مواقعنا الألكترونية .. ودورها في وحدة شعبنا
باسم روميل بعد رسامة أسقفين في بغديدا قبل فترة , استوقفتني الأخبار المنشورة فى بعض المواقع الألكترونية الخاصة بشعبنا تتعلق بكنيستنا وبلغتنا وتراثنا وفنوننا وطلبتنا . وتملكني الفخر وانا أتابعها والتي تدل على حيوية شعبنا وديمومته وتواصله في الحياة وفي بناء الحضارة الإنسانية كما عودنا عبر التأريخ والذي لا يمكن لحفنة من المأجورين أو الإرهابين القتلة إيقاف مسيرته , وها هي رموز الآرهاب وقادتها تتهاوى الواحدة بعد الأخرى وآخرها بن لادن اللعين , لهذا علينا مواصلة المسيرة التي بدأت منذ سبعة الآف سنه وأكثر , فشعبنا يتجدد ويبدع ويواصل الحياة بالرغم من العراقيل من الآرهاب وأصحاب الجدل العقيم من شعبنا , كيف لا وأجدادنا هم من إخترع العجلة والتي سارت بها الامم والحضارات الأخرى ’وبعجلة’ إلى الأمام .
كان شعبنا يحتفل بعيد السعانين في اليوم الذي رسم فيه الأسقفين مار يوحنا بطرس موشي ومار افرام يوسف عبا على يد بطريرك كنيسة السريان الكاثوليك فالف تهنئة لشعبنا لرسامتهم ومبروك للأسقفين الجليلين هذه الرسامة . ومبروك للحشد الكبير الذي حضر المراسيم وعلى رأسهم المطارنة وألأساقفة والقساوسة ومن مختلف كنائس شعبنا في منظر رائع لا يمكن وصفه على الورق والذي اكد بأننا شعباً واحداً لا غبار عليه , حيث الجميع كان يؤدي صلاته بلغة يفهمها ويتكلم بها شعبنا وهي اللغة السريانية ,إلا البعض الذي لا ذنب له أبداً في عدم تعلمها وإنما للظروف وللزمن الذي قسى علينا كشعب أصيل وجعلنا لا نمتلك الفرصة في تعلم لغة الأم .
وهنا اود أن أقول للبعض من السياسيين وأشباه المثقفين من المحسوبين علينا ممن يحاولون أن يضعوا العصى في عجلة مسيرة شعبنا ليتشتت أكثر مما هم عليه الأن, إن لعنة شعبنا , أيها المتطرفون من أية جهة كنتم , ستنزل عليكم لا محالة بعد لعنة رب العالمين, فإن الذي سمعناه في كنيسة السريان الكاثوليك لم يكن مختلفاً عما نسمعه في كنائس الكلدان أو ألاثوريين , الكاثوليكية منها والمشرقية . لماذا تفرقون بين هذا وذاك . السنا شعبا واحدا !! بينما لغتنا وعاداتنا وتأريخنا وطقوسنا وإيماننا واحدة . ليكن ضميركم حياً وتراجعوا أنفسكم لبعض الوقت وتتجردوا من الأنانية. فشعبنا واحد وقوميتنا واحدة وديننا واحد وتأريخنا وصلاتنا وصومنا واحد وهكذا.. مكان عيشنا وتجمعنا وعاداتنا .فلماذا تزيدون من معاناتنا بزيادة الفرقة والتشرذم؟ ألا يكفينا من قتلنا وقتل رجالات ديننا وفجر كنائسنا وبيوتنا ثم هجرنا ويريد أن ينفرد بالبقية في الوطن ليلحقوا بالاخرين .
لماذا لا يكون من حقنا أن نفتخر ونحن نقرأ عن هكذا نشاطات وفعاليات والتي كما يبدو, لا تروق للبعض من هؤلاء الأقزام اللذين يصموا آذانهم ويتهربوا من الواقع , مع ذلك فعلينا أن نعذرهم ونعطيهم الحق , حيث هم أنفسهم من نكروا ذاتهم وقوميتهم وهم من كتبوا في الأحصاءات التي جرت في العراق وفي الماضي القريب قومية غير تلك التي يستميتون من اجلها اليوم ومنهم بعض رجالات الدين والذين حاربوا وبشراسة عملية تعليم لغتنا السريانية الجميلة عندما إنتزع أبناءهم هذا الحق لتدريسها كلغة رسمية في مدارس الدولة ووقفوا جبناء ضد أي تحرك خير لشعبهم واستمروا في غيهم إلى أن وجدوا مخرجاً , كما إعتقدوا , لمصائبهم تلك وذلك بالتظاهر وكأنهم منقذوا هذه الأمة بعد أن تحولوا إلى " رجال أشداء " ضد إخوانهم . ولكن وبخبثهم هذا فإنهم يزيدون التشتت والفرقة بين أبناء شعب واحد أصيل. فأقوال البعض في السبعينيات عن شعبنا الواحد لا زالت في الذاكرة , وإن كانوا قد نسوا أو تناسوا ذلك فلا بد أن نذكرهم بها إن ارادوا !! هؤلاء الذين يشهرون سيوفهم ضد أبناء شعبهم اليوم .
وللقاريء الكريم أذكر بعض من نشاطات إستوقفتني وافرحتني وأنا اقرأها وكتبت هذا من اجلها .وهذا جزء بسيط مما قرأته في أخبار ونشاطات شعبنا ليوم واحد في المواقع الألكترونية وهي: قسم اللغة السريانية في جامعة بغداد يحتفل باليوم الثقافي, وفد المجلس القومي الآشوري يزور مقر إتحاد الطلبة والشبيبة الكلدوآشوري للتباحث حول شؤون الطلبة والأقسام الداخلية , محاضرة لمديرية الثقافة والفنون السريانية – دهوك سميل , أسقف أربيل للطائفة الكلدانية المطران بشار وردة طالب الحكومة العراقية بإدراج تأريخ المسيحيين وتراثهم وأفضالهم في شتى المجالات ضمن المناهج المدرسية التربوية , وضع الحجر الأسلس لجامعة الحمدانية.
ونشاطات أخرى عديدة ومستمرة وفي كل يوم تنشرها المواقع العديدة . وكل واحدة من هذه النشاطات تحتاج إلى اقلام مثقفينا ليكتبوا عنهاعشرات المقالات ويتغنو بها . ولكن وأقولها بمرارة بأن اغلب كتابنا يغض النظر عنها لا لسبب إلا لأنها من صنع شعبنا . فلو كانت "منحة " من الغريب المتسلط علينا , لكتب هؤلاء وملئوا الصفحات عنها ومدحوا الحاكم بها وتمنوا له عمراً طويلاً وهللوا وزمروا له , وكانهم في بلاط أحد الخلفاء ينتظرون هبة بعد أن يسمعواعبارة " إعطوه كيس من الدراهم" . وأشك بهؤلاء إن كانوا لا يستلمون أجراً عن أقلامهم !! .
وأخيرا اود أن اهمس في أذان هؤلاء المرتزقة المثل " إن لم تكن شمعة فلا تكون شوكة " . فإتركوا من في العراق يعمل بصمت من إجل العراق أولاً وشعبنا ثانياً , فإنه قد مل إثارة زوابع فاسدة بين حين وآخر رجاءً ," ومن له آذان فليسمع " وهنا وبكل إحترام نقف شاكرين لمواقع شعبنا العزيزة الحيادية ومنها عنكاوة دوت كوم الذي لا يمل منه القاريء بصفحاته المنوعة , وشبكة زهريرا الإخبارية السائرة بخطوات ثابتة إلى الأمام بالرغم من العراقيل وموقع كلدوآشور الرصين وبرطلة دت كوم الجميل ووو... وليعذرني المشرفين في المواقع الأخرى العزيزة التي تواكب الأحداث والتي نتابعها كالغذاء اليومي فهي منا ولنا ولمستقبل شعبنا وبودي أن اذكرها جميعاً وافتخر بذكرها فمن يديرها ويشرف ويكتب فيها يؤدي خدمة عظيمة لوحدتنا , ما عدا القلة القليلة من الإستثناءات التي تبث السموم بين أبناء شعبنا عبر أقلام مأجورة تجرنا إلى معارك داخلية وهمية , والشكر لله فإنهم قلة ,لا يمكنهم تغيير التأريخ بجرة قلم .