إهداء إلى غبطة البطريرك بمناسبة زيارته مدينة ونزر-كندا «
في:02.12.2017 في 13:31 »
إهداء إلى غبطة البطريرك بمناسبة زيارته مدينة ونزر-كندا
د. صباح قيّاوأنا أستمع بامعان موعظة غبطة البطريرك لويس ساكو مساء الأحد 26 كانون الثاني 2017 في كنيسة العائلة المقدسة في ونزر – كندا , تذكرت أستاذي المرحوم الدكتور والجراح النطاسي المعروف خالد ناجي . كنت ومع مجموعة من الزملاء في حوارٍ طبي إداري معه وذلك قبل دخول الحلفاء أرض الوطن الجريح بمدة قصيرة . دهشت من قوله والذي كرره أكثر من مرة بلهجة غلب عليها طابع الثقة والإصرار بأن المستقبل باهر , وما قاله بالحرف الواحد : The future is bright
سألت نفسي ذلك الحين لماذا يبشرنا بالمستقبل الباهر وواقع الحال وكل المؤشرات خلاف ذلك وعلى ماذا استند في نظرته التفاؤلية وهو الرجل العلمي المعروف بآرائه المستقلة وسلوكه المميز . لقد كان الجواب واضحاً حيث كان ذلك الوقت من المقربين للسلطة وبالذات لشخص الرئيس نفسه ومن ضمن المعتمدين عليهم جداً في التخطيط والتعليم الطبي ... إذن لكل شيْ ثمن ... ولم تمضِ سوى بضعة أشهر فإذا بذلك المستقبل الباهر الذي وعدنا به ينقلب إلى مستقبل خاسر على كل الأصعدة .
لست بصدد مناقشة ما جاء في موعظة غبطته فهنالك العديد من النقاط التي وردت على لسانه وتستوجب حقاً إبداء الرأي الصريح . وسأكتفي الآن فقط بالتعليق على قوله ما معناه أن الوطن مقبل على مستقبل مشرق . ولا أعلم عن أية إشراقة يتكلم غبطته ومن أية جهة سوف تأتي , وما هي المؤشرات المنظورة وغير المنظورة إن صح التعبير للدلالة على قرب حصول الغد المشرق .
كنت أتمنى من غبطته أن يشجع الحضور على الإندماج مع فعاليات وطنهم الجديد وبالانضمام إلى مؤسساته المختلفة وخاصة السياسية منها وأن يشتركوا في الإنتخابات كمرشحين وكناخبين لكي يكون لهم الدور الرائد في إعلان الشأن الكلداني خصوصا والمسيحي عموماً .... ولكن الظاهر بأن عزف السلطة الروحية القادمة من هناك لا يتماشى مع واقع الرعية وطموحاتها في المهجر وربما لا تزال تحلم بعودة المهاجرين من نعيم المهجر إلى عذاب البلد الذي يئن من أوجاعه , والله أعلم متى يتعافى ويتماثل للشفاء ؟؟؟ ....
ألهمني قول غبطته مشكوراً فكانت لي هذه الابيات الشعرية .....
أيّها القادمُ من بلادٍ عشتُ فيها زماناً ونفسي تحنُّ لهْفاً إليها
كيفَ الديارُ وكيفَ حالُ الصابرينَ وهل قبورُ الوالديْنِ الدمعُ يسقيها
أراكَ توعِدُ عن إشراقةٍ في غدٍ لشمسٍ ضياؤها الآنَ لا كماضيها
فكيفَ للإشعاعِ أنْ يوقدَ نورُهُ عقولاً يدعو للقتلِ كتابُ نبيها
فهل تنسى قروناً مشتْ للشهادةِ مواكبٌ منَ الأبرارِ خلفَ راعيها
وحتى الّذي شاءَ حياتًهُ صاغراً عاشها ذميّاً وبالجزيةِ شاريها
ومنْ اسلمَ بينهم ظلَّ طريقَهُ ومنْ عزفتْ نفسُهُ فالسيفُ يُرديها
وماذا عن كنائسٍ غدتْ خرائباً ومقاعدُ الأخرى تشكو هجرَ أهليها
هوَ التاريخُ وما فيه منَ المِحَنِ حتى الجبالُ منْ شدّةِ الهولِ تبكيها
غزوٌ ودمارٌ واغتصابٌ وتشريدُ ومنْ حمى الصلبانَ بالأكفانِ يطويها
راياتٌ تدوسُ الخرافَ بلا رحمةٍ وبِاسمِ اللهُ أكبرْ للموتِ ترميها
فكيفَ ترتجي أملاً من حكومةٍ دستورُها ديانةٌ بالدمِ ساعيها
ولو خُليتْ قُلِبتْ قالها "عليٌ " واليوم في وطني سافلُها عاليها