سمحتُ لنفسي هنا ان اتحدث عما يعتمل في نفوس الكثيرين من المسيحيين ، اولئك الذين يشعرون بانهم ، رغما عنهم ، يرزحون تحت وطأة الانتساب الى " المكوّن المسيحي " !!. هم لا يرغبون ان يكونوا مؤطرين في دائرة اسمها " المكوّن المسيحي "...انه زمن الحرية والانعتاق ، وهم يريدون كسر الاغلال التي تستعبدهم وتحشرهم كالعبيد في سجن مؤطر بدائرة اسمها " المكوّن المسيحي " .... كفى ارغامنا على المجاملة ... كفى ارغامنا على اختيار الكلام الزئبقي الذي يُعطي انطباعا ظاهريا بأننا ضمن المكوّن المسيحي ... كفى ارغامنا على الكذب ... لا رابطة حقيقية تربطنا كي يُطلق علينا " المكوّن المسيحي " ... جنود الحرية هؤلاء ، ليسوا من طينة واحدة او بيئة متجانسة .. قد لا يجمعهم شيء على الاطلاق.. ولا ارضية مشتركة ، مهما صغرت مساحتها ، تستطيع ان تستوعبهم .... هم خليط عجيب تتذبذب مشاعرهم ، صعودا ونزولا ، اتجاه ما يسمى بـ " المكوّن المسيحي "..
البعض سوف يستلقي على قفاه وهو يقهقه عند قراءة عنوان هذا المقال....عندما يلتقط انفاسه يتسائل باستغراب : ما هذا العنوان الذي لا معنى له ؟ ...فك ارتباط ؟؟؟.....فك ارتباط من ماذا ؟ ...متى كان هناك ارتباطا حتى يدعو الى تفكيكه ؟؟!! انه محق في تساؤله هذا.. يجب ان اعترف بذلك ... لكني ارتأيتُ ، وسمحت لنفسي ، ان اتحددّث عما يعتمل في نفوس الكثيرين منا ، ويحجمون عن الافصاح عنه لاسباب مختلفة .... اني واثق من ان بعضهم سيشكرني في سرّه ، وقد يلعنني بلسانه في ذات الوقت لانه لا يريد ان يُفضح سرّه !!
أسألوا كنائسنا ( ومن الافضل ان يكون الكلام همسا ) ، ستعرف الحقيقة العارية لانهم لا يكذبون ... سيقولون انهم يفضّلون اسم الطائفة " كبديل " عن اسم المكون المسيحي الفضفاض .. أسألوا المؤمنين منهم ، سيؤكدون ما تقول كنائسهم سرا ، بل هم اشد طائفية من جوهر الطائفة نفسها ... اما في في العلن ، فالامر يستوجب الحكمة وبعض التمويه الى حد ما ...لا مفر من التظاهر بالمسيحية !! لا بل ان هناك كنائس محسوبة على المسيحية تجدها فرصة سانحة لفك الارتباط هذا ... تستطيع ان تُقنع " المجاهدين " بأن معتقدهم بالمسيح ( او عيسى ) لا يختلف عن الاسلام كثيرا ، لذا وجب تشخيصهم واخراجهم من قائمة " الكفار " !!
اسألوا العلمانيين ، خاصة المتعلّمون منهم .. هنا يجب ان تكون حذرا ... لان ما يجيده هؤلاء القوم لا يمكن مقارنته بكفاءة اية كنيسة في هذا الشأن ...هم يمتهنون التمويه والكذب والتبرير والدحض بمهنية عالية ... تتسربل افكارهم بحلة " فلفسية " تُشعرك بسطوة قوتها... وما عليك ، وانت الذي جعلوك ضعيفا وأعزلا ، إلا ان تستكين وسط متاهة من الكلمات تمزّق ما تبقى من ذهنك بعد ان شتّته في دهاليزها المتشعبة !!
بعضهم يرى ان حشره مع "المكون المسيحي " قدر مشؤوم فُرض عليه...وان فكرة الايمان فكرة رجعية اكل الدهر عليها وشرب ...ورغم ان الانتماء للمكون لا يتطلّب ان تكون مؤمنا ، الا انه مع ذلك يرفض... لان ذلك يتعارض وارائه...
اكثر الناس المستعدين لفك الارتباط مع " المكوّن المسيحي " هم القوميون..,. في الحقيقة ، هم اوضحوا ذلك ، او لمّحوا مرارا في مناسبات عديدة... لكن ، ومن اجل مصالح حزبية ، وجدوا انه من الافضل ارجاء اعلان فك ارتباطهم في الوقت الحاضر ، فأصبح حالهم كحال الـ " مشتهي ومستحي "...ربما يكون عنوان هذا المقال حافزا للمجاهرة العلنية بنيّاتهم بعد ان فقدوا الامل في الكنائس المتعنّتة الرافضة لـ " التبشير القومي " !! .. هم مستعدون للمساومة مع الكنيسة تحت شرط واحد... ان تكون مساومة تكتيكية تصب في نهاية المطاف في صالحهم ...
المصيبة الكبرى مع اصحاب الـ " انا "... انهم يعترضون من اجل الاعتراض ...انهم ينقدون من اجل " خالف تُعرف " .. انهم يصخبون ويخلقون حالة من الغوغائية فقط من اجل " اناهم "...
" المكوّن المسيحي " اصطلاح نقوله ... لكن لا نؤمن به... يجب ان نتحلّى بالشجاعة ونعلن " فك ارتباطنا " عنه ...
متي اسو
الـوحـدة المسيـحـية هي تلك التي أرادها الرب يسوع المسيح (له المجد ) وما عـداها فـهي لـقاءات لأكل القوزي والتشريب والسمك المزگوف وترس البطون من غير فائدة
أقبح الأشياء أن يصبح كل شئ في الحياة جميل!! @@@@ ولا تحدثني عن الحب فدعني أجربه بنفسي @@@@ ليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي..الشخصية هي في النهاية مجرد رؤيه لأفكاري..!!