ينتظموا كأعضاء في مجالس المحافظات؟ لا نريد ذكر اسماؤهم، ولكن لماذا نرى القذى في عيون الآخرين ولا نرى المد الكبير الذي يعمي عيوننا ؟
عندما قام الشيخ ريان الكلداني بمبادرة لتأسيس تنظيم عسكري مسيحي يحمل الصليب ويحترم اسم يسوع ومريم العذراء قامت قيامة كل هؤلاء، وعلى رأسهم أعلى قيادة دينية فأطلقوا التصريحات النارية ونشروا الخطب الرنانة وصالوا وجالوا في المجالس وزياراتهم إلى اعلى مستوى في الدولة العراقية يرفضون ويستنكرون ويحتجون على ما قام به الشيخ ريان الكلداني، لا بل جاهروا علانية وبفخر بان الشيخ ريان الكلداني اراد زيارة فلان الرئيس الديني ل.... وقد رفض ذلك إحتجاجاً على الشيخ ريان الكلداني ؟ فمن يكون ريّان ؟ وصدر بيان من جهة دينية عليا بأنه ليس للكلدان شيخ يمثلهم، وقال آخرون من اين أتت المشيخة له، وأستمر هذا الدهاء السياسي المغلف بحقد أعمى بحيث قامت فضائية معروفة بإجراء مقابلة إعلامية في برنامج سحور سياسي وتم توجيه اسئلة للشيخ ريان الكلداني وقد أجاب عليها إجابات دامغة بشجاعة وعرض الأوراق الرسمية التي تثبت صحة ذلك موقعة من أعلى مرجع ديني كلداني، ومع كل هذا وذاك فإن الشيخ ريان الكلداني كان مثالاً للأدب والأخلاق العالية بحيث لم يمس اي إنسان من الذين تعرضوا له بالسوء والشتيمة بأية كلمة تجرح مشاعرهم وأحاسيسهم، لا بل في كل مناسبة كان يبين مدى التقدير والإحترام لغبطة بطريرك الكلدان الكاثوليك مار لويس ساكو المحترم، بينما قوبل بغير ذلك.
اليوم تحررت تلكيف، فقام خفافيش الليل فوراً برفع علم الزوعا في تلكيف بقيادة قائم مقام قضاء تلكيف الذي رفع العلم في الوقت الذي يمثل فيه سلطة الدولة وليس سلطة الزوعا، فهو قائم مقام في دولة العراق وليس في دولة الزوعا وكان عليه أن يرفع العلم العراقي وليس علم تنظيم طردوه منه. أين كانوا هؤلاء عندما أحتل داعش تلكيف؟ ألم يكونوا أول الهاربين ؟ وهل أصبحوا اليوم رجال لكي يتبجحوا بصور في تلكيف لكي يثبتوا على مناصبهم ؟ لماذا لم يحملوا السلاح ويقاتلوا ضمن هذه التنظيمات أو تلك ؟ حتى النساء حملن السلاح وقاتلن دفاعاً عن شرف بعض الرجال الجبناء الذين أخفوا رؤوسهم مثل النعامة، واليوم يبرزون عضلاتهم كأسود؟ بئس ذلك النوع من الرجال .....
قبل ذلك كان الشيخ ريان الكلداني وقواته البطلة قوات بابليون في دير مار بهنام والكنائس وهناك أستقبل غبطة بطريرك السريان وتجول معه في تلك الآراضي المحررة.
رفع الشيخ ريان الكلداني الصليب والعلم الكلداني وذلك لأن الشيخ ريان الكلداني لا يمثل موقع حكومي معين فهو ليس مدير ناحية ولا قائم مقام ولا محافظ ولا عضو مجلس محافظة، بل هو رئيس تنظيم عسكري ضمن قوات الحشد الشعبي المؤتمرة بأمرة السيد رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة.
اليوم الشيخ ريان وتنظيمه العسكري يمسكون ارض تلكيف ويحامون تلكيف وعند زيارة غبطة البطريرك لويس ساكو إلى تلكيف كان على رأس المستقبلين الشيخ ريان الكلداني ووضع غبطته يده بيد الشيخ ريان الكلداني فلماذا هذا التناقض ؟ هل عرفت اليوم قيمة الشيخ ريان الكلداني يا غبطة البطريرك ؟
لقد كتبنا عدة مقالات ليس قدحا ولا مدحاً ولكن كنا نقول الحقيقة فأتهمونا البعض من اصحاب الرؤى الضيقة والأفق القصير المدى بأننا نمتدح الشيخ ريان الكلداني، وهو يستحق ذلك المح حقاً أو أننا نطلب منه مساعدة لنا وغير ذلك
وعندما ظهر شيخ جديد وهو يتجاوز حدود المشيخة القومية ليعبر كل الحدود ويعلن نفسه شيخاً عامـــــــاً لعموم المسيحيين، وليس للكلدان فقط هذا الشيخ هو الدكتور جورج شمعون كاكو شيخ عموم المسيحيين في منطقة سهل نينوى هل من سائلٍ يسأل من اين أتته هذه المَشيَخة ؟ فلم يحدث أن أحداً من قادتنا الدينيين أن أعترض أو أمتعض عن هذا الإعلان، الدكتور جورج شمعون كاكو ، شيخ عموم المسيحيين في سهل نينوى
اليوم تحررت تلكيف وإن شاء الله إكتمال تحرير الموصل وبذلك يحقق الأخ الشيخ ريان الكلداني ما لم يستطع تحقيقه اي شخص آخر.
ألم يتم تشكيل فصيل مسلح ديني بأسم قوة ملكو أنتظم في صفوفها المسيحيين وأغلبهم كانوا من الآثوريين ؟ واليوم الم يتم تشكيل فصيل مسيحي مسلح في سهل نينوى؟ لماذا لا يعترض عليه أحد ؟
نتمنى للأخ ريان التوفيق في مهامه والرب يحفظه.
غبطة باطريركنا الجليل، نعم نحن وقفنا ضد افكارك وتوجهاتك المتعاكسة مع تطلعات شعبنا الكلداني، ولكن عندما غيرت المسار وناديت بالقومية الكلدانية كهوية قومية وطنية لشعبنا حسبنا ذلك نقطة لك، وعندما صححت بعض المفاهيم الخاطئة التي كنتم تؤمنون بها وجاهرتم علناً بأن شعبنا الكلداني يتكلم اللغة الكلدانية وليس السنسكريتية حسبنا ذلك نقطة لصالح غبطتكم، ولكن لم نرض عندما وقفتم بالضد من حركة الأخ الشيخ ريّان الكلداني وأحتسبناها نقطة ضدكم وضد شعبنا الكلداني ككل، واليوم عندما نراكم يداً بيد فهذا يعني أن المسار الصحيح ابتدأ، وها هي القِوى الكلدانية تتماسك من جديد فالبنيان بحاجة إلى رجال أشداء لكي يصلحوه، فإصلاح بيتنا أولاً هو من أولويات البناء ومن ثم نلتفت لنبني بيوت الجيران والله الموفق .
من يقف في صف كنّا وآغجان فأنه مشارك في تهميش وإستلاب حقوق الكلدان