سعادة سفير العراق في كندا، مهنتك دبلوماسية على ما اعتقد!! زيد غازي ميشو zaidmisho@gmail.om
عمل السَّفير، تمثيل دبلوماسيّ لدولة لدى دولة أخرى نهار يوم الأحد 29-1-2017 وأثناء القداس الثاني، نتفاجأ باعلان وجود سعادة سفير العراق في كندا في قاعة الكنيسة ويرغب بلقائنا! وهكذا ايضاً قبلها اثناء القداس الأول! بالحقيقة لا اخفي انزعاجي من هذه الزيارة التي تفتقر إلى البروتوكول المتعارف عليه عندما يكون هناك شخص مسؤول رفيع المستوى (اكره هالتعبير، عبالك غيره مستواهم عريض) وهذا الرفيع عندما يقوم بزيارة فعليه ان يعطي خبر قبل فترة ليكون هناك استقبال يليق بمقامه، فكيف الحال لو كان ممثل دولة العراق؟ هذا عدا بأن غالبية المواطنين لديهم مشاكل في العراق العظيم الذي صنفت حكومته في المرتبة الأولى من ناحية الفساد، ومن حقهم ان يبلّغوا قبل حين بتلك الزيارة الممنونة كي يتهيأوا لتقديم طلباتهم، إنما حال العراقيين لن يتبدل في ظل كل الحكومات والسفارات، فمن سيء إلى اسوء. وهذه المرة الثالثة التي اسجلها ضد سفراء العراق المتعاقبين في كندا، الأول ابلغ كنيستنا بالحضور واعتذر في نفس اليوم، والتالي حضر إلا ان احدهم خطب خطبة رنانة وقال اعطوني معاملاتكم وانا ساقدمها لأن سعادة السفير وقته ضيق؟ والأخير حضر كنيستنا كما في شطر الأغنية على درب اليمرون! علماً بأن هذه الزيارة محضّر لها منذ فترة ونحن لاندري، وتم التنسيق مع بعض من الكادر البعثي السابق على تأسيس منظمة او مؤسسة بإسم (الحكمة) مع احترامي لجامعة ومدرسة الحكمة التي عرفت برقيها وشتان بينها وبين ما سيتأسس في ظل سعادته. حيث في اليوم التالي أي الأثنين، كان هناك مأدبة غذاء لحوالي 40 شخصاً، بمناسبة الشروع بتأسيس هذه الحكمة، والتي يفترض ان يكون الحضور من اصحاب الشهادات العليا، لأن جزءمن مهامها فتح جامعات، إلا ان ربع العدد كانوا اصدقاء او لديهم مصالح مع المنسقين لتلك الحكمة! من بينهم لبنانيين وسوري!!!!! في الوقت الذي فيه الكادر البعثي السابق الذي سيستلم الحكمة المرتقبة يعرفون الكثير من اصحاب الشهادات العليا في مدينة وندزور التي نقطنها، إلا انهم لم يوجهوا اي دعوة لهم، (وبقوها سكتاوي) وهذا جزء من الحكمة التي عرفناها منذ العهد البائد وما زلنا. فأبشروا يا عراقيين بمؤسسة الحكمة التي ستدار من كادر بعثي عريض او (مفلطح) المستوى، والهبرة آتية لجنابهم الكريم. وبالعودة إلى لقاء السفير مع المؤمنين في الكنيسة، فقد نسي سعادة السفير بأنه شخص دبلوماسي قبل كل شيء، لذا عليه ان يكون اكثر احتراماً للمؤسسات التي يلتقيها، وينسق مع مسؤوليها للزيارات قبل فترة طويلة خصوصاً لو كانت كنيسة او أي مؤسسة دينية، والكنيسة ليست ديوان عشائر يفتح خيمه للأعراب بأي وقت كان، ففي نفس اليوم اراد ابناء الرعية ان يتعرفوا على كاهنهم الجديد الذي قدم لخدمتهم ستة سنوات، وهو شغف للقاءهم، إلا ان (الهش والأسكت) تكررت كثيراً مما احرجه واحرج الجميع، ولو كان هناك تنسيق صحيح لأخذ الكل حقهم. وايضاً على سعادته ان يكون اكثر لباقة في كلامه ولا يستعمل اسلوب التسقيط، ففي اثناء حديثه اشار إلى إحدى مؤسسات الجالية وهي الجمعية العراقية الكندية، وقال نصاً عن مسؤولها وبأسمه، بأن السفارة تدرس الطلبات التي يرسلها له بتأني كونها لا تثق بأداءه!! ولا اعرف ان كان القصد من ذلك هو تسقيط تلك المنظمة كي يتسنى لأصحابه من الكادر البعثي تأسيس اخرى يتم تسهيل امورها بدون منافس؟ بالحقيقة اثنان يلامان على هذا الخلل هما: سعادة السفير الذي يفترض ان يكون دبلوماسياً في تعامله، وكاهن الرعية (القديم وليس الجديد) الذي وافق على هذا اللقاء المفاجيء دون ان يضع في فكره مكانة الكنيسة والرعية التي يحتاج ابناءها إلى لقاء مع السفير مفتوح لعرض مشاكلهم وطلباتهم، أملاً بل متأكداً من ان الكاهن الجديد لديه من الحكمة والذكاء ما يكفي كي لا يقع بنفس الخطأ او لنقل اخطاء متكررة. عند بحثي في الأنترنيت وجدت عنواناً لموضوع وهو : كيف تصبح دبلوماسياً ووجدت من المناسب ان اعرض بعض النقاط منه وقد تنفع سفراء العراق في ظل حكومتنا الرشيدة. الدبلوماسية هي أن تكون شخصاً ذكياً بحيث يعرف كيف يتعامل مع الأشخاص الآخرين ويُجيد التعاطي والتعامل مع ما حوله وما يملك من معطيات، فهو شخص لا يحب أن يؤذي مشاعر الغير، يمتلك أسلوب حوار راقي وذكي جداً بحيث يستطيع من خلاله حلّ أي خلاف مهما كان كبير بينه وبين الآخرين بسهولة، وعادةً ما يكون شخص محبوب ومحترم من قبل الجميع، فهو كما وصفه نيكلسون: "هو شخص يتّصف بالمصداقية، والدقة، والهدوء، والمزاج، والصبر، والتواضع، والإخلاص".
من يقف في صف كنّا وآغجان فأنه مشارك في تهميش وإستلاب حقوق الكلدان