في مقال سابق ذكـرتُ عـن مشاركاتي في إجـتماعات 2004 - 2005 مع الإخـوة في سدني ، وألمحـتُ لهم قـول ناﭙـليون عـن الصين ، وقـلتُ : الكـلدان تـنـّـين نائم ، إحـذروه إذا نـهـض .
تـزداد ألقـوش هـيـبة وإفـتخاراً بالبلدات الكـلدانية الأخـرى وظـهرها متين بالشعـب الكـلداني المنـتـشر سواءاً في بقاع العـراق أو في العالم ، بالإضافة إلى تمتعها بتأريخها الذاتي الذي جعـلها موضع إهـتمام الجـميع ، أما الإخـوة (( القـوميّـون الوحـيدون في العالم )) جـميعهم يرصدون أي كاتب أو شاعـر أو سياسي أو أديـب ألقـوشي ، كما أنّ أية كـتابة أو كلام أو حـركة من ألقـوشي تـكـون منبـِّهة ومفاجـئة تـصرع الإخـوان ، لابل حـتى عـطستهم مرصودة ، ولا يدرون أنّ إلى جانبهم يوجـد كـلدانيّـون كـثيرون بارعـون بكـُـتــّابهم وأدبائهم وشعـرائهم ومثـقـفـيهم الذين يُـغـْـنون الأمة الكـلدانية بآرائهم السديدة وأفـكارهم الرشيدة ، وبعُـمَالِهم الجادّين في العـمل وفلاحـيهم المخـلصين لأرضهم وأينما وُجـِدوا . وإذا إفـتـخـر الألقـوشي أو التلسقـفي أو الدهـوكي أو العـنكاوي والشقلاوي وأيّ كـلداني آخـر ، أقـول إذا إفـتـخـر بقـوميته الكـلدانية فإنه مُـحِـقٌ ( ويستاهـلون ولدنا ) ، فلا أدري لماذا ينـزعـج الإخـوان ؟ هـل لأنهم يريدون أن يكـون الشعـب الكـلداني بدون قـومية ؟ أم يستأجـر له قـومية مؤقـتة ؟ وإلاّ !! هـل يـريدوه أن يستـجـدي له قـومية من هـنا وهـناك مجاناً ؟ أم أنّ هـناك مَن يـتبرّع له بعِـدّة حـروف أبجـدية متبعـثرة ليشكـّـل منها إسماً قـومياً لأمَّـته ؟ فإذا كان الكـلداني شماساً قالوا عـنه إنه شماس يناقـض نـفـسه وليس يؤمن بالوحـدة والرب قال لتـكـونوا جـميعـكم واحـداً ، وإذا كان أمـمياً قالوا عـنه إنّ الأممي لا يعـتـرف بالقـومية فـما الذي غـيَّـره وصار المدافع العـنيد عـن قـومية الكـلدان ، وإذا عـرفـوا قليلاً من رياضيات السنـوات فإنهم يسألونـنا قائـلين أين كـنـتم قـبل 2003 - يا لسـذاجـتـهم - وإذا ضاقـت بهم الأمور عـزفـوا عـلى تـَـنـَـكـَـتِهم الفارغة ( سوناتا الخائبـين التعـيسين ) : قال المذهـب الكـنسي ، وحـكى ﭙـطركـنا الراحـل بـيداويد الآثـوري ، وأبونا مؤرخ حـكايات جـدّتي ، ولكـنهم يتـناسَون (( محـيلا شمعـون ﭙـطريركا د كـلذايـيه )) ، وتراهم لا يذهـبون إلى الكـنيسة مساء يوم الجـمعة كي لا يسمعـون صلاة الرمشا (( هالين كـُـلهين ﮔـدَشلان ولا طعـيلان .......... تـْـهَـر كـلذايـيه كـذ قـَـيمين ..... )) ، ولا يذهـبون إلى حـديقة الحـيوانات كي لا تـُـذكـِّـرهم بأسد بابل الكـلداني . ألا تؤمنون معي أن كـلمة كـلدان تـسحـر عـقـول قـبل قـلوب الإخـوان ؟ ــ يابه حـقـهم الإخـوان يـﮔـولون أن الكـلدان مجـموعة أفـراد سَـحـَّـرﭽـيّة ، لأن بعـد آلاف السنين وكـلمة الكـلدان تسحـرهم ، فإشْـلون كان الوضع قـبل آلاف السنين ــ ؟
وبـين فـترة وأخـرى يطل عـلينا واحـد من هـؤلاء الإخـوة فـنـتـوقع منه أنْ يُرفـّه عـنا تعـبنا اليومي ، فإذا به يأتينا بنكات فاقـدة الطعم خالية من الروح ، وهـو لا يعـلم أنّ وقـت إستراحـتـنا ثمين وليس للهدر بالإستـماع إلى ما ينـسجه في مخـيِّـلته من مُـضحِـكات ـ والتي لا تــُـضحِـك حـتى بعـوضته ـ بل تـدعـونا ( وهـذه حـقـيقة ) إلى العـطف والإشفاق عـليه . فها هـو الشاويش المتأرهم والمتورّم من كـتابات الأدباء الكـلدان ، لا يملك حـجة منـطـقـية ، إستـهلك كل حجارته فلجأ إلى كـلمة (( تـحـريض منـظــَّم )) .
إنّ صاحـبنا الشاويشي المتأرهم لا يـدري بنا نـحـن الألقـوشيون وكل الكـلدان ، بأنـنا في إحـصاء عام 1967 كـتبنا قـوميتـنا (( كـلدانية )) قـبل أن تـكـون هـناك أحـزاب حـكـومية حاكـمة ، ولا كانـت هـناك تـنـظيمات إخـوانية مِن جـماعة الشاويش المتأرهم ، وإنما إنـطـلقـنا من كـيانـنا العـفـوي المتوارث وليس المكـتسب كما لغـيرنا .
إنّ شعـباً كـلدانياً لا ينـجـرف أبناءَه وراء المنـصّات والمايكـروفـونات ، ولا يرتـخي أمام المناصب والدولارات ، هـو شـعـب جـدير بالإحـتـرام ، معـتـز بأصالته فـخـور بنـفـسه ، ويستـحـق أن يسجـل إسمه في لوحة الشرف التأريخي . إنّ مؤتـمر النهـضة الكـلدانية للشعـب الأبي الكـلداني سيكـون شوكة في عـيون مَن لا يتـحـمَّـل رؤية شعـلة الكـلدان المنيرة ، وسيكـون أقلاماً أصيلة برّاقة تــُعـمي البصائر الحاقـدة ، وحـناجـر صافـية مدوّية تـزلزل الأرض تـحـت أقـدام الكـثيرين . إنّ مؤتـمر النهـضة الكـلدانية سـيحـيـيه أبناؤه القادمون من بقاع العالم ، مِن رجال الكـنيسة ، قادة تـنـظيمات ، رؤساء وأعـضاء إتحادات وجـمعـيات ، رجال مستـقـلون جُـلّ إعـتـزازهم هـو إسم قـوميتهم الكـلدانية ، ومِن بـين جـميع هؤلاء سيـكـون فـطاحل إتحاد الأدباء والكـتــّاب الكـلدان العالمي - نعـم العالمي - عـناصرَ مشعة ومتلألـئة في قاعة المؤتمر .
إن الغاية من كل ذلك ليست إستلام رواتب شهرية ومكـرمات ، ولا الحـصول عـلى مكاتب مؤثـثة مدفـوعة الإيجارات ، ولا الحـصول عـلى بطاقات سفر سياحـية بالمجّانيات ، وإنما هي ربـط أبناء الأمة الكـلدانية بعـضهم بالبعـض الآخـر أينما كانوا منـتـشرين في العالم ، وإستـنهاض مشاعـرهم لينادوا بإسم قـوميتهم عالياً ، وتـزويدهم بأمصال واقـية من الـﭭايروسات التسموية التي تـحاول النيل من إعـتـزازهم بإسم قـوميتهم الأصيل .
وأقـولها صراحة (( لا مكان في مؤتـمر النهـضة الكـلدانية لمن لا يصر أمام الجـميع عـلى إعـتـزازه بقـوميته الكـلدانية دون أيّ إسم آخـر ، ولا مكان في مؤتـمر النهـضة الكـلدانية لبائع أمته من أجـل مكـتب مؤثـث وراتب شـهـري )) .
من يقف في صف كنّا وآغجان فأنه مشارك في تهميش وإستلاب حقوق الكلدان