كنيستنا الكلدانية وزمن الكورونا «
في:05.05.2020 في 20:44 »
كنيستنا الكلدانية وزمن الكورونا
كثر اللغط في زمن الكورونا حول إقامة القداديس باللغة العربية( في اغلبه ) وخاصة في كابيلا مقر البطريركية الكلدانية في بغداد !
وطبيعة اللغط هو الكلام المبهم والجلبة التي يراد بها ارباك لمشهد معين لا يأتي على مرام ذلكم النشاز الذين لا يريدون ان يروا العالم الا من خلال ثقب صغير صنعوه لنفسهم فقط وجعلوه مقياسا لكمية المعرفة وحجم الضوء الذي ينير بصيرتهم .
ان الناقد اللبيب والمحلل الحدق هو من يلم بالموضوع من كل جوانبه بملكة معرفية وقراءة واقعية وحيادية تامة ، وهذا يتطلب اقلاما مهذبه وافكارا راقية ومساحة كبيرة من الطرح الذي يلبي طلبات اكبر شريحة من المتلقين للفكرة سواء كانت رفض لحالة معينة او تسليط ضوء على مسالة مختلف عليها .
كل هذا لم نقرا عنه ولم نسمع به ، عكس ما ورد من نمم في زمن يحتاج مجتمعنا الى الرمم والقول الصادق ورص الصفوف .
وعود الى البدء ومنذ ان ضربت جائحة كورونا العالم تغيرت أشياء كثيرة تتماشى مع متطلبات الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي، فتطلب ذلك ايقاف اغلب النشاطات الاجتماعية ومنها الذهاب الى الكنيسة ، وبذلك أصبحت إقامة القداديس غير ممكنة مما دفع رجال الدين الى الاستعانة بوسائل التواصل الاجتماعي عن بعد لإدامة الخدمة الكهنوتية الملقاة على عاتقهم بكل أمانة وصدق كل من موقعه وبالطريقة التي تتناسب لإيصالها لرعيتهم ، ويشهد العالم كله وبالإجماع كيف انهم اي رجال دين كنيستنا الكلدانية انبروا لأيصال الكلمة بتفانٍ وتضحية ووصل الحال بهم الى زيارة المرضى وتقديم القربان وحتى توزيع المعونات الى العوائل المتعففة .
رب سائل يقول هذا واجبهم ؟؟؟ ونعم ونعم الواجب ، ان الإخلاص والمحبة والحرص سلسلة لا تنقطع ولا يمكن اختزالها ، فالحرص يبدا بالحفاظ على الطقس واللغة والأسرار الكنسية والمشاركة ونكران الذات ، كل هذا تشهد له العيون والضمائر الحية المؤمنة بان كنيستنا كانت وستبقى الملاذ الأمن لحفظ موروثنا الديني والتاريخي ، هكذا يرى المخلصون والواقعيون .
والذي حصل في فترة الكورونا نفسه كان يحصل قبلها ، نفس المعاول ونفس الأقلام الصفراء خرجت من جحورها وبدون بصر او بصيرة وانهالت لتوقع جدار كنيستنا المقدسة وخاب ظنهم كما السابق ، انهم اقزام انهم كمن يصارع الطواحين العظيمة ، اليوم أيضا لبسوا ثوب المدافع عن اللغة وكانهم هم من حفظها طيلة اكثر من ألفي عام وهو عمر كنيستنا المقدسة الشهيدة والشاهدة على كل أهوال العصور ، الكنيسة الكلدانية التي تمتلك هذا الكم العظيم من الموروث الديني والطقس العظيم ، انها كنيسة مار افرام ، ومار شمعون برصباعي والقائمة تطول جدا ، انها كنيسة الشهداء عبر التاريخ ، كنيستنا لم تبدع فقط في الحفاظ على اللغة والتراث والموروث لا بل ابدعت في طريقة إيصال الكلمة الى المؤمنين وبكل اللغات ، والمبصرين يعلمون ارث كنيستنا الكلدانية الذي وصل الى الهند ومازال .
كنيستنا المقدسة تتكلم بكل اللغات وتتمكن بكل العلوم وتسعى بأنجع الطرق ، انها كنيسة حية ناشطة غالبة دائما وأنها الجامعة المقدسة الرسولية ، انها شبكة تحتوي المؤمنين من كل جنس وشكل ولون ، انها كنيسة حريصةعلى ابنائها قبل كل شيء ، ولنا من الآباء الاجلاء من يقيم القداس بأكثر من لغة ، انهم اباء مجاهدين ومجتهدين انهم تتلمذوا في مدارس كهنوتية يشهد لها معاهد عالمية بمستواها الأكاديمي الراقي ، ولنا كلية بابل شاهد على ذلك وقبلها معاهد إعداد الكهنة في الموصل وبغداد .
كنيستنا يوم كان الظلم والحروب والتهجير القصري ضارب اطنابه بلدنا العراق ، كانت هى تناضل من اجل الإبقاء عليها مهما كلف الثمن واعطت كوكبة من الشهداء أضيفت الى سفرها الخالد في الشهادة .
ان المختزل فكريا هو من يختزل هذه المؤسسة المقدسة في موضوع مختلف علية اساسا فالقداس هو اجتماع للاحتفال بالافخارستيه او الاجتماع للعبادة ، وهذا الاجتماع يتطلب لغة تصل الى اغلب الحاضرين وهذا يجبر الراعي بان يراعي الجميع ، وليس وكما يقال انهم لا يفضلون لغتهم الكلدانية .
لست بصدد الدفاع عن كنيستنا الكلدانية بالمطلق ، لانها ليست في موضع الاتهام مع أني أتمنى ان امتلك ذلك الشرف العظيم ، اريد ان اصرخ بصوت عالي لأسمع الجميع ان كنيستنا الكلدانية المقدسة وقائد دفتها وراعيها الكاردينال مار لويس ساكو بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم الكلي الطوبى والاكليروس المقدس وكل رجال الخدمة الكهنوتية في كل العالم وراهباتها ورهبانها وشمامستها هم حريصين على لغتنا الكلدانية وتراثها وطقسها مثلما هم حريصين على إقامة القداديس ونشر كلمة الحق التي جاء بها رب الأرباب سيدنا ومخلصنا وفادينا الرب يسوع المسيح له كل المجد الذي بدمه اشترى لنا هذه الكنيسة وسكب دمة عربون لخلاصنا .
ستبقى كنيسة الكلدان المقدسة عصية على ان يمسها ضرر وقوات الجحيم لن تقوى عليها .
سلام مرقس / ساغسيل